الأستاذ الدكتور ماجد عرسان الكيلاني: رائد التربية الإسلامية في العصر الحديث

(1932- 2015م )

clip_image002_c9a6f.jpg

هو المفكر والمؤرخ والتربوي من الأردن، كان ماجد عرسان الكيلاني مهتماً بالتربية , والنهضة , والإصلاح .

عاش حياته مفكراً وباحثاً عن الحقيقة ومتصفاً بالموضوعية والنزاهة والدقة في التحري والبحث العلمي ، ويشكل رحيله في هذه الفترة الحرجة من تاريخ أمتنا التي عمل جاهداً على تعريفها بهويتها وعمل على بعثها وإخراجها ..فمن هو ؟؟ وما مسيرته ، وما هي أهم أعماله ومنجزاته ....

المولد والنشأة :

ولد الأستاذ المفكر الدكتور ماجد عرسان الكيلاني في الأردن عام 1351 هـ/1932م، ونشأ في ظل أسرة مسلمة محافظة تجل العلم ، وتحترم العلماء ، وتعود الأسرة الكيلانية "فرع الربابعة_الأردن" التي ترجع بنسبها للسيد الشيخ عبد القادر الجيلاني" الحسني رحمه الله.. وتنتسب إلى الدوحة المحمدية .

دراسته ومراحل تعليمه :

تعلم مراحل التعليم المختلفة في مدراس الأردن ، وتدرج في التعليم حتى حصل على شهادة ماجستير في التربية من الجامعة الأردنية ، كما أنه درس في جامعة القاهرة .

ثم حصل على شهادة الماجستير في التاريخ الإسلامي من الجامعة الأميركية في بيروت .

وحصل على شهادة الماجستير في التربية من جامعة بتسبرغ في بنسلفانيا في أمريكا .

وبعدها حصل على شهادة دكتوراه في التربية من جامعة بتسبرغ في بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأمريكية .

أعماله والوظائف التي تقلدها :

كما عمل الكيلاني مديراً للدراسات الإسلامية في الأمم المتحدة، وأستاذاً للتربية في جامعة الشارقة.

ودرّس في جامعة ( أم القرى ) في مكة المكرمة في قسم ( التربية الإسلامية ) .

أراءه وأفكاره :

إن من أهم منجزاته الفكرية كتابه الشهير (هكذا ظهر جيل صلاح الدين)، الذي ألفه سنة 1993م، ويقول في المقدمة: إن هذا الكتاب دعوة إلى اعادة قراءة تاريخنا واستلهام نماذجه الناجحة، ودعوة إلى فقه سنن التغيير وكيف ان ظاهرة صلاح الدين ليست ظاهرة بطولة فردية خارقة ولكنها خاتمة ونهاية ونتيجة مقدرة لعوامل التجديد ولجهود الأمة المجتهدة، وهي ثمرة مائة عام من محاولات التجديد والإصلاح. وبذلك فهي نموذج قابل للتكرار في كل العصور .

هذا الكتاب هو فاتحة سلسلة جديدة عن حركات الإصلاح في تاريخ الأمة الإسلامية.

وهو يتعرض أولا للتكوين الفكري للمجتمع الإسلامي قبل الحروب الصليبية، وآثار اضطراب الحياة الفكرية على الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في ذلك الوقت، ثم يتحدث عن مراحل الإصلاح فيبدأ بالمحاولات السياسية للإصلاح ويخص منها دور الوزير (( نظام الملك )) ، ثم مشروعات التجديد والإصلاح الفكرية والتربوية، ويستعرض منها أدوار عدد غير قليل من الأئمة المصلحين كالإمام أبو حامد الغزالي، وعبد القادر الكيلاني، وعدي بن مسافر، ورسلان الجعبري، وعثمان بن مرزوق القرشي، ويبين الآثار العامة لهذه المحاولات والمشروعات الإصلاحية، ويحلل هذه الآثار ويقومها، ويخرج في النهاية بقوانين وسنن تاريخية مع بيان تطبيقاتها المعاصرة في الأمة الإسلامية .

