رجال على طريق الدعوة

الشيخ حسن عبد الحميد

clip_image002_95deb.jpg

نمت ساعتين واستيقظت لأنه مرّ بخاطري وتجلى لناظري قوافل الشباب المسلم في مظاهراتهم وتجمعاتهم ، قلت لنفسي عرّف بهم من لايعرفهم من جيل الشباب 

أولهم ( عبد الله العمر الشيخ ويس ) 

كان اسمه في بلدنا مدينة  الباب ( الزعيم ) وهو زعيم حقا في نشاطه وحيويته وخدماته للصغير والكبير من إخوانه ، استفدت من نشاطه فجعلته مسؤولا عن أطباء مشفى حلب فقام بعمله على خير الوجوه  ، يكفيه أن عمه كافل الأرامل واليتامى في مدينة الباب ( ابو ماهر ) رحمه الله  .

غضب عليه الحزب القائد فتم نقله من سلك التربية والتعليم مع إخوانه إلى وزارة أخرى ( المالية ) 

طُرد من بلده وشرّد وجاء إلى عمان ، إلتقيت به في مهجره فكان أعز من يكرم ضيفه وأستاذه ، لاحظت عليه ضيق وقته من خدمتي لأنه منصرف لخدمة المرضى من أبناء وطنه الكبير يرافقهم إلى المشفى الإسلامي ، يكلم هذا الطبيب ويصرف الدواء لذاك .

وشهد له بذلك الشيخ سعيد حوى رحمه الله فذكره في كتابه ( هذه تجربتي وهذه شهادتي ) وأنه استطاع أن يحل مشكلة الطبابة للسوريين المهاجرين ونجح في ذلك أيما نجاح مما أوجد حوله الحساد والنقاد  ؟

وصاهره ابن الشيخ سعيد حوى منظرّ الجماعة فكان نعم الأخ معاملة واحتراما .

الزعيم عاش في حركة دائبة أقلقت المخابرات الأردنية فطلبت منه مغادرها الأردن ، فغادر إلى اليمن ووضع نفسه تحت قادة الركب الإسلامي فكان مندوب الطلاب السوريين لدى رئاسة الجمهورية اليمنية ، وقابل رئيس اليمن عدة مرات وحصل على الاقامات لاخوانه جزاه الله خيرا  .

والتهبت اليمن بتصرفات ولد يقول أنه يسعى لاعادة ولاية الفقيه فأراق الدماء وعمت الفوضى ، وعاش الزعيم بين حرائق اليمن فأين يذهب ؟

 سوريا أدانته بالقانون ٤٩ والاردن طردته ، وإخوانه تخلو عنه في الفترة الأخيرة وعن مساعدة اولاده المشردين وهم حملة الدكتوراة والماجستير  .

أيها الدعاة :

إن القائد عليه الصلاة والسلام يقول لنا المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ، اي لا يسلمه للضياع والتشرد والبؤس 

وأنا  أشهد بحق أن هذا الرجل مظلوم ، وديننا يأمرنا أن ننصر المظلوم ، ونكون عونا له 

ونحن أيها الدعاة والقادة في شهر رجب ، شهر محرّم ،  الظلم فيه محرّم  .

أيها الدعاة المؤمن بأخيه ويد الله مع الجماعة إن تراحمت وتعاطفت وتماسكت !!

سيدنا وقائدنا محمد عليه الصلاة والسلام أمرنا أن نغيث الملهوف فهل نسمع لبيك !

والا سأقول  : 

أضاعوه وأي فتى أضاعوا 

     ليوم كريهة وسداد ثغر 

خلوني لمعترك المنايا 

وقد  شرعت أسنتها بنحري 

وها أنا اسمع صوت الزعيم من بعيد يقول  :

أيها الطغاة ، أيها البغاة لقد دمرتم الوطن ، ومزقتم شعبه وفتحتم الحدود لكل من هبّ ودبّ ، وفتحتم سماء الوطن لكل الأعداء ، وسمحتم لكل طامع أن يخوض في بحاركم وينشئ المطارات على أرضكم ، إن المغول لم يفعلوا فعلكم ، وإن التتر يخجلون من صنيعكم ، أكل هذا من أجل أن تسود الطائفية القرمطية  ؟

إن ساعة الحساب قريبة وإن رب السموات والأرض سيدمدم عليكم على ماصنعوا من خزي وعار ودمار ، وسيدمر الكرسي ومن عليه ( إن بطش ربك لشديد ) 

ربنا إليك أنبنا وعليك توكلنا ، اللهم أشدد على قلوبهم ، واطمس على أموالهم ، فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الاليم 

رب لا تذر على أرض سوريا من الكافرين والمجوس ديارا ، إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا  .

اللهم ياقوي يامتين مزّق من مزّق سوريا ، نكس رايتهم يارب ، زلزل الأرض تحت أقدامهم  .

أما أنا المشرد الزعيم  فأقول : 

وطني لو شغلت بالخلد عنه  

  نازعتني إليه في الخلد نفسي 

وأقول وفي العين دمعة 

وفي القلب حسرة :

أحرام على بلابله الدوح     

     حلال للطير من كل جنس 

حفظك الله ورعاك وسدد على الحق خطاك  .

والله أكبر ولله الحمد ، 

ولاحول ولا قوة إلا بالله  .

فرجك ياقدير  .

وسوم: العدد 715