العقيدة, والتمايز والتعايش

حامد بن أحمد الرفاعي

حامد بن أحمد الرفاعي

العقيدة أساس التمايز بين الأديان والثقافات..فلكل أمة عقيدتها الدينية والثقافية..والإسلام(عقيدة،وشريعة،ورسالة) العقيدة هي دائرة التمايز مع الآخرلقوله تعالى:"لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ"أما دائرة التعايش والتعاون فتبدأ مع دائرة الشريعة لقوله تعالى:"لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ"وتتسع  دائرة التعايش والتعاون والتنافس على الإطلاق مع دائرة الرسالة لقوله تعالى:"وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ"فأصل العلاقة بين اتباع الأديان والثقافات هو التواصل والتعارف والتفاهم لقوله تعالى:"يا أيُّها النّاس إنّا خَلقناكم مِّن ذَكَرٍ وأُنثى وجَعلْناكم شعوباً وقبائلَ لتَعَارَفوا"وما ينبغي للتمايز العقدي أن يلغي ويعيق التعاون بينهم لقوله تعالى:"وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ"وللأسف حدث خلل في فهم هذه الأسس الربانية الإنسانية..فبعض المسلمين وكذلك بعض غير المسلمين وسّع وظيفة دائرة العقيدة(دائرة التمايز الديني بين الناس)على حساب وظيفة دائرتي الشريعة والرسالة (دائرتي التعايش والتعاون والتنافس بين الأمم)..فتولدت ثقافة التناقض والتصادم والإقصاء والكراهية على حساب ثقافة الأخوة والمودة والتعايش والوئام..ومما ولّدَ جنون الصراع والحروب بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات فأطلق بعضهم نظرية(صراع الحضارات)..وبعثَ ثقافة ونزعة احتكار التفوق العلمي والإبداع لصالح ثقافة أمة بعينها دون غيرها من الأمم..فجاءوا بحماقة وتفاهة مقولة نهاية التاريخ..فصنعوا بذلك ثقافة وأخلاقيات احتقار ذهنية ومهارات الآخر..وقرروا إقصاء وبخس وإلغاء قدرات الآخر..حيث استنبتوا ثقافة البغضاء والكراهية والعنف والرعب والرهب والدمار في سلوكيات الأجيال..ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ ليقولوا لأنفسهم وللناس:هيا نحارب الإرهاب..بعد أن جعلوه تهمة مفتوحة الدلالة..يلحقونها بمن يشاءون ويصرفونها عمن يشاءون فَهمُ الخصْمُ وَهمُ الحكَمُ؟؟؟!!!