اللهم أذلهم وافضح خيانتهم واخضد شوكتهم

اللهم أذلهم وافضح خيانتهم واخضد شوكتهم

محمد فاروق البطل

هذه أدعية أنطق الله بها لساني منذ أكثر من ثلاثين سنة، أدعو بها في كل خطبة جمعة، وكلما طالبني إخواني بالدعاء، وقد رجاني أحد الإخوة أن أتوقف عن هذا الدعاء ويقول راجياً: لو دعوتَ لهم بغير هذا الدعاء، وما علم هذا الأخ الكريم أن هذه الدعوات صادرة عن حرقة قلب، وشدة ظلم، وتراكم قهر، ومكابدة ألم... خمسة عقود... وملايين من السوريين في الداخل وفي الخارج، يعيشون الظلم والاستبداد، يقاسون الرعب والخوف، يكابدون القهر والجور، يتحمَّلون المفسدين والمنافقين، ويتحكم في رقابهم الوصوليون والانتهازيون، واللصوص...!!

كيف يطلبُ مني هذا الأخ أن لا أعِّبر عن مكنون نفسي، وزفرات صدري، وأنَّات قهري ؟! ألم يحكِ الله سبحانه عن سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام ـ وهو من الرسل أولي العزم ـ دعاءه على فرعون وزبانيته:[وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آَتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا العَذَابَ الأَلِيمَ] {يونس:88} . قال ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية: لما أبَوْا قول الحق واستمروا في ضلالتهم وكفرهم معاندين جاحدين ظلماً وُعُلواً، وتكبراً وعُتُواً قال موسى: [وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آَتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا العَذَابَ الأَلِيمَ] {يونس:88} .

ثم قال أيضاً في تفسيره القيم: (وهذه الدعوة كانت من موسى عليه السلام غضباً لله ولدينه على فرعون وملئه الذين تبين له أنهم لا خير فيهم، ولا يجيء منهم شيء، كما دعا نوح عليه السلام فقال:[وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الكَافِرِينَ دَيَّارًا إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا] {نوح:27}.ولهذا استجاب الله تعالى لموسى عليه السلام فيهم هذه الدعوة التي أمَّن عليها أخوه هارون فقال تعالى:[قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ] {يونس:89}.

وورد في تفسير تنوير الأذهان حول هذه الآية الكريمة: وفي الآية بيان جواز الدعاء بالسوء عند مساس الحاجة إليه، و قد صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً، حيث دعا على مُضَرَ حين بالغوا في الأذِّية له عليه السلام فقال: (اللهم اشْدُد وطْأتك على مُضَر، واجعلها عليهم سنين كسنيِّ يوسف).

فإذا كانت مضر قد بالغت في أذية رسول الله صلى الله عليه وسلم مدة محدودة، وأياماً معدودة؟! فماذا عسانا أن نقول؟ وماذا عسى شعبنا السوري الذي قاسى الأهوال في ظل هذا الحكم الظالم، والنظام الفاسد، والحزب الكافر، خمسون سنة تقريباً وشعبنا السوري صابر، على حكم فجرة، طغاة ظلمة، يدَّعون الوطنية، وهم منها براء، ويرفعون شعار الوحدة والحرية والاشتراكية وهم كذبة، فقد طبَّقوا عكس هذه الشعارات تماماً.

ولا ينتهي عَجَب الإنسان من أثرٍ نبوي، يقول فيه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى يُصدَّق الكذوب، ويُكذَّب الصدوق، ويؤتَمن الخائن، ويُخوَّن الأمين، ويتحدَّث في الناس الرُوَيبْضة قالوا: من الروبيضة يا رسول الله ؟ قال: شرار الناس) أليس هذا هو الواقع ؟ من الذي يحكم سورية الآن؟ فالكذوب هو المصدَّق، والصدوق هو المكذَّب، والخائن هو المؤتَمن، والأمين هو المخوَّن، والإعلاميون المنافقون الرُويبضَة هم الذين يتصدَّرون الإذاعة والتلفاز والصحف والمجلات، يَكْذِبون على الناس، ويشوِّهون الحقائق، ويحوّلون الحق باطلاً، والباطل حقاً، والنظام هو العدل، والاستبداد هو الحرية، واللص هو الشريف، والمفسد هو المصلح، والطاغية المتجبر هو الإله الذي ينبغي أن يُعبَد من دون الله سبحانه!!

