جاء رمضان بهداياه فأحسنوا وفادته

الشيخ خالد مهنا *

[email protected]

ها هو الكون يستعد للحدث العظيم، المخلوقات تبتسم تحسباً لقدومه، السحب تكاد تنقشع والغيوم تكاد تنكشف، إنه الشهر المبارك.. "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان"، وتتباين مواقف الناس من هذا الشهر الكريم، فمنهم من لا يبالي بقدومه ولا يهتم باستقباله، ومنهم من لا تتغير أحواله ولا تتبدل بقدومه، ولكن هناك من المذنبين من يستعد للتوقف عن ذنوبه تائبا لله بحضور هذا الزائر الكريم، وهناك كثيرون يستعدون منذ رحيله العام المنصرم لاستقباله، يشمرون عن سواعدهم لفعل الخيرات، تقربا لله واستشعارا لعظم  ومكانة هذا الشهر.

حينما يحل علينا شهر رمضان، فربما يتذكر الإنسان طفولته، وأيام صباه، يتذكر ماضيه وأيضا حاضره، يتفكر في الرحلة الطويلة التي مر فيها بمراحل عمره المختلفة، ما كان مباحا له في صغره لم يعد لائقا له فعله في كبره، ويمكن للإنسان أن يستخرج العبر والعظات من خلال التفكر في الأحداث التي مرت به طوال سنواته الماضية، ليستفيد منها مستقبلا.

بقدوم رمضان يستشعر المرء أن هذا الشهر تأريخ لحياته، وكأنه هو الشهر الذي وُلد فيه، يحتفل به كل عام، مما يستشعر معه سرعة حركة الأيام والسنين، فربما يوقظه ذلك للتوقف عن ارتكاب الذنوب والمعاصي، والشروع في فعل الخيرات.

وربما يتذكر المرء من كانوا حوله يعيشون معه في الأعوام الخالية، فإذا هم الآن قد قضوا نحبهم، فمنهم من عمل صالحا، وكان يعيش من أجل آخرته، ومنهم من قضى عمره محاربا لدعوة الله، ومؤيدا لكل من يفعل المنكرات، ومنهم من عاش حياته إمعة، لا مبدأ له ولا رأي؛ والأصناف كثيرة، وبتذكرها ربما يقف المرء مع نفسه وقفة حازمة تثبته على طريق الحق إن كان فاعلا للحق، وإما لينصرف عن طريق الشر فيتجه صوب الصراط المستقيم.

ومن المعروف أن للصوم في الإسلام منزلة عليا وثوابا عظيما، فهو لا يعدله عمل، فعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله مرني بعمل، قال: "عليك بالصوم، فإنه لا عدل له"، قلت يا رسول الله مرني بعمل، قال: "عليك بالصوم فإنه لا مثيل له" رواه النسائي وابن خزيمة في صحيحه.

ولذا فالصوم من أفضل العبادات وأجل الطاعات، كما كان شهر رمضان شهر الانتصارات للأمة الإسلامية على مر العصور، فينبغي أن يكون هذا الشهر الكريم انتصارا للمسلم على نفسه وشهوته وعلى الشيطان وأعوانه- وخاصة شياطين الإنس- فكما استطاع المسلم أن يكبح جماح شهوتي البطن والفرج في نهار رمضان، وهما من المباحات فى غيره، وأن ينتصر على نفسه دون أن يراه أحد إلا الله، فإنه بالأولى يستطيع أن ينتصر على كل ما حرمه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا هو الانتصار الأعظم، وهو من الغايات المبتغاة من وراء صوم رمضان.

حزمة خضراء من الأفكار المجربة

رمضان فرصة لتغيير شخصياتنا إلى الأفضل, لتحويلها إلى شخصية ودودة أكثر اجتماعية, وأكثر تدينا, وأكثر تلاحما وترابطا مع أفراد الأسرة بل والمجتمع والأمة بأسرها..!

رمضان شهر الجود, وطيب النفس, ليس شهر الخمول والتكاسل وضيق الصدر والتضجر والتافف  من كل شيء..!

إن كنت متفقا معي  في كل ما سبق فهات يدك لنخرج التواكلية والتكاسلية من أذهاننا, وأفعالنا..ولنستقبل رمضانا كما ينبغي له أن يستقبل..

والسؤال المطروح الآن هو: هل فكرت عزيزي الشاب أن تجعل رمضان هذه السنة شيئا مختلفاً..؟!

واليك حزمة خضراء من الأفكار المجربة والتي أثبتت فعاليتها..