وفي تقييمه لكتاب جغرافية الباز الأشهب، لتلميذه جمال الدين فالح الكيلاني، والمنشور في المملكة المغربية، يدعم ماجد عرسان الكيلاني، موقف صاحب الدراسة المذكورة من كون الشيخ عبد القادر الجيلاني من ولادة جيلان (العراق) قرب المدائن في العراق .

و في خطوة جادة منه لتشجيع طلابه على كتابة صياغات معاصرة للتاريخ الاسلامي والذي كانت كتبه مثالاً حياً لهذا الخط الذي تبناه عدد من المؤرخين المعاصرين .

وفي حوار أجرته مجلة الإصلاح الصادرة في دولة الإمارات العربية المتحدة مع الدكتور ماجد عرسان الكيلاني، والذي استهل الكاتب مقاله بأن الهموم والشجون التي يثيرها الحديث عن الفكر، وعن واقع الثقافة العربية الإسلامية عامة كثيرة، ولكن أيضاً كثرت الأحاديث والكتابات، وكل منها له تفسيره وتحليله ونعوته والتساؤل هو:

هل يوجد أزمة فكرية؟ أم هناك انفصام بين الواقع والفكر حيث راح كل منهما في اغترابه ونأى بنفسه ؟! فكان الجواب من وجهة نظر الدكتور" ماجد الكيلاني " بأنه ليست هناك أزمة فكر ولا أزمة مجتمع وإنما ببساطة لا يوجد ما يكفي من المفكرين في حين مازال المجتمع يغط في نوم عميق بمنطقة " الغياب الاجتماعي " ولم تتجاوز طلائعه بعد حدود" الحس الاجتماعي " أو العبور النصفي للوعي، وعن الدعوات الفكرية الأخرى، وتحديداً التيارات القومية واليسارية التي لاقت فرصاً كثيرة، دون حصاد كبير؟! أجاب الكيلاني موضحاً بأنه يجب أن يكون تقويمنا لظاهرة التيارات القومية أو اليسارية تقويماً تشخيصياً لا تقويم المتشفي في ما لحق ببرامجهم من انتكاسات فهم أولاً أبناء الأمة وعنصر من عناصر الثروة البشرية وهم كانوا يمثلون مرحلة الحس الاجتماعي أو الوعي الساذج. ومعروف أن من خصائص هذه المرحلة التقليد، إما تقليد الماضي أو تقليد المجتمعات الأخرى، فهم قلدوا المجتمعات الأخرى، وما هو مطلوب اليوم هو أن تُستثمر كافة العناصر لدينا وأتوجه بشكل خاص هنا إلى العاملين في الحقل الإسلامي بعدم التشفي بفشل الفكر القومي مثلاً، وإنما أن ينطلقوا من أن هؤلاء اجتهدوا وأخلصوا لأمتهم وإن أخطأوا الطريق لأن الهدف هو بناء جسور نحو المستقبل تضم جهود الجميع وطاقاتهم واستثمار تجاربهم، وذلك عن طريق ما سماه القرآن التزكية "هو الذي بعث في الأميين رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم". .

أعماله :

( 1 ) هكذا ظهر جيل صلاح الدين :

الذي ألفه سنة 1993م، ويقول في المقدمة: إن هذا الكتاب دعوة إلى إعادة قراءة تاريخنا واستلهام نماذجه الناجحة، ودعوة إلى فقه سنن التغيير وكيف ان ظاهرة صلاح الدين ليست ظاهرة بطولة فردية خارقة ولكنها خاتمة ونهاية ونتيجة مقدرة لعوامل التجديد ولجهود الأمة المجتهدة، وهي ثمرة مائة عام من محاولات التجديد والإصلاح، وبذلك فهي نموذج قابل للتكرار في كل العصور.

