تفصيل في صلاة الاستخارة

ملاذ الحيارى في صلاة الإستخارة .. دراسة في صلاة الإستخارة

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ،،،

انتشرت في الآونة الاخيرة كثير من المواضيع التي تحتوي على مغالطات كثيرة عن صلاة الإستخارة 

شرع الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته أن يستعلموا الله ما عنده في الأمور التي تمر بهم في حياتهم، و أن يطلبوه تعالى الخيرة فيها ، وذلك بأن علمهم صلاة الاستخارة  ما كان يفعل في الجاهلية من الطيرة والاستفهام بالأزلام والقداح . 

ما هي الإستخارة ؟

الإستخارة لغة : طلب الخيرة في شيء

أما إصطلاحاً :طلب خير الأمرين من الله جل وعلا لمن احتاج إلى أحدهما . " ابن حجر "

وهذه الصلاة وكيفيتها وكل شيء عنها هو ما ورد فيما يلي : 

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ؛ قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن ؛ يقول : " إذا هم أحدكم بالأمر؛ فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، وأستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم ، فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري (أو قال : عاجل أمري وأجله)؛ فاقدره لي ، ويسره لي، ثم بارك لي فيه ، و إن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري (أو قال : في عاجل أمري وآجله)؛ فاصرفه عني ، واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به ". قال : " ويسمي حاجته ".أخرجه البخاري.

هذا الحديث الصحيح هو ما استند إليه العلماء في كيفية صلاة الإٍستخارة ، حيث أن الأحاديث التي وردت فيها قليله فليس هناك أي تفرع أو أي روايات أخرى إلا ما كان بأسانيد ضعيفة . " ملخص بحث في موقع الدرر السنية " 

ودل الحديث على التالي : 

الأولى : فيه مشروعية صلاة الاستخارة ، وفيه ما يشعر بوجوبها

وحكمها سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم

الثانية : فيه أن الاستخارة تشرع في أي أمر ؛ سواء كان عظيماً مهماً أم حقيراً.

قال النووي : " الاستخارة مستحبة في جميع الأمور ؛ كما صرح به نص هذا الحديث الصحيح "

قال الشيخ محمد عمر بازمول : ( وظاهر أن فعل الواجبات وترك المحرمات وفعل المستحبات وترك المكروهات لا استخارة فيها من جهتها  

الثالثة) : وجوب النية قبل صلاة الإستخارة لقول النبي:(إذا همَّ أحدكم 

والشيخ محمد عمر لم يشر في كتابه إلى وجوب النية استناداً لقول للإمام النووي لكن بعض العلماء اشاروا إلى وجوبها استناداً لحديث النبي كما تقدم 

الرابعة : وفيه أن صلاة الاستخارة ركعتين من غير الفريضة . لقول النبي ( فليركع ركعتين من غير الفريضة) 

قال النووي : " والظاهر أنها تحصل بركعتين من السنن الرواتب ، وبتحية المسجد، وغيرها من النوافل "

الخامسة : وفيه: أن الاستخارة لا تكون في حال التردد ؛ لأنه صلى الله عليه وسلم قال : " إذا هم أحدكم بالأمر " ، و لأن الدعاء جميعه يدل على هذا .

فإذا كان المسلم متردداً في أمر ، و أراد الاستخارة ، عليه أن يختار منهما أمراً ، ويستخير عليه ، ثم بعد الاستخارة يمضي فيه ، فإن كان خيراً ؛ يسره الله وبارك له فيه، و إن كان غير ذلك ؛ صرفه عنه ، ويسر له ما فيه الخير بإذنه سبحانه وتعالى . 

السادسة : أنه لا يتعين في الركعتين قراءة سورة أو آيات معينة بعد الفاتحة ، فليس هناك ما يدل على ذلك في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم .

السابعة : أن الخيرة تظهر بتيسير الأمر والبركة فيه ، و إلا ؛ صرف المستخير عنه ، ويسر له الخير حيث كان. فالمسلم إذا صلى صلاة الاستخارة ؛ مضى لما عزم عليه ، سواء انشرح صدره أم لا .

قال ابن الزملكاني : " إذا صلى الإنسان ركعتي الاستخارة لأمر ؛ فليفعل بعدها ما بدا له، سواء انشرحت نفسه له أم لا ، فإن فيه الخير ، و إن لم تنشرح له نفسه". قال: "وليس في الحديث اشتراط انشراح النفس "

الثامنة : محل الدعاء ( دعاء الاستخارة ) يكون بعد السلام ؛ لقوله عليه الصلاة والسلام : " إذا هم أحدكم بالأمر ؛ صلى ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل …" ؛ إذ ظاهره أنه بعد الركعتين ؛ يعني : بعد السلام. واختار شيخ الإسلام ابن تيمية أن دعاء الاستخارة يكون قبل السلام . لكن جمهور أهل العلم قالوا أنه بعد التسليم .