الدكتور محمد رواس القلعجي

محمد علي شاهين

[email protected]

جمع فقه اثنين وسبعين فقيهاً ما بين صحابي وتابعي، وتابع تابعي، عدا الأئمة الأربعة 

(1353/1934 _ 1435/2014)

عالم موسوعي بارز، فقيه محقّق، باحث إسلامي مختص بفقه السلف، عضو مجمع الفقه الإسلامي العالمي، عضو موسوعة الفقه الإسلامي في الكويت، الأستاذ في جامعة الكويت. 

ولد في مدينة حلب، نشأ في بيت علم وصلاح وتقوى، تتلمذ على علماء الشهباء، واستفاد من مكتباتها العلمية، وكنوز مخطوطاتها الدينية. 

تتلمذ في الخسرويّة الشرعيّة على علماء حلب أمثال: الشيخ محمد راغب الطبّاخ وتأثّر به، وقال: "أحببت الشيخ حباً جماً، وأحبني وكان يدرسنا الحديث والتاريخ وأجازني في الحديث، وكنت أتردد عليه، أجلس بجانبه كالقط الأليف بجانب صاحبه، لا أنبس ببنت شفه، وأتحرك بلطف حتى لا أزعج الشيخ في قراءته"، والشيخ عبد الوهاب سكّر، والشيخ محمد السلقيني وغيرهم من العلماء الذين كانت تحفل بهم الشهباء.

التحق بكليّة الشريعة بجامعة دمشق ونال الإجازة في الشريعة منها في عام 1958.

سافر إلى القاهرة لإكمال تعليمه العالي، والتحق بكليّة الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، وحاز على درجة الماجستير في الفقه المقارن في عام 1971، ودرجة الدكتوراه في عام 1975 وموضوع أطروحته (موسوعة فقه إبراهيم النخعي).

وتأثّر بشخصيّة ومنهج العلامة منتصر الكتاني الأستاذ في كليّة الشريعة بجامعة دمشق.

تولى التفتيش بمديريّة أوقاف حلب، ثم هاجر إلى دول الخليج متنقلاً بين السعوديّة والكويت.

عكف سنوات عديدة على البحث والتنقيب في أمهات كتب الحديث النبوي، والسيرة النبوية، وعلم الرجال، وجمع فقه اثنين وسبعين فقيهاً، ما بين صحابي وتابعي، وتابع تابعي، عدا الأئمة الأربعة وتابعيهم، وأخذ ينشر أبحاثه ودراساته القيمة في المجلات العربية والإسلامية، التي دلت على سعة اطلاعه، وقوة ملكته، وتفوقه في المباحث الفكرية التي اشتغل بها، أو شارك فيها. 

ودعي إلى الكويت للمساهمة في إنجاز مشروع (موسوعة الفقه الإسلامي) التي توقفت في سورية، فكانت له فيها إنجازات طيبة.                

ومن تصنيفاته التي لا يقدر قيمتها العلمية سوى أهل الفضل، ولا يثمن الجهد الكبير الذي بذل في إنجازها، سوى من كابد التأليف الموسوعي: (موسوعة فقه أبو بكر الصديق) 1994 و(موسوعة فقه عمر بن الخطاب) 1986 و(موسوعة فقه عثمان بن عفّان) 1991 و(موسوعة فقه علي بن أبي طالب) 1996 و(موسوعة فقه عبد الله بن مسعود) 1992 و(موسوعة فقه عبد الله بن عبّاس) 1996 و(موسوعة فقه زيد بن ثابت) و(موسوعة فقه إبراهيم النخعي) و(موسوعة فقه الطبري وحمّاد بن أبي سليمان) و(الموسوعة الفقهيّة الميسّرة) 

وصف الناشر هذه المؤلّفات بأنّها: مشروع رائد، وضرورة لا بد منها على طريق وضع موسوعة فقهية عامة، حيث نجد المؤلّف يعرض في كل جزء من هذه السلسلة فقه عملاق من عمالقة الفقه الإسلامي مرتباً على الطريقة المعجمية، وهي طريقة انفرد بها المصنف، لتيسر الوصول إلى أي حكم شرعي ومعرفة رأي المجتهد موضوع البحث بسهولة وسرعة، وستساعد عند استكمالها في وضع موسوعة فقهية جامعة تشمل الفقه الإسلامي بكافة اتجاهاته واجتهاداته تلبية لحاجة العصر.

 وله (لغة القرآن لغة العرب المختارة)، و(من روح القرآن) و(مباحث في الاقتصاد الإسلامي من أصوله الفقهيّة) 1991 تحدث فيه عن الاقتصاد الإسلامي، ويبين فيه أن الدين الإسلامي دين شامل، يحفظ جميع الحقوق الإنسانية ومن ضمنها وضع نظام التعامل المالي، وتطوير اقتصاد المسلمين، وذلك على ضوء القرآن والسنة، و(فقه المعاملات المشجّر) 1997 و(المعاملات الماليّة المعاصرة في ضوء الفقه والشريعة) 1999، و(معجم لغة الفقهاء) بالاشتراك مع حامد صادق قينبى، وشارك في وضع (معجم الفقه الحنبلي). 

وجد في سيرة الرسول (ص) شعاع الأمل، وطوق النجاة للوصول إلى حياة كريمة طاهرة، فكتب دراسة ضافية عن شخصيّة الرسول (ص) السياسيّة (قراءة سياسيّة للسيرة النبويّة) بين فيها أن مفهوم السياسة هو: تدبير شؤون الدولة بحكمة وذكاء وحنكة، وأنّ السياسة لا يتعلمها المرء في كتاب أو في مدرسة بقدر ما تنضج بها فطرته، وهو لا ينكر دور العلم في صقل الفطرة والتسامي بها، وأنّ الله وهب رسوله من الذكاء الفطري والحكمة الفيّاضة، وبعد النظر، وحسن التصرّف في الأمور ما يقصر عنه كل وصف، و(دراسة تحليلية لشخصية الرسول من خلال سيرته الشريفة) وحقّق (دلائل النبوّة لأبي نعيم) بالاشتراك مع عبد البر عبّاس، وحقّق بالاشتراك مع محمد ظافر وفائي: (البصر والبصيرة في علم العين وعللها ومداواتها لثابت بن قرّة الحرّاني) و(نور العيون وجامع الفنون لصلاح الدين بن يوسف الكحال الحموي) و(الكافي في الكحل لخليفة بن أبي المحاسن الحلبي) و(المهذب في الكحل المجرب لعلي بن أبي الحزم القرشي الدمشقي (ابن النفيس) و(المنتخب في علاج أمراض العين لعمار الموصلي) وحقّق أحاديث (صفة الصفوة لجمال الدين ابن الجوزي) الذي حققه محمود فاخوري.

وكتب كثيراً من الأبحاث والدراسات المنشورة، وأشرف على كثير من الرسائل العلميّة.

منح الجائزة الأولى العالميّة للتقدم العلمي.

توفي بمدينة الدمام في 23 جمادى الآخرة، الموافق 23 نيسان 2014 بعد حياة حافلة بالعطاء والإنتاج العلمي.

               

(1) موسوعة فقه إبراهيم النخعي ج 1 ص 5 محمد رواس قلعجي. (2) فهارس المكتبات العامّة في عمّان. (3) أدباء الشام، مقابلة مع الدكتور محمد روّاس قلعه جي، أجرتها هيام عبد الوهاب الأسود.

أعلام الصحوة الإسلاميّة.