محيي الدين القليبي : الصحفي المجاهد

clip_image002_2c125.jpg

((1318 - 1374 هـ ))

(( 1900 - 1954 م))

نستذكر اليوم سيرة صحفي تونسي، وداعية مجاهد، من رجال (الحزب الدستوري) الأول، ومناضل يعتبر من زعماء المغرب العربي الكبار . ولد في تونس، ولكن امتد جهاده ليشمل العالم العربي، وعاش حياته مجاهداً مشرداً، عمل للإسلام وللمسلمين في كل مكان .

وكان عملاقاً في مقاييس الرجولة والبطولة والابداع، ولكنه قد طواه النسيان ...

مولده ونشأته :

هو محيي الدين بن عبد القادر بن رمضان الشريف شهر القليبي، ولد المناضل الوطني، الصحفي والسياسي، ومدير الحزب الحر الدستوري التونسي حوالي 1312 هجرية/ الموافق 1900م  من أسرة عريقة نسبته إلى إقليبية (Kelipia) من بلاد تونس.

نزحت الأسرة من بلده ( قليبة) بتونس، واستقرت بالعاصمة منذ القرن الثاني عشر الهجري، وكان أبوه الشيخ محمد بن عبد القادر القليبي يعمل كاتباً بالدائرة السنية منذ عهد ( علي باي )، وهو شيخ الطريقة العيساوية بضاحية المرسي،..

دراسته ومراحل تعليمه :

 وفي أحضان هذه الأسرة الكريمة تربي الشاب محيي الدين، أدخل الكتاب ، فحفظ القرآن الكريم، وبعض متون الفقه،  ثم انتقل إلى جامع الزيتونة مفضلاً طريقة الانتساب الحر ينهل من العلوم أنقاها حتى وصل إلى المرحلة النهائية، وكان مغرما بالمطالعة، فكان يطالع الجرائد والمجلات ليطلع على الأحداث على الصعيدين الوطني والعربي، فكانت المطالعة مدرسته الرابعة.

مكتبته على ألف ومائتي كتاب ذات مواضيع متنوعة، دينية وأدبية وتاريخية وفلسفية وسياسية وعلمية وصناعية، بالإضافة إلى كمية من المجلات المتنوعة المواضيع .

ثم انقطع عن الدراسة لينضم إلى طليعة الرواد المصلحين والشباب المثقف الذي يتحسس طريق الخلاص من جور الحكم الاستبدادي والاستعمار الفرنسي البغيض

نضاله وجهاده:

انتخب محيي الدين القليبي في اللجنة التنفيذية للحزب الحر الدستوري في مؤتمره الثاني المنعقد في 22 أكتوبر 1922، حيث التقى القليبي بالشيخ عبد العزيز الثعالبي الزعيم التونسي الكبير الذي حمل لواء الكفاح ضد الاستعمار الغاشم، فعمل معه، وتصدي لمقاومة الاستعمار ومقارعة دعاة التخاذل يخطب في المجتمعات والندوات، ويحبر المقالات الجريئة للصحف التي كان يوقعها بأسماء مستعارة تواضعاً لا خوفاً ..

وأدار أعمال (الحزب الدستوري) بعد سفر رئيسه (عبد العزيز الثعالبي) إلى الشرق، وقد قال له الثعالبي: جعلت الحزب أمانة في عنقك...  ثم ما لبث الشيخ الثعالبي قبل أن يهاجر نحو المشرق أن أوكل إليه إدارة الحزب، وهو ما حتّم عليه التواجد بانتظام بمقر الحزب، وشهد كل التطورات التي شهدها خاصة في منعرج الثلاثينات وصولا إلى مؤتمر ماي 1933، ثم انشقاق مجموعة عنه قامت بتأسيس الحزب الحر الدستوري الجديد في 2 مارس 1934.

ولم تنته تلك السنة حتى ألقي القبض على تلك المجموعة في سبتمبر 1934، فصعّد محيي الدين القليبي من لهجته وانتقاداته، ثم نظم في جانفي 1935 مظاهرة اعترضت ركب الباي مطالبة بإرجاع المبعدين، فكان أن قامت سلطات الحماية بإبعاده مع ثلة من رفاقه إلى برج البوف بالجنوب التونسي ، ولم يطلق سراحه إلا في عام 1936، فعاد إلى سالف نشاطه السياسي والصحفي.

وفي أعقاب الحرب العالمية الثانية، عينه الحزب عام 1947 مندوباً له بالمشرق للتعريف بالقضية التونسية بالقاهرة حيث توجد جامعة الدول العربية ، وسمي مندوباً للجنة التنفيذية للحزب لدى الهيئات العربية، وعاد إلى تونس عام 1949 ليستأنف نشاطه الصحفي والسياسي وفي الجمعيات المختلفة.

