الإسلام: اعتقادٌ، وحبٌّ لله، وخضوعٌ له، وعملٌ بأوامره

د. محمد الحبيب بلخوجة

[ باختصار من مجلة الأمة – العدد 63 – ربيع الأول 1406هـ/ تشرين الثاني 1985م ]

للشيخ الدكتور محمد الحبيب بلخوجة، الفقيه التونسي (1922 – 2012 م)

جاء الإسلام ليتناول:

- الجانب العقيدي الذي يقتضي أن يكون المسلم مصدقاً بالمغيّبات كلها، مقرّاً بالصفات القدسية لله تعالى.

- الجانب السلوكي المتولد عن إسلام المرء وجهَه لله تعالى، ويمثل جملة من التصرفات والأعمال والمواقف تتلخص بتحقيق تمام العبودية لله.

فالإسلام ليس كلمات وعبارات تجيش بها النفس وتتردد على اللسان، ولا مجرد شعائر تقام وقربات يُزدلف بها، ثم يُعرِض الإنسان عن منهج الله وشرعه فلا يحكّمه في أمره كله... إن الإسلام أمر وراء ذلك، إنه المعرفة والإقرار والانقياد، والالتزام ظاهراً وباطناً... فالطاعة لشريعة الله والتحاكم إلى كتابه لازم من لوازم توحيد الألوهية في الإسلام، فالله المعبود وحده بحق، له الحاكمية المطلقة، وهو الذي شرع للناس دينهم، ووضع لهم القيم الثابتة والموازين... لذا يجب على المسلم: امتثال ما أمره الله به، واجتناب ما نهاه عنه، والذود عن شريعته، والمحافظة على تطبيقها والتمسك بها بلا تغيير ولا تحريف... لا يتردد في قبول ما قضى به الله تعالى أو رسوله صلى الله عليه وسلم، فإنّ ذلك سمة الكافرين:

(وما كان لمؤمنٍ ولا مؤمنةٍ إذا قضى اللهُ ورسولُه أمراً أن يكونَ لهمُ الخِيَرةُ من أمرهم. ومن يعصِ اللهَ ورسولَه فقد ضلّ ضلالاً بعيداً). {سورة الأحزاب: 36}.

ولا يستجيب للهوى: (ومَنْ أضلُّ ممّن اتّبع هواه بغير هدىً مِن الله. إنّ اللهَ لا يهدي القوم الظالمين). {سورة القصص: 50}.

ولكنه يصدق في الأحوال كلها، ويلتزم الموازين والقيم والعدل في معاملاته... ذلك هو الإسلام الدين القيّم الذي شرع الله لعباده.

وسوم: العدد 946