الأديب الداعية د. أحمد فوزي الهيب

هو الأستاذ الأديب الداعية أحمد فوزي الهيب

clip_image002_bcc75.jpg

المولد والنشأة :

ولد الدكتور أحمد فوزي الهيب في حلب في شمال سورية في  18/ 2/ 1946م، توفي والده، وهو صغير، فظل هو وأخته التي تصغره بأعوام ستة في رعاية والدته، التي سخرت حياتها لتنشئتهما تنشئة صالحة .

دراسته ومراحل تعليمه :

درس الابتدائية والإعدادية الثانوية في حلب ثم انتسب لمعهد إعداد المعلمين، وتخرج منها عام 1965، وعين معلماً للمرحلة الابتدائية في مدارس مدينة حلب، ثم حصل على الثانوية العامة ، وانتسب إلى كلية الآداب جامعة حلب ليتخرج منها عام 1970 حاصلاً على شهادة الإجازة في الأدب العربي .

ثم رحل إلى الكويت، ودرّس في ثانويات مدينة الجهراء ، وفى أثناء ذلك كان يكمل دراسته للماجستير في الأدب العربي من جامعة الإسكندرية ، في مصر حيث حصل عليها عام 1976م.

ثم درس الدكتوراه من الجامعة نفسها، وتخرج فيها حاصلاً على الدكتوراه في الأدب العربي , بمرتبة الشرف الأولى عام 1983

أعماله والوظائف التي تولاها :

عمل محاضراً في جامعات سورية، والسعودية، والكويت . ثم عمل مدرساً في الجزائر وما زال فيها إلى اليوم .

الجوائز التي حصل عليها :

نال عدداً من الجوائز والدروع وشهادات التقدير، منها : جائزة الباسل للإبداع الفكري عام 1996م.

تحدّثت عنه، ونوّهت بكتبه الكتب التالية :

- نهر الذهب في تاريخ حلب- الشيخ كامل الغزي .

- مائة أوائل في حلب -للكاتب عامر رشيد مبيض .

- عروق الذهب فيما كتب عن حلب -لعامر رشيد مبيض

-معجم أدباء حلب في القرن العشرين -لأحمد دوغان

- ينبوع الذهب فيما كتب عن حلب- للكاتب مختار فوزي النعال .

مشاركاته :

شارك في العديد من المؤتمرات والندوات العلمية في سورية، السعودية والكويت.

شارك في لجان ترشيح علماء لجوائز دولية مرموقة في علوم العربية وآدابها ولجان تحكيم في مسابقات أدبية في سوريا و غيرها.

شارك في الكثير من اللجان الأكاديمية رئيساً ومقرراً وعضواً في أقسام اللغة العربية وكليات الآداب والجامعات والوزارات في سوريا وغيرها، كان آخرها لجنة تأليف كتاب عن حلب بتكليف السيد محافظ حلب عضواً عام 2006 واللجنة الثقافية لاحتفالية حلب عاصمة الثقافة الإسلامية بتكليف من السيد وزير الثقافة عضواً، واللجنة العلمية لندوة الحياة العلمية والأدبية في حلب زمن الأيوبيين رئيساً عام 2006.

حكّم عدداً من الأبحاث في بعض المجلات المحكّمة مثل المجلة العربية للعلوم الإنسانية ومجلة البيان الكويتيتين وغيرهما، وعدداً من مسابقات القصة والمقالة والخاطرة والشعر في السعودية والكويت.

عضو في اتحاد الكتاب العرب ، جمعية البحوث والدراسات،

عضو في الجمعية السورية لتاريخ العلوم ، و جامعة حلب، و جمعية العاديات بحلب.

مؤلفاته :

صدر له :

1-الأدب وروح العصر ، ( دراسة بالاشتراك ) – ذات السلاسل -الكويت 1984م.

2-الحركة الشعرية زمن المماليك في حلب، مؤسسة الرسالة، بيروت 1986

4-ديوان ابن الوردي (تحقيق) ، دار القلم الكويت: 1986م.

5-العروض لـ ابن جني (تحقيق) ، دار القلم الكويت عام 1987م.

6-الحركة الشعرية زمن الأيوبيين في حلب ، مكتبة المعلا ، الكويت عام 1987م.

7-الجانب العروضي عند حازم القرطاجني ، دار القلم، الكويت عام 1988م.

8-الحسن الصريح للصفدي (تحقيق) ، دار سعد الدين دمشق عام 2003م.

9-إيقاع الشعر العربي (دراسة في فلسفة العروض) ، دار القلم العربي، حلب 2004م.

