ضعفاؤكم بهم تـُرزقون وتُـنصرون

نستطيع أن نقول جازمين :إن الرحمة التي جاء بها الإسلام شملت بني الإنسان جميعا وهي رحمة لم تعرفها البشرية في مختلف عصورها فالإسلام دين رحمة والنبي نبي الرحمة «إنما أنا رحمة مهداة «فقديما وحديثا عوملت كثير من الجماعات والشعوب بالعسف والقهر والاستئصال؟! إما بسبب لون أو جنس أو انتماء ونزعت الرحمة من كثير من القلوب حتى صار الإنسان عدوا للإنسان؟ وعاشت أصناف كثيرة منبوذة محرومة من أبسط الحقوق التي يضمنها لها انتماؤها للجنس البشري فدخلوا في عالم النسيان والإهمال وتضييع الحقوق؟ فجاء الإسلام بمنهجه الفريد ليحقق العدالة بين الناس ولاسيما الضعفاء منهم وليعلن رسوله أنهم سبب للرزق والنصر «إنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم» وقد تحدثت دراسة للدكتور عماد زهير حافظ تحت عنوان «منهج القرآن الكريم في رعاية ضعفاء المجتمع» عن هذا الصنف فحددت الضعف بجانبين: الضعف الطبيعي والضعف الطارىء.  

فأصحاب الضعف الطبيعي الذين خصوا برعاية خاصة هم : المرأة في مختلف أحوالها أما وزوجا وبنتا وفي عصمة رجل أو أرملة ،والأطفال واليتامى ولاسيما أن الطفولة في هذا الوقت بالذات تتعرض للقتل والتشريد والخطف والبيع وقطع الأعضاء والإكراه على أعمال غير إنسانية ولا شريفة.  

وأما أصحاب الضعف الطارىء فكان على رأسهم الوالدان ومالهما من حقوق تستوجب رعايتهما، كذلك العبيد وطرق تحريرهم والإحسان اليهم، والغارمين وإعانتهم بفرض سهم لهم من أموال الزكاة، وابن السبيل وإشعاره بأن الناس كلهم أهل له يلقى أهلا بأهل ومالا بمال وقرارا بقرار، والمرضى والزمنى ورعايتهم صحيا وماليا ونفسيا، والمستضعفين في الأرض وحض الأمة على الجهاد لنصرتهم ورعايتهم والرخصة لهم فيما يُكرهون عليه. وتدعو الرسالة في صفحاتها الأخيرة إلى تبين القصور الذي طرأ على رعاية هؤلاء و تداركه؛ ولاسيما أن رعاية الإسلام لهم قد بلغت أعلى درجات الرعاية وشملت جميع جوانب حياتهم، وذلك لتشمل الرحمة مجتمعاتنا وتكون أهلا لتنزل رحمة الله عليها فالراحمون  يرحمهم الرحمن.

وسوم: العدد 770