وفي أوائل عام 1952 أرسله الحزب الحر الدستوري ضمن وفد لإقناع وفدي مصر وسوريا لدى هيئة الأمم المتحدة المجتمعة بباريس بتقديم شكوى تونس بفرنسا لدى الهيئة الأممية.

غير أن مسعى الوفد قد فشل، فأرسله الحزب من جديد إلى القاهرة في حين عاد بقية الوفد إلى تونس، وفي مصر تكثفت اتصالاته مع مختلف الأطراف الرسمية والشعبية، بما أثار احتجاج فرنسا لدى الحكومة المصرية، فخرج من مصر، واتجه نحو سوريا، واستمر في النشاط إلى وفاته بدمشق في آخر عام 1954، وفيها دفن ثم أرجعت رفاته إلى تونس بعد أربع عشرة سنة .

السجن والاعتقال :

واعتقله الفرنسيون سنة 1934، ونفي إلى الصحراء. وأطلق بعد عشرين شهراً . وحج سنة 1947 فاستقر بمصر، مواصلاً العمل لقضية بلاده.

جهوده في الصحافة :

اشتغل محيي الدين القليبي بالصحافة، وكانت الصحافة الباب الذي دخل منه علم السياسة والكفاح الوطني، ذلك أن الشيخ عبد العزيز الثعالبي انتبه إليه بعد أن نشر مقالاً بجريدة "الاتحاد"، فاستدعاه، وعرض عليه الدخول إلى الحزب الحر الدستوري، فتم ذلك، وصار يكتب بانتظام في الصحف الحزبية، ومن الصحف التي ساهم بالكتابة فيها: في العشرينات: "لسان الشعب"، "الاتحاد"، "مرشد الأمة"، "العصر الجديد"، "إفريقيا"، مجلة "العالم الأدبي".

فتولى تحرير جرائد (الإرادة) اليومية، و(الصواب) الأسبوعية، و(لسان الشعب) الأسبوعية، وترأس تحرير (الزهرة) أقدم صحف تونس في الثلاثينات ، وفي غيرها من الصحف بتونس وخارجها.

ومن الجرائد لتي ساهم القليبي في تحريرها والكتابة فيها : الاتحاد – الأمة – لسان الشعب – المشير النذير – النديم العصر الجديد – مرشد الأمة ....

كان القليبي يواجه جبهات متعددة في كفاحه من ذلك : الاستعمار, والإدارة الجائرة والصحف الاستعمارية ودعاة التخاذل المتميعين من المثقفين ودعاة التحرر الزائف .. إلى آخر السلسلة من الضلالات والانحرافات ..

مواقف وابتلاؤه:

قدم للمحاكمة لأول مرة بسبب مقال نشر بجريدة ( العصر الجديد في 16 / 2/1924، واشتهر القليبي في ذلك الوقت بأنه مثل السرطان للجرائد ما اتصل بجريدة إلا وعطلتها الحكومة كما ذكر ذلك مازحاً الشيخ سليمان الجادوي صاحب جريدة مرشد الأمة ...

وحوكم مرة أخري، ونفي إلى ( برج لوبوف ) حيث أصيب بمرض السكر ..

وأهم فترات كفاحه، وهو في ريعان الشباب مواقفه المشرفة في عهد ( لوسيان سان ) الممتد من سنة 1922 إلى سنة 1928 حيث أبلي بلاء حسناً في كفاحه للاستعمار وأفكاره ..

تأثره بحركة الإخوان المسلمين :

في عام 1948 عاد من الشرق، واعتزم العمل لإقامة دعوة إسلامية على غرار حركة الإخوان المسلمين الذي كان قد تأثر بها خلال إقامته في المشرق .. ولكن مجري الأحداث لم يسايره في الخط الذي رسمه، ولقي مقاومة من الجميع .

ثم جاءت ظروف أخري اضطرته إلى الهجرة ثانية ليساهم في الجهاد الإسلامي مع أبطال الجهاد من إخوانه مثل: الشيخ الحاج أمين الحسيني، والأمير عبد الكريم الخطابي، والشيخ الخضر حسين.

وقد خطب محيي الدين القليبي الجمعة في مسجد جامعة دمشق أثناء إقامته فيها، وزار الشيشكلي مع الشيخ علي الطنطاوي، والشهيد نواب صفوي وتحدث صفوي بكلام قاس على الشيشكلي فلما خرج الوفد التفت صفوي إلى علي الطنطاوي وقال له كيف وجدتني في هذا اللقاء ، فقال له الطنطاوي : الله لا يعطيك العافية فاندهش نواب، فقال له الطنطاوي : إن الله أرسل موسى وهو خير منك إلى فرعون وهو شر من الشيشكلي، وقال له: فقولا له قولاً ليناً لعله يذكر أو يخشى..