10-التصنع وروح العصر المملوكي ، اتحاد الكتاب العرب ، دمشق 2004م.

11-ديوان نظم العقدين في مدح سيد الكونين لـ ابن جابر الأندلسي . (تحقيق) ، دار سعد الدين دمشق 2005م.

12-شعر ابن جابر الأندلسي ، (جمع وتوثيق وتحقيق) ، دار سعد الدين دمشق 2006م.

13- بحوث في اللغة والأدب ( بالاشتراك ) ، مكتبة المعلا ، الكويت 1987ه

14- عبد السلام هارون معلماً ومؤلفاً ومحققاً ( بالاشتراك ) جامعة الكويت 1990م

15- عبده بدوي شاعراً وناقداً ( بالاشتراك ) جامعة الكويت 2000م

16ـ الحسن الصريح للصفدي ، تحقيق ، دار سعد الدين ، دمشق 2003م

17ـ إيقاع الشعر العربي ، دراسة في فلسفة العروض ، دار القلم العربي ، حلب

2004م

18 ـ التصنع وروح العصر المملوكي ، اتحاد الكتاب العرب ، دمشق 2004م

19 ـ أدباء مكرمون ، وليد مشوّح ( بالاشتراك ) اتحاد الكتاب ، دمشق 2004

20ـ ديوان نظم العقدين في مدح سيد الكونين لابن جابر الأندلسي ، تحقيق ، دار

سعد الدين، دمشق 2005م

21ـ شعر ابن جابر الأندلسي ، جمع وتوثيق وتحقيق ، دار سعد الدين ، دمشق 2006

22ـ أدباء مكرمون, الناقد والمفكر عبد الكريم الأشتر( بالاشتراك) اتحاد الكتاب العرب، دمشق 2006

23- ديوان المقصد الصالح في مدح الملك الصالح لابن جابر الأندلسي. تحقيق. دار سعد الدين ، دمشق 2007

24- كتاب العلم للغزالي. إعداد وعناية . دار سعد الدين ، دمشق 2008

25 – تاريخ ابن عساكر . الجزء 12 تحقيق بطلب من مجمع اللغة العربية في دمشق

له أبحاث كثيرة منشورة في مجلات وموسوعات علمية في سورية ومصر والكويت والأردن وجامعة الدول العربية ، مثل مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ، ومجلة معهد المخطوطات التابع لجامعة الدول العربية ، ومجلة الشعر في القاهرة ، ومجلة جامعة الإمارات العربية المتحدة في العين ، ومجلة البيان في الكويت ، وموسوعة آل البيت بعمان ، ومجلة التراث العربي ، ومجلة الموقف الأدبي باتحاد الكتاب العرب بدمشق ، وغيرها.

ومن هذه الأبحاث نذكر :

1-الجانب البديعي في شعر ابن الوردي ، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق1997م.

2-الملك الظاهر بيبرس في شعر معاصريه ، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق2000م.

3-نور الدين محمود في شعر معاصريه ، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق 2005م.

4-مادة ابن أبي حجلة كتبها بتكليف من موسوعة الحضارة الإسلامية ، مؤسسة آل البيت عمان،1991م.

5-ابن شداد و كتابه سيرة: حياة صلاح الدين الأيوبي ، مجلة التراث العربي دمشق 2004م.

6-التراث والمعاصرة في فكر الدكتور عبد الكريم الأشتر ، مجلة الموقف الأدبي 2005م.

7-بحث المديح النبوي الأندلسي بين لسان الدين بن الخطيب و ابن جابر الأندلسي ، مجلة التراث الأدبي 2005م.

كما اشترك، وراجع، وأشرف على برنامج حاسوبي في علم العروض والقوافي، عنوانه(شعر العرب)، الشركة العالمية (صخر) الكويت 1989. .

8-محاضرة للدكتور أحمد فوزي الهيب بعنوان : حلب في شعر شعرائها زمن الأيوبيين .

ثناء العلماء عليه :

كتبت السيدة ذكاء محمد رواس قلعه جي مقالة نشرتها في رابطة أدباء الشام في 09 آذار 2017م ؛ تحت عنوان : (( أعلام الأمة :: الدكتور أحمد فوزي الهيب )) تقول فيها :

(( قد ينسج القدر علاقات إنسانية على نحو معين تساهم في بناء واقع اجتماعي ، فيقرب أشخاص، ويبعد آخرين، ليقضي أمراً نجهله نحن، ويعلمه هو وحده، وينتظم عقد التدافع البشري ، فيكون منهم سائس ومسوس، ورئيس ومرؤوس، و قد يجعل منا شاهدا على صنع حلقة من حلقات التاريخ ، أو حياكة سفر من أسفار الحضارة .