قاتلهم الله... لقد اغتالوا القِيم، وأفسدو المُثُل. شوَّهوا الأخلاق، وقتلوا الضمائر...

في مقابل هذا الأخ الكريم الناصح المعترض، أسعدني أخ حبيب حين كنت وإياه نستعرض أحداث ثورة سورية، وما تبثه الفضائيات من كشْفٍ لسوءات هذا النظام، وفضْح لمخازيه، وتعريض بتاريخه، قال لي الأخ أبو الخير الشاعر الأستاذ سليم عبد القادر (زنجير) حفظه الله تعالى (أنسِيْتَ يا أستاذنا أن هذا دعاءك الذي حفظناه منك، منذ أكثر من ثلاثين سنة (اللهم عليك بالظالمين فإنهم لا يعجزونك  اللهم أذلَّهم، اللهم افضح خيانتهم، اللهم اخضد شوكتهم، فإنهم لا يعجزونك...) ووالله لكأني أسمع هذا الدعاء لأول مرة من الأخ أبي الخير، على شدة تكراري له كل أسبوع على الأقل، لكنها مفاجأة اللحظة!! ثم أضاف الأخ الكريم أبو الخير: أين سيذهب دعاؤك؟! لكِنْ لله الحكمة البالغة، يجيب دعوة المضطرين في الوقت الذي يشاء، وبالكيفية التي يشاء، وأقدِّر أنك كنت تدعو بإخلاص وصدق، ومِن قلب مكلوم، ونفس حزينة، تستشعر الظلم والقهر والمعاناة... ثم قال: ـ حفظه الله تعالى ـ ما نراه وما نسمعه هو استجابة لدعواتك ودعوات الأمهات الثكالى، والزوجات الأيامى، والأولاد اليتامى، والآباء المحرومين من رؤية أبنائهم ممن شُرِّدوا في الآفاق. وقد حُرِموا حتى من وداعهم وهم يجيبون  نداء الرفيق الأعلى، وأكثر من ذلك فقد كان من أ كبر الجرائم في نظر هذا النظام الظالم العاتي أن يتم الاتصال الهاتفي بين الأرحام، أو أن يتزاوروا في ديار الغربة، فإذا ما قدِم أب أو أم أو أخ أو أخت أو عم أو خال أو قريب أو صديق... إذا قدم أحد من هؤلاء إلى الأردن أو إلى الحج أو إلى العمرة أو إلى أي مكان آخر... يشعر هذا القادم أن أجهزة الأمن السورية ترصده عبر عناصر الأمن المنتشرة في كل مكان، أو أنه معرَّض للمساءلة أمنياً إذا ما عاد إلى بلده في سورية، ليكون محل المساءلة والاعتقال، وبالتالي يخاف من الاتصال والزيارة، ووالله إن شقيقتي الكبيرة التي هي بمقام والدتي قدمت إلى الحج فلم تجرؤ أن تتصل بي هاتفياً، فضلاً عن أن تزورني خوفاً من رصْد المرافقين.

قلت للأخ أبي الخير: صدقاً أنا لم أر في حياتي كلها نظاماً  أغبى من هذا النظام! ولا أغبى من هذا الرئيس وأخيه، وعصابته، ورجال إعلامه!!.

بعد أن بنى لهم الفرعون الأكبر أبوهم حافظ أسد أمبراطورية الكذب والخداع والتضليل، بالترغيب وبالترهيب، بالوعد وبالوعيد، وكاد الناس أن يُصدِّقوا ما قاله الأفَّاك: أن جمهوريته هي جمهورية الوحدة والحرية والاشتراكية! وأنا قلعة الصمود والتصدي، وجبهة الممانعة والمقاومة...وغيرها من شعارات الزيف والكذب...

لابد أن أعترف هنا أنه قد بلغ من دهاء هذا الفرعون وخبثه ومكره؛ أنه قد خدع بعض العلماء...وخدع كثيراً من الإسلاميين بكل أسف ومرارة، رغم أن قانون العار 49 الذي يقضي بإعدام كل من ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، كان يطال السوريين وكل الإخوان المسلمين في العالم، وقد حدَّثني الأخوان الحبيبان الداعية الأستاذ فتحي يكن، والمستشار القاضي الأستاذ فيصل مولوي رحمهما الله تعالى، أن اسمَيْهِما كانا على الحدود السورية، بحيث لا يستطيعان دخول سورية من الطريق الرسمية العادية، وإنما كانا يدخلانها من الطريق الأمنية !!. علماً أنهما كانا يزوران سورية بدعوة رسمية أو بطلب من المسؤولين.

