الشهيد محمد صالح نازي

ولد الشاعر محمد صالح نازي عام 1957م، في مدينة حماة السورية وفي حي سوق الشجرة، وفي مدارس حماة نشأة محمد، وترعرع على عاصيها الجميل فحصل على الابتدائية في مدرسة الخلدونية، ثم على الإعدادية في مدرسة ناصح علواني، ثم على الثانوية الصناعية، والتحق بالمعهد الصناعي ثم توقف عن الدراسة في منتصف السنة الثانية منه، نظراً لظروفه المعاشية القاسية.

صفاته الشخصية:

أسمر اللون، متوسط الطول، قوي البنية، مشدود العضلات، تلوح على وجهه أمارات الذكاء والحزم والنباهة، معتد بشخصيته الإسلامية عنيد في الحق، ندي الصوت رقيق.

خط محمد درب الحياة بنفسه، فكان عصامياً اعتمد على نفسه في شؤون نفقاته.

بدايته التنظيمية

لازمتُ الأخ محمد ولَمَّا يزلْ برعماً يتفتح للحياة في الصف التاسع فكان يلح على الإخوة أن يلحقوه في صفوف جماعة الإخوان المسلمين. ونتيجة لـتأخر الإخوة في تنظيمه – لأسباب أمنية – ازداد إلحاحه لأنه أدرك - رحمه الله – صدق أبناء الدعوة فأحبها لمجرد الحديث عن مبادئها وغاياتها.. وكانت بدايته التنظيمية في عام 1972م، حيث لامس الإيمان حشاشة قلبه، فغدا مؤمناً حراً يلوح الصفاء في عينيه، والتصميم في فؤاده ومن يومها بدأ ينبوع الشعر يتدفق على لسانه، فكانت أول قصيدة نظمها في هجاء المتخنثين (الخنافس) غير أنها لم تصل إلى أيدينا، بسبب الظروف الصعبة، ويختط أبو عمار طريق الاستقامة في الحياة، وتطير رياح الآمال حوله، ويلتزم بدينه مطبقاً فروضه ونوافله وهنا يلاقي محمد العَنَتَ من أهله في بداية استقامته شأن كل شاب ناشئ ولكنه يصبر ويصاحب والديه وإخوته في الدنيا معروفاً حتى يتمكن من قلوب إخوته ليأخذ بأيديهم إلى طريق الإسلام المستقيم.

كان أبو عمار من الشباب المخلص الذين احتضنتهم دعوة الإخوان المسلمين تحت لوائها الإسلامي، ولم يزل برعماً من براعم الإيمان التي تربت في مسجد السلطان حيث عبق العلم والإيمان يمتزج بروح الدعوة والجهاد.

نشاطاته الاجتماعية

إن الحديث عن الأخ أبي عمار ذو شجون إذ دامت صحبتي له قرابة عشر سنين متوالية، لم أعهده توانى فيها يوماً عن نصرة الحق والدعوة إلى الله في المدرسة والحي والمسجد، فمن مسجد السلطان إلى مسجد الشيخ محمد الحامد إلى مسجد الفلاح أما شؤون الدعوة والتنظيم فقد كانت تجري عنده كلها بسرية تامة لقد تعددت نشاطاته الاجتماعية كما تعددت مواهبه واهتماماته فقد كانت له نشاطات كشفية إذ التحق منذ أن كان شبلاً لم يتجاوز السبعة عشر ربيعاً بالمفوضية الكشفية في باب النهر وأبدى فيها – وخلال فترة ليست بالقصيرة – عدداً من النشاطات وبرع فيها وشارك إخوته في المفوضية بتمثيل بعض المسرحيات الإسلامية التراثية فأحسن الأداء وأجاد.

أما في مجال الرسم فكان ذا ريشة رشيقة بارعة يعبر فيها عن مكنونات نفسه وما يحلو له من مناظر المدينة الساحرة الجمال.. ورسم لوحات اتسمت بالطابع الإسلامي والشعبي كما كان خطاطاً يتقن الخطوط العربية..

