سيد منور حسن: أمير الجماعة الإسلامية في باكستان

  (1944م- معاصر)

clip_image001_c96ad.jpg

ظروف النشأة :

أنشأ الإمام أبو الأعلى المودودي الجماعة الإسلامية في باكستان عام (1941- وبقي أميراً لها حتى 1972)، وكانت الهند تعيش آنذاك مخاض ولادة دولتين: باكستان والهند، وكان أبو الأعلى المودودي قد أصدر عدة  دراسات ومؤلفات دلّت على عمق تفكيره وسداد رأيه .

صحيح أنه أفتى بعدم خوض الانتخابات ضمن الأكثرية الهندوسية لعدم جدواها، كما حرم العمل في أجهزة الدولة الهندية… إلخ.

ولكن عندما انفصلت باكستان عن الهند، وقامت دولة باكستان لحماية المسلمين, كانت قيادتها تتكون من الرابطة الإسلامية بقيادة محمد علي جناح، هنا قام أبو الأعلى المودودي بحملة إعلامية من أجل أسلمة الدستور الباكستاني، وكان ذلك عن طريق إعلان مبادئ ستة, ركز أحدها على أن باكستان مملكة إسلامية تحتكم إلى الشريعة الإسلامية.

وفعلاً نجح هذا الإعلان، وأخذ موافقة أغلبية المجلس التأسيسي في باكستان في 25 مارس/آذار 1949، واعتبر أبو الأعلى المودودي أن باكستان تحولت منذ تلك اللحظة إلى دولة إسلامية، تجب الطاعة لها.

دستور الجماعة :

الجماعة يحكمها دستور مكتوب ينص على كافة أوجه وأساليب العمل الحزبي ومنها أن تعقد انتخابات كل خمس سنوات لانتخاب أمير للجماعة وأن تعقد انتخابات كل ثلاث سنوات لانتخاب أعضاء مجلس شورى الجماعة. كما يؤكد دستور الجماعة الإسلاميّة على أن أميرهم لا يعتبر (أمير المؤمنين) بل يلقب بـــــــ(الأمير) فقط.

القوة العددية للجماعة :

للجماعة أكثر من 6 ملايين عضواً مؤيداً وأكثر من 25 ألف عضو عامل، ثم تضاعف هذا العدد مع مرور الأعوام حتى أصبحت الآن أكبر قوة سياسية في باكستان .

رؤيتها إلى الصراع المسلح :

  ترى الجماعة أن السلاح في (عملية التغيير الاجتماعي) يمكن أن يكون آخر الدواء، ولا يصح استخدامه إلا عند الضرورة القصوى، مثل العملية القيصرية، فالقوة قد تكون مكملة لجهود الإصلاح في مراحل متأخرة من عملية التغيير، ولا يصح أن تكون مفجرة للصراعات المهلكة للبلاد والعباد.

وهي على يقين أنه لو استمر جهاد الدعوة وفق مرحلية واضحة، ولم تتسرع الحركات الإسلاميّة في دخول الساحة السياسية كأحزاب معارضة .. أو في اللجوء إلى السلاح .. فإن النتائج الإيجابية ستكون أكبر بكثير مما هي عليه الآن .

وإذا دفع العاملون ثمن (مرحلة الدعوة) .. فإنهم واصلون  إلى (مرحلة الدولة).

أما إذا وقعوا في الاستعجال سواء كان ذلك بقرار منهم .. أم بجرهم من قبل الخصوم إلى ساحات المواجهة الساخنة .. قبل أن يشتد عودهم .. فلن يزداد العاملون للإسلام عن أهدافهم الإسلاميّة الكريمة الرحيمة إلا بعداً . 

رؤيتها إلى مسلحي طالبان :

يقول منور حسن، زعيم الجماعة الإسلامية: ( إنهم يجاهدون وهو بالفعل جهاد وقتال في سبيل الله. أنا أدعمهم وسأدعمهم بكل قطرة من دمي، سأدعم كل من يقاتل ضد أميركا فهي قوة معتدية)..ومع ذلك كانت تلقبه وسائل إعلام طالبان بأمير المنافقين .

علاقتها مع الإخوان المسلمين:

عندما أنشأ الأستاذ المودودي الجماعة في أوائل الأربعينيات بباكستان، نظر الإخوان المسلمون إليها، فوجدوا مبادئها وأهدافها وقانونها يتشابه مع أهدافهم ومبادئهم فعملوا على مساعدتها والتعاون فيما بينهم كفكر مشترك وأهداف واحدة غير أن المسميات مختلفة.

ولم تنقطع صلة الإخوان بباكستان ولا بالجماعة الإسلامية فقد زارها الأستاذ محمد حامد أبو النصر المرشد العام للإخوان، كما زارها الأستاذ مصطفى مشهور، فقد كانت الجماعة تعقد المؤتمرات التي كانت تدعو لها المرشد العام للإخوان المسلمين مع اختلاف الشخصيات.

كما أن الدكتور أحمد العسال وهو واحد من أبرز الإخوان بمصر الذين عملوا في نشر الفكرة الإسلامية وترسيخها بباكستان وتعاون مع الجماعة الإسلامية وقت أن كان مستشاراً بجامعة حيدر أباد بباكستان .