**. اصحب أسرتك إلى البَرْ : لتعد شقيقاتك الشاي والقهوة لنزهة أسرية برية , ولتنطلق مخلفا ضجيج وأضواء المدينة وراءك , اتخذ مكانا مناسبا مع أسرتك وحبذا لو كان مرتفعا , وجولوا بأبصاركم السماء بحثا عن ( هلال رمضان ) ..و حتى لو أعلن في وسائل الإعلان عن رؤية الهلال, جرِّب الفكرة, حتما ستكون ممتعة, مرحة...ولها طعم فريد خاص.

**. جلسة ودية, وتعريف بالضيف...إشاعة الفرح بمقدمه..تتناول فيها مع أسرتك شيئا مما ورد في فضل شهر رمضان المبارك .

*. أرسل بطاقة تهنئة: بريديا, أو عن طريق البريد الالكتروني, لأقاربك وأصدقائك بمناسبة قدوم شهر رمضان.

**. جرب أن تضع على باب غرفة شقيقتك بطاقة تهنئة, مع هدية كتيب أذكار...حقا منذ متى لم تفا جيء أختك بهدية..؟!

** وللصغار نصيب: عزيزي يفرح الصغار بالأفكار غير التقليدية, من بوسترات, وبطاقات ملونة, و دفاتر تلوين, وهذه التي سبق ذكرها كثيرة تمتليء بها المكتبات, أن لم تجدها بالمكتبة, فزر مواقع البطاقات في الانترنت واطبع منها, وقدمها هدية لإخوانك الصغار.

**. علق في غرفة أخوتك الصغار بعض العبارات والأحاديث الشريفة, على سبيل المثال: ( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) ( تسحروا فان في السحور بركة ) ( للصائم فرحتان )...وهكذا , على أن تخرج بإخراج جذاب , وتستطيع أن تعدها ببرامج الفوتوشوب , أو زر مواقع البطاقات في الانترنت ففيها الكثير...

**. هل جربت أن تستضيف طالب علم, أو إمام المسجد ليلقي شيئا مختصرا على مسامع الأسرة عن أحكام شهر رمضان, وتسمعه النساء من وراء حجاب...على أن لا تطول الجلسة..تكفي 35 دقيقة..ثم يودع الضيف بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم... ومن هذه الاستضافةنستفيد عدة أمور منها:

- تعليم وتدريب أطفالنا توقير العلم وأهله.

- يشيع في البيت ذكر الله.

**. الوالدة, العمة, الجدة ... كبيرات السن من المحارم .. أليس لهن نصيب من تعليم..مراجعة قصار السور معهن , تحفيظهن آية الكرسي,خواتيم سورة البقرة والكهف,المعوذات وبعض قصار السور..مراجعة معهن صفة الصلاة والوضوء .

*. وللخدم نصيب: إهداء الخدم أو السائق هدية من الممكن أن تكون:سجادة صلاة جديدة, مصحف بترجمة بلغته...والسماح للسائق بالذهاب ولو يوماً في الأسبوع لبرامج دعوة الجاليات...وكذلك للخادمة والسماح للخادمة بمرافقة والدتك للتراويح ولو يومين من كل أسبوع.

*. اقنع والدتك أو أخواتك بعقد حلقة تعليم قصيرة للخادمة, لتعليمها بعض أصول الدين, والقراءة الصحيحة...لم؟؟ألا يستحقون شيئا من الاهتمام..؟!

*. الصلاة بأهل بيتك: هل جربت أن تعود من المسجد بعد صلاة العشاء, وتصلي بأهل بيتك التراويح..جرب هذه السنة ..

**. كن قدوة لغيرك من أشقائك وأسرتك في اغتنام شهر رمضان, وذلك بالحرص على اغتنامه, وطرح الأفكار الجديدة لاغتنامه دوريا..مثل توفير حاملات المصاحف في المنزل , وتوزيع جدول متابعة القراءة بالقران الكريم ..مثل هذه الأفكار تحمس الآخرين على قراءة القران الكريم . قراءة القرآن وتلاوته: { اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامةشفيعاً لأصحابه } [رواه مسلم].

تعلم القرآن وتعليمه: { خيركم من تعلم القرآن وعلمه } [رواه البخاري].

- ذكر الله تعالى: { ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى. قال: ذكر الله تعالى }[رواه الترمذي].

- الاستغفار: { من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب } [رواه أبو داود والنسائي].

**. اقرأ تفسيرا كاملا : فكرة رائدة نفذها كثير من الشباب العالي الهمة , حيث حددوا تفسير الكريم المنان , للشيخ السعدي – رحمه الله تعالى – والذي يتكون من مجلد واحد , ومن ثم صمموا على ختم المصحف تلاوة وتفسيرا ...جرِّب الفكرة , حتما سيكن لها شعور خاص .

