فضل الشلف على الأمير عبد القادر

ألقى الأستاذ أحمد عباد بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية لولاية الشلف، محاضرة  بعنوان مبايعة أهل الشلف للأمير عبد القادر، جاء فيها..

مبايعة أهل الشلف، أعطت الكثير للأمير عبد القدر.

المبايعة الأولى كانت غير رسمية، حين ذهب أعيان وعلماء مجاجة لمبايعة الأمير، وطلبوا منه أن يقدم لهم إحتياجاته، وقدموا له ضمانات بمساعدته.

والمبايعة الثانية كانت بتاريخ 1833.2.4، حيث إجتمعت كل قبائل الشلف في وفد رسمي ، يتضمن أعيان وعلماء مجاجة، والمرابطين، والقادة العسكريين، وبايعوا جميعا الأمير عبد القادر.

وبما أن الشلف منطقة زراعية فلاحية، مشهورة بتربية الخيول، تتوفر على المياه، بدليل أن قادة الرومان ، كانوا يقيمون بالشلف لميزاتها الخلابة، فقد ساعدوا الأمير بـ..

محاصيل زراعية تفتخر بها، وكذا الخيول والفرسان، والخيم.

والفول، والحمص، والروينة، والخروب، والزبيب، والكرموس، (والقرط والتبن، للخيول والحمير والبغال ).

تمثلت مساعدات أهل الشلف للأمير في .. 1740 فرس. 1410 فارس. 4150 خيمة.

بقي الأمير في مجاجة، فأعجب بأهلها وبكرمهم، وبنبلهم وشجاعتهم، حتى أن أهل الشلف أطعموا جيشه، وخيله، والبغال والحمير التي تحمل المتاع.

ولولا الدعم المادي والمعنوي الذي قدمه أهل الشلف للأمير عبد القادر، لما إستطاع أن يتقدم في مسيرته، ويحقق إنجازات عسكرية على حساب فرنسا.

وبفضل الدعم المادي والعسكري والقادة العسكريين كسيدي بلحاج المجاجي و بوشاقور المجاجي، إستطاع الأمير أن ينتصر على الفرنسيين في معركة المقطع، ويقتل أكثر من 800 جندي فرنسي.

وإستعان الأمير بالحاج محمد بلعريب ، ليجعله نائبا عنه على وادي الفضة. وسي محمد بومعزة ليجعله قاضي القضاة. وإلتقى الأمير باسره البغدادي ، التي كانت تربطه بهم علاقات حميمية أكثر مما كانت رسمية، وكانوا يتعاملون معه كأخ وليس كأمير. وتقدم الأمير بهؤلاء الرجال إلى العفرون.

وإستعان الأمير بمساعدين أقوياء ، وكان منهم العلماء، والحكماء، والقادة العسكريين، والمرابطين.

كان الأمير يتحكم في 8 مقاطعات حرّرها، ووضع على كل مقاطعة مسؤولا نائبا عنه، والمقاطعات هي..

تلمسان، معسكر، مليانة، المدية، سطيف، بسكرة، الصحراء. والثامنة لم أستطع إستحضارها.

وذكر المحاضر بالإسم والأرقام المقاطعات العديدة التابعة للشلف، والتي زوّدت الأمير  بالخيم ، والخيل، والفرسان . وبفضل هذا الدعم إنتصر الأمير إنتصارا باهرا ضد فرنسا، ومن بين المقاطعات..

أولاد فارس، أولا قصير، مجاجة، العطاف، أولاد العربي، الكرمة، تنس، قربوصة. وعلى سبيل المثال فإن الكرمة التابعة لوادي رهيو، ساعدت الأمير بـ.. 300 خيمة، و700 خيل، و140 فارس.

وكان من علامات قوة الأمير عبد القادر، التسيير الحسن والعدل، لذلك نال حب مساعديه ومن كان حوله.

ثم قدّم المحاضر نبذة تاريخية من الناحية الزمنية عن المراحل التي مر ت بها الجزائر بصفة عامة، والأمير بصفة خاصة.

وأثناء المناقشة ذكر أن الأمير عبد القادر لم يقدم أيّ شيىء للشلف، بل الشلف هي التي قدّمت له كل شيء، ولولا مساعدات الشلف لانهزم الأمير في بداياته.

سرقت فرنسا مكتبة الأمير، وتطلب الأمر 03 أشهر لنقل المكتبة لفرنسا، مايدل على عظم مكتبة الأمير.

ومن بين الذين خانوا الأمير، صهره وعمه. وتعرّض لخيانة كبيرة من حوله داخل الجزائر وخارجها. والخيانة التي تعرّض لها الأمير بدأت منذ سنة 1847.

محي الدين العربي الذي يعتبر الأب الروحي للأمير، سبق له أن بعث برسالة لمجاجة، لأنه كان يتبع نفس الطريقة القادرية. ومن هنا يفهم سر العلاقة المتينة بين مجاجة والأمير، والحجم الهائل من المساعدات التي قدمت له.

وسوم: العدد 670