صفاته :

هو الرجل الفذ والزعيم بحق والمجاهد بصدق، الذي يؤثر العمل على القول، ويجول في البلاد الإسلامية شرقاً وغرباً، معرفاً بقضية بلاده المسلمة تونس ، التي استعمرها الفرنسيون وأذاقوا شعبها ألوان البلاء وأنواع العذاب، ونشروا فيها الفسق والفساد، وأحلوا فيها الدمار والخراب، وعملوا على سلخها من دينها ولغتها، وتجريدها من أخلاقها وتقاليدها، لتحويلها إلى قطعة من فرنسا بمفاسدها ورذائلها ومباذلها.

اتصف هذا الزعيم التونسي الكبير بالالتزام الإسلامي في قوله وعمله، وأخلاقه وسلوكه، كما كان النموذج الصادق للمسلم المعتز بدينه المستعلي بإيمانه، المترفّع عن مراتع خفافيش الظلام وأشباه الرجال من أدعياء الزعامة الفارغة والأمجاد الكاذبة من الدمى المتحركة، التي يسلّط عليها المستعمرون أضواءهم، ليصنعوا منهم أبطـالاً يخدعون بهم الشعـوب وهم في حقيقة أمرهم عبيد للمستعمرين مسخرون لخدمتهم وترسيخ أقدامهم في ديار المسلمين.

معرفتي به

رأيت صورته المنشورة في صفحة التعارف الإسلامي ب([[مجلة الشهاب) الشهرية التي كان يصدرها الإمام الشهيد حسن البنا سنة 1947 م؛ وقرأت تعريف الإمام البنا بشخص الزعيم القليبي فتعلّق قلبي به وأكبرت جهاده وجهوده في سبيل الإسلام والمسلمين وبخاصة المغرب العربي؛ وحين سعدتُ بلقائه وجدته أكبر مما كنت أتصور؛ فهو شخصية فذّة وداعية مجاهد، صلب العود، قوي العزيمة، دائم العمل في الليل والنهار، كثير التجوال والترحال في سبيل الله والمستضعفين في الأرض.

جولاته ورحلاته:

قام المجاهد المسلم محيي الدين القليبي بجولات أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات الميلادية في كل من مصر وسوريا والعراق والأردن وغيرها من ديار العروبة والإسلام، التقى خلالها رجالات الإسلام وأعلام الحركة الإسلامية أمثال الإمام الشهيد حسن البنا بمصر والشيخ الصواف بالعراق والدكتور السباعي بسورية وغيرهم من قادة الفكر ورجال الدعوة وزعماء المشرق العربي والمغرب العربي على حد سواء، وكانوا يتدارسون الأوضاع في بلدان المغرب العربي بخاصة والعالم العربي والإسلامي بعامة، وكان الصراع المحتدم بين دعاة العروبة و الإسلام من جهة، وبين دعاة التغريب والفرنسة من جهة أخرى، وكان الاستعمار الفرنسي يمدّ الفريق المعادي للعروبة و الإسلام بكل وسائل الدعم والمساعدة والتأييد والمساندة والعون والتعضيد.

وكانت لقاءات القليبي مع القادة والزعماء المسلمين ذات مردود طيب وأثر نافع، حيث أقيمت المؤتمرات وعقدت الندوات وقامت المظاهرات الصاخبة وارتفعت الأصوات تدين فرنسا وتطلب منها رفع يدها عن تونس وغيرها من بلاد المغرب العربي، كما أصدرت مجلة (الإخوان المسلمون) الأسبوعية أعداداً خاصة عن شعوب المغرب العربي ومعاناتها من الاستعمار وجهادها ضد فرنسا وكشفت عن جرائمها البشعة بحق هذه الشعوب المسلمة.

بساطته وزهده

كان الأستاذ القليبي بسيطاً في مظهره غاية البساطة، حتى إن أحد الإخوة السوريين المكلّف بمرافقته اقترح عليه أن يرتدي ثياباً جديدة لمقابلة رئيس الوزراء الذي كان على موعد معه، فغضب القليبي غضباً شديداً وقال للأخ: إننا لا نقابل الناس بثيابنا ولكن بنفوسنا، والرجال بمخابرها لا بمظاهرها، فسكت الأخ وردد قول الشاعر:

وإذا كانت النفوس كباراً    تعبت في مرادها الأجسام

واستقبل رئيس الوزراء السوري الأستاذ القليبي بكل احترام وتقدير وإكبار وتوقير، للمهابة التي يتميز بها والأخلاق العالية التي يتصف بها، وكان الرئيس أذناً صاغية لما يقوله هذا الزعيم المجاهد عن أحوال الشعب التونسي المضطهد ومعاناته من ظلم الاستعمار الفرنسي وصنائعه من العملاء المرتزقة.