المصادر التاريخية الأصلية التي أرّخت للأحداث التي يتناولها هذا البحث، والتراث الثقافي الذي ينقل صورة المجتمع الذي عاصرها، والآثار التي تركها الذين عاصروا تلك الوقائع وشاركوا فيها, تبين بوضوح أن صلاح الدين لم يكن في بدايته سوى خامة من خامات جيل جديد، مر في عملية تغيير غيرت ما بأنفس القوم من أفكار وتصورات وقيم وتقاليد وعادات، ثم بوأتهم أماكنهم التي تتناسب مع استعدادات كل فرد وقدراته النفسية والعقلية والجسدية، فانعكست آثار هذا التغيير على أحوالهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية، وسددت ممارستهم ووجهت نشاطاتهم. والذين قادوا عملية التغيير هم أناس عاشوا قسوة الأحداث، وتجرعوا مرارة التجارب والأخطاء والإغراق في الفكر والممارسات العملية، وذاقوا حلاوة الإصابة وخلصوا من ذلك كله إلى تغييرها بأنفسهم أولا ثم إلى بلورة تصورات معينة واستراتيجية خاصة انتهت بهم إلى وجوب تكامل الميادين والتخصصات والى تضافر جميع الهيئات والجماعات. وبعد ذلك كله مضوا في تنفيذ هذه الاستراتيجية طبقا لخطوات مرحلية متنافسة مقدرة في انتهوا إلى الخطوة الأخيرة. وهي إعلان التعبئة العامة والجهاد العسكري.

 وكان مقدار النجاح الذي حققوه في جهادهم متناسبا مع درجة الصواب والإخلاص في استراتيجياتهم. ولا شك أن وقوف القارئ على تفاصيل هذا التغيير ومظاهره ومراحله التي جرت في المجتمع الإسلامي سواء في المرحلة التي مهدت للغزو الصليبي آنذاك، أو المرحلة التي هيأت الأمة لدفع هذا الغزو، يقدم الدرس المفيد في محنتنا التي تواجه إزاء عوامل الضعف التي تعمل في كياننا من داخل والأخطار التي تهددنا من خارج!! وهذا هو ما استهدفته هذه الدراسة التحليلية للتاريخ بغية الإسهام في تبصير المسلمين وقياداتهم الفكرية والسياسية والاجتماعية والتربوية للاستراتيجية الصائبة في حشد الطاقات وتؤهلهم لمواجهة التحديات .

( 2 ) الفكر التربوي عند ابن تيمية ( رسالة الدكتوراه ) .

( 3 ) أهداف التربية الإسلامية .

( 4 ) مقومات الشخصية المسلمة .

5-مؤسسات التربية الإسلامية : عدد الصفحات: 109 ، عدد المجلدات: 1

الإصدار: الأول

ينبه الكاتب في هذه الدراسة على أهمية التذكير بقيمة التجسيد الواقعي للتربية الإسلامية في صورة مؤسسات تعمل في المجتمع على تحقيق الهدف الأسمى للتربية الإسلامية ونشر قيمها بين أفراد المجتمع الإسلامي الواحد، "فالتربية الإسلامية لا تكون فاعلة - نافعة - إلا إذا جسدها في واقع الحياة مؤسسات أصيلة الغايات، صائبة الممارسات".

وقد وجه الكاتب في فصول الدراسة النظر إلى "الأطر العامة لمؤسسات التربية الإسلامية كما يوجه إليها فلسفة التربية الإسلامية".

كما ألقى الضوء على مؤسسات التنشئة الاجتماعية بأقسامها المختلفة والمتنوعة؛ والتي على رأسها: الأسرة المسلمة، وكيفية تقويم "تكوين" الأسرة المسلمة في القرآن والسنة، والاهتمام بدور المرأة "الفاعل" في تدعيم مؤسسة الأسرة المسلمة.

كما تناول بالتفصيل مؤسسات التربية والتعليم، وكيفية العمل بجد على وضع أطر تربوية لتقويم تلك المؤسسات وتهذيبها لكي تؤتي أكلها مجتمعيًا، وضرورة التحرر من جميع المفاهيم الغربية التي وفدت الى مؤسسات التربية الاسلامية من خلال بعض مؤسسسات التربية الاسلامية نفسها.