كتب الأقصوصة ومارس الرياضة العنيفة فحاز على الحزام الأسود للكاراتيه وافتتح مع بعض إخوانه نادياً يدرب فيه الشباب المؤمن، فالمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ولكن السلطة سرعان ما أصدرت أمراً بإغلاقه ومنعت التدريب على الكاراتيه والجودو وما شابه ذلك في المدينة حتى لا يستفيد النشء المؤمن من ذلك في مواجهة الطغيان.

ولم يكن اهتمامه بكل ذلك أقل من شغفه بالمطالعة وكَلَفه بها، فقد أنشأ في منزله مكتبة متواضعة احتوت كتباً قيمة دفع ثمنها من عرق جبينه، وكان يحب قراءة القصة ويكثر من قراءتها ولكن لما بدأت عمليات التمشيط منذ عام 1979م، في حماة أخفى الكتب بعيداً عن منزله لدى أحد الإخوة ولعل اهتماماته هذه كلها تذكرنا بوصية من وصايا الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله: (طالع أو استمع أو اذكر الله ولا تُضِعْ جزءاً من وقتك في غير فائدة).

حقاً لقد كان محمد يطالع، ويحضر الدروس في مسجد السلطان، ويحضر مجالس الذكر فيه إلى جانب اهتماماته الأخرى.

لقد كان أبو عمار جندياً من جند الإسلام الميامين المخلصين الذين عرفوا واجبهم تجاه ربهم وأمتهم إذ كان وقته موزعاً بين الدعوة في المسجد يربي الجيل الناشئ ويغذيه بلبان التقوى، وبين واجبات العمل الجهادي الذي حاز على قسط وافر منه، يخطط ويدبر ويجتمع وينفذ، ولا أحد يدري ماذا يفعل.

شعره:

من شاء أن يعرف من هو الشاعر محمد صالح نازي فليرجع إلى ديوانه، فإننا لن نستطيع هنا أن نوفي القول في روعة شعره الذي امتاز بــــ:

1- معايشته الواقعية لآلام شعبه وإخوانه فهو لم يعش في برج عاجي بل كان يقاسم الشعب المؤمن آلامه فتلتهب مشاعره ويتدفق سيلها..

2- جدية المضمون الجهادي.

3- سهولة الألفاظ وقوتها.

4- صدق المعاناة.

5- براعة الصور والتشبيهات.

لقد كان الشعر على رأس مواهبه الأدبية والفنية فقد نظم أبو عمار ما يقرب من 36 قصيدة ومقطوعة شعرية في ديوان أسماه (حصاد العاصفة) خرج هذا الديوان بخط يده شكلاً ومضموناً وقامت بطبعه دار (النذير) كما هو كوثيقة تاريخية برسوماته وهيئته في عام 1985م.

لقد كان (أبو عمار) أحد أولئك المجاهدين الذين رصدوا معاني الاستشهاد والجهاد ووقفة العناد في وجوه أعداء الإسلام من الطائفيين وغيرهم كما رصد معاني الرثاء والمعاناة اليومية التي يحياها المجاهدون إذ كانت له يد على الزناد تذيق المجرمين ألوان الحتوف وأخرى تكتب بمداد الدم ملاحم الفخار.

وشهيدنا أحد أولئك الذين كانوا في الرتل الأول من الشباب المؤمن المقاتل العنيد وله أيضاً في ساحات الجهاد جولات وجولات رصد بعضاً منها في ثنايا شعره، حيث كان يرفد المجاهدين من ينبوع شعره على طريق الآلام فيخفف عنهم وطأة الملاحقة والمحنة والغربة داخل الوطن الحبيب وخارجه.

كما يحكي هزيمة الفئران المستأسدين أمام ضربات المجاهدين التي لا تبقي منهم ولا تذر، وهكذا لم يكن شعر أبي عمار مجرد ألعوبة لفظية يعبث بها أو مجرد متعة ذهنية عابرة، تذهب أدراج الرياح بل كانت واقعاً ملتزماً..

