تأملات في القران الكريم ح 4

سورة البقرة الشريفة

حيدر الحدراوي

[email protected]

وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ{34} وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ{35} فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ{36}

عند متابعة تسلسل الايات الكريمة , نجد ان تعليم ادم للاسماء قد اتى قبل الامر بالسجود , من الواضح ان تقديم تعليم الاسماء اكثر اهمية من السجود لادم , او ربما ان تعليم الاسماء يعتبر كمقدمة للسجود ,  لذلك مدلولات قيمة , يجب ان يوليها الباحثين في القران الكريم شيئا من البحث والدراسة , هناك احتمالات كثيرة للموضوع , هي ليست من اختصاص المتأمل , اتمنى من ذوي الاختصاص متابعتها بشكل واف ! .

النكتة الجميلة في الموضوع , عندما طلب الله عز وجل من الملائكة ان يخبروه بالاسماء , نفى كافة الملائكة علمهم بها , وكان من بينهم ابليس (لع) , هو ايضا قد نفى علمه بها , وعندما طلب الله عز وجل من ادم ان ينبأهم بالاسماء , وقد قام بالامر بأكمل صورة , اثبتت هذه الحادثة ان ادم اكثر جدارة في تناول العلوم وتدارسها من الملائكة (ع) ومن ابليس واولاده (لع) , من ذلك المكان بدأت تظهر علامات الحسد لدى ابليس (لع) لادم , وقد طفح به الكيل عندما اتى الامر الالهي بالسجود لادم , فعصى ابليس (ع) حسدا وغيضا .

لقد حبا الله عز وجل ادم بفضيلتين , فضيلة الاسماء وفضيلة السجود له , فلولا اعتراض ابليس (لع) ربما سيحصل ادم على فضيلة ثالثة ورابعة ... الخ , لكن ابليس قرر التدخل لمنع المزيد من الفضائل والتكريم لهذا المخلوق الجديد .

تروي الايات الكريمة , ان الله عز وجل قد اسكن ادم في جنته , ووهبة كل شيء , عدا تلك الشجرة , ماهية تلك الشجرة من الامور الغامضة في القران الكريم , اختلف المفسرون بشأنها , المهم لدى المتأمل ان يتأمل في اسكان ادم الجنة , يغدو فيها ويروح بكل حرية , حتى يبرز امر العدو , عدو ادم الاول , وربما الاخير , الذي لم يهن عليه ان يرى ادم يتنعم في الجنة , فأستعمل حيله وحبائله لاخراجه منها .

الهبوط في اللغة العربية هو الانتقال من مكان عال الى مكان اسفل منه , كهبوط الطائرة وغيرها , في ذلك دلالة واضحة على ان الجنة كانت في مكان مرتفع , مكان ما فوق الارض , الان على ادم ان يتهيأ لحياة جديدة , يجد فيها من اجل الحصول على قوته الى غير ذلك من مستلزمات الحياة , مع استحداث امر جديد , وهو العدو والعداوة .

المتأمل في هذه الايات الكريمة , ينطلق في تأمل تام منقطع عن الخلق , متوجها للحق , صاحب الامر بالسجود , المطاع في ملكوته , فيعرض عليه طاعاته وولائه , كونه احد ابناء ادم , مجردا نفسه من علائق الدنيا , واضعا نصب عينيه على ما عند الحق , من مكانه ادخرها لادم وابنائه , آملا بالمزيد , مناديا له تعالى (( رب ما عبدتك حق عبادتك )) .

 

فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ{37} قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ{38} وَالَّذِينَ كَفَرواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُولَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ{39}

كلمات كانت السبب في قبول توبة ادم , والله تواب رحيم , كلمات مسحت الخطيئة ,  ما سر تلك الكلمات ؟ , وما هي ماهيتها ؟ , وما مدى تأثيرها ؟ , كي يتقبلها الله عز وجل بهذه السرعة من ادم , فيتوب عليه .