قيادة الجماعة الإسلامية :

توالى على قيادة الجماعة الإسلامية عدد من العلماء والقادة العظام من أمثال الإمام أبي الأعلى المودودي (1941-1972)،  ثم جاء بعده الأستاذ ميان طفيل محمد (1972-1987)، ثم استلم القيادة قاضي حسين أحمد (1987-2009) فلما تنحى بسبب ظروفه الصحية انتخب الأستاذ سيد منور حسن وبويع بالإمارة من (2009 – 2014م )،..

فمن هو سيد منور حسن ؟ وما هي سيرته ومسيرة حياته؟ وما هي دراسته ومراحل تعليمه، كل ذلك نجده في الصفحات التالية .

المولد والنشأة :

ولد الأستاذ سيد منور حسن في آب عام 1944م في مدينة دهلي الهندية إذ ينحدر من عائلة مرموقة فيها، اختارت عائلته العيش في باكستان عقب تقسيم شبه القارة الهندية فهاجرت إلى كراتشي في عام 1947م .

دراسته ومراحل تعليمه :

درس في جامعة كراتشي، وحصل على درجة ماجستير في علم الاجتماع عام 1963م .

ثم حصل على ماجستير في الدراسات الإسلامية عام 1966م من نفس الجامعة .

تاريخه السياسي :

انضم في المرحلة الجامعية إلى اتحاد الطلاب الوطني (nsf) وهو يمثل تجمعاً للطلبة الشيوعيين، وانتخب رئيساً  له في عام 1959م شهدت حياته تغييراً فعلياً عندما اقترب من أنشطة جمعية الطلبة الإسلامية التي تتبع الجماعة الإسلامية في باكستان ودرس كتابات السيد أبو الأعلى المودودي نتيجة لذلك انضم إلى جمعية الطلبة الإسلامية في عام 1960م، وانتخب رئيساً لوحدة جامعة كراتشي ووحدة مدينة كراتشي وعضواً في اللجنة التنفيذية المركزية ولاحقاً أصبح رئيسها الوطني في عام 1964م .

وعمل بهذه الصفة لثلاث فترات متتالية .خلال فترة توليه منصبه نظمت الجمعية عدة حملات تعبئة للرأي العام فيما يتعلق بقضايا التعليم .

انضم إلى مجمع البحوث الإسلامية (اسرا) ثم إلى دراسات بيت المقدس التابعة لها في كراجي ، وعمل فيه كمساعد باحث عام 1964م ونشر المجمع تحت إشرافه 70 من الكتب العلمية .

كما شغل منصب الأمين العام للمركز ، وأصبح مدير تحرير صحيفة الفرقان والرسالة .

تولى منصب الأمين العام المساعد في الجماعة بين 1992- 1993م ، ثم أصبح الأمين العام سنة 1993م ، ثم صار زعيماً سنة 2009م .

سيد منور حسن يتحدث الانكليزية والأوردية .

وهو يرأس عدداً من هيئات التخطيط والبحث داخل الجماعة .

-قدم أمير الجماعة الإسلامية الشيخ منور حسن استقالته من منصبه بعد أن اعترف بمسؤولية هزيمة حزبه في الانتخابات العامة الأخيرة في البلاد .

وأفادت المصادر بأن منور حسن قدم استقالته أمام مجلس الشورى لم يقبل الاستقالة وطلب منه مواصلة العمل أميراً للجماعة .

وأشارت المصادر إلى أعضاء الشورى أعربوا عن ثقتهم في شخصيته ووجهوه باستمرار الأنشطة الاجتماعية والسياسية وتجدر الإشارة حصلت على أربعة مقاعد في الجمعية الوطنية خلال الانتخابات العامة الأخيرة في باكستان .

الجماعة الإسلامية الباكستانية، هي أكبر الأحزاب السياسية الدينية معارضة وعلنية  في البلاد، كما أنها ثامن جماعات مشهورة ظهرت في العالم الإسلامي في العصر الحديث ،...

وقد ترك سيد منور حسن إمارة الجماعة الإسلامية بعد انتخابات حرة ونزيهة ترشح للمنصب ثلاثة علماء من قادة الجماعة وهم : لياقت بلوش، وسيد منور حسن، وسراج الحق، وقد فاز الشيخ سراج الحق في الاقتراع السري بالأكثرية لذا فهو يشغل ذلك المنصب من (2014- وحتى الآن )

************************

المصادر :

-موسوعة الإخوان المسلمين .

-تشخيص الواقع عند الجماعات الإسلامية – غازي التوبة (موقع الشيخ عبد الحق التركماني).

-منور حسن.. الجماعة الإسلامية الباكستانية-برنامج لقاء اليوم (الجزيرة نت 27/4/2009).

-حوار مع أمير الجماعة الإسلامية بباكستان منور حسن (مدونة مصطفى الطحان).

-الجماعة الإسلامية في باكستان (فهد بن ناصر الجديد – لجينيات).

– موقع السكينة.

- خاص بالسكينة

-الموسوعة الحرة .

-موقع قناة الجزيرة .

وسوم: العدد 706