**. سهرة تاريخية: رمضان فرصة لمطالعة السيرة و التاريخ الإسلامي, وهو أيضا فرصة لمطالعة بعض كتب وصف الجنة ونعيمها.. ماذا لو خصصت جلسة أسبوعية لذلك, تعرض على أسرتك بعض التفاصيل المثيرة في غزوة بدر, أو معركة عين جالوت, أو معركة حطين..فكلها معارك رمضانية شهيرة..كن مرنا في الطرح, جذابا في أسلوبك, احضر خريطة للموقعة, أو اعد عرض بوربوينت أو فلاشي لذلك, قف على مواطن العبر والدروس, وافتح المجال للجميع للمشاركة, والحوار..ولتكن سهرة تاريخية رمضانية...

**. في ظِلال آية: جلسة قصيرة لمدة 10 دقائق..أسرية قبل التراويح, يتلو أحد الصغار بالمنزل اوتتلو البنت الآيات قراءة مجودة..ثم عقب على الآيات..اربطها بالحياة...تخير الآيات التي ترى أنها مناسبة لتفسيرها على الأسرة...تفاعل.يبات إيمانية..تفاعل ..لا تخجل قد تدمع عيناك..دعها.ها دعها تسيل...دعها ..أواخر سورة الحشر/أواخر سورة البقرة/أواخر سورة الزمر..لكن أرجوك لا تطيل جمال الجلسة وحيويتها أنها قصيرة وفريدة من نوعها..

**. كن حمامة سلام: نعم ما المانع أن تكون حمامة سلام ورائد إصلاح, بالإصلاح بين الآخرين, ومحاولة إنهاء أي خلاف يقوم بين من تعرف من الأصدقاء والأقارب والزملاء..حيث أن كثيرا من الناس يتحجج بالصوم لإحداث أي مشكلة.

**. ما لذ وطاب : تحضر الوالدة والأخوات في المطبخ ما لذ وطاب من المأكولات, اجلب لهن أشرطة يسمعهنا في المطبخ..سلاسل لمشايخ مختلفين يسمعها أهل بيتك اقترح:نساء خالدات للدكتور السويدان,السيرة النبوية له أيضا. ..

ملاحظة: تجنب أشرطة الوعظ فسوف نقتل نكهته وتأثيره لو استمعناه ونحن نطبخ أو نقود السيارة في ضجيج الطرقات...يبقى الوعظ يسمع في حالات صفاء ليؤدي عمله.

**. سيارة الوالد: منذ متى لم تهد والدك أشرطة يضعها بسيارته...الآن حان الوقت..لكن انتق له ما يناسبه..وتظن أنه يحتاج إليه..بكى الأب أمام طفله ذات يوم...قال الطفل بابا تبكي!!!قال الأب:نعم هذه الآية أبكتني..!! موقف لن يبرح عقلية الطفل ماحيي. كن ذكيا في انتقاء الأشرطة. , اسأل والدك: من القاري الذي تحب أن تسمع تلاوته ؟ إذا أجابك, فاجئه بوضع شريط قران لذلك القاريء..اقترح شريط: العزة للدكتور السويدان, وشريط رمضان فرصة للتغيير, للدكتور صلاح الراشد...

**. فلنسبق الريح المرسلة: ماذا لو ذهبت إلى لجنة خيرية, أو جمعية بر..وأخذت منهم (أبواك تفطير الصائمين)..ووزعتها على أبنائك أو إخوانك الصغار وأخواتك..وذهبتم في زيارة إلى الأقارب, الجد والجدة, الأعمام, الأخوال...وقام الأطفال والفتيان والفتيات بجمع تبرع لتفطير صائم..

أو جمع تبرع لهذا الغرض, ثم إيداعه في إحدى اللجان الخيرية..دع الأطفال يشاركون, علمهم كيف يقنعوا, يحمسوا غيرهم للخير..والتجربة أفضل دربة لهم.. هناك مثل يقول:الأفعال أعلى صوتا من الأقوال... لم ننتهي بعد, اطلب من مدير اللجنة الخيرية, استضافة صغار الأسرة و لو على كوب عصير...أو أن يكتب رسالة شكر للأسرة...ومن ثم صور تلك الرسالة وابعثها مع كرت تشجيع لجميع من ساهم...دع الأسرة يروا صور برامج تفطير الصائمين.. أتمنى أن تجربوا....ما ينقش في الصغر لايبرح القلب...صدقوني...** طبق الخير: اقنع والداك وشقيقاتك بالمشاركة في تفطير الصائمين بالمسجد, فالفتيات وألام يعدون الإفطار والفتيان يحملوه للمسجد...ثم ليتحدث الفتيان عن ما حدث بالمسجد...

