إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ

رضوان سلمان حمدان

إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ

النداء السابع والستون

رضوان سلمان حمدان

[email protected]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ }محمد7

مدخـل

قضى الله أن يكون الصراع بين الحق والباطل ظاهراً متلازماً إلى قيام الساعة، فمهما صال الباطل وانتفش وكشّر عن أنيابه وانتعش، إلا أنه إلى نهاية زوال: }وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا] {الإسراء:81[

والناظر في هذا الزمن يرى أن الصراع بلغ ذروته ومنتهاه، واستوى على أشده، حتى أصبح الكفر ملة واحدة، ضد الإسلام والمسلمين ودعاته الصادقين، فسيم المسلمون ألوان العذاب، وعاث الأعداء في الأرض الفساد، وبلغ المسلمون من الذلة والمهانة واستخفاف