كالعادة , اختلف المفسرون في ماهيتها , وكل مفسر اخرج ادلة اقتبسها من مذهبه , ليدعم بها رأيه , فأحتار المتأمل بالاخذ من تلك الاراء , فيتركها كلها , ليخلص به القول الى ان تلك الكلمات لابد ان تكون من القداسة ما يوجب الغفران والتوبة السريعة لقائلها , ويترك حقيقتها الى المستقبل .

فيأمرهم الله عز وجل بالهبوط الى الارض , الملفت للنظر , حيث قال تعالى (قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً ) , بصيغة الجمع مردوفة بــ( جَمِيعاً ), فمن هم هؤلاء المأمورون بالهبوط ؟ , اذا كان ادم وزوجته فيجب ان يكون الامر بالمثنى ( اهبطا ) , ربما كان المقصود ادم وزوجته وابليس (لع) , فيكونوا المقصودين بصيغة الجمع , وتشملهم كلمة (جَمِيعاً ) .

بعد الامر بالهبوط , يبين لهم الله تعالى طريقين سيواجهونهما , الاول (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ) والثاني (وَالَّذِينَ كَفَرواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُولَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) , فيختار كل منهم طريقه ومسلكه بكامل الحرية , وفي ذلك دليل على ان الانسان مخير وليس مسير ! .

ينطلق المتأمل بين الخلق , يمر بتأمله على الطرف الثاني , ويمعن في امتيازاته في الدنيا والاخرة , و يحدق في الطرف الاول ويتأمل في مميزات اتباعه في الدنيا والاخرة , فيخير نفسه بين الطريقين , ايهما يجب ان يتبع , من اجل سلامته في الدنيا والاخرة , وبعد الاختيار الصحيح , يترك المتأمل الخلق , ليسافر الى الحق , صاحب الامر بالهبوط , متضرعا اليه , خاشعا بين يديه , املا منه تعالى ان يرفعه , فله وحده الحق بالرفع بعد الهبوط .

 

يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ{40} وَآمِنُواْ بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ وَلاَ تَكُونُواْ أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ{41} وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ{42} وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ{43}

خطاب مباشر منه تعالى لبني اسرائيل , يذكرهم بعدة امور , منها ذكر النعمة , الوفاء بالعهد , الرهبة والخوف منه تعالى , والايمان بالكتب والايات المنزلة , عدم الكفر , (وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً ) , (وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ ) , (وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ ) , (وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ) , واقامة الصلاة , وايتاء الزكاة , (وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ ) .

هل ان بني اسرائيل وحدهم المشمولون بتلك المطالب ؟ , ام انها تشمل كافة الجن والانس ؟ , بالتأكيد هي لعامة الثقلين , كما يقول المثل العربي (( اياك اعني واسمعي يا جارة )) , اما اختيار بني اسرائيل بذلك الخطاب , قد يكون لانهم اكثر الامم جرأة على الله , واشدهم عصيانا له , ومن اشد تلك الجرائم قتلهم انبياء الله بغير حق , واي جريمة اعظم من قتل الانبياء والرسل ! , وقد عرفت الكثير من العادات السيئة لبني اسرائيل , فيما بينهم , وفيما بينهم وبين الاقوام اخرى .

لقد ذكر القران الكريم الكثير من صفات بني اسرائيل السيئة , سيأتي ذكر البعض منها في تاملنا هذا انشاء الله , وسنترك البعض الاخر للمفسرين .

 

أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ{44} وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ{45} الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ{46} يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ{47} وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ{48} وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ{49} وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ{50} وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ{51} ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُمِ مِّن بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ{52}

يتسلسل الخطاب الالهي لبني اسرائيل , منبها اياهم خاصة , وعامة الناس , وكل من يأمر بالبر وعمل الخير , في حين ينسى ان يأمر نفسه ولو بالقليل من ذلك , والمصيبة الكبرى حين يكون ذاك الامر بالمعروف والناهي عن المنكر ممن يتلون الكتاب , فعندما يكون الحق له يظهر شديد التزامه بالكتاب , وعندما يكون الحق عليه , يتناسي ويبرر ويتغاضى عن الكتاب .

يوصي القران الكريم الناس عامة بالاستعانة بأمرين مهمين هما , الصبر والصلاة :

الصبر : الصبر موضوع طويل جدا , وفيه ايات قرآنية واحاديث كثيرة , فنكتفي بحديث واحد وهو (( الصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد فاذا ذهب الراس ذهب الجسد و كذلك اذا ذهب الصبر ذهب الايمان )) .

الصلاة : يعرفها الفقهاء (( هي صلة بين العبد وربه )) , فبالصلاة يتصل العبد بربه الواحد القهار , يقف بين يديه , مستعرضا ضعفه , وعجزه , ونقصه , امام عظمة وقدرة وكمال الله تعالى .

هناك معادلة , الصلاة تحتاج الى ايمان , والايمان يحتاج الى صبر , وهنا فليتأمل المتأملون ! .

بعد ان وجد الصبر لدى المؤمن , واقام الصلاة لله تعالى , بخشوع وخضوع , فيستقين انه ملاق ربه , صائر اليه , فتزداد خشيته وخشوعه لله .

 يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ{47} يعود توجيه الخطاب لبني اسرائيل , سائلا اياهم بتذكر نعمته عليهم , وتفضيلهم على العالمين , لعل الذكرى تنفعهم , {فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى }الأعلى9 .

وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ{48} تحذير الهي لبني اسرائيل خاصة , وللناس عامة , بيوم لا ينفع فيه شيء , ولا يعاقب شخص بذنوب غيره , ولا تقبل فيه الشفاعة الا لمن اذن الله له , ولا ينصر فيه احد , الا بأذن الله , الى غير ذلك , النكتة الجميلة في الموضوع هي ان الانسان في هذه الدنيا يتصور نفسه قادرا على فعل كل شيء , يتصرف فيها حيث يشاء , فيتباهي بأمواله واولاده ومعارفه وكثرة اقاربه ومناصريه , اما يوم القيامة , فيجد نفسه عاجزا مجردا من كل ذلك , فلا تنفعه امواله , ولا يشفع له اولاده , ولا ينصره معارفه واقاربه ومناصريه , بل كل ذلك قد تحول الى سراب , فيبقى هناك وحيدا فريدا .

وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ{49} , يذكر الله تعالى بني اسرائيل بنعمة خاصة لهم , وهي النجاة من فرعون وذويه , الذين يسومونهم سوء العذاب , بل ابشعه , ومن اشد انواع ذلك العذاب , ذبح الابناء , واستحياء النساء , ليتخذوهن كجواري , فأي عذاب قد يلاقيه الاب عندما يقتل ابنه ! , او تتخذ ابنته جارية , فينهار ما حافظ عليه من الشرف والعرض , وهو ينظر , لا لا يقدر على فعل شيء , فيصف الله تعالى ذلك بــ (وَفِي ذَلِكُم بَلاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ ) .

وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ{50} , ويذكر الله تعالى نعمة اخرى خاصة لبني اسرائيل , لعلهم يتذكرون , الا وهي معجزة البحر , حيث تجاوزه بني اسرائيل بقيادة موسى (ع) , واغرق ال فرعون , بقيادة جبارهم فرعون نفسه .

نعمة النجاة هذه ليست واحدة , بل اثنتان في وقت واحد , الاولى النجاة من الغرق , والثانية النجاة من ال فرعون وجيوشهم .

وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ{51} ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُمِ مِّن بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ{52} , مع كل النعم التي خص الله بها بني اسرائيل , دون غيرهم من الامم , عصوه بأتخاذهم العجل الها , وذلك عندما غاب عنهم موسى اربعين ليلة فقط , ربما كان ميعاد موسى وغيابه عنهم اربعين ليلة هو لغرض ابتلاء بني اسرائيل , حيث انهم لم يصبروا على غياب موسى تلك المدة , فضلوا ! .

لكن عفو الله تداركهم , وغشاهم , وكان موجبا لمحو جريمتهم , لعلهم يشكرون .