عندما وعيت على الدنيا كنت أعرف ✦ أحمد فوزي الهيب ✦ وكأنه جزء من عائلتنا – قبل أن يكون منها- وذلك مما تلتقطه أذني من أحاديث تدور بين أبي وأمي، فكل يوم يعود أبي من عمله ليتبادل مع أمي ما حدث معهما خلال اليوم ، وخلال ذلك كان يأتي ذكر أحمد، وأحمد لم يكن يوم ذلك إلا مجرد طالب في عداد طلابه ، إلا أن أبي كان يذكره لأمي ، كنادرة من نوادر الدهر في تفوقه، حرصه على طلب العلم ، وفي خلقه وأدبه ، وعرفت بعد ذلك أنه الشاب اليتيم ، رقيق الحال قامت أمه السيدة الحازمة القوية الشكيمة المُضَحِيَّة البعيدة النظر على رعايته هو وأخته، منذ كانا صغيرين، وما أن بدا يخطو خطواته الأولى نحو الشباب حتى قرر أن يكون رجلاً يحمل العبء عنها ليصبح هو رجل البيت في عمر مبكر . ولعل ذلك ما جعل ذلك الشاب ينضج قبل أوان نضجه فإحساسه أنه رجل العائلة وأنه مسؤول عنها منحه حافزاً للنجاح والتفوق .

✦ كان والدي في ذلك الوقت يُدَرِس في دار المعلمين، وهي الدار التي أسست لتخريج معلمي المرحلة الابتدائية، وكانت مدة الدراسة فيها أربعة أعوام، تبدأ بعد الإعدادية ، وكان ذلك المعهد يستقطب الكثير من الشباب، الذي كان يعدّه بعضهم خطوة نحو المستقبل ، فالمعهد يضمن وظيفة ذات دخل ثابت، بالإضافة إلى الراتب الشهري الذي يمنحه في سنوات الدراسة – الذي كان على بساطته – عامل جذب ، فهو يمثل تلك الحصاة التي تستند عليها جرة معيشتهم ، وفد كان معهد اعداد المعلمين محطة مر بها الكثير من أعلام المدينة وكبار مثقفيها ،. وأحمد في رأي والدي هو واحد من هؤلاء ، ولعل تلك القناعة هي التي جعلت علاقته مع أبي تتجاوز مستوى العلاقة بين طالب وأستاذه .

✦فقد كان والدي حريصًا على دعم الشباب ومنحهم الثقة ، ومن تصاريف القدر أن أحمد عندما تخرج وصار معلماً في المرحلة الابتدائية ، تقدم لخطبة ابنة جيراننا التي تسكن في شقة أسفل شقتنا تماماً، والتي كانت أمها بمثابة أم ثانية لوالدتي، في حنانها ونصحها . .. وعندما اقترن الزوجان كانت العائلة الجديدة عائلة مقربة من عائلتنا، نتواصل معهم كما يتواصل القريب مع قريبه .

✦ ويتابع أحمد دراسته الجامعية في جامعة حلب، وينال منها الإجازة في اللغة العربية، وينتقل إلى التدريس في المرحلة الثانوية، ثم يتعاقد مع الكويت مدرسًا، ولم نعد نراه وعائلته إلا في العطل والاجازات . ، ولكن لما قرر والدي الالتحاق للعمل في الموسوعة الفقهية في الكويت كباحث فيها، كان في استقباله فور وصوله للكويت أحمد الهيب وعائلته، وكان آنذاك قد صارت له عائلة كبيرة مكونة من أمه وزوجة وخمسة أولاد .

 ويشاء الله إذ قدّر الغربة علينا في الكويت أن يقربنا أكثر، ولا شيء يقرب الناس إلى بعضهم كالغربة، فهي تفرق من ناحية ، وتجمع من ناحية أخرى.

✦ وكان أحمد فوزي الهيب في ذلك الوقت يتابع دراسته لنيل الماجستير، ثم تلتها الدكتوراه من جامعة الاسكندرية , وكان يتناهى لسمعي الحديث عن مثابرته ، وجلده في طلب العلم ..