**.حب المساكين : ماذا لو استضافت الأسرة بعض المساكين .. الضعفاء بالبيت .. وفطرتهم .. لينكسر في النفوس الكبر..ولنتعلم الشعور بالجسد الواحد...أو استضافة بعض المسلمين الجدد وتفطيرهم بالمنزل..نسق مع مكتب دعوة الجاليات في مدينتك أو حيك بخصوص هذا الأمر..وبعد الإفطار دع إخوتك الصغار يقوموا ببرنامج ترحيبي بالضيوف, يحوي آيات عن فضل الهداية, وأحاديث عن قيمة وفضل الإسلام...فكر اطل لعقلك العنان وستجد أفكارا ربما مشوقة أكثر...** نظم حملة تبرعات عينية: لتتبرع الفتاة هذا العيد بعض ما لديها من ملابس العيد الذي مضى, أو حتى من ملابس هذا العيد.لأخواتها:زهراء, فاطمة اللاتي لا يجدن ما يكسوهن سوى مزق أكياس الطحين..في أفريقيا كثيرات... اقنع شقيقاتك بذلك, بالحديث عن مآسي المسلمين والفقر الذي يعانون منه, أرهم صور الجفاف والفقر..وقد تساعدك مجلات ومطويات اللجان الخيرية كالحرمين والمنتدى الإسلامي والندوة العالمية للشباب الإسلامي بذلك.. وسع الفكرة لتشمل كل أفراد الأقارب, وليشترك فيها الأطفال, البنات الصغار ( جند كل من عندك لهذا الهدف )..واجعلها حملة تبرعات لدرء برد الشتاء..

**. وللجار نصيب : ابعث لجيرانك بهدية أسبوعية , فمرة مطوية , وأخرى شريط , وبعدها كتيبا ..

**. صمم لوحة حائطية في العمارة التي تقيم بها.. ولتكن في بهو العمارة عند المدخل, ضع بها زاوية خذ نسختك, لتوزيع بعض المطويات المفيدة, أو أشرطة رمضانية, هناك الكثير من الكراسات المطبوعة لهذا الشأن, كاللالي الحسان لمحمد المسند...استفد منها في تصميم اللوحة, وهناك مكاتب الدعوة والإرشاد ستزودك بالمطويات والأشرطة..فقط تحرك ففي الحركة بركة..

**. لا للاشباح : عزيزي اشغل إخوتك الصغار بأنشطة مسلية حتى لانشغل وقتهم التلفاز, مثل تلوين بعض اللوحات المرسوم عليها إسلامية معبرة؛ هلال رمضان، مسجد، بعض المسابقات الرمضانية لهم. اصحبهم معك للتراويح, اجلب أشرطة الفيديو النافعة والهادفة لهم, اشتركوا جميعا بنشاط رمضاني في احد المراكز أو ساهموا جميعا ببرامج المسجد والحلقات...أرجوك لا تجعل الشبح يقضي على حلاوة رمضان بفوازيره وبرامجه الكوميدية.....**. اهتم بمكافأة من يصوم من إخوتك الصغار، ومن يقرأ القرآن، ومن يحفظ سورة معينة خلال الشهر، فطريقة المكافأة تحفزهم على ممارسة هذه الأشياء.

28. المشاركة الفعالة في برامج إذاعة القرآن الكريم , سواء في مسابقاتها , أو برامجها الحوارية المفتوحة الحية .

29. تبنى توزيع وإيصال زكاة الفطر إلى مستحقيها نيابة عن أفراد أسرتك , كوِّن فريق عمل من صغار العائلة وفتيانها , جمِّعوا الزكوات , اعمل قائمة بالمستحقين , وزع الفريق إلى مجموعات , ثم لينطلق كل فريق على بركة الله.

*تعويد الأولاد على الصيام: عن الربيع بنت معوذ قالت: { فكنا نصومه بعد، ونصوِّم صبياننا، ونجعل لهم اللعبة من العهن } [رواه البخاري].. **- ذكر الله عقب الفرائض: { من سبَّح دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين، وحمد الله ثلاثاً وثلاثين، وكبَّر الله ثلاثاً وثلاثين، فتلك تسعة وتسعون. ثم قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. غفرت له خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر } [رواه مسلم].

**-المحافظة على صلاة التراويح: { أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل } [رواه مسلم].

**- تعجيل الفطر: { لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر } [رواه البخاري].

**- الإفطار قبل الصلاة: { كان النبي يفطر قبل أن يصلي } [رواه أحمد].

**- الإفطار على التمر إن وُجِد: { من وجد التمر فليفطر عليه، ومن لم يجد التمر فليفطر على الماء، فإن الماء طهور } [رواه أحمد وأبوداود والترمذي].

**- المحافظة على دعاء الإفطار: { ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله تعالى } [رواه أبو داود والدارقطني والحاكم].