كما لم ينس الكاتب الإشارة إلى المسجد ودوره في تماسك المجتمع الإسلامي، والرسالة التي يوجهها المسجد تربويًا واجتماعيًا في تحقيق تكوين أمة إسلامية متماسكة الأطراف ضد غزوات التغريب الخارجية.

كذلك عرج الكاتب - في دراسته - إلى التعريف بدور باقي مؤسسات الدولة مثل: مؤسسات الإدارة والأمن، ومؤسسة التربية العسكرية، و مؤسسة القضاء والحسبة.. وغيرها، وضرورة إصلاح تلك المؤسسات التي نخر الفساد أطنابه في جنباتها مما أنتج مجتمعات متفسخة ضعيفة داخليًا، مدعاة لتسلط الأعداء عليها خارجيًا.

6-النظرية التربوية معناها ومكوناتها :

أولاً: مفهوم النظرية التربوية وأهميتها:

تمثل النظرية التربوية النموذج الذي يرغب المجتمع القائم لأطفاله وناشئته أن يكونوا عليه، والمؤسسات التي تعدُّ هذا النشء، والمناهج التي تستعمل في إعدادهم، ومجتمع المستقبل الذي سيعيشون فيه، والنظرية التربوية تشمل كذلك شبكة العلاقات الاجتماعية التي يُرَغّب بها المجتمع لتنظيم سلوك البالغين فيه، والمؤسسات التي يعملون بها؛ بحيث يؤدي هذا التنظيم إلى تأهيلهم وتنسيق جهودهم ليقوموا متعاونين متكاملين بتلبية الحاجات ومواجهة التحديات؛ لذلك يختلف مفهوم النظرية التربوية من مجتمع إلى مجتمع، ومن حضارة إلى حضارة، ومن عصر إلى عصر.

وفي مطلع عصر النهضة الغربية الحديثة - التي حملت مفاهيمها إلى مختلف أرجاء العالم بتوسعها وانتشارها - بدا مفهوم النظرية التربوية بالتركيز على إعداد الفرد للاستمتاع بالحياة، واستغلال البيئة المحيطة والاهتمام بالتربية الجمالية والبدنية والسلوك.

( 7 ) فلسفة التربية الإسلامية :

يستهدف هذا البحث من طرحه لتفاصيل "فلسفة التربية الإسلامية" الإسهام في الجهود الجارية في العالم لإعادة التكامل بين فرقاء المعرفة: فرق الرسل وفريق العلماء. كوسيلة لتكامل الإيمان والعلم في العمل على بقاء النوع البشري ورقيه، فهذا البحث ينظر في بطائر القرآن الكريم وتطبيقات السنة المحكمة ثم يبحر في تجارب الواقع البشري "ويقرأ" آيات الله في الآفاق والأنفس ليستخرج من ذلك كله دليل الإقلاع والإبحار التربوي وأدواته مع مراعاة أن "النظر" منهج يفرز الصواب والخطأ –كما يقول ابن تيمية-.

( 8 ) رسالة المسجد .

( 9 ) حياة الإنسان في العالم العربي .

( 10 ) التربية والمستقبل في المجتمعات الإسلامية .

( 11 ) الخطر الصهيوني على العالم الإسلامي .

( 12 ) أهداف التربية الإسلامية :

يقول المؤلف: "إن البحث في أهداف التربية الإسلامية أمر هام وضروري لأسباب عدة هي: أولاً: دور الأهداف ومكانتها في العملية التربوية كلها. ثانياً: الأزمة التي تعاني منها التربية المعاصرة في ميدان الأهداف واحتدام الخلافات حولها طبقاً لاختلاف الفلسفات التربوية والمصالح المادية والغايات العرقية الطبقية، ثالثاً: عدم وضوح الأهداف في المؤسسات التربوية القائمة في العالم العربي والإسلامي المعاصر.

