الرّسول قدوتي

 كنت أسير في طريقي ، أوقفني سائلا : 

من قدوتك ؟! 

احترت في أمره ، يسألني عن قدوتي .

قلت :  للنّاس قدوات في الفن والشّهرة والثّراء والجمال و النّجاح والصّلاح .

 و أنا قدوتي ، من أرى فيه الكمال ، أراه خال من العيوب ، أراه في عيوني مثال الطهر. 

أقرأ سيرته صبحا و ظهرا في آيات ربي ، فيثني الله عنه  مدحا 

(و إنّك لعلى خلق عظيم ) القلم الأية ٤

أقرأ سيرته  في الرّحيق المختوم ، وفي زاد المعاد فتطيب النفس لوصفه وتزكو.

لو أخبرتك عن أوصافه ستبهر ، 

هو محمود في السّماء محمود في الأرض .

وصول العشرة بأهل بيته ، كريم مع ضيفه ، شفوق بالمحتاج والمسكين .

ودود مع أصحابه ، يسعدهم بأفعاله، يغمرهم بأفضاله.

من طيب  أدبه يكني من يحبّ بأجمل الأسماء .

فتتجمل الأسماء بالصّديق والفاروق، وبذي النّورين ، وأبي تراب ، وبأمين الأمّة و بسيف الله و لكل كنية قصّة .

 حبّب إليه الرّفق في  المعاملة ،  والتيسير في التكاليف ، يرفع المشقة ولو في العبادة .

يكره الاختلاف وينبذ التّشدد.

ينفق في غير إسراف ، يحسن للأرملة والمسكين ، يغيث الملهوف ، يقضي الحاجة ، لا يرد السّائل .

يشكر النعم ، فلا يعيب طعاما ، فكان يجوع ويشبع  ، يشارك طعامه الوافد .

يكبر عنده  ذو الشيبة، وصاحب العطاء والبذل .

فكان يصدق ولو كان مازحا ، فلا يعرف له  كذبة أفريل ، أو كذبة بيضاء أو صفراء ، فكان الصّدق معدنه و طينته .

يحبّ الوفاء ويكره الخيانة ،  ويكره الغدر ، يحب السّتر ويكره الفضح. 

يُكرم المرأة ويحبّ  من يكرمها ويحسن معاملتها . 

قال رسول الله ﷺ :

"إنما النّساء شقائق الرّجال، ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم".

وكان يغضب حين تنتهك الحرمات ، و حين يهتك حدّ من حدود الله .

قلت لسائلي هذا قدوتي ، أتمنى لقاءه عند الحوض فيأخذ بيدي للجنّة .

وسوم: العدد 1051