((معا نتدبر القرآن)) ح10 (سورة يونس)

((النجاة في الإيمان))

سورة يونس مكية في قول الجمهور، وسميت لورود قصة يونس وقومه فيها، وفي مقاصد السورة أقوال عدة، والذي نختاره أن مقصد السورة العام هو: ((النجاة في الإيمان))، فكل آيات السورة وموضوعاتها ومقاصدها تدور حول هذا المقصد، فقد تحدثت السورة عن الإيمان بالله وعظمته وعن القرآن والإيمان به، وعن قصص الذين نجوا بالإيمان نوح وموسى ويونس.

فقد تحدثت السورة عن موضوعات عدة نذكر منها:

الفوز بالإيمان: إِنَّ الَّذينَ آمَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ يَهديهِم رَبُّهُم بِإيمانِهِم تَجري مِن تَحتِهِمُ الأَنهارُ في جَنّاتِ النَّعيمِ ﴿٩﴾

وعاقبة الذين لم يؤمنوا: وَلَقَد أَهلَكنَا القُرونَ مِن قَبلِكُم لَمّا ظَلَموا وَجاءَتهُم رُسُلُهُم بِالبَيِّناتِ وَما كانوا لِيُؤمِنوا كَذلِكَ نَجزِي القَومَ المُجرِمينَ ﴿١٣﴾

والإيمان بهداية القرآن: يا أَيُّهَا النّاسُ قَد جاءَتكُم مَوعِظَةٌ مِن رَبِّكُم وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدورِ وَهُدًى وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنينَ ﴿٥٧﴾

وعاقبة الإيمان: فَكَذَّبوهُ فَنَجَّيناهُ وَمَن مَعَهُ فِي الفُلكِ وَجَعَلناهُم خَلائِفَ وَأَغرَقنَا الَّذينَ كَذَّبوا بِآياتِنا فَانظُر كَيفَ كانَ عاقِبَةُ المُنذَرينَ ﴿٧٣﴾

وثمرات الإيمان: وَقالَ موسى يا قَومِ إِن كُنتُم آمَنتُم بِاللَّـهِ فَعَلَيهِ تَوَكَّلوا إِن كُنتُم مُسلِمينَ ﴿٨٤﴾

والإيمان بعد فوات الأوان: آلآنَ وَقَد عَصَيتَ قَبلُ وَكُنتَ مِنَ المُفسِدينَ ﴿٩١﴾ فَاليَومَ نُنَجّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكونَ لِمَن خَلفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثيرًا مِنَ النّاسِ عَن آياتِنا لَغافِلونَ ﴿٩٢﴾

والنجاة بسبب الإيمان: فَلَولا كانَت قَريَةٌ آمَنَت فَنَفَعَها إيمانُها إِلّا قَومَ يونُسَ لَمّا آمَنوا كَشَفنا عَنهُم عَذابَ الخِزيِ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَمَتَّعناهُم إِلى حينٍ ﴿٩٨﴾

والخلاصة، فإن السورة تعلمنا وتريد منا: أن نؤمن به وبكتابه وأن الإيمان هو سبب النجاة في الدنيا والآخرة.

((سورة هود))  

(( الثبات على المنهج))

هي سورة مكية، وسميت بهود لورود ذكر هود خمس مرات فيها، وفي مقاصد السورة مقاصد عدة، والذي نختاره أن مقصد السورة العام هو: ((الثبات على المنهج))، فكل آيات السورة وموضوعاتها ومقاصدها تدور حول هذا المقصد، فقد تحدثت السورة عن الثبات على العقيدة والقرآن، وقصص ثبات الأنبياء في مواجهة أقوامهم.

لقد تحدثت السورة عن موضوعات عدة نذكر منها:

معرفة قدر القرآن والثبات على العقيدة: الر كِتابٌ أُحكِمَت آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَت مِن لَدُن حَكيمٍ خَبيرٍ ﴿١﴾ أَلّا تَعبُدوا إِلَّا اللَّـهَ إِنَّني لَكُم مِنهُ نَذيرٌ وَبَشيرٌ ﴿٢﴾

الثبات على القرآن: فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعضَ ما يوحى إِلَيكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدرُكَ أَن يَقولوا لَولا أُنزِلَ عَلَيهِ كَنزٌ أَو جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّما أَنتَ نَذيرٌ وَاللَّـهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ وَكيلٌ﴿١٢﴾

تثبيت سيدنا نوح: وَأوحِيَ إِلى نوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤمِنَ مِن قَومِكَ إِلّا مَن قَد آمَنَ فَلا تَبتَئِس بِما كانوا يَفعَلونَ ﴿٣٦﴾

وتثبيت سيدنا هود: إِن نَقولُ إِلَّا اعتَراكَ بَعضُ آلِهَتِنا بِسوءٍ قالَ إِنّي أُشهِدُ اللَّـهَ وَاشهَدوا أَنّي بَريءٌ مِمّا تُشرِكونَ ﴿٥٤﴾ مِن دونِهِ فَكيدوني جَميعًا ثُمَّ لا تُنظِرونِ ﴿٥٥﴾

وتثبيت سيدنا شعيب: وَيا قَومِ اعمَلوا عَلى مَكانَتِكُم إِنّي عامِلٌ سَوفَ تَعلَمونَ مَن يَأتيهِ عَذابٌ يُخزيهِ وَمَن هُوَ كاذِبٌ وَارتَقِبوا إِنّي مَعَكُم رَقيبٌ﴿٩٣﴾

وتثبيت النبي محمد صلى الله عليه وسلم: وَاصبِر فَإِنَّ اللَّـهَ لا يُضيعُ أَجرَ المُحسِنينَ ﴿١١٥﴾

وأثر القرآن في تثبيت الرسل: كُلًّا نَقُصُّ عَلَيكَ مِن أَنباءِ الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ وَجاءَكَ في هـذِهِ الحَقُّ وَمَوعِظَةٌ وَذِكرى لِلمُؤمِنينَ ﴿١٢٠﴾

والخلاصة، فإن السورة تعلمنا وتريد منا: أن نتعرف على الله تعالى وعلى منهجه المتمثل بالقرآن، وأن نقتدي بالرسل في الثبات أمام التكذيب والعناد في دعوة الناس.

وسوم: العدد 824