وفي هذا الكتاب يحاول المؤلف تفصيل هذه الأسباب وذلك من خلال تقسيمه مادة الكتاب إلى ستة أبواب جاءت عناوينها كما يلي: الباب الأول أهمية البحث في أهداف التربية الإسلامية، الباب الثاني: تربية الفرد المسلم والإنسان الصالح، وفي هذا الباب يتطرق المؤلف إلى الحديث عن معنى العمل الصالح، وعناصر الإنسان الصالح، وأحكام تربية القدرات العقلية، وتنمية الخبرات الدينية والاجتماعية... الباب الثالث: إخراج الآمة المسلمة في هذا الباب يعالج المؤلف مفهوم الأمة المسلمة، وأهمية إخراجها... الباب الرابع: مكونات الأمة المسلمة ويتناول في هذا الباب عنصر الأفراد المؤمنون، الهجرة والمهجر، الجهاد والرسالة الإيواء، النصرة، الولاية والولاء، عناصر الأمة المسلمة ونظرية الحاجات في علم النفس الحديث، الباب الخامس: صحة الأمة وعرضها وموتها وفيه يتحدث المؤلف عن مرحلة صحة الأمة وعافيتها، مرحلة مرض الأمة، مرحلة وفاة الأمة ومصيرها ومشكلة التناقض بين (إعداد الفرد) و(إخراج الأمة) في أهداف التربية الحديثة، الباب السادس والأخير: تنمية الإيمان بوحدة البشرية والتآلف بين بني الإنسان، وفي هذا الباب يشرح المؤلف أهمية التآلف الإنساني لهدف من أهداف التربية كما ويشرح مفاهيم الوحدة الإنسانية ومفاهيم التربية الدولية المعاصرة... مبيناً التناقضات القائمة بين (مفاهيم التربية العالمية الإسلامية والتطبيقات الإقليمية الجارية في العالم الإسلامي).

( 13 ) تقييم كتاب جغرافية الباز الآشهب .

( 14 ) صناعة القرار الأمريكي .

( 15 ) أصول العقل الأمريكي وتطبيقاته الاقتصادية والسياسية والعسكرية .

( 16) الدور اليهودي في التربية المعاصرة ..

( 17) تطور مفهوم النظرية التربوية الإسلامية.

18-الصنمية و الأصنام في ثقافة العصبيات القبلية

تطورت الأصنام – أو الرموز والشعارات المجسدة لعلاقات الصنمية – بتطور الوعي البشري لمظاهر الحياة البشرية

ففي طور ما كانت الأصنام ظواهر طبيعية وجمادات كالشمس والقمر والكواكب والأنهار والحجارة والنصب المنحوتة، وفي طور آخر كانت الأصنام حيوانات وطيور وزواحف، وفي طور ثالث كانت الأصنام بشراً متوفين كالقياصرة والفراعنة والأكاسرة والأبطال العسكريين والرياضيين وأجداد القبائل، والرجال الصالحين، والنساء الجميلات ، وجميع هذه الأشكال هي التي جاهد ضدها الرسل والأنبياء السابقون . ما هي الصنمية و الأصنام في ثقافة العصبيات القبلية .

19- التربية والعولمة :

تزخر المكتبات بالمؤلفات التي تتحدث عن العولمة، وتضع لها تعريفات كثيرة ومتعددة، ولكنها في غالبها تعكس انتماءات مؤلفيها ومواقفهم من هذه الظاهرة العالمية المعاصرة , لذلك نقدم هذه الدراسة العلمية الموجزة عملاً علمياً يجيب على أهم ما يتعلق بالثورة المعلوماتية و التربية .

