مع إطلالة شهر الصيام.. تهاني ووقفات

الشيخ خالد مهنا *

[email protected]

ها هو شهر الرحمات والبركات اطلنا  ، ولا نقول ا إلا تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ، وأعاننا على قيامه وصيامه ، وجعله الله شهر عز ورفعة لجميع المسلمين ..

رمضان .. مدرسة عظيمة ، وجامعة عريقة ، تخرج الأجيال ، وتربى الأمم والمجتعات ، تصقل بها النفوس ، وتسمو بها المجتمعات ، هي دروس واضحة ساطعة ناصعة لمن له بصر أو بصيرة ..

1- رمضان .. لم يكن في يوم من الأيام مرتعا للكسالى ، وسكنا للنومى ، وتكأة يتعذر بها كل بليد كسول ، بل هو شهر للجد والعمل ، وتكثيف الجهد والبذل ، وموسما للتراحم والتكافل ، ولعل إطلالة سريعة على تاريخ المسلم تدرك من خلالها كيف حال رمضان فيها ، وكيف أن ( بدرا ) و ( ويرموكا ) و ( حطينا ) و ( عين جالوت ) كلها وغيرها كانت في رمضان .. !

2- رمضان .. فرصة مناسبة للصادقين في التغيير ، ووقتا لن تجد أفضل منه للإصلاح 

وأول إصلاح وتغيير لمن يرومه هو إصلاح الذات والنفس .. 

رمضان يعلمنا أن في نفوسنا قدرة ، وقوة ، لا تقف في وجهها صعاب ، ولا يعوقها سدود ، ولكنها .. فقط .. إذا أرادت وعزمت .. !!

انظر لأحوال الناس بين آخر شعبان ، وأول رمضان ، كيف يتغير المجتمع برمته ، فتكتض المساجد ، وتعظم الصدقات ، ويتنافس القراء والصوام والقوام في الخير ، وذلك كله في اقل من ليلة واحدة .. !

اهذه النفوس عاجزة عن الإصلاح والتغيير لو صدقت .. !

3- رمضان .. يذكر المسلمين بحقوق إخوانهم وجيرانهم ، فالمجتمع الذي لا يرحم الفقير لا خير فيه ، وكيف يرحم فقيرا ، أو يطعم جائعا من لا يعرف الجوع ولا الحاجة !!

فكم من بطون سدت جوعتها ، وحاجات كفيت مؤونتها ، وبلايا كشفت ، في هذا الشهر الكريم .

4- رمضان .. يربي النفوس على الإخلاص لله تعالى فيما تأتي وتذر ، وان يكون المقصد هو الله وطلب رضاه .

أترى ذاك الصائم الجائع العطشان ، في شدة الحر ، وفي جهد العمل ، أتراه في خلوة نفسه يقدر على جرعة لا يعلمها انس ولا جان .. !

فيا لها من مراقبة .. ما اجلها لو استشعرناها ، وداومنا عليها .. !

5- رمضان .. يعلمنا العبادة ، و صدق اللجوء إلى الله ، وتنقية النفوس ، وحفظ الجوارح ، والإحسان إلى الناس ، ورحمة الخلق ، ومراقبة الخالق و دروسا لا يعلمها إلا من خلق هذه النفوس فسواها .

لقد أقبل شهر الصيام بفضائله ، و فوائده، و هباته، و نفحاته ...

أقبل بأنفاسه العطرة، و ثغره الباسم، ووجهه المشرق ...

أقبل وهو ينادي ويقول : يا باغي الخير أقبل .. ويا باغي الشر أقصر ...

أقبل وهو يصرخ محذرا: (( ورغم أنف امرىء دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له))

أقبل فتفتحت بإقباله أبواب الجنان ... وغلقت أبواب النيران، و سلسلت الشياطين ..

أقبل و المسلمون يتشوقون الى صيام نهاره و قيام ليله ..

فيا له من شهر عظيم .. وموسم .. كريم .. و تجارة رابحة لن تبور.

وخـذ في بيان الصوم غير iiمقصر
وصبر  لفقد الإلف في حالة iiالصبا
فـثـق فيه بالوعد القديم من iiالذي
وحـافـظ  على شهر الصيام iiفإنه
تـغـلـق  أبواب الجحيم إذا iiأتى
تـزخرف  جنات النعيم و iiحورها
وقـد خـصـه الله الـعظيم iiبليلة
فـأرغم  بأنف القاطع الشهر غافلا
فـقـم لـيله و اطو نهارك iiصائما








عـبـادة  سـر ضـد طبع iiمعود
وفـطـم  عن المحبوب و iiالمتعود
له الصوم يجزى غير مخلف موعد
لـخـامـس  أركـان لدين iiمحمد
وتـفـتـح أبـواب الـجنان iiلعبد
لأهـل  الـرضا فيه و أهل iiالتعبد
عـلـى ألف شهر فضلت فلترصد
و أعـظـم بأجر المخلص iiالمتعبد
و  صن صومه عن كل لغو ومفسد

فيا عباد الله ! هذا شهر الصيام قد أقبل فماذا أنتم فاعلون ؟

يا أيها المقصر ! هذا الشهر - والله- فرصه لا تعوض للتوبة و الانابة و الرجوع الى الله عز و جل .. فإذا جاء رمضان و لم تتب فمتى تتوب؟ و إذا أقبل شهر الصيا و لم تعد فمتى تعود؟

                

* رئيس الحركة الإسلامية في ام الفحم وضواحيها..

رئيس الدائرة الإعلامية في الحركة الإسلامية القطرية-الداخل الفلسطيني.