لقد كان شعر أبي عمار بحق رمز التحدي والصبر والإباء والعزة الإسلامية والالتزام في أسمى معانيه كقوله:

لَأُصعِّدنَّ غضبي لأحرق طغمة          حكموا البلاد وشردوا أصحابها

ولأجعلن من ناره مثوى لهم               أَسرَ الأكارمَ واستباح عذابها

وبلادنا الخضران نحن لها فدى          عهداً علينا لن نخون ترابها

أو كقوله:

عربد الثأر واستحال ضراما              فازرعوا الأرض تحتهم ألغاما

فجروها في كل صوب تدوي             تحرق الظلم تسحق الظلاَّما

تقلب الأرض بالعروش وتعلي            راية الحق مصحفاً وحساما

أسمعوهم من الرصاص أزيزا             وامسحوهم بناره أقزاما

قد زحفنا لِيُقبلَ البيعُ منا                 وليحيا بنو الشام كراما

ولئن كان الشهيد (أبو عمار) مقلاً إلا أنه كان شاعراً مبدعاً، لا يأتي إلا بحسان القصائد وعيون الشعر، فكانت بمثابة القذائف الحارقة ترمي المجرمين، وتلهب حماس الشباب المجاهد، وما أجمله من شعر ملتزم يترجم حياة الشهيد في مختلف مراحل حياته.

كانت باكورة إنتاجه الشعري في عام 1971م، حيث كان ينظم الشعر الحديث ثم كانت قصائده العصماء في عام 1975م، إثر اعتقال المجاهد الشهيد مروان حديد.

كانت اهتمامات أبي عمار – كما قلنا – موزعة بين عدة مواهب غير أن الشعر الذي كتبه في أتون الثورة الإسلامية هو من أبرز ما كتب، ولو قدر له أن يعيش وأن يحصر مواهبه في جانب واحد، هو الشعر لكان له مستقبل شعري رائع لا يقل جودة عن شعر الشعراء الأفذاذ.

كان أبو عمار من الشعراء الذين آمنوا وعملوا الصالحات وانتصروا من بعد ما ظُلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

تتعدد الأغراض الشعرية في ديوان الشهيد (أبي عمار) بيد أنها تكاد تنحصر في معاني الحماسة من شجاعة وإقدام وعناد في وجه الباطل، وإلهاب حماسة المجاهدين ثم الثبات على الطريق الشائك حيث الغاية نبيلة والهدف جد عظيم.

مع المجاهدين

عندما بدأت الحركة الجهادية في سورية عملها، سرعان ما انتظم أبو عمار في صفوفها فكان في طليعتها عام 1978م وآثر العمل الجهادي على الدراسة فقد آن الأوان لنصرة الإسلام.. ولضيق ذات اليد عمل الشهيد مشرفاً في المخبز الآلي لفترة يسيرة ثم لوحق بعدها في عام 1980م وتوارى عن أنظار السلطة ملتحقاً بقواعد المجاهدين في خندق الدفاع عن الإسلام.

لقد ساهم في عدد من العمليات الناجحة والجريئة وكان ذا رماية صائبة مسددة بإذن الله، وشهد له إخوانه المجاهدون بذلك.

في الأسبوع الأخير من تشرين الثاني 1981م وبينما كان أبو عمار مع إخوته المجاهدين يربضون في حي الشيخ عنبر في قاعدة للمجاهدين ينتظرون اللحظة الحاسمة للانقضاض على النظام المهزوز هوجم البطل في عرينه فأبى أن يداس حِماهُ فهب يذود عن نفسه وإخوانه، ويصلي زبانية السلطة مرارة رصاص المجاهدين ويستنفر المجرمون – هلعاً وذعراً من صلابة المجاهدين في المقاومة، وراح الإخوة يرمونهم بالحمم والقنابل، ويصلونهم ناراً حامية لم يعهدوا حرها من قبل، يعلمونهم كيف يكون الدفاع عن العقيدة وصيانة المبدأ. يعلمونهم كيف يكون الدفاع عن حياض الدين والكرامة... وتتعالى صيحات التكبير وتمضي رصاصات المجاهدين تخترق الأجساد التي نخرها الحقد الطائفي الأسود، وتلقن الباطل دروساً عظيمة، والأخ أبو عمار يتنقل من مكان لآخر.. الله أكبر ماذا حدث؟ ... ماذا جرى؟... الأرض تهتز من تحت أقدام الطغاة فتزلزلها ويدب الذعر والرعب في قلوبهم الخاوية إنه رصاص المجاهدين يصدح ويغرد ببندقية أبي عمار، وقنابله تزغرد معلنة نفير الغضب ليجعل النار مثوى لهم، فتمزق الصفوف ويتهاوى المأجورون من المخابرات ولطالما زغردت حنجرة الشهيد بقوله:

الله أكبر كلما صوت القنابل زغردا

الله أكبر كلما صدح الرصاص وغردا

وازدادت جموع الباطل وظنها الكارثة وازداد إقبال الشهيد على ربه وهو يمهر الحور العين برصاصات يزرعها في قلوب المجرمين بينما الحور العين تزدان لتزف إلى أبي عمار شارة القبول شهيداً عند الله وتأتيه رصاصات تصعد بها روحه لتشهد عرش مجدها في الأعالي ولطالما زحف أبو عمار إلى منيته واستاء من السهام التي تزيغ عنه وهو يقول:

أماه قد أزف الرحيل فهيئي كفن الردى

أماه إني زاحف للموت لن أترددا

فالموت ليس يخيفني ومناي أن استشهدا

بينما يواصل إخوانه مقارعة الأزلام المأجورين ويدرك القتلة أن لا فائدة في عراك أسد الغابة، فيصبون نار حممهم صباً فوق رؤوس الإخوة المجاهدين فيقضون تحت التراب مجندلين...

عذراً أخي أبا عمار..

لم تسعفني الذاكرة بأكثر مما ذكرت فقد مضى على استشهادك بضع سنوات، والمحنة قد ألقت يكلكلها وأثقالها غير أنك – والله – في سويداء القلب.

أأستمد من ذكراك العزيمة والحماسة والمضاء؟

أم أستمد من ذكراك الإباء والشموخ والتحدي؟

أم أرثيك شهيداً، لئن خانتني الذاكرة وذكرت غيضاً من فيض حياتك وجهادك إن الله لن ينساك (إن الله لا يضيع أجر المؤمنين، الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح، للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم)..

رحمك الله أبا عمار وجعلك مع من شددت الرحال إليهم.

ستظل الأشعار التي خطتها يمينك أرجوانية دافئة ولن تمحوها رصاصات الحقد الطائفي ولا أصبغة ريفهم لأنها كلمات ترجمتها دماؤك الهادرة الثائرة المفعمة بحرارة الإيمان...

القصيدة المختارة هي "نشيد البيعة" ونظمها في عام 1976م إثر استشهاد الشيخ المجاهد مروان حديد واعتقال عدد من الإخوة ومع بداية انطلاق أول رصاصة في سبيل الله بقتل أحد المجرمين في حماة. لقد بايع الشهيد ربه، على السير قدماً في طريق الدعوة، غير عابئ بالعقبات مهما التهبت الجراح، واستصرخت نوازع الرغبة في جنبات النفس، فكيف لا يكون صدق البيعة، وقد أقسم الشهيد أن يموت مرفوع الرأس، عالي الجبين وأن يقضي بين طعن القنا وخفق البنود، وبر الشهيد بقسمه وقدر الله له ما أراد:

بايعت ربي يا أخي لن أستكين

مهما استغاثت بي جراحي لن ألين

ما دمت قد أقسمت لله اليمين

سأموت شهماً دون أخشى الحراب

إنها بيعة الصدق والإيمان، بيعة ملؤها العزيمة والإصرار، والعناد في وجه الباطل رغم كل الأشواك والصعاب.