**- الدعاء عند الإفطار: { إن للصائم عند فطره دعوة لا تُرَد } [رواه ابن ماجة].

**- الدعاء مطلقاً: { إن الله يقول: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني } [رواه البخاري ومسلم].

**- السحور: { تسحروا، فإن في السحور بركة } [رواه البخاري ومسلم].

**- حمد الله تعالى بعد الأكل والشرب: { إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب الشربة فيحمده عليها } [رواه مسلم].

**- الزكاة: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ [البينة:5].

**- زكاة الفطر: { فرض رسول الله زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين. من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات } [رواه أبو داود].

**- الإنفاق في سبيل الله: ... وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [البقرة:110ٍ].

**- الصدقة: { الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار } [رواه الترمذي].

**- صدقة المُقِل: { يا رسول الله، أي الصدقة أفضل؟ قال: جهد المقل، وابدأ بمن تعول } [رواه أبو داود ابن خزيمة والحاكم].

**- صدقة السر: { صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر } [رواه الطبراني].

**- فضل العامل على الصدقة: { إن الخازن المسلم الأمين الذي ينفذ ما أمر به فيعطيه كاملا موفراً، طيبة به نفسه، فيدفعه إلى الذي أُمر به، أحد المتصدقين } [رواه البخاري ومسلم].

**- النفقة على الأرملة والمسكين: { الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله " وأحسبه قال " وكالقائم لا يفتر، وكالصائم لا يفطر} [رواه البخاري].

**- كفالة اليتيم والنفقة عليه: { أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وقال بإصبعيه: السبابة والوسطى } [رواه البخاري].

**- مسح رأس اليتيم والشفقة عليه: شكا رجل إلى رسول الله قسوة قلبه، فقال: { امسح رأس اليتيم، وأطعم المسكين } [رواه أحمد].

**- قضاء حوائج الإخوان: { لأن يمشي أحدكم مع أخيه في قضاء حاجة - وأشار بإصبعه – أفضل من أن يعتكف في مسجدي هذا شهرين } [رواه الحاكم]

**الإحسان إلى الحيوان: { أن رجلاً رأى كلباً يأكل الثرى من العطش، فأخذ الرجل خفَّه فجعل يغرف له به حتى أرواه، فشكر الله له، فأدخله الجنة} [رواه البخاري].

**- عدم سؤال الناس شيئاً: { من تكفل لي ألا يسأل الناس شيئاً أتكفل له بالجنة } [رواه أصحاب السنن].

**- الصدقة الجارية: { إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له } [رواه مسلم].

**- حث النساء على الصدقة: { تصدقن يا معشر النساء ولو من حُليكن} [رواه البخاري ومسلم].

**- تصدق المرأة من بيت زوجها: { إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدة، كان لها أجرها بما أنفقت، ولزوجها أجره بما كسب، وللخازن مثل ذلك، لا ينقص بعضهم أجر بعض شيئاً } [رواه البخاري ومسلم].

**- اليد العليا خير من اليد السفلى: { اليد العليا خير من اليد السفلى، فاليد العليا هي المنفقة، والسفلى هي السائلة } [رواه البخاري ومسلم].

**- الصدق في البيع والشراء: { البيِّعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبيَّنا بورك لهما في بيعهما، وإن كذبا وكتما مُحِقَت بركة بيعهما } [رواه البخاري].

**- إغاثة المسلمين: { من نفَّس عن مسلم كربة من كُرَب الدنيا نفَّس الله كُربة من كُرَب يوم القيامة } [رواه مسلم].

**- عدم إيذاء المسلمين: { سئل رسول الله : أي الإسلام أفضل؟فقال: من سَلِمَ المسلمون من لسانه ويده } [رواه البخاري ومسلم].

**- مساعدة الغير وإعانتهم: { كل سُلامي عليه صدقة كل يوم، يعين الرجل في دابته يحامله عليها، أو يرفع عليها متاعه صدقة } [رواه البخاري].

**- الشفاعة للمسلمين لقضاء حوائجهم: { اشفعوا تؤجروا، ويقضي الله على لسان نبيه ما يشاء } [رواه البخاري].

**- زيارة الإخوان في الله: { النبي في الجنة، والصديق في الجنة، والرجل يزور أخاه في ناحية المصر لا يزوره إلا لله في الجنة } [رواه الطبراني].

**- زيارة المرضى: { من عاد مريضاً لم يزل في خرفة الجنة. قيل: يا رسول الله وما خرفة الجنة؟ قال: جناها } [رواه مسلم].

**- صلة الأرحام وإن قطعوه: { الرحم معلقة بالعرش، تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله } [رواه البخاري ومسلم].

