الرسول صلى الله عليه وسلم في قلوبنا!!

وتمضي  مئات السنين، ومع ذلك فما زالت العاطفة الصادقة متأججة تعبر عن نفسها على اختلاف الزمان وتنائي المسافات ، فما الذي فعله محمد صلى الله عليه وسلم في النفوس ، وما الأثر الذي تركه في القلوب ؟؟!

في كتاب للأستاذ وليد الأعظمي بعنوان : ( الرسول صلى الله عليه وسلم في قلوب أصحابه) صور رائعة يقول في إحداها " لما خرج المشركون بزيد بن الدثنة من الحرم إلى التنعيم ليقتلوه ، وفيهم أبو سفيان في ذلك الوقت

قال له : أنشدك الله يازيد ، أتحب أن محمدا الآن في مكانك تضرب عنقه ، و أنت في أهلك ..؟؟

فقال زيد : و الله – ما أحب أن محمدا الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه ، وإني جالس في أهلي !

فقال أبو سفيان : ما رأيت من الناس أحدا يحب أحدا كحب أصحاب محمد محمدا!!

ثم  قتلوه – رضي الله عنه شهيداً ....

وكانت هذه الحادثة واحدة من تسع وتسعين ذكرها المؤلف – رحمه الله – استقاها من ست وعشرين مرجعا ولو شاء أن يزيد لكان له أن يفعل !

أما حب العجم فقد استشهد له العلامة – أبو الحسن الندوي – رحمه الله – في كتابه ( الطريق إلى المدينة ) بتلك الحادثة : اجتمع نفر من الشباب المستهتر في أحد فنادق لاهور وتحاوروا مع الشاعر ( أختر الشيراني ) وهو على مائدة الخمر ، وقد أخذته النشوة و الإعجاب بنفسه ، وكان كلما سئل عن شاعر معاصر كان رده بين الاستخفاف أو الإعراض أو التبسم أو التنكيت ...

فانتهز أحد الموجودين فرصة نشاطه ومرحه ، وقال ما رأيك في سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ؟؟ 

وكأنما نزلت صاعقة وهبت عاصفة !! فرمى الشابَ بكأس الخمر وصاح : يا قليل الأدب ! كيف سولت لك نفسك أن تذكرهذا الاسم النزيه المقدس ، كيف توجه هذا السؤال الوقح إلى رجل مثلي مذنب معترف بشقائه " ولم تهدأ ثائرته ، وأمر بإخراجه ، ثم قام من المجلس وبات طول الليل باكيا ، وهو يردد : إنهم يريدون أن ينتزعوا منا آخر ما نعتز به ، ونعيش عليه من حب وولاء !! 

ويبقى الرسول صلى الله عليه وسلم حيا في قلوب أصحابه و أتباعه مهما تباعد الزمن فلا يطمعن تافه أو حاقد  بانتزاعه من قلوبنا فنحن نحبه عربا ،ونحبه عجما ً ونحيا ونموت على ذلك ....

وسوم: العدد 814