تعريفات بكبائر الإثم المنسية .. إن تغفر اللهم تغفر جما .. وأي عبد لك ما ألما

وهذه الكبائر لا تتم إلا بمشاركة . فلنعصم أنفسنا أن نكون طرفا فيها فاعلا أو منفعلا فهما في الإثم سواء .. الغيبة : مثل قول الأبعد فلان بخيل .. فلان جبان .. فلان متهاون .. فلان فاسق .. فلان خائن .. فلان عميل.. فلان .. فلان ..." الغيبة كل ما يكرهه فلان أن يُنسب إليه " ولو كانت النسبة إليه حقا وصدقا .. وأن يجري ذلك الكلام على سبيل التملح . وإشباع نهمة أنا الكامل والآخر الناقص . وللجرح والتعديل مجاري أضيق من لهوات حلق ، نص عليها العلماء . فلنحذر أن نغص بماء خبيث .. قالوا ومن صور الغيبة عند مدعي الصلاح ، إذا ذكر عندهم فلان قالوا : نسأل الله السلامة ، نسأل الله الحفظ ، أو نسأل الله حسن الختام . أو حسبل أحدهم أو حوقل أو استرجع .. فقال " لا حول ولا قوة إلا بالله " و " حسبنا الله ونعم الوكيل " أو قال " إنا لله وإنا إليه راجعون " مما يوحي بنقص حال المذكور . البهتان : في مثل قول الأبعد فلان بخيل .. فلان جبان .. فلان متهاون .. فلان فاسق .. فلان خائن .. فلان عميل .. فلان .. فلان " كما قال المغتاب الأول . والفرق بين الغيبة والبهتان ؛ أن المغتاب يذكر من السوء حقا . وأن الباهت يذكر من السوء باطلا وإفكا مفترى لا حقيقة له . " وفي مثله تقول العرب : جمع حشفا إلى سوء كيلة" . وحذر رسول الله من الغيبة فقال : ذكرك أخاك بما يكره . فسأل رجل : أرأيت إن كان في أخي ما أقول . فأجابه رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن كان في أخيك ما تقول فقد اغتبته ، وإن لم يكن في أخيك ما تقول فقد بهته .. وصورة المغتاب كما في القرآن العزيز : صورة آكل لحم أخيه وأخوه ميت . النميمة : مثل قول الأبعد فلان يذمك ، فلان يكرهك .. فلان يكيد لك .. فلان ذكرك بسوء . وليس منها فلان يحبك ، وفلان ذكرك بخير .. وفلان أثنى على والديك .. وتسمي العرب النمام : الواشي . وهو الرجل الذي يسعى إلى تقطيع الحبال وتخريب العلاقات ، ونشر العداوة والبغضاء بين الناس .. وفي مثله قال النابغة في الاعتذار للنعمان .. لئن كنتَ قد بُلغت عني وشاية .. لمبلغك الواشي أغش وأكذب ووشى رجل برجل عند صاحب سلطان ، فجمع صاحب السلطان بينهما ، فشهد الواشي بوشايته ، فرد عليه الأخر والأمير يسمع فأنت امرؤ إما ائتمنتـك خاليا ... فخنت وإما قلت قولا بلا علم فأنت من الأمر الذي كان بيننا ... بمنزلـة بين الخيانـة والإثـم الحسد :  أن يعترض على المعطي الذي أعطى ، والمنعم الذي أنعم ، وأن يعتقد أن المنعم لم يكن حكيما حين وهب . وعدّ بعضهم من المكفرات قول بعض الجهلة في الاعتراض على مواقع نعم الله " يطعم الانجاص للذي ليس له أضراس " وقولهم في الاعتراض على مواقع نعم الله " يرزق ذهبو لدببو " ومنه ما قال ابن الرواندي الزنديق : كم عاقل عاقل أعيت مذاهبه .. وجاهل جاهل تراه مرزوقا هذا الذي ترك الأحلام حائرة .. وصيّر العالم النحرير زنديقا فأول الحسد أن يرى النعمة التي قد تكون مالا أو جمالا أو مكانة أو جاها أو علما أو حسن خلق أو صحة أو بنين وذرية ..؛ يراها ليست في مكانها ؛ فيخلف ذلك في قلبه حرقة وغصة .. فيتمنى زوالها عن صاحبها وأن يصير كل ذلك إليه. ولا ينطفئ جمر حسد الحاسد إلا بذلك .. فيمسي ويصبح مغموما من نعم الآخرين . وأحيانا الحاسد من شدة حرصه وجشعه يتمنى زوال النعم عن الآخرين ولو لم يصل إليه منها شيء ، ولو لم يكن منها أدنى نصيب . ولا يختلطنّ علينا الحسد بالغبطة .. فالغبطة: أن يرى النعمة على أخيه فيدعو له بالبركة والنماء ، ويتمنى أن لنفسه مثل الذي لأخيه من النعمة ، يتصنع مثل الذي يصنع من الخير والبر والمعروف . وعلى هذا جاء الحديث الشريف : عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا حسد إلا في اثنتين رجل أتاه الله مالا فسلطه على هلكته بالحق . ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها . متفق عليه ,,, وإنما سمى هذه الغبطة حسدا على وجه من المجاز والتجوز وليس على الحقيقة اللغوية . فالغابط لا يتمنى زوال النعمة عن أخيه بل يدعو له بالخير . ويعلم أن خزائن الله ملآى ، وأن الذي أعطى أخاه يمكن أن يعطيه .. هذه كبائر مما نسي الله كبرها وفحشها ونكارتها وإنما أمات كل ذلك في قلوبهم الاعتياد ، والتتايع على الارتكاب . هي في قول من كبائر الإثم . التي نص الله عليها ، وشدد في ارتكابها .. ذكرى ..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 882