**- إدخال السرور على المسلم: { من لقي أخاه المسلم بما يحب يسره بذلك سرَّه الله عز وجل يوم القيامة } [رواه الطبراني].

**- التيسير على المعسر: { من يسَّر على معسر يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة } [رواه مسلم].

**- التخفيف على الخدم والعمال في رمضان: { من خفف عن مملوكه فيه غفر الله له، وأعتقه من النار } [رواه ابن خزيمة مطولاً].

**- الشفقة على الضعفاء ورحمتهم والرفق بهم: { الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء } [رواه أبو داود والترمذي].

**- الإصلاح بين الناس: { ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: إصلاح ذات البين } [رواه أبو داود والترمذي].

**- حُسن الخلق: { سئل رسول الله عن أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ فقال: تقوى الله وحُسن الخلق } [رواه الترمذي].

**- الحياء: { الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة. والبذاء من الجفاء، والجفاء في النار } [رواه أحمد وابن حبان والترمذي، وقال: حسن صحيح].

**- الصدق: { عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة } [رواه البخاري ومسلم].

**- الحلم والصفح وكظم الغيظ: ... وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [آل عمران:134]. وقال رسول الله للأشج: { إن فيك خصلتين يحبهما الله تعالى: الحلم والأناة } [رواه مسلم].

**- المصافحة: { ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا } [رواه أبو داود والترمذي وقال: حسن].

**- طلاقة الوجه: { لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق } [رواه مسلم].

**- السماحة في البيع والشراء: { رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى } [رواه البخلري].

**- غض البصر عن محارم الله تعالى: { النظرة سهم مسموم من سهام إبليس، من تركها من مخافتي أبدلته إيماناً يجد حلاوته في قلبه }[رواه الطبراني].

**- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: { من رأى منكم منكرأً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان} [رواه مسلم].

**- الستر على الناس: { لا يستر عبدٌ عبداً في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة } [رواه مسلم].

**- الصبر: { ما يصيب المسلم من نصب، ولا وصب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفَّر الله بها من خطاياه } [رواه البخاري].

**- كفارة المجلس: { من جلس جلسة فكثر لغطه، فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، إلا غُفِرَ له ما كان في مجلسه ذلك } [رواه أبو داودوالترمذي].

**- صلة أصدقاء الوالدين والبر بهم: { إن أبر البر صلة الولد أهل ودِّ أبيه} [رواه مسلم].

**- طيب الكلام: { اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة} [رواه البخاري ومسلم].

**- الرفق بالرعية والعمال ونحوهم: { اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشقَّ عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهمفارفق به } [رواه مسلم].

**- المداومة على العمل الصالح وإن قل: { أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل } [رواه مسلم].

**- الإحسان إلى الجار: { من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره} [رواه مسلم].

**- إكرام الضيف: { ليلة الضيف حق على كل مسلم، فإن أصبح بفنائه فهو عليه دين، فإن شاء اقتضى وإن شاء ترك } [رواه أحمد وأبو داود وابن ماجة].

**- الدعاء للوالدين: { إن الله عز وجل ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة، فيقول: يا رب، أنى لي هذا؟! فيقول: باستغفار ولدك لك } [رواه أحمد].

**- الدعاء للأخ بظهر الغيب: { ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك بمثل } [رواه مسلم].

**- الدعاء والاستغفار للمسلمين: وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ

**- تعليم الرجل أهله: { ثلاثة لهن جران... ورجل كانت عنده أمة فأدبها فأحسن تأديبها، وعلمها فأحسن تعليمها، ثم أعتقها فتزوجها، فله أجران }[رواه البخاري].

**- رد المظالم والتحلل من أصحاب الحقوق: { من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلله منها، فإنه ليس ثمَّ دينار ولا درهم من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته، فإن لم يكن له حسنات أُخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه }[رواه البخاري].

**- إتباع السيئة الحسنة: { اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن } [رواه أحمد والحاكم].

**- البر بالخالة والخال: { الخالة بمنزلة الأم } [رواه البخاري].

**- أداء الأمانة والوفاء بالعهد: { لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له } [رواه أحمد].

**- رحمة الصغير وإكرام الكبير: { ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف حق كبيرنا } [رواه أحمد والترمذي].

**- التعاطف والتراحم مع المسلمين والاهتمام بأمورهم: { مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى } [رواه البخاري ومسلم].

**- الصمت وحفظ اللسان إلا من خير: { من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت } [رواه البخاري].

**- الذب عن أعراض المسلمين: { من ردَّ عن عرض أخيه ردَّ الله عن وجهه النار يوم القيامة } [رواه الترمذي].

**- سلامة الصدر وترك الشحناء: { تفتح أبواب الجنة يوم الإثنين والخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً، إلا رجل كانت بينه وبين أخيه شحناء. فيُقال: أَنظِروا هذين حتى يصطلحا، أَنظِروا هذين حتى يصطلحا، أَنظِروا هذين حتى يصطلحا } [رواه مسلم].