20- عنوان الكتاب: مناهج التربية الإسلامية والمربون العاملون فيها :

المؤلف: ماجد عرسان الكيلاني حالة الفهرسة: غير مفهرس الناشر: عالم الكتب - بيروت سنة النشر: 1416 - 1995 عدد المجلدات: 1 رقم الطبعة: 1 عدد الصفحات: 416

21- المنهاج في التربية الإسلامية: مفهومه وتطبيقاته :

دراسة مقارنة بين منهاج التربية الاسلامية ومناهج التربية المعاصرة

يكشف النظر في تاريخ التربية أن الآراء كانت دائماً مختلفة حول المنهاج الذي يجب أن نعلمه وكيف نعلمه ولماذا نعلمه؟ وفي العقود الحديثة زادت شقة الاختلاف في "مناهج" التربية وتحديد مواصفاتها ومحتوياتها لأسباب أهمها:

السبب الأول: إن الناس - أفراداً وجماعات - يتعرضون في كل لحظة الى كميات هائلة من الخبرات والمعلومات التي  يمطرهم بها التلفزيون والراديو والصور المتحركة ودور النشر والمكتبات والصحف والمجلات والخطب والأحاديث والمناقشات والمحادثات والملصقات والإعلانات وشبكة الحاسوب وغير ذلك. وأمام هذا التفجر المعرفي تجد المجتمعات نفسها أمام موقفين متناقضين لا مناص من الاخذ بأحدهما، فإما أن تقبل ببعض هذه المحتويات وترفض البعض الآخر بطرق تلقائية غير محددة الاهداف ولا مدروسة النتائج، وإما أن تتعامل معها طبقاً لـأهداف مدروسة تحدد نوع "المحتوى" الذي تقبله أو ترفضه ثم تنظم هذا المحتوى في منهاج تبنيه خبرات تخصصيه ويقوم على أسس فلسفية وأسس اجتماعية ونفسية وعلمية ثم تنظم "المواقف التعليمية" و"الطرق والأساليب" التي تهيئ للمتعلم أن يتفاعل مع بيئته المحيطة ليسهم في تحقيق الأهداف المبتغاة، ثم تتبع ذلك كله بـ"التقويم" الذي ييسر التعرف على نسبه النجاح أو الفشل في تحقيق الأهداف المشار إليها.

السبب الثاني: أن التربية الغربية الحديثة التي نشرها إنسان هذه التربية في غالب بقاع الأرض بوسائله التكنولوجية المتقدمة تقوم على أسس علمية قامت على تركيز الاهتمام بالوجود المادي الذي يدخل المختبر وإهمال ما عداه، ولكن هذه الأسس فقدت مصداقيتها بعد أن وصل البحث المادي بالعلماء الى مرحلة تحول المادة إلى وجود غير مادي، ونتج عن ذلك اهتزاز مصداقية المناهج التربوية التي بنيت على هذه الأسس، وتداعت أصوات المختصين لمراجعتها وتقويمها.

والسبب الثالث: أن هذه المناهج المختلفة المتباينة قامت - في الأصل - على أسس فلسفية واجتماعية ونفسية مشتقة مما عرفه الانسان الغربي عن الوجود المحسوس في مرحلة الحياة الدنيا وحدها دون تحقق جاد من الوجود المغيب في مرحلة النشأة والمصير، ومن الواضح أن هذه المعارف والخبرات محكومة بقيم الإنسان الغربي الحديث وبما يعتقده عن عالمه وعن الأسئلة والاستفسارات لمتعلقة به. وما يعتقده هذا الانسان هو ظنون يسلم بها دون برهان يقيني، ولذلك يطلق عليها المختصون مصطلح - مسلمات - ثم ينطلقون منها ليشتقوا فلسفات التربية وما ينبثق عن هذه الفلسفات من مناهج ومحتويات وأنشطة وتقويم. ومن الطبيعي أن تتعدد "المسلمات الظنية" عند الفلاسفة الذين أفرزوها الامر الذي يفضي الى اختلاف "ميادين المعرفة" و"مناهج التربية" وتنافرها وتصادم آثارها في سلوك وعلاقات البشر الذين يتربون عليها. ولذلك كله تداعى جيل المربين المعاصرين الى مجابهة آثار هذا التصادم والتنافر والبحث عن معالجته كما سنرى في صفحات هذا البحث.