توجيهاته

الأستاذ محيى الدين القليبي والشيخ الإبراهيمي الجزائري

كان القليبي في أحاديثه للشباب المسلم الذين التقاهم في مصر و سوريا و العراق و الأردن و فلسطين ، يؤكد على ضرورة بناء الشخصية الإسلامية، المتميزة بصفاء العقيدة، وقوة الشخصية، ومتانة الخلق، ورجاحة العقل، والحكمة والتروي في محاكمة القضايا والأحداث، ويثير فيهم معاني الاعتزاز بـ الإسلام ، والانتساب لهذه الأمة، التي هي خير أمة أخرجت للناس، كما كان يؤكد على عالمية الإسلام ووحدة الشعوب الإسلامية وضرورة انصهارها في بوتقة واحدة، ترفع راية التوحيد، وتستظل في ظلال الإسلام، وتحكِّم شرعه بين الأنام.

كما كان يوضح بأن الطريق لتحقيق ذلك إنما يكون ببناء الرجال الأشداء الذي يسلكون مسلك السلف الصالح من الصحابة والتابعين والسائرين على نهجهم دون التفات للمتخلفين أو المثبطين، لأن الحياة صراع بين الحق والباطل والكفر والإيمان، و الإسلام دين لا يهزم ألبتة، ولكن المسلمين ينهزمون إذا تخلوا عن منهج الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) وينتصرون إذا تمسكوا بهما، وإن سنن الله ماضية لا تحابي أحداً، فمن زرع حصد ومن جد وجد ومن سار على الدرب وصل.

فعلى الشباب الأخذ بالأسباب، وإعداد العدة ليوم النزال، فأعداء الإسلام لن يتوقفوا عن حرب الإسلام والمسلمين حتى يدع المسلمون دينهم ويسيروا في ركاب الكافرين: {ولا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إنِ اسْتَطَاعُوا} [البقرة: 217].

فخذوا حذركم يا شباب الإسلام فأنتم أمل هذه الأمة، وعليكم معقد رجائها، فلا تخيبوا آمالها فيكم وكونوا غدها المشرق وعدتها في الملمات.

محبة الشباب له

كان للقليبي مع الشباب المسلم بمصر و العراق و سوريا و الأردن و فلسطين جلسات وسهرات، وأحاديث وندوات، ومحاورات ومساجلات، استفادوا فيها من خبراته وتجاربه، وتوجيهاته وتوصياته، فأحبوه كما يحب الابن أباه والتلميذ أستاذه، وعاهدوه على أن يكونوا رجال الإسلام وحملة دعوته، ولقد صدق الكثير منهم فيما قالوا، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر.

نعم لقد احتلّ الأستاذ القليبي سويداء قلوبنا، وأحببناه من أعماقنا ووجدنا فيه الأب الحاني والأستاذ المربي، والداعية الحكيم، والعامل المخلص والرجل الشجاع، لأنه من نوادر الرجال الذين آثروا ما عند الله على ما عند الناس، وخرجوا من الدنيا الفانية وليس لهم من متاعها إلا الجهاد والمجاهدة والصبر والمصابرة، فكان الدرة الثمينة في جبين الحركة الإسلامية ، ومهما حاول الأقزام وأشباه الرجال أن يسدلوا الستار على ذكره وأن يعفوا على رسمه، فإن أصحاب الحق في كل مكان يعرفون من هو الزعيم المجاهد محيي الدين القليبي، كما أن المخلصين من أبناء الشعب التونسي المسلم والأوفياء من الرجال يدركون الدور العظيم الذي قام به من أجل دينه وأمته ووطنه، والعالم الإسلامي يعرف للرجل مواقفه المشهودة في المؤتمرات وجهاده في سبيل الإسلام والمسلمين سواء في تونس أو غيرها من ديار المسلمين.

آثاره العلمية :

ترك القليبي آثارا علمية كثيرة منها المطبوع ومنها غير ذلك، وأغلبها رسائل صغيرة

ومن الآثار المطبوعة له :

1-   كتاب ( مسألة التجنس)

2-   كتاب ( مأساة عرش )- كتبه بعد نفي الباي محمد المنصف .

3-   كتاب ( ملك تونس )

4- و(رسالة عن التعليم بتونس) قدمها إلى مؤتمر اليونيسكو المنعقد ببيروت سنة 1948 .

5-و(ذكرى الحماية - ط) رسالة  .

وكان القليبي قد أسس في دمشق كذلك دار الفكر الإسلامي للتأليف والترجمة والنشر ...

وفاته :

وبقي المجاهد في عمل دؤوب حتى نحل جسده الشريف، ونزلت به الأمراض حتي وافاه الأجل المحتوم في دمشق في يوم 1 ديسمبر  1374 هـ / 1954م .. عن عمر تجاوز (54) عاماً .