**- العدل بين الناس: { كل سُلامي من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس، يعدل بين الناس صدقة } [رواه البخاري].

* التعاون مع المسلمين فيما فيه خير: ... وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ... [المائدة:2]. { المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً. ثم شبك بين أصابعه } [رواه البخاري].

**- إغاثة الملهوف: { على كل مسلم صدقة... فيعين ذا الحاجة الملهوف } [رواه البخاري].

**- إجابة الداعي إلى الخير وإعطاء السائل: { من استعاذ بالله فأعيذوه، ومن سأل بالله فأعطوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن صتع إليكم معروفاً فكافئوه } [رواه أحمد وأبو داود والنسائي].

**- شكر المعروف ومكافأة فاعله: { من صنع إليه معروف فليجزِه، فإن لم يجد ما يجزيه فليثن عليه، فإنه إذا أثنى عليه فقد شكره، وإن كتمه فقد كفره } [رواه البخاري في الأدب المفرد.

**- توزيع الكتاب والشريط الإسلامي: النافع على الأسرة، أو الأصدقاء في العمل أو في المدرسة أو النادي أو نحوه.

*- الاستفادة من هواة المراسلة: الذين ترد أسماؤهم عبر المجلات، أو الإذاعات العربية والأجنبية، وذلك بمراسلتهم بأسلوب تربوي رقيق مؤثر.

**- تقصي أخبار الجيران: الملاصقين والمجاورين، وتبني ملف دعوي يهتم بأمورهم الدينية والدنيوية.

**- التنسيق مع التجار وأصحاب المحلات: لشراء ملابس وما يلزم من أمور العيد، وتوزيعها في آخر رمضان على الفقراء والمحتاجين، لتعم الجميع فرحة العيد.

*- حث كل بيت: على المساهمة في إفطار الصائم، كل بما يستطيع، وإرسال ما تيسر لهم من طعام إلى مسجد الحي، أو التنسيق مع المطاعم من أجل ذلك.

**- تبني المسجد حلقة: لتعليم أبناء الحي القرآن العظيم، وتخصيص مدرس لذلك، مع تنمية روح التسابق إلى الخير بين الأطفال بإقامة مسابقات دورية، ثم تشجيعهم بالجوائز.

*- إقامة درس أسري: أسبوعي، أو نصف شهري، يشارك فيه جميع أفراد الأسرة، كل حسب قدرته.

*- الاستفادة من حملات العمرة: التي تقام في شهر رمضان المبارك، بتنظيم جملة من البرامج الدعوية والعلمية والثقافية للمشاركين، مع الحرص على أن يكون مع كل رحلة شيخ يستفاد من علمه، أوطالب علم إن تعذر الأول.

** ترتيب كلمات: تلقى خلال شهر رمضان أثناء صلاة التراؤيح، وتعلن في لوحة المسجد على شكل جدول بيِّن وواضح.

*القيام بزيارة المرضى في المستشفيات، وتشجيعهم وحثهم على الصبر والاحتساب، مع إهدائهم مجموعة من الهدايا الدعوية المهمة..

شهر هو أيام قلبية في الزمن

أما والله لو عمَّ هذا الصوم الإسلامي وهذا النموذج الفذ أهل الأرض جميعاً، لآل معناه أن يكون إجماعاً من الإنسانية كلها على إعلان الثورة شهراً كاملاً في السنة لتطهير العالم من رذائله وفساده، ومحق الأثرة والبخل فيه، وطرح المسألة النفسية ليتدارسها أهل الأرض دراسة عملية مدة هذا الشهر بطوله، فيهبط كل رجل وكل امرأة إلى أعماق نفسه ومكامنها، ليختبر في مصنع فكره معنى الحاجة ومعنى الفقر، وليفهم في طبيعة جسمه –لا في الكتب- معاني الصبر والثبات والإرادة وليبلغ من ذلك وذلك درجات الإنسانية والمواساة والإحسان، فيحقق بهذه وتلك معاني الإخاء والحرية والمساواة.

شهر هو أيام قلبية في الزمن، متى أشرفت على الدنيا قال الزمن لأهله: هذه أيام من أنفسكم لا من أيامي، ومن طبيعتكم لا من طبيعتي، فيقبل العالم كله على حالة نفسية بالغة السموّ، يتعهد فيها النفس برياضتها على معالي الأمور ومكارم الأخلاق، ويفهم الحياة على وجه آخر غير وجهها الكالح، ويراها كأنما أجيعت من طعامها اليومي كما جاع هو، وكأنما أفرغت من خسائسها وشهواتها كما فرغ هو، وكأنما ألزمت معاني التقوى كما ألزمها هو، وما أجمل وأبدع أن تظهر الحياة في العالم كله –ولو يوماً واحداً- تسبح لله! فكيف بها على ذلك شهراً من كل سنة؟