أما في العالم الاسلامي فإن المربين - منذ القرن الماضي- انقسموا وما زالوا ينقسمون، إلى فريقين إزاء المنهاج الذي يجب أن يعلم، وكيف يعلم ؟ ولماذا يعلم؟

فالآبائيون - أو مقلدو القديم - يجيبون عن هذه الاسئلة من خلال الدعوة الى تعليم موضوعات ينتقونها من تراث من كان قبلهم، آملين من خلال هذه العملية الارتقاء بمعارف المتعلمين ومهاراتهم الى الحد الذي بلغه الآباء الماضون في تحمل مسؤلياتهم وتلبية حاجاتهم دون اعتبار لاختلاف الزمان والمكان ومما يفضي إليه من اختلاف في الحاجات والتحديات.

أما المستغربون - أو مقلدو الغرب الحديث- فيجيبون عن هذه الاسئلة من خلال الدعوة الى استيراد الخبرات التربوية والمؤسسات والأساليب القائمة في المجتمعات الغربية الحديثة، آملين كذلك من خلال هذه العملية تأهيل الدارسين الى المستوى الذي يحتله رواد المجتمعات في تلبية حاجات مجتمعاتهم ومجابهة المشكلات التي تواجههم دون اعتبار لاختلاف الثقافات وتنوع المجتمعات.

والواقع أن كلا القسمين من التصور المقلد للمناهج فشل في إعداد الدارسين للقيام بمسئولياتهم الحاضرة والمستقبلية، وأفرز ازدواجية في التفكير والسلوك مما قسم المجتمعات الاسلامية الى فريقين متناقضين متصارعين: فريق يرفع لواء العلمانية ويدعو للتمرد على القديم لمجرد أنه قديم، وفريق يرفع لواء الاسلام ويدرج تحته كل ما انحدر خلال التاريخ الاسلامي دون تمحيص علمي جاد لما يتفق مع الاصول الاسلامية وما يتعارض مع هذه الاصول.

ثم برزت تيارات العولمة - خاصة الامريكية - وكشفت بصراحة عن مقاصدها في اغتيال العالم الاسلامي وتقويض مرجعياته الدينية والفكرية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية وتدمير مؤسساته فوضعت التحديات التربوية في الصف الأول من المواجهة بعد أن أصبحت هوية الأمة هي المستهدفة وكياناتها هي المقصودة، وصار العمل التربوي المؤصل الجريء هو اسلوب العمل الذي يجب أن تركز حركات الاصلاح ورواد الاستقلال مستلهمين قوله تعالى: ﴿ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ ﴾ وأن لا تستعجلوا أمر الله فالمطلوب - أولاً - أن نغير ما بأنفسنا من محتويات تربوية عميقة ليغير الله ما بنا من أحوال أسيفة.

لهذا كله صارت الحاجة ماسة ملحة الى بناء "منهاج" شامل متكامل يحيط واضعوه بحاجات "حاضر المكان" ومشكلاته، ويرسخون في معرفة "الماضي" وأصول الحاضر فيه، ويتفاعلون مع "المستقبل" وتحدياته، ثم يقومون بتحديد الاهداف واختيار الخبرات، وتعيين الانشطة والمواقف التعليمية، وتحديد طرائق التعليم وأساليب التقويم، لتعمل كلها متظافرة متكاملة لتحقيق الاهداف والكشف عن مدى تحقيقها وإنجازه

من أقواله :

“ إن فترات القوة والمنعة في التأريخ الاسلامي انما ولدت حين تزاوج عنصران: الاخلاص في الارادة، والصواب في التفكير والعمل، فإن غاب أحدهما عن الآخر فلا فائدة من الجهود التي تبذل والتضحيات التي تقدم ”

“ السلوك الانساني هو قصد وحرك ، وإن القصد يتجسد في الفكر والارادة، والحركة تتجسد في التعبير والممارسات العملية ”

“ ولقد أثبت التاريخ والاجتماع الإنساني ان الفضائل البشرية توجد مجتمعةً والرذائل توجد مجتمعةً كذلك . ”