ثناء العلماء عليه :

كتب الأخ عصام العطار مقالاً تحت عنوان (( محي الدين القليبي)) :

نشر هذا المقال في جريدة الشهاب الدمشقية سنة 1954م ، وأعادت مجلة الرائد نشره  بمناسبة ما يمر بتونس من أحداث، ليتعرّف الجيل الجديد في تونس إلى أحد زعماء بلاده الحقيقيين، وإلى نموذج الزعامة الإسلامية كيف يكون، لعله يميز بذلك بين الغث والسمين، ويأخذ طريقه الصحيح مع المجاهدين الواعين المخلصين

لقيني -منذ سنوات- الأستاذ عبد الرحمن الباني فسألني :

هل زرت السيد محي الدين القليبي ؟

قلت : لا

قال : يجب أن تزوره

قلت : أنا والله سيء الظن بالزعماء، لا أحب أن أزور أحداً منهم، إنهم كبار عن بعد صغار عن قرب، وهم -في الأكثر- دجالون ..

قال الأستاذ الباني : إنّ السيد محي الدين ليس كمن عرفت من الزعماء، إنه يمتاز بالإيمان الصادق، والوعي العميق، والجهاد الحق .. وهو خليق بأن تراه، وتتعرف إليه .

قلتُ : لعلي أفعل -إن شاء الله-

ولقد شاء لي الله أن أراه، وأتعرف إليه، ولكن بعد أمدٍ طويلٍ من ذلك اللقاء .

رأيته أثناء انعقاد المؤتمر الإسلاميّ في القدس سنة 1953م فتذكرت وصية الأستاذ الباني ..

ووقفت في زاوية من زوايا ردهة فندق القلعة حيث انعقد المؤتمر أرقبه، وقد طلع بقامته الطويلة الهزيلة المحنية قليلاً عند الكتفين، ووجهه المستطيل الحزين، وجبهته الواسعة، وعينيه الصغيرتين المفكرتين، ولحيته القليلة التي خطها الشيب ..

وعرفت القليبي بشكله ثم عرفته بحقيقته

كان يجلس وراء الصفوف في الحفلات والاجتماعات حيث يتقدم الآخرون ..

وكنا نفتقده في مجالات المجاملة والظهور كما نفتقد بعضهم في مجال العمل المستور  

وإذا كان هنالك من حضر المؤتمر لإبراز شخصه فقد حضر هذا الرجل لخدمة قضيته فهو يطلب دوماً العمل المنتج، ويؤثر السبيل المثمر فلا تراه إلاّ حيث النظر الجاد والتنظيم العملي والتنفيذ السريع .. لقد كان رائعاً حقاً هذا (الشيخ) الطويل الهزيل الحزين، كان أعظم من المظاهر التي استولت على بعض الحضور فحولتهم إلى ممثلين ومهرجين ..

وكأنما كان به بأس من جيل مضى وأمل في جيل أقبل، والتقيت معه بالمشرب وبعض الرأي، فولدت بيننا صلة كأخلص وأعمق ما تكون الصلات بين الناس .

وأجلس الآن لأكتب عنه، وأستعيد ماضي ذكرياتي المرتبطة به، فتتجسم أمامي شخصيته الفذة التي طالما عشت معها، وعاشت معي منذ انطوت من العالم الخارجي .

ولن أستطيع في هذه الساعة القصيرة، وبهذه الصفحات القليلة أن أصور القليبي ..

إنما أرسم -في حدود ذكرياتي الشخصية- بعض ملامحه البارزة لأقدمها إلى الشباب المتعطش إلى النظرة الإسلاميّة الخالصة، والقيادة الواعية، والاستشهاد في الجهاد قدوة حسنة قلما يكون لها مثال.

لقد امتاز القليبي بنظرة إسلامية خالصة؛ وما أصعبها هذه النظرة ! وما أقل ما نجدها بعد أن دهمنا الاستعمار بغزوه السياسي والفكري، وقسم وطننا الكبير فأوجد النظرة الوطنية، والنظرة القومية، والنظرة الشيوعية .. وفرضها على المسلمين، فهم (مسلمون) نظرتهم غير إسلامية إلى الأمور !!

وليس بالقليل أن يتحرر الإنسان من هذا الواقع السياسي والفكري كما تحرر الأستاذ القليبي .

تكلم مرة في جمهور ضخم في قاعة الجمعية الغراء بمناسبة حلِّ جماعة الإخوان في مصر سنة 1954م، فأعلن أنه لا يقبل أن يقال : هذه قضية داخلية لا يتكلم فيها غير مصري، وأنه لا يعترف بحدود الأرض ولا اللغة بين المسلمين، ولا يؤمن إلاّ بوطن واحد هو وطن (الدين) لا وطن العصبية و(الطين) .

ثم عرض لحل (الإخوان المسلمين)، فوصل هذه القضية الجزئية بالمشكلة الإسلاميّة الكبرى، وعاد بنا إلى جذور هذه المشكلة في الزمان والمكان، وإلى ظواهرها في الماضي والحاضر، وإلى نتائجها المنتظرة في المستقبل .. ثم أشار إلى السبيل الصحيحة في العمل ..

