الشيخ عبد الغني مارعي ..

الشيخ حسن عبد الحميد

                 مجاهد فقدناه : 

 طالب علم من مدينة مارع .. 

مدينة الشجاعة والكرم ..

 مدينة الطيبة والبساطة .. 

المدينة الثائرة على الظلم والبغي والطغاة 

منذ الثمانينات .. 

قدمت الشهداء من آل حافظ .. والنقيب عبد الرحيم نجار .. وغيرهم تقبلهم الله .. وأسكنهم فسيح جناته .

مارع البطولة ..

فمن منا لايعرف الشهيد بإذن الله  حجي مارع واسمه في الأرض والسماء :

  عبد القادر الصالح ( أبومحمود ) رحمه الله الذي ولد في أرض البطولات .. 

ولو رأى القعقاع بن عمرو بطولاته في حلب لقبله ..

ولو رآه خالد بن الوليد سيف الله رضي الله عنه لصافحه ..

ولو رآه المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو على الحوض لقال مفاخرا هذا من أمتي .. 

انتسب لجماعة الدعوة .. وسافر إلى مصر والسعودية .. القائد العسكري للواء التوحيد رمز البطولة وفخر الرجولة .. المجاهد الثائر استشهد بقصف جوي غادر من الطيران المقاوم والممانع ..

 تقبله الله وأسكنه فسيح جناته .. في مقعد صدق عند مليك مقتدر .

مارع : بلد الشيخ يونس الذي زرته مع كبار علماء حلب في مشفى الرحمة بحلب .

مارع .. وتل رفعت ..فيها النجوم من أمثال اﻷبطال محمد خير عليطو تلميذ السباعي .. أرهب البعثيين أمام كلية الشريعة حين اقتطع غضنا من شجرة وطاردهم به فولوا هاربين رحمه الله . 

وفيها من الرجال الكثير أمثال عبد الله يونس..

والشيخ صالح بشير الحجي خريج كلية الشريعة ومدرس الفقه والشريعة في السعودية ..

 مارع : زرتها في شبابي فوجدت فيها كرم الضيافة وحسن الاستقبال .. 

مارع بلدة الأحباب صهيب وعمر أبناء عبد الغني المارعي .. ينامون في المدينة المنورة وقلوبهم في مارع ..

وسأكتب عن صديق العمر ابن مدينة مارع .. 

صاحب العمامة فخر مدينة مارع .. صديق السراء والضراء ..

 مجهول في الأرض مذكور في السماء .. 

خريج مدرسة الخسروية بحلب .. أصعدني في دلو الرافعة كي أصعد إلى سطحها وبدأ الرفع .. 

وتركني معلقا في الهواء ..

 ﻻ هو أصعدني .. 

وﻻ هو أنزلني ..

 إلى أن جاء من أنقذ الموقف رحمه الله ..

 ليس دكتورا وليس شيخ طريقة.. 

جندي من جنود الدعوة و تلميذ من تلاميذ البنا والسباعي أول عميد لكلية الشريعة في دمشق .. 

درسنا في الخسروية معا وانتقلنا إلى كلية الشريعة معا وسكنا في غرفة واحدة في كفر سوسة ..

- يوم سرت وإياك هائمين على وجوهنا في دمشق ﻻنجد مأوى .. 

فقلت لي كم من مسلم ﻻمأوى له .

دخلنا مسجدا نسي المؤذن أن يغلقه .. قلنا هنا بيت الله ونحن عباده ..

 ننام هنا .

غطاني رحمه الله ببساط ثم تان ثم ثالث وكان الفصل شتاء .. 

ثم أتى بسجادة سميكة جدا ووضعها فوق البسط .. صحت أبا يونس قلتني وخرجت من تحت اﻷغطية وأنا أتنفس بصعوبة .

- سمعت رحمك الله طالب علم صغير يهاجم الشيخ السباعي في درسه في جامع النقشبندي .

 فأسرعت إلى عتبة المسجد فقذفته بحذاء كبير من عتبة القبلية ..

 فترك الطويلب الدرس وفر هاربا .

 رحمك الله .. 

وأنت تقول قزم يتطاول على اﻷبطال .. من عمامته تخاف السفارات في دمشق .. 

السباعي الذي كان يصول ويجول في البرلمان ومسدسه على جنبه ..

 وقد رأيت المسدس رحم الله عبد الغني واستاذه السباعي .

-  اصطدم مع البعثيين أمام كلية الشريعة بدمشق فكان بطلا مغوارا ..

يصرخ في وجوههم الله غايتنا .. والرسول زعيمنا والقرآن الكريم دستورنا .. والجهاد سبيلنا والموت في سبيل الله أسمى أمانينا . 

واصطدم معهم في مارع وجاهد ﻷجل اتمام بناء ثانوية مارع التي خرجت المنارات من اﻷطباء والمنهدسين ..

كان محافظا على العمامة ويعتز بها كثيرا .. كان له نشاط حافل في الدعوة في مارع وحلب والباب والمدينة المنورة  ..

زرته في مارع مرات كثيرة برفقة المحامي عبد الرحمن الكرمان .. 

غادر إلى السعودية وأقام في المدينة المنورة وكان بيته مضافة ﻹخوانه ..

 عذب النفس .. مرهف الذوق .. شهم اﻹخاء .. علم من أعلام كلية الشريعة .. محبا وفيا .. صادقا صدوقا ..

 قدم إلينا من المدينة إلى نجران زائرا في الله مع أنجاله..

ولم تنقطع الصلة إلى أن توفاه الله ..

 وأصابه المرض في المدينة المنورة ونقل إلى الرياض وتوفي فيها ..

ودفن في البقيع ولي معه ذكريات وذكريات رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته في مقعد صدق عند مليك مقتدر ..

 وما حجي مارع إلا جندي وثمرة من ثمار هذا العالم الجليل ..

وبذرة من بذور هذا الداعية البطل المغوار .. 

رحمه الله تعالى ..

 وأسكنه فسيح جناته .

وسوم: العدد 652