“ الجامعات في أمريكا وأوربا وإسرائيل لا تبحث عن العلم من أجل العلم، و لا تبحث عن المعرفة من أجل الارتقاء بمكانة الإنسان الاجتماعية وشبكة علاقاته بالمنشأ والحياة والمصير، وإنما هم هنالك يبحثون عن المعرفة والعمل باعتبارهما عنصراً من عناصر القوة اللازمة للنجاح في عملية الصراع الدولي ”

“ مع أن الإسلام هو العلاج المؤدي الى صحة المجتمعات وقيام الحضارات الراقية ، إلا أن الإسلام لا يؤدي هذا الدور الحضاري إلا إذا تولى (فقهه) أصحاب العقول النيرة والإرادات العازمة النبيلة ”

“ إن الفلسفة التاريخية تقوم على مبدأ هام وهو أن كل مجتمع يتكون من ثلاث مكونات: الافكار، والأشخاص، والأشياء، وان المجتمع يكون في أوج صحته وعافيته حين يدور الأشخاص والأشياء في فلك الأفكار الصائبة ولكن المرض يصيب المجتمع حين تدور الأفكار والأشياء في فلك الأشخاص، وينتهي المجتمع إلى حالة الوفاة حين يدور الافكار والأشخاص في فلك الأشياء ”

“ الطفل الذي يعيش في أجواء الأمن يتعلم الثقة بالنفس ” .

جوائز وتكريمات :

حصل الدكتور ماجد الكيلاني على العديد من الجوائز والتكريمات ومن دول عربية واسلامية وغير اسلامية وكان آخرها حصوله على الجائزة العالمية المسماة: "جائزة الفارابي العالمية للعلوم الانسانية والدراسات الاسلامية في دورتها الاولى بعد أن رشحت عدة جامعات عربية واسلامية الدكتور الكيلاني لهذه الجائزة عن كتابه الذي يحمل عنوان "فلسفة التربية الاسلامية, دراسة مقارنة بين فلسفة التربية الاسلامية والفلسفات التربوية المعاصرة" .

ووصف المشرفون على تنظيم المسابقة بحث الدكتور الكيلاني بأنه دراسة علمية لم يصدر مثلها منذ 800 عام في العلوم الاسلامية, ذلك انها وضعت الأساس العلمي والتربوي لبناء نظم تعليمية لها طابع مميز ويبرز العطاء الإنساني والتطور الراقي الذي تقدمه الرسالة الإسلامية للعالم في العصر الحديث الذي تنهار فيه النظم التربوية وتبرز الحاجة الى أنظمة بديلة.

"فقه سنن التغيير"، والتربية إحدى أدوات الدكتور ماجد عرسان الكيلاني ، على البحث عن عوامل الانتقال السريع من الانحطاط إلى النهضة، وكيفية خروج أمة في لحظة معينة من أزمة شاملة، معتمداً على التاريخ الإسلامي بالخصوص ، يصل ماجد الكيلاني إلى نتيجة مفادها "ضرورة تزاوج عنصرين: الإخلاص في الإرادة والصواب في التفكير العملي" مبرزاً أن غياب أحدهما عن الآخر هو سبب تواصل التخبط في الأزمة.

وفاته :

توفي السبت, 24 تشرين1/ أكتوبر 2015 ، عن عمر يناهز 83 عاماً في مسقط رأسه ببلدة الشجرة في مدينة الرمثا .

وبعد :

اليوم تمرُّ الذكرى الأولى لوفاة صاحب أحسن دراسة علمية لم يصدر مثلها منذ 800 عام في العلوم الإسلامية، حيث وضعت الأساس العلمي والتربوي لبناء نظم تعليمية لها طابع مميز يُبرز العطاء الإنساني والتطور الراقي الذي تقدمه الرسالة الإسلامية للعالم في العصر الحديث الذي تنهار فيه النظم التربوية وتَبرز الحاجة الى أنظمة بديلة.

ذلك هو المفكر الدكتور ماجد عرسان الكيلاني الذي توفي في مثل هذا اليوم من السنة الماضية عن عمر يناهز 83 عاماً في مسقط رأسه ببلدة الشجرة في مدينة الرمثا.

وسوم: العدد 699