وكان يتكلم بهدوء ووعي وإخلاص يحسه المستمعون، وقد ارتفع بنظرته الإسلاميّة الخالصة على العصبية الوطنية والقومية، وعلى الظروف السياسية، وعلى الأفكار الشائعة، والمقاييس الفاسدة .. حتى لقد ظهر لنا غريباً عن جوّنا، وبدا لنا على مسرح القاعة مرتفعاً عن واقعنا، كأنما يتلقى القول من العالم العلوي فوقنا، ثم يلقيه بحرارة وبساطة وثقة فيستقر في أعمق أعماق القلوب .

وكما امتاز بالنظرة الإسلاميّة والوعي العميق لواقع المسلمين وحاجتهم، امتاز بالتفاني التام في العمل لهم وخدمتهم .

زرته في بيت الأستاذ محمد الكامل التونسي -وهو مريض- ودخلت الغرفة التي هو فيها، فوجدته ممدداً على السرير متورم الأطراف، مصفر الوجه، بادي الإعياء ..

قال : لقد سألت عنك كثيراً، أين أنت ؟

قلت : كنت مسافراً، وقد عدت أمس .

قال : أريد أن تدرس لي، كيف يمكن أن نهييء وسائل الطباعة في دمشق للدار الإسلاميّة للتأليف والترجمة والنشر.

قلت : سأفعل إن شاء الله .

قال : أرجوك أن تهتم كثيراً بهذا الأمر، فالمسلمون أحوج ما يكونون إلى التعارف بينهم، وإلى أن يدركوا واقعهم ويشخصوا مرضهم، وإلى أن يعرفوا خصمهم، ويكتشفوا مقاصده ووسائله، ليرسموا خطتهم عن بينة، ويتابعوا جهادهم على بصيرة ، فلا تكون انتفاضاتهم ردود فعل عمياء، ولا تذهب جهودهم هدراً، ولا يخدعهم المغرضون عن الغاية والطريق الموصل كما يحدث الآن .. المسلمون بحاجة إلى الوعي الصحيح، وهذه الدار يمكن أن تكون وسيلة هذا الوعي ..

وبلغ به الإعياء منتهاه، وانقطع نفسه فسكت عن الكلام .

وقال له رجل في الغرفة، اترك هذه الموضوعات الآن . ألم ينهك الطبيب عن التفكير والكلام ؟

فالتفت القليبي إليه -مقطباً- وقال :

إنّ هذه الموضوعات أهم عندي من الصحة والحياة .

وذهبت بعد ذلك بأيام لزيارة الأستاذ الهضيبي في بلودان عام 1954م فسألني :

كيف حال الأستاذ القليبي ؟ فأخبرته باشتداد المرض عليه، قال :

وماذا يعمل الآن ؟

قلت : إنه يجهد في تهيئة وسائل الطباعة لدار نشر إسلامية في دمشق .

قال : وهو يهز رأسه، ويبتسم بحزن : هذا هو ما توقعت، ثم قال لي : أبلغه -إذا رجعت إلى دمشق- سلامي، وقل له -على لساني- إنّ المسلمين لا يريدون منك الآن إلاّ أن تهتم بنفسك وصحتك، وتحفظ لهم حياتك الغالية، فاترك كل ما تقوم به .

ورجعت إلى دمشق، وذهبت إلى زيارته في المستشفى الجراحي بدوما، وقد نقلوه إليه لاشتداد المرض عليه، فقال لي :

ماذا تم في الأمر الذي رجوتك فيه ؟

فتشاغلت عن الجواب، فقال بعتب :

ألم تدرس الموضوع ؟!

فسكت، وأطرقت، ثم تشجعت، فرفعت رأسي، وقلت :

لم لا نؤجل هذا البحث إلى أن تسترد صحتك وقوتك ؟ إنك بحاجة إلى أن تستريح من كل جهد ..

فبدا في ملامحه الدهشة وخيبة الأمل والإنكار، فاستطردت بسرعة، وقلت :

إنّ الأستاذ الهضيبي يسلم عليك وقد حملني إليك رسالة .

قال : وما هي ؟

قلت : إنه يقول لك : إنّ المسلمين لا يريدون منك الآن إلاّ أن تهتم بنفسك وصحتك ، وتحفظ لهم حياتك الغالية ، فاترك كل ما تقوم به .

فانتقض انتفاضة شديدة، وقال :

وما هي فائدة حياتي وصحتي إذا لم أؤد حق الله علي، وأقم بواجبي ..

إنني أعيش للعمل في سبيل الله فلا أقبل أبداً أن أترك العمل للعيش .

ثم قال بصوت رزين عميق -وقد ترقرقت في عينيه الدموع-

إنني لأشعر باقتراب نهايتي، ولدي أشياء أريد أن أقولها للمسلمين، وأشياء أريد عملها لهم، ولم يعد في العيش فسحة للانتظار، فلا بد إذن أن أجهد نفسي لتحقيق ما أريد قبل حلول أجلي، ولو قتلني الإجهاد قبل الأوان .

