رحيلُك أحدثَ في القلب ثُلْمَةً يا حسين

رحلَ عنّا فجر يوم الخميس: 2/ 2/ 2017م، أخي و صديقي الأستاذ الدكتور حسين حامد الصالح ( أبو عمر الميادين )، أستاذ اللغة و النحو في جامعة القصيم، عن عمر يناهز ( 55 ) عامًا ، و هو في قمّة عطائه العلمي.

لقد كان للدكتور حسين الكثير من الطموحات، و المشاريع، و الآمال، و الأحلام، و الرؤى؛ بيدَ أنَّ الموت كان أسرع إليه من ذلك كلّه.

و نحن إذ ندعو له بالرحمة و الرضوان و القبول، و لأهله بالصبر و السلوان؛ ندعو أنفسنا لتجديد التوبة إلى الله، و إخلاص النيّة له، و تهذيب القلب من كل ما يشوبه من دخَل، و غشّ ، و إِحَنٍ، و أحقاد، و ظلم، و ظلمات.

لقد عرفته في أكثر من محطة في سنوات الغربة، و في كلٍّ منها كنّا دونه في البذل و العطاء، و الهمّة و النجاح، و الصدق و الصفاء.

لقد كانت إحدى أهمّ لحظات سعادتنا في سنة 1995م، عندما صدر قرار منحنا درجة ( الدكتوراة ) في ( كلية الآداب ـ الجامعة المستنصرية ).

و كنّا نسعى لأن نشدّ الرحال إلى اليمن السعيد سويةً، إلاّ أنّه قد تخلف سنة بعدي، ثم التقينا ثانية هناك، و تنقل كلانا في أكثر من كلية و جامعة، حتى التقينا معًا في كلية التربية ـ جامعة صنعاء في سنة 2000م.

و شاءت الأقدار أن أسبقه إلى المملكة في مدينة أبها، ثم يأتي هو بعدي بثلاث سنوات إلى مدينة القصيم، و من يومها لم ينقطع التواصل بيننا، و اجتمعنا في أكثر من لقاء علميّ، و كان آخر ذلك قبل شهرين، حيث هو و الدكتور عمار الددو قاما بترشيحي لمناقشة إحدى طالبات الماجستير في جامعة القصيم.

و في أثناء تلك السفرة كان حريصًا على أن نلتقي في أكثر من سهرة و دعوة و فسحة، و قد بثَّ لي كثيرًا ممّا يضايقه، و كنت أشعر أنّه قريب منّي أكثر من أيّ وقت مضى؛ فلكأنّه كان يودّعني وداع الرحيل.

لقد أتاني خبر رحيله عن طريق الدكتور أنس عباس؛ فكان كالصاعقة التي أيقظتني من غفلة كنت فيها متدثرًا، فبكيت حتى لم يبقّ في العين ماؤها.

رحمك الله يا حسين، يا حبيب الروح، و يا صديق الغربة، و يا زميل العمل في المجال الإعلاميّ، و يا صنوي في التخصص؛ لقد أحدثَ رحيلُك في القلب ثُلْمَةً يا أبا عمر. 

وسوم: العدد 706