عبد الله الطنطاوي .. أديب الدعوة ...

الشيخ حسن عبد الحميد

clip_image002_0423b.jpg

عندما أريد أن أكتب أسطرا عن العظماء في أمتنا وفي دعوتنا أجد نفسي متهيبا كمن يقف أمام المحيط الأطلسي فيخوض في الماء إلى كعبيه وينثر بعض ماء البحر على وجهه ليكون صادقا عندما يقول سبحت في البحر ..

أبو محمود .. ابن الشيخ محمود الطنطاوي ابن إعزاز التي لم تركع أمام الطغاة .. ابن إعزاز التي أعيت الطغاة وفلت قوتهم

أبو سامي .. لم يكن صديق الطفولة ولم يكن زميل دراسة ولأنه ينظر بنور الله التقطني في تصحيح البكالوريا وجعلني في الصدارة من ضيوفه وإذا أردت أن تكتب عن كرمه تحتاج إلى كتاب خاص والفضل في ذلك ليس له وحده وإنما لأم محمود الزوجة الوفية ذات يد صنّاع تؤمن بكلمات سيدتها خديجة رضي الله عنها عندما تحدثت عن زوجها العظيم : يقري الضيف .. وإقراء الضيف فن لايحسنه إلا الكرام ..

عبد الله الطنطاوي أديب القلم واللسان والفكر لو كان يحب الشهرة ويعيش تحت الأضواء لصار أشهر من طه حسين عميد الأدب العربي كما يقال .. رجل صنعته دوائر معينة وسلطت عليه الأضواء والكاميرات وسخر لذلك أقلام فصار وزيرا للمعارف في مصر وفرض الاختلاط على الجامعات ونفذ مارسم له وأدى دوره ...

أرى أن الطنطاوي مهضوم الحق من بلده ووطنه وجماعته .. ولو دخل البعث لكان وزيرا للمعارف والكرسي محجوز له .. لكن أبا محمود زاهد في الشهرة بعيد عن الكميرات.. واختار دعوه الحق وإتخذ الإسلام منهج حياة .. فكرا وسلوكا وأخلاقا .... تلميذ سيد قطب رحمه الله في الأدب وفي الحياة وفي الثبات على المبادئ . ويتجلى ذلك في اعتقاله وصبره ومحاورته لكبار الطغاة وهو داخل المعتقل فكان قويا بإيمانه وصابراً محتسباً ..

الطنطاوي علم في الأدب ... علم في الدعوة إلى الله ... علم في التعامل الإنساني... وهو خير تلميذ لأفضل أستاذ .. هو أفضل من كتب عن الشيخ مصطفى السباعي .. وأصدق من هتف الله أكبر ولله الحمد .

الدعوة تسري في دمه .... عملاً وجهاداً وتضحية وكرما ... فنثر المؤلفات الدعوية عن قادتها فكتب عن : الإمام الشهيد حسن البنا الدكتور مصطفى السباعي الأستاذ الشهيد سيد قطب الإمام حسن الهضيبي الإمام أبو الأعلى المودودي العالم المجاهد الشيخ محمد الحامد القائد المجاهد مروان حديد الأستاذ الداعية محمد المبارك المجاهد الشهيد عبد الغني البكار مصطفى السباعي الداعيه الرائد والعالم المجاهد . اللواء الركن محمود شيت خطاب .

الطنطاوي صهر أخينا رفيق الدراسة المرحوم إن شاء الله عبد الوهاب ريحاوي.

الطنطاوي سجن في دمشق ونال العذاب .. وصبر واحتسب ... دخل السجن مرفوع الرأس وخرج مرفوع الراس ... لم يتنازل عن مبادئ دعوته ... وحاور كبار المسؤولين أمثال حكمت الشهابي وعلي دوبا لما اعتقل الطنطاوي في حلب كان معه مسدس صودر منه ولما أفرج عنه طالب العماد بالمسدس ونال ماتمنى وأعجب العماد بجراته وشجاعته وتمنى أن يكون في حزبه حزب انطوان سعادة أمثال هؤلاء الرجال الأبطال : أبو عمار البطل فاروق وأبو محمود ابن اعزاز ..

معذره أيها الطنطاوي فلتعريفك أحتاج إلى كتب .. الطنطاوي مدرس اللغة العربية في ثانويات حلب .. مسؤول الجمعيات والنوادي فيها رئيس رابطة الوعي الإسلامي التي أسسها سنه 1955 مع الشاعر محمد منلا غزيل. عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية رئيس تحرير مجله النذير رئيس تحرير مجله فراس رئيس تحرير مجله الرواد رئيس تحرير مجلة سلام أشرف على عدد من البرامج وله مشاركات في الإذاعات العربية والصحف السورية والعربية من مؤلفاته في الأدب : ذرية بعضها من بعض رماد السنين رواية القسام محمد منلا غزيل فلسطين واليهود ِ أقامت له رابطة الأدب الإسلامي حفل تكريم سنه 2003 في الأردن ومنحته مؤسسة الاثنينية في جدة لصاحبها عبد المقصود خوجة الدكتوارة الفخرية .

معذرة أيها الطنطاوي الأديب القدير وجندي الدعوة الأصيل فلم استطع أن أعرف بك جيدا وسلامي لأم محمود التي فرغتك للأدب وللعلم وللدعوة حفظها الله وكانت خادمة ضيوفك وأنا أحدهم .

سلام لك من بلد أردوغان إلى مقامك في عمان البلد العربي الوحيد الذي يسمح للدعوة بالعمل العلني ... حياك الله وبياك ورعاك ...

أخوك : خريج موائدك ومتذوق أدبك حسن عبد الحميد دمت في رعايه الله .

والله أكبر ... ولله الحمد .

وسوم: العدد 643