إنها والله طريقة عملية لرسوخ فكرة الخير والحق في النفس، وتطهر الاجتماع من خسائس العقل الماديّ، وردّ هذه الطبيعة الحيوانية المحكومة في ظاهرها بالقوانين والمحررة من القوانين في باطنها –إلى قانون من باطنها نفسه- يطهر مشاعرها، ويسمو بإحساسها، ويصرفها إلى معاني إنسانيتها، ويهذب من زياداتها ويحذف كثيراً من فضولها، حتى يرجع بها إلى نحو من براءة الطفولة، فيجعلها صافية مشرقة بما يجتذب إليها من معاني الخير والصفاء والإشراق، إذ كان من عمل الفكرة الثابتة في النفس أن تدعو إليها ما يلائمها ويتصل بطبيعتها من الفِكر الأخرى، والنفس في هذا الشهر محتسبة في فكرة الخير وحدها، فهي تبني بناءها من ذلك ما استطاعت.

هذا على الحقيقة ليس شهراً من الأشهر، بل هو فصل نفساني كفصول الطبيعة في دورانها، ولهو والله أشبه بفصل الشتاء في حلوله على الدنيا بالجو الذي من طبيعته السحب والغيث، ومن عمله إمداد الحياة بوسائل لها ما بعدها إلى آخر السنة، ومن رياضته أن يكسبها الصلابة والانكماش والخفة، ومن غايته إعداد الطبيعة للتفتح عن جمال باطنها في الربيع الذي يتلوه.

وعجيب جداً أمر هذا الشهر الذي يدّخر فيه الجسم من قواه المعنوية فيودعها مصرف روحانيته، ليجد منها عند الشدائد مدد الصبر والثبات والعزم والجلد والخشونة. عجيب جداً أن هذا الشهر الاقتصادي هو من أيام السنة كفائدة 8.3% فكأنه يسجّل في أعصاب المؤمن حساب قوته وربحه فله في كل سنة زيادة 8.3 من قوته المعنوية الروحانية.

وسحر العظائم في هذه الدنيا إنما يكون في الأمة التي تعرف كيف تدّخر هذه القوة وتوفرها، لتستمدها عند الحاجة، وذلك هو سرّ أسلافنا الأولين الذين كانوا يجدون على الفقر في دمائهم وأعصابهم ما تجد الجيوش العظمى اليوم في مخازن الأسلحة والعتاد والذخيرة.

كل ما ذكرته في هذا البحث من فلسفة الصوم فإنما استخرجته من هذه الآية الكريمة { كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون } وقد فهمها العلماء جميعاً على أنها من معنى "التقوى" أما أنا فأولتها من "الاتّقاء" فبالصوم يتّقي المرء على نفسه أن يكون كالحيوان الذي شريعته معدته، وألاّ يعامل الدنيا إلا بمواد هذه الشريعة، ويتّقي المجتمع على إنسانيته وطبيعته مثل ذلك، فلا يكون إنسان مع إنسان كحمار مع إنسان: يبيعه القوة كلها بالقليل من العلف.

وبالصوم يتّقي هذا وهذا ما بين يديه وما خلفه، فإنما ما بين يديه هو الحاضر من طباعه وأخلاقه، وما خلفَه هو الجيل الذي سيرث من هذه الطباع والأخلاق فيعمل بنفسه في الحاضر، ويعمل بالحاضر في الآتي.

وكل ما شرحناه فهو اتّقاء ضرر لجلب منفعة، واتّقاء رذيلة لجلب فضيلة وبهذا التأويل تتجه الآية الكريمة جهة فلسفية عالية، لا يأتي البيان ولا العلم ولا الفلسفة بأوجز ولا أكمل من لفظها، ويتوجه الصيام على أنه شريعة اجتماعية إنسانية عامة، يتّقي بها المجتمع شرور نفسه، ولن يتهذب العالم إلا إذا كان له مع القوانين النافذة هذا القانون العام الذي اسمه الصوم، ومعناه: "قانون البطن". ..

فلنتخذ من رمضان (معسكرًا) إيمانيًّا؛ لتجنيد الطاقات، وتعبئة الإرادات، وتقوية العزائم، وشحذ الهمم، وإذكاء البواعث؛ للسعي الدؤوب لتحقيق الآمال الكبار، وتحويل الأحلام إلى حقائق، والمثاليات المرتجاة إلى واقع معيش..

ألا ما أعظمك يا شهر رمضان! لو عرفك العالم حق معرفتك لسمّاك "مدرسة الثلاثين يوماً".

                

* رئيس الحركة الإسلامية في ام الفحم وضواحيها..

رئيس الدائرة الإعلامية في الحركة الإسلامية القطرية-الداخل الفلسطيني.