ولما كانت الحركة الجهادية في سورية لا تزال في بداياتها الأولى، كان على شاعر تلك الفترة أن يلهب حماس الفئة المؤمنة التي طالما انتظرت اللقاء مع الباطل، الذي حاول أن يخنق أنفاسها ويحول دون أهدافها وتطلعاتها الكبيرة، ويشيد بعزيمة الشباب المؤمن وصموده ويؤكد على مقاتلة أئمة الكفر ورؤوس الأفاعي لأنهم سبب بلاء هذه الأمة وهوانها:

فاقرع طبول الحرب تدعو للنزال

فكتائب الإيمان ظمأى للقتال

ستخر قسراً عند لقيانا الجبال

ويلوح سيف الحق في أعتى الرقاب

ويستعيد الثقة بالنفس، والاعتزاز بالذات المؤمنة فنحن كمؤمنين ملتزمين لا تهمنا المتاعب ولا تزحزحنا الخطوب وما دمنا قد التزمنا بالقرآن دستوراً لنا في حياتنا فلا بد النصر آت بإذن الله ولا خوف على دعوة الله فإنه لن تموت نفس حتى تستكمل أجلها ورزقها:

أرواحنا مُزجت بآيات السماء

ونفوسنا شغفت بألحان القضاء

ويقيننا بالله أنسانا العناء

لله قد عفنا أمانينا العِذاب

وها هي الحركة الجهادية تطلق رصاصاتها العادلة وتشق طريق الجهاد تكلؤها عناية الله، ويشد من أزرها صبر المخلصين من الدعاة:

بعناية الرحمن بالصبر الطويل

أقدامنا شقت طريق المستحيل

ووثوبنا دوماً إلى الموت النبيل

عيش الهوان بعرفنا لا يستطاب

وينظر الشهيد للمستقبل، فالنصر للمؤمنين هو نهاية المطاف وغاية المعاناة ومن يعزم على الموت ويفتح صدره له تكتب له الحياة وينتصر المجاهد أيضاً باستشهاده على الأعداء، فالصمود هو النصر، والتضحية هي النصر والإباء والعناد والعزة هي النصر، ومن هنا يلوح النصر للشهيد في الأفق البعيد ويتحدث عنه بصيغة الفعل الماضي للتأكيد على وقوعه مع أنه سيقع في المستقبل لا محالة، ولكنه يتجلى للشهيد وقوعه، فتخفق الرايات والبنود ويفرح المؤمن بنصر الله، ويسود القرآن وتعلو بنود الحق فوق كل البنود فالنصر يأتي حيث يعتبط الدم:

إسلامنا قد عاد خفاق البنود

قرآننا قد عاد دستور الوجود

وشبابنا في محنة الدنيا أسود

في الله والإسلام ما أحلى العذاب

ويطيب لي – أيها الأخ الحبيب – أن أختم كلامي عنك في هذه العجالة، بهذه الأبيات الرائعة التي نظمتها عام 1396هــــــ - 1976م:

الله أكبر كلما صوت القنابل زغردا

الله أكبر كلما صدح الرصاص وغردا

الله أكبر لن تضيع دماء إخواني سدى

فالنصر أقبل ضاحكاً والحق زاد توقدا

والحور زفت للشهيد ومهرها سهم العدا

والسلام عليك مع الأنبياء والشهداء الصديقين سلام عليك في الخالدين.

ونقدم فيما يلي نموذجاً من شعر الشهيد بخطه:

أماه

الشهيد يخاطب أمه قبل الرحيل

أمَّاه قد أَزِف الرحيلُ فهيئي كفن الردى

أماه إني زاحفٌ للموت لن أترددا

أماه لا تبكي عليَّ إذا سقطت مُمدَّدا

فالموت ليس يخيفني، ومُنايَ أن أستشهدا

والحرُّ يأبى أن يلين وأن يهادن مفسدا

نأبى الخنوع وهامنا علمُ على طول المدى

نأبى الصَّفار ولو أعدَّ الذابحون لنا المُدى

نأبى الركون إلى الطغاة الحاقدين على الهدى

فليقتلونا إننا مهما الجبان استأسدا

سنتابع الدرب الطويل المستقيم الصاعدا

وسوم: العدد 705