وقد عانينا نحن الإخوان السوريين صعوبة في إقناع كثير من إخواننا في الأقطار الأخرى بفداحة الظلم الذي نعانيه، والغربة القاسية التي نعيشها، وما يكابده شعبنا من الفساد والرشوة والديكتاتورية والقهر، بل كنا نشرح لهم وبالوثائق المبررات  الخيانية لاستمرار هذا النظام، وأسباب استمرار الغطاء الدولي لحمايته، يقتنع هؤلاء الإخوة!! ولكنهم يسكتون إكراماً لمقام حماس في دمشق، وهم بالتأكيد يعلمون أن حماساً وغيرها، ليست إلا أوراقاً يستفيد منها النظام أكثر مما تستفيد منه حماس.

أقول هذا ليدرك الأخ القارئ خبث هذا النظام ومكره، وخبث إعلامه، وليعلم إلى أي درجة نجح في تضليل الرأي العام العربي والإسلام والدولي؟!.

هذه الجمهورية التي أقامها فرعون سورية حافظ أسد، تنهار اليوم بفضل الله أولاً، ثم بغباء وَلَدَيه، وغباء رجال حكمه، وغباء الكَذَبة من رجال إعلامه ثانياً.

أما فضل الله سبحانه فيكفي أن يعلم الأخ القارئ أن هذه الثورة التي انطلقت في سورية لم تكن والله في حُلُمنا، ولا في تصورنا، ولا في استراتجيتنا، ولا في تخطيطنا... ولا  تستطيع جماعة ولا حزب ولا معارضة أن تدَّعي أن هذه الثورة قامت بالتخطيط لها، أو بالعمل على تفجيرها.. إنما كانت معجزة من الله، وتدبيراً من الله وحده، وهو وحده الذي هيأ أسبابها، تماماً كما حدث في مصر وفي تونس، فقد كان فضل الله واضحاً، ومعجزته في قهر الطواغيت باهرة، هل كان في تصور أي سوري في الداخل أو في الخارج أن تتحرك ثورة في سوريا على يد  أطفال في عُمُر الورود؟ كتبوا على الجدران ما كتبوا، مقلدين الثوار في مصر وفي تونس. هذا تدبير الله، ثم كان غباء المسؤولين السوريين السياسيين والأمنيين!! فبدل أن يعالجوا الأمر بحكمة وروية، وبُعْد نظر، خاصة وأن المنطقة ملتهبة، وأن الشعوب متوثبة، و أن مشاعر القهر وأنَّات الظلم قد تفجَّرت بشكل قوي. نعم... بدل أن يفعلوا ذلك اعتقلوا الأطفال، وعذبوهم، وقلَّعوا أظفارهم، وشوَّهوا أجسامهم، وحين راجع آباؤهم يشتكون!! كان جواب الحمقى أسوأ ما يكون، حيث طردوهم وهددوهم، ونالوا من أعراضهم !! وما عرف هؤلاء الأغبياء أن هؤلاء الذين يشتمونهم إنما هم آباء، وذوو حمية ونخوة، وأنهم أبناء قبائل وعشائر وزعماء ! لكن هذه هي العقلية الأمنية الغبية التي لا تفكر إلا بالبسطار (الحذاء العسكري)، وهكذا تفجرت الثورة في سورية وكانت شرارتها من درعا لتهتف كل المظاهرات في سورية : (بالروح بالدم نفديك يا درعا).

ثم يشاء الله سبحانه أن يفضح ظلمهم وخيانتهم على الملأ، بل وعلى مسمع العالم، فانطلق الإعلام المعارض بالصوت والصورة، ينبش ماضي هذا النظام، ويعرِّيه على حقيقته، ويكشف خيانته وفساده وجوره... والإعلاميون المعارضون والمؤرخون والباحثون هؤلاء لم يكونوا من الإسلاميين فقط، وإنما برزت أصوات رفاق الأمس من وزراء سابقين، وقادة بعثين، ومفكرين يساريين وعلمانيين.