وهممت بمراجعته فقال برقة وحزم :

أرح نفسك من المراجعة والكلام فلن يتغير هذا القرار .

إنني لن أترك خدمة عقيدتي للاحتفاظ بهذا الجسد الفاني، ولن أؤثر سلامتي على أداء رسالتي .. فإذا قتلني الإجهاد -كما تخشون- فمرحباً بالموت في طاعة الله .

ولن أستطيع أبداً أن أنسى زيارتي الأخيرة له في الغرفة البسيطة التي سكنها قبيل وفاته على سطح من أسطح حي المهاجرين .

دخلت عليه وهو ممدد على فراشه الرخيص وقد عجز عن الحركة واضطررت أن أنحني عليه ليصل صوته إلي ..

وكان الصراع قد اشتد في المغرب -وما نسي القليبي قط المغرب العربي، ولا انقطع عن التفكير فيه والعمل له يوماً من الأيام- فسألني بصوت خافت منقطع :

ماذا تصنعون من أجل المغرب ؟

قلت : لقد قام الطلاب اليوم بمظاهرات ..

فقطع عليّ الكلام، وقال بمرارة :

مظاهرات ! مظاهرات ! .. أنتم لا تقدمون إلاّ المظاهرات والكلمات !! .. وإن حاجة المغرب إلى المال والذخيرة والسلاح .

ثم قال بألم وانفعال :

لقد كتب إلي المجاهدون من المغرب أنهم قد تركوا بيوتهم وليس فيها الشعير فضلاً عن القمح ، وتركوا أهلهم وأطفالهم بلا طعام ، وإن أحدهم ربما اقتحم المعركة ولقي الجيش الفرنسي وليس معه إلاّ عدد من الطلقات ..

وغلبه الألم والانفعال فصاح :

أسر المجاهدين تموت من الجوع، والمجاهدون يتساقطون على الموت بلا ذخيرة ولا سلاح، وهم يطلبون العون فلا يلبون إلاّ بالكلمات ! والمقالات ! والمظاهرات ! وأنا -وا أسفاه- مسترخ هكذا على الفراش !

وانقطع نفسه، فسكت فترة حتى إذا استراح، وعاودته حالته الطبيعية قال بهدوء :

كنت أخبرتك بعزمي السفر إلى منطقة في صحراء ليبيا، لأيسر إمداد الثورة بالمال والذخيرة والسلاح .

قلت : نعم .

قال : فأنا مسافر بعد أيام .

قلت : لقد كنا رجوناك أن تؤجل السفر، كيف تسافر، وأنت على هذه الحال ؟!

قال : فأنا مسافر بعد أيام .

قلت : لقد كنا رجوناك أن تؤجل السفر، كيف تسافر وأنت على هذه الحال ؟!

قال : يمكن أن أُحمل حملاً إلى الطائرة، ثم أُحمل من الطائرة، وأوضع هناك في سيارة وعلى الجمال .. ولسوف أجد في تلك المنطقة من يعرفني، ويعينني على القيام بمهمتي ..

وسكتٌّ، ومات على شفتي كل اعتراض، لقد كنت أمام (روح) أقوى من التعب والمرض ومن إغراء الحياة ومن كل العقبات .

وبعد عدة أيام .. حُمل الأستاذ القليبي .. ولكن لا إلى الطائرة بل إلى مستشفى المجتهد في الميدان .

وفي الساعة العاشرة من آخر ليلة في تشرين الثاني/نوفمبر سنة 1954م كنت مع الأستاذ السباعي في مستشفى المجتهد مسرعين إليه، وقد بلغنا اشتداد الخطر عليه .

ونقرنا باب غرفته فانفتح، وخرج إلينا الطبيب بوجه مكتئب، وقال : إنه غائب عن الوعي الآن، ويحسن عدم الدخول عليه .. ثم فرج لنا الباب لنراه .

كان مسجى على فراشه، وقد مال رأسه إلى اليمين، وانسدل جفناه، فظهر على صفحة وجهه الهزال .

وكان فمه ينفتح قليلاً وينطبق، ويرتفع الغطاء على صدره شيئاً، وينخفض، ونسمع صوت تنفسه الثقيل كأنما يجاهد مجاهدة لاستنشاق الهواء ..

واستولى علينا الخشوع والحزن، وعقلت ألسنتنا الرهبة .

وقال الأستاذ السباعي أخيراً بصوت لا يريد أن يخرج من الوهن :

أليس هنالك أمل ؟

وحرك الطبيب رأسه حركة تدل على ضعف الرجاء، وبدا عليه التردد .. وقال :

إننا نبذل ما وسعنا من الجهد .

وقال الأستاذ السباعي : أرجوكم ألا تتركوا وسيلة، ولا تدخروا حيلة .. إنّ هذا الرجل كبير في بلاده، عزيز على المسلمين في كل مكان، وله علينا نحن أيضاً ديون

وعاد بصري إليه .

وأخذت أملأ العين والقلب من وجهه الأصفر وجبينه النبيل .. أتزود لما أخشاه من الفراق .

وحالت بيني وبين الرؤية الواضحة سحابة دمع فكأنني لا أنظر إلى حقيقة بل إلى خيال ..

أهذا كله حقيقة ؟!

أيمكن أن تكون هذه نهاية القليبي فلا نراه بعد الآن ؟!

أتنطفئ هذه الشعلة في الظلام الدامس ؟!

أيكف عن النبض هذا القلب الذي يمد بالأمل والحياة ؟!

أيموت القليبي في هذه الغرفة في مستشفى المجتهد خلف هذه الجدران السميكة وليس بجواره إلاّ الممرضة والطبيب ؟!!

أيموت بعيداً عن وطنه .. بعيداً عن أهله .. بعيداً عن زوجه وأبنائه .. غريباً هنا في دمشق ؟!!

أهذه هي نهاية المجاهدين الصادقين ؟!!

ولكن لا ، إنّ القليبي لم يكن يؤمن برابطة (الطين) بل برابطة (الدين) فكل بلد إسلامي وطنه ، ونحن جميعاً إخوانه وأبناؤه ..

وغلبنا العجز فدعونا الله بقلوبنا الواجفة أن يكون مع هذا الرجل العظيم .

وفي اليوم الثاني كنت أسير في جنازة المرحوم القليبي وأنا في غير هذه الدنيا .

كنت معه هو فلم أكد أحس مَنْ حولي، وما حولي، ورافقته بخيالي وقلبي وفكري، ورأيت صور حياته تتتابع في عيني حتى تنتهي بي إلى النعش ..

لقد عاش لقضيته ولم يعش عليها، وعمل لله لا للناس فحمل هذه القضية في كل مكان ، وعمل لها حيث لا تراه عين إنسان .

ولم يكن كهؤلاء الزعماء الذين يعملون للناس حتى إذا نزلوا عن المسرح وانفض المتفرجون خلعوا أردية التمثيل ..

لقد جاهد أخلص جهاد ، وضحى أكبر تضحية ، واحتمل أشد ألم ، وبلغ ذروة السمو ونكران الذات و .. ووصلنا إلى مقبرة (باب الصغير) فوقفنا وتقدم النعش ..

وتكلم الأستاذ سعيد رمضان، وتكلم الأستاذ التونسي .. ورأيت نفسي أنا أيضاً أتكلم ، وسمعتني أقول بيقين :

ما فقدنا الأستاذ القليبي .

لقد انتقل من عالمنا الخارجي إلى عالمنا الداخلي .

لقد انطوت عليه الجوانح قبل أن ينطوي عليه القبر، واشتمل عليه التاريخ -قبل أن يشتمل عليه التراب- مثلاً رائعاً للنظرة الإسلاميّة الخالصة، والقيادة الواعية والاستشهاد في الجهاد ..

وبعد :

إن شباب الصحوة الإسلامية في تونس يعرفون رجالها من أصحاب السابقة وذوي الفضل والرواد الأوائل الذين شقوا الطريق، ورسموا معالمه، وبينوا للأمة دورها وأهابوا بها للسير فيه إلى مواطن النصر.

وإنني لأدعو قادة الحركة الإسلامية المعاصرة في تونس لتقديم سيرة القليبي لإخوانهم العاملين معهم، ليقفوا على الجوانب المشرقة والصفحات المضيئة من سجل جهاده الدائب، وعمله الموصول ومواقفه الصلبة وآرائه السديدة، وهذا أقل ما يجب من الوفاء لمثل هذا العالم العامل، والمجاهد الصادق، الذي جاد به الزمان في أحرج الفترات، فكان طليعة الركب وقائد المسيرة وبطل الأزمات ورجل المواقف.

نسأل الله العلي القدير أن يجزي أستاذنا الكبير محيي الدين القليبي خير ما يجزي عباده الصالحين وأن يوفق العاملين في حقل الدعوة الإسلامية بتونس وغيرها إلى الثبات على الحق والصبر على البلاء واستشراف النصر من واهب النصر: {وَلَيَنصُرَنَّ الله مَن يَنصُرُه} [الحج: 40].

مصادر الترجمة :

(1) الأديب: ديسمبر 1971 ويناير ومايو وسبتمبر 1974.

(2) من ترجمة له بقلم السيد علال الفاسي. والأهرام 2 / 12 / 1954

3-وفي معجم البلدان 1: 313 (إقليبية. وأثبته ابن القطاع بألف ممدودة: إقليبياء)

 4-الزركلي: الاعلام 8: 68

5-معجم المؤلفين – كحالة .

6-موقع الأستاذ عصام العطار .

وسوم: العدد 670