شيخنا أديب صالح والعربية

أيمن بن أحمد ذو الغنى

clip_image002_1792c.jpg

اشتَهر شيخنا العلامة الرباني د. محمد أديب صالح -تغمده الباري برحماته- بعلم أصول الفقه، حتى عُدَّ من أعلام الأصوليين العصريين، وكبار أقطابه في العالم الإسلامي.

وهو تخصصه الدقيق في مرحلة الدكتوراه برسالته العلمية الفاخرة: (تفسير النصوص في الفقه الإسلامي) التي تقدم بها إلى كلية الحقوق بجامعة القاهرة عام 1963م ونال درجتها العلمية بمرتبة الشرف الأولى. 

ثم صدرت في كتاب طُبع مرارًا في المكتب الإسلامي، وهو أذكر كتبه وأسيرها، وقد غدا مقرَّرًا دراسيًّا في غير جامعة ومعهد علمي.

على أن للشيخ عناية كبيرة بعلوم القرآن الكريم وعلوم الحديث الشريف، وقد درَّس هذه المقرَّرات ورَأَسَ قسم القرآن والسنَّة بجامعة دمشق دهرًا، وأسهم في إنشاء قسم السنَّة وعلومها في كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض، وتولى رياسته سنوات.

ولم يكن ليتأتى له الرسوخ في هذه العلوم الجليلة، والإحاطة بدقائقها، والإبداع في تعليمها لولا امتلاكه مفتاحها الأهم والأجدى ألا وهو علوم العربية وآدابها؛ إذ كان الشيخ متضلِّعًا بها، حفيًّا بكتبها، معليًا دومًا لشأنها..

وإن تمكُّنه من العربية لا يكاد يخفى، فقد اجتمع له الفصاحتان؛ فصاحة البَنان وفصاحة اللسان، وقلَّما تجتمعان لفذّ، في بيان بليغ رفيع، وعبارة محكمة، ونطق ناصع جليّ.

حدثني أستاذنا الفاضل العالم اللغوي المحقق محسن خرابة البدراني محسن البدراني -حفظه الله- قال:

كنت أيام دراستي الجامعية بقسم اللغة العربية بدمشق أتحرى وبعض زملائي حضور خطب فضيلة الشيخ د. محمد أديب صالح في مسجد جامعة دمشق، وكان يطيل الخُطبة جدًّا، وكنا أخذنا أنفسنا بتتبُّع لغة الخطباء والتدقيق فيها، وإحصاء ما يند عنهم من لحن، فكنا على شدة التعقُّب والفحص لا نقف للشيخ أديب في خطبه على لحن واحد!

رحم الله شيخنا، وجزاه عن العلم وطلابه خيرًا

وأخلف في الأمة من أمثاله؛ علمًا وصلاحًا وإصلاحًا.

كتبه: أيمن بن أحمد ذو الغنى

والصورة التقطتها لشيخنا د. محمد أديب صالح رحمه الله في داره بحي النخيل

صحبة أخيه أستاذنا العلامة النحوي د. مازن المبارك حفظه الله، ابن العلامة المجمعي عبد القادر المبارك، وشقيق المفكر الإسلامي الوزير محمد المبارك، والمؤرخ القدير هاني المبارك رحمهم الله جميعًا. 

في الرياض بتاريخ 28 المحرم 1431 هـ

وسوم: العدد 730