تأملات في القران الكريم ح436 سورة النبأ الشريفة

للسورة الشريفة جملة من الفضائل والخصائص , لعل ابرزها ما جاء في كتاب ثواب الاعمال عن الصادق عليه السلام : من قرأ عم يتسائلون لم تخرج سنته إذا كان يدمنها في كل يوم حتى يزور بيت الله الحرام إن شاء الله .

بسم الله الرحمن الرحيم

عَمَّ يَتَسَاءلُونَ{1}

تستهل السورة الشريفة (  عَمَّ يَتَسَاءلُونَ ) , عن ماذا يتساءلون ؟ , يختلف المفسرون في تحديد هوية السائلين ومن هو المسؤول :

1-    كفار مكة يسألون النبي "ص واله" .

2-    كفار مكة يسأل بعضهم بعضا .

3-    المؤمنون يسألونه "ص واله" .

4-    المؤمنون يسأل بعضهم بعضا .

5-    المؤمنون والكفار يسألون بعضهم بعضا .

6-    المؤمنون والكفار يسألونه "ص واله" .   

لابد ان يكون الامر المسؤول عنه على قدر من الاهمية .

عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ{2}

تستمر الآية الكريمة (  عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ ) ,  يتساءلون عن خبر يصفه الباري جل وعلا بــ (  الْعَظِيمِ ) , يختلف المفسرون في هذا الخبر بالغ الخطورة , فمنهم من يرى انه القرآن الكريم , غير ان ذلك الرأي يتعرض للنقد , وذلك لان القرآن يتنزل باستمرار , فما الداعي ان يسأل السائلون عنه الان بالتحديد وبكل هذه الخصوصية ؟ ! , الى غير ذلك من الاعتراضات .

مفسرون اخرون يرون ان السؤال كان عن البعث , وهذا ايضا يعترض عليه بنفس الاعتراض السابق , أي منذ بدايات بعثته "ص واله" اخبر وبلغ منذرا بيوم البعث والحساب , وقد سمع تبليغه "ص واله" الجميع (الكفار والمؤمنين ) , وكذلك الحال مع جميع الرسل والانبياء "ع" , فما الداعي ان يسأل السائلون عنه الان بالتحديد وبكل هذه الخصوصية ؟ ! .

السيد محمد حسين الطباطبائي في تفسيره الميزان في تفسير القرآن يذكر ثلاثة آراء حول الموضوع , الاول  "البعث والقيامة" , اما الرأي الثاني فهو "القرآن" , اما الرأي الثالث فيختلف عن الجميع بقوله ( النبؤ العظيم ما كانوا يختلفون فيه من إثبات الصانع وصفاته والملائكة والرسل والبعث والجنة والنار وغيرها، وكأن القائل به اعتبر فيه ما في السورة من الاشارة إلى حقية جميع ذلك مما تتضمنه الدعوة الحقة الاسلامية. ويدفعه أن الاشارة إلى ذلك كله من لوازم صفة البعث المتضمنة لجزاء الاعتقاد الحق والعمل الصالح والكفر والاجرام، وقد دخل فيما في السورة من صفة يوم الفصل تبعا وبالقصد الثاني. على أن المراد بهؤلاء المتسائلين - كما تقدم - المشركون وهم يثبتون الصانع والملائكة وينفون ما وراء ذلك مما ذكر) .   

الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ{3}

تستمر الآية الكريمة (  الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ ) , حيث اختلفوا فيه , فبعض المشركين يؤمنون بالله تعالى لكنهم ينكرون البعث , وبعضهم لا يؤمنون بالله تعالى ولا البعث , وبعضهم يؤمنون بالله تعالى وشفاعة الالهة التي يعبدونها لهم فيما اذا كان هناك بعث "حسب ما يظنون" , الى غير ذلك من الخلافات والاختلافات بينهم .   

كَلَّا سَيَعْلَمُونَ{4}

تضيف الآية الكريمة (  كَلَّا ) , ردع عن التساؤل , (  سَيَعْلَمُونَ ) , تهديد لأنكارهم وتكذيبهم به .    

ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ{5}

كررت الآية الكريمة للتأكيد اما (  ثُمَّ ) اشعارا بان الوعيد الثاني اشد . 

أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَاداً{6}

تضيف الآية الكريمة (  أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَاداً ) , ممهدة .

وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً{7}

تستمر الآية الكريمة مضيفة (  وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً ) , اوتادا للأرض , لو سلطنا ريحا على كرة ملساء , ستدور الكرة بسرعة معينة , لكننا لو وضعنا عليها بعض النتوءات , محاكين جبال الارض , وسلطنا عليها نفس التيار الهوائي , فسنرى انها ستدور بشكل أبطأ من الكرة الملساء .     

وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجاً{8}

تستمر الآية الكريمة (  وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجاً ) , ذكور واناث , او من كل صنف ذكر وانثى .  

وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً{9}

تضيف الآية الكريمة (  وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً ) , راحة للابدان , فينقطع اثناء النوم الاحساس وتقل الحركة الى مستوى السبات . 

وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاساً{10}

تضيف الآية الكريمة (  وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاساً ) , ساترا وغطاءً , كما يستتر اللابس بثيابه . 

وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشاً{11}

تستمر الآية الكريمة (  وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشاً ) , سعيا لطلب المعاش وقضاء الحوائج . 

وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً{12}

تستمر الآية الكريمة مضيفة (  وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً ) , سبع سموات محكمة الصنع والتدبير , لا تتأثر بمرور الدهور .  

وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً{13}

تستمر الآية الكريمة (  وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً ) , منيراً وقاداً "الشمس " . 

وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاء ثَجَّاجاً{14}

تضيف الآية الكريمة (  وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ ) , السحاب , التي تعصرها الرياح , فتمطر , (  مَاء ثَجَّاجاً ) , منصباً بغزارة وكثرة وافرة .  

لِنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً وَنَبَاتاً{15}

تستمر الآية الكريمة (  لِنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً ) , كالقمح , (  وَنَبَاتاً ) , سائر الثمار الاخرى , او هو ما يأكله الانسان , وما يعتلف به الحيوان .   

وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً{16}

تستمر الآية الكريمة (  وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً ) , بساتين ملتف بعضها ببعض , متشابكة اغصان اشجارها .  

وسوم: العدد 842