ويشاء الله أيضاً أن يخزيهم أمام العالم بكل مؤسساته الحقوقية والدولية والإنسانية والإعلامية... وخاصة حين أغلقوا أبواب سورية أمام لجان التحقيق وتقصِّي الحقائق، وأمام وكالات الأنباء، وأمام الصحفيين والإعلاميين، ليكون جواب الإعلام السوري غبياً وسمجاً إلى درجة إثارة السخرية والقرف والاستهزاء والفضيحة، يردِّدون جواباً واحداً على طلب كل هؤلاء: إن فتح الحدود أمام هؤلاء يتعارض وسيادة سورية وقرارها الحر المستقل!!

ويخزي الله الإعلام السوري مرة ثالثة أمام الشعب أولاً، وأمام العالم ثانياً حين يلهث المنافقون والمهرجون في الدفاع عن قضية خاسرة، ينفون ويكذبون ما يرونه ويراه العالم على شاشات التلفاز بالصوت و الصورة، وما تنقله الأقمار الصناعية: مظاهرات صاخبة، وهتافات مدوية، ورايات خفاقة، ولافتات معبرة، وأصنام تُهشَّم، وصور تُمزَّق، ودماء تسيل، وجُثَث تُركَل، وأجساد تُسحَل، وآثار الجلد والتعذيب بادية للعيان، وصرخات استغاثة تشق عنان السماء، وعوائل تشرد في كل حدب وصوب، ومساجد تُدمَّر، وخطباء يهزون المنابر غاضبين مستنكرين، وعلما الصدق والربانية يشكون إلى الله ما يعانون...

كل هذا ورجال الإعلام الرسمي السوري، وعلماء السوء، ونواب المسرحية والمهزلة، يُكذِّبون بصفاقة ووقاحة وقلة أدب، حيث يقولون: كل ما يُعرَض على الشاشة، وما تكتبه الصحف محض كذب وافتراء ودبلجة!!.

صدق الله القائل:[ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى القُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ] {الحج:46}. [لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الغَافِلُونَ] {الأعراف:179}.

ثم ماذا؟ إنهم لا يسمحون لوكالات الأنباء، ولا لمندوبي الصحف، ولا لمبعوثي الأمم المتحدة، ولا للمحققين الدوليين، أن يدخلوا الحدود السورية، حتى يُغطَّوا الأحداث بشفافية وحيادية، يقولون كذباً: البلد مستقر، والأوضاع هادئة، والشعب راض، والمتظاهرون قلة من الحثالة والأوباش، وعملية الإصلاح تحققت، وطلبات الشعب قد أُنجِزت، والمعارضون خونة كذابون، أصحاب فتنة وهوى، وبعد ذلك الدنيا في سورية بألف خير! [وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ المُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ] {البقرة:12} .

وفي ختام هذه الكلمة أجدد حمدي وشكري لله العلي القدير الذي أجاب دعواتي ، ففضح خيانتهم ، وكشف كذبهم ، وعرَّى حقيقتهم ، و أذلهم أمام شعبهم ، والأمل بالمولى سبحانه أن يتم النعمة على شعبنا في سورية ليخضد شوكتهم ، و يكسر سلاحهم ويدير الدائرة عليهم ، وينهي ظلمهم وبغيهم ، ويشفي صدور قوم مؤمنين ، فيُرى شعبنا في هؤلاء الظلمة الطغاة ، الأيام السود النحِسات ، وعجائب قدرته، كما أرى شعبنا في مصر ما شفى صدره في الطاغية المستبد حسني مبارك الذي يُقاد اليوم وزوجته وولداه وأعوانه ، يقادون إلى السجون، ليلقوا جزاءهم العادل على ما اقترفته أيديهم في حق شعبهم ، وعسى الله أن يرينا ذلك قريباً في الاشرار الفجار من طغاة سورية الذين لا يمكن مقارنة جرائمهم بجرائم حسني مبارك أو الشقي اللا مبارك ، وبذلك يكتمل الدعاء (اللهم أذلهم وافضح خيانتهم واخضد شوكتهم، فإنهم لا يعجزونك وأنت العزيز القهار الجبار المتكبر) [كَذَلِكَ العَذَابُ وَلَعَذَابُ الآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ] {القلم:33} . [وَلَا تَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ] {إبراهيم:43} .