غريب في صحارى العمــر** يمحو ظله القدر

ويورق في جراحاتي اـحنين ** ويذبل الزهر

وتصغر في عيوني الأرض **والأكوان والعمر

فأين البيت أسكنه ** أعود إليه أمتطر

وأين القلب والأحباب ** والأصحاب والقمر

فهل بعد الظلام يهلّ ** فجر باسم عطر

وتشرق شمس عودتنا ** إلى الشهباء تنتظر

نعود فتبسم الأزهار ** والأطيار والشجر

وباب النصر والأمويّ ** والأسوار والحجر

فيا رباه رحماكا ** فقد أضناني السفر

✦ وقد كان الدكتور الهيب في كافة مراحل حياته نشيطاً في الحقل الثقافي، على صعده المختلفة ، وخاصة بعد أن حصل على الدكتوراه وصار عضوا في هيئة التدريس في جامعة الكويت .

✦ إلا أن حراكه الثقافي المتنوع لم يصرفه عن عرفان الجميل للمدينة التي احتضنته ، حلب التي لم تغب عن فكره او شعره ، فصرف جُلَّ اهتماماته للوفاء لها، فكان أن ركز على دراسة الأدب الحلبي في عصوره المخلفة . فقدم : الحركة الشعرية في حلب زمن المماليك والحركة الشعرية في حلب زمن الايوبيين ، كما حقق ديوان ابن الوردي وهو من علماء حلب الكبار الذين لما تزل لاميته المشهورة محفوظة وأولها

اعتزل ذكر الأغاني والغزل ** وقل الفصل وجانب من هزل

-كما حقق كتاب العروض لابن الجني ، وهو من أعظم علماء اللغة عاش فترة زاهرة في بلاط سيف الدولة الحمداني ، واتصل بالمتنبي وقدم شرحاً لديوانه، وفضلًا عن ذلك حقق أربعة دواوين لابن جابر وأبي جعفر الأندلسيين اللذين استوطنا حلب وأحباها وغير ذلك من الأعمال العلمية كتبًا وبحوثًا وندوات ومحاضرات، ويضع الآن اللمسات الأخيرة لأكبر تاريخ لحلب بعد بغية الطلب لابن العديم ، وهو تاريخ ابن خطيب الناصرية أو الدر المنتخب في تاريخ حلب في أربعة اجزاء.

✦ وفضلًا عما تقدم نجد حلب حاضرة بقوة في شعره ، رغم أنه صرح في أكثر من مناسبة أنه ليس بشاعر ، وأن ما يكتبه من أبيات لا تستحق أن ترقى به لمكانة الشعراء ، ولكني على يقين أنه يملك نفسية الشاعر وشخصية الشاعر ، وقد أثبتُّ مقاطع أعجبتني من شعره .

حتّامَ يا قلبي تنوح مـــــــــــن النوى **   من أحمر الأشواق والأحزان

من بُعد أحباب الطفولة والصبا **  ترنو إليهم ساخن الأجفان

ويهزني شوقي إليهم هــــــــــــــــــــــــــزة **     تجتاحني وتهد كل كياني

أتذكر السهرات في أزمانهم **         وحديثنا متموج الألوان

ينساب صوتهم الرخيم بغربتي **  فأرى ظلالهم على الجدران

وأرى ابتسامات الأحبة هانئًا **  وأسامر الأحباب في تحنان

نتجاذب الأقوال عن أحوالنا ** والليل يسري داني الأفنان

ومددت كفي هل صحيح ما أرى ** فصحوت . لا . بل غادروا بستاني

وتبعتهم أرجو وداعًا مسرعًا ** فرأيت باب الدار في خفقان

ورجعت أمشي ذاهلًا متسائلًا ** كيف الرحيل وما ارتوت أغصاني!!

✦وينسج القدر حلقة أخرى في العلاقة بيننا عندما تصير ابنته زوجة لأخي، فصارت فرداً من أفراد العائلة، فهي أخت لي وأم لبناتي الثلاث، فصار جزءاً من العائلة حقيقة لا مجازاً

✦وعندما عصفت رياح الحرب في الكويت، عاد إلى حلب ليستقر فيها، في اغتراب من نوع آخر، كان يوهن روحه الشفافة ، ونفسه الصافية، فهو الذي خلد حلب في أروقة الأدب، وهو بعيد عنها وألف أسفاراً تخلد تاريخها الأدبي، يجد نفسه فجأة في حلب، ويجد حلب بعيدة عنه، وهو فيها .

