جسر الشغور ... وشاعرها يحيى حاج يحيى

الشيخ حسن عبد الحميد

clip_image002_e3ad5.jpg

جسر الشغور ...

بلد العلماء والأدباء والشعراء ، زرتها شابا وسبحت في العاصي ، وزرت ( القُنيّة ) وسكانها نصارى لكنهم يتعايشوا مع أهل الجسر ، لهم كنائسهم وطقوسهم ، وبينهم وبين المسلمين تزاور وتناصح

وعلى الجانب الآخر كان ( الفردوس ) وهو منتزه يشبه ماليزيا ؟؟

ولكن القوم غرهم أن زمام الحكم صار في أيدي جماعتهم فطغوا وبغوا ؟؟؟

من هذه البلدة المجاهدة طلاب العلم الشيوخ عبد الرحيم حبوب ، وعبد الرحمن حلي ، ومحمد بشير حلوي الذي كان رفيق الصبا في مدرسة القرناصية في الفرافرة بحلب ، وقف في وجه الباطنية وحاربها بكل جرأة رحمه الله ، توفي في الرياض بعيدا عن دياره سنة ٢٠١٠ م

وفي هذا البلد الكريم نخبة من الأدباء والشعراء منهم الأديب المجاهد الشيخ إبراهيم عاصي أديب القصة ، ولولا أن الطغاة قتلوه لزاحم علي أحمد باكثير ونجيب الكيلاني وغيرهم من كتاب القصة !!!

قصة أديب الجسر ( سلة الرمان ) تعتبر من روائع الأدب العربي في فن القصة ، غضب عليه الطغاة فنقل من التعليم إلى السجل العقاري في ادلب ، ثم اعتقلوه ونال الشهادة بإذن الله .

وله زميل أديب هو محمد الحسناوي الذي أثرى المكتبة العربية بفنه وأدبه ، وعمل مع شيخه مصطفى السباعي في مجلة حضارة الإسلام ، وكتب عن السباعي كتابا نقل فيه صورا عن حياة شيخه من الداخل كما يقال رحمه الله 

توفي الحسناوي في عمان سنة ٢٠٠٧ م

وأضاء بيتي المتواضع في المهجر نور شاعر عظيم ، تلميذ إبراهيم عاصي ومحمد الحسناوي 

الشاعر الأديب يحيى حاج يحيى ،

شاعر الثورات ضد الظلم والطغيان ....

كان شاعر الثورة في الثمانين ، وشاعرها اليوم

وهو أديب كبير وشاعر فحل لو سلطت عليه الأضواء لبز أحمد شوقي وحافظ إبراهيم ، هذا الشاعر العظيم خدم الأدب الإسلامي بإخلاص وهو عضو رابطة الادب الاسلامي العالمية

كتب الشعر والمقالة والقصة ، ويعد واحدا من أعلام الشعر الإسلامي المعاصر ، اسمع إليه يقول : 

قد تملك سوطا يكويني 

وتحز القلب بسكين 

قد تجعل غلك في عنقي 

وتحاول قطع شرايني 

وتصادر شعرا أكتبه 

بشمالي إن عزّ يميني 

وتجوع طفلي من بعدي 

واها للطفل المسكين 

لكن لن أخضع في يوم 

للظلم بضعف أو لين 

فتباشير الفجر انطلقت 

من جرح شهيد وسجين

هذا الشاعر العظيم زارني في بيتي قادما من مدينة رسول الله عليه الصلاة والسلام  ، 

واتحفنا بأمسية شعرية في بيت الدعوة مع أخيه الشاعر المتألق قاسم ميثاق الحسين

اسمعنا روائعه عن حلب : 

لله درك ياشهباء غاضبة 

            فيك البطولة والايمان عنوان 

هبت تفكُ حصار الذّل وانطلقت  

             كأنما الروس والأذناب ماكانوا 

ويقول : 

ثبات أهلك في الشهباء مفخرة 

          فلترفع الرأس بالشهباء مفتخرا

ويبدع : 

الله أكبر هذه حلبُ ..

           يزهو بها الاسلام والعربُ

فاستبشري ياشام وانطلقي  

                فلقد أُذلَ الروسُ والذنبُ

وينطلق إلى إدلب الخضراء : 

قصفت باإدلب فارتاع قلبي 

            كأنك قاصف جسر الشغور 

ولو أشعلت نيرانا بدرعا 

               لكان مُصابها يُدمي شعوري 

توحدنا المصائبُ والرزايا 

                           كما كنا بأيام السرور

ثم إلى دير الزور : 

أبكيك يادير أم أبكي الميادينا 

            فكل شيء بأرض الشام يبكينا 

لولا الشماتة كان الدمع يغسلها .. 

              ويندبُ القلب ناعيها فيؤسينا

ثم قصيدة أسماء البلتاجي تقبلها المولى شهيدة في جنات النعيم 

لا تصوب نحوها طلقات نارك 

ليس في ( رابعة ) أرض معارك 

إنها مصر بأثواب صبية 

بسمة النيل الندية 

حرة .. مؤمنة القلب 

وبيضاء الهوية

لا تصوب نحوها طلقات نارك 

خبىء الطلقات كي ترمي بها

أعداء دارك 

إن بلدة جسر الشغور لن تعقم بولادة شاعر مبدع ، فالخير في أمة محمد عليه السلام إلى يوم القيامة

أجل أتحفنا شاعرنا المبدع ، شاعر الصحوة الإسلامية ، الذي له الجهود الخالدة في أدب الطفولة ، وله دواوين كثيرة منها ( في ظلال المصطفى ) و( على أبواب كابل ) ، وله مؤلفات منها ( دليل القصة الإسلامية المعاصرة ) و ( المرأة وقضايا الحياة ) و ( حروف على درب الخلود )

ماأجمل قوله لعلماء السوء !!!!

أصحاب العمائم المزيفة :  

إن كنت تأكل على مائدة السلطان 

وتتربع على كرسي في الديوان 

فلا عجب أن تشهد لأبي جهل بالإيمان !!

رحم الله أخانا الأديب القصاص إبراهيم عاصي : 

ياكوكبا ما كان أقصرَ عمرهُ   

               وكذا تكون كواكبُ الآسحار

جاورتُ أعدائي وجاورَ ربهُ    

                  شتان بين جواره وجواري

رحم الله الأديب الأريب محمد الحسناوي ، وبارك اللهم في جهود الأديب الأريب صديق الجميع الشيخ عبد الله الطنطاوي فهو يسد مسد كوكبة من الأدباء الفحول قواه الله.

وتحية حب ووفاء لشاعرنا الأستاذ يحيى حاح يحيى ، وفقه المولى لكل خير ، وسدد الباري على الحق خطاه ..

والله أكبر والعاقبة للمتقين 

وفرجك ياقدير

وسوم: العدد 687