سبُّ الأموات إيذاء للأحياء!؟

يحيى بشير حاج يحيى

يحيى بشير حاج يحيى

[email protected]

فعلا : شمت وشتم متقاربان ، ويصدران من مصدر واحد في النفس !؟ 

وفي الأدب النبوي ، أنه صلى الله عليه وسلم حذّر من شتم الأموات ، فإنه لايضرهم ، ولكن يؤذي الأحياء !؟ 

** ليس في يدنا إدخال أحد في الجنة ، أو إرساله إلى النار ، وقد أفضى إلى ماقدم ! ولكن علّمنا ديننا أن نقول : ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان  !؟ 

    -- ذكر الشيخ سعيد حوى - رحمه الله - ترجمة للصحابي حذيفة بن اليمان ، في كتابه : الأساس في السنة وفقهها -المجلد الرابع : كان لحذيفة مذهب في المداراة ذكره الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء ، قال  : ماكلام ٌأتكلم به ، يرد عني عشرين سوطاً ، إلا كنتُ متكلماً به ! وعن حذيفة ، قال : إني لأشتري ديني بعضه ببعض ، مخافة أن يذهب كله

وقال : إني لأدخل على  أحدهم - وليس أحدٌ إلا فيه محاسن ومساوئ -  فأذكر من محاسنه ، وأُعرض عمّا سوى ذلك !! 

وحذيفة كما وصفه الكاتب خالد محمد خالد - عفا الله عنه - في كتابه ( رجال حول الرسول ) عدو النفاق ، صديق الوضوح ! ولعل هذه الحادثة توضح شخصيته المتوازنة : اختاره عمر رضي الله عنه والياً على المدائن ، فلما قدمها ، أحاط الناس به ، فنظر إليهم ، ثم قال : إيّاكم ومواقفٓ الفتن ..!!  قالوا :  ومامواقف الفتن ياأبا عبدالله ؟ قال : أبواب الأمراء .. يدخل أحدُكم على الأمير أو الوالي ، فيُصدّقه بالكذب ، ويمتدحه بما ليس فيه ؟

** وفرق كبير بين ذكر المحاسن والإعراض عما سوى ذلك ، وبين تصديق الكاذب ، ومدحه بما ليس فيه !؟ وهذه دقائق لا يدركها إلا مٓن آتاه الله علماً وفهماً وحكمة { ومُن يُؤتٓ الحكمة فقد أُوتي خيراً كثيراً } !! 

وحذيفة هو الرجل الذي اختاره النبي صلى الله عليه وسلم ليأتيه بخبر المشركين في غزوة الخندق ، في حال  من 

الجوع والخوف والصقيع والإعياء الشديد ! ورسولنا لا يختار لهذه المواقف إلا الشجاع الذي لا يعترف بالعجز ولا بالضعف !! 

فرحم الله امراً قال خيراً فغنم ، أو سكت فسلم ! اذكروا محاسن موتاكم