ووصلنا شاطئ السبعين يسري عمرنا مثل شراع التائهين

مسرعًا يمضي كومض الأمـــــــــــن في ظلمة قلب الخائفين

لو سئلنا : كيف مرت ؟ لأجبنا مثل حـــــــــــــــــلم الحالمين

مثل زغب الطير كنا أول العمر ضعافًا إذ مضى نحو جنان والدٍ برٌّ رحيم من كرام الصالحين

فرعتنا أمُّنا شبًرا فشبرًا بشغاف القلب حبًا وبحزم الحازمين

ومشينا بالرضا نبغي فلاح الفالحين

كم بنينا من بناء قد قضينا العمر نبنيه بجهد الجاهدين

كم رحلنا لبلاد نبتغي العلم بصبر الصابرين

وبلاد قد نقلناه إليها صافيًا يروي قلوب الظامئين

✦ ورغم أن الدكتور أحمد الهيب قد تقدم به العمر، وصار أستاذاً في جامعة الكويت ، ووجد لنفسه مكانة في ميادين الفكر وحقول الأدب ، إلا أنه ما انفكت علاقته بأستاذه القديم – أبي رحمه الله – تزداد وثوقاً .ولا أنسى حرصه على زيارته لأبي يوم عطلته الأسبوعية في حلب بعد أن تقاعد أبي من عمله، واستقر فيها، وكان الجفاف قد اجتاح كرمه المعطاء، فما زاد ذاك الجفاف طالبه المخلص إلا اقبالاً، ليبرهن على حبه الكبير ومعدنه الأصيل .

✦ وتعصف الحرب بحياته مرة ثانية، وهو الرجل الشاعر الحساس الذي يعشق السلام والهدوء والسكنية، ويحلم بعالم يرفرف عليه الحب، ويحلق بجناحي الود والوفاء، ولكن رياح الغربة قدر لها أن تعصف ثانية فتحمله هذه المرة بعيدا إلى الجزائر, ليستقر هناك بقرب ابنتيه، ولتفتح جامعة الجزائر قلبها مرحبة به تحتضنه في حب، وتتركه ممزق المشاعر بين محب هنا وحبيب هناك .

أيا ليلايَ …. يا ليلى ……….

لماذا الشر يستعر

لماذا الخير يندحر

كعصفور من الشفق

تهشمه يد وحشية الأظفار ينكسر

✿ نال عدداً من الجوائز والدروع وشهادات التقدير ، منها جائزة الباسل (مدينة حلب ) للإبداع الفكري 1996م ، وهي جائزة سنوية خصصها مجلس مدينة حلب لأفضل الأعمال الفكرية والعلمية والأدبية والفنية لأحد أبناء حلب أو متعلقة بها

✿ تحدثت عنه، ونوّهت بكتبه عدد من الكتب ، منها :

1ـ كتاب نهر الذهب في تاريخ حلب للغزي ( المقدمة ) ، تقديم وتصحيح وتعليق شوقي شعث ومحمود فاخوري ، دار القلم العربي ، حلب 1991م

2ـ كتاب مئة أوائل في حلب لعامر رشيد مبيض ، دار القلم العربي ، حلب 2004م 3ـ كتاب عروق الذهب فيما كتب عن حلب لعامر رشيد مبيض ، جمعية العاديات ، حلب 2004م

4ـ معجم أدباء حلب في القرن العشرين لأحمد دوغان ، دار الثريا ، حلب 2004م ، وكتاب ينبوع الذهب فيما كتب عن حلب لمختار فوزي النعال ، دار الرضوان ، حلب 2005م

5- صحيفة الجماهير ( حلب ) العدد رقم12271 الصادر في 1/2/2007 ص6(الكاتب فواز حجو)

6- مجلة العربي ( الكويت) العدد رقم 580 شهر مارس(آذار)2007 ص 200-201(الكاتب . جمال طحان)

✿ له أبحاث كثيرة يتجاوز عددها المائة منشورة في مجلات وموسوعات علمية محكمة في ســـــورية ومصر ، والكويت والإمارات العربية والأردن وجامعة الدول العربية والجزائر .

✿ ومازال شراعه راسيًا في ميناء الجزائر ، يحلم برياح تحرك السفين نحو حلب على أمواج من دموع العين ودماء القلب الذي ينادي مع المتنبي

كلما رحبت بنا الروض قلنا حلب قصدنا وأنتِ السبيل

وله :

خطوات كُتبت فوق الجبين منذ آلاف السنين

ومشيناها نحُثُّ الخطو كرهًا تارة أو طائعين

وسنبقى في طريق العمر نحو الحب دومًا سائرين

أسال الله أن يجعله من الذين طال عمرهم وحسن عملهم.

وسوم: العدد 710

المراجع :

1-جريدة الجماهير حلب العدد:(9410) تاريخ: 1966/12/25 .

2-رابطة أدباء الشام – التي يرأسها عبد الله الطنطاوي .

3-مئة أوائل في حلب – عامر رشيد مبيض .

4-أعلام الحركة الإسلامية في سورية – عمر محمد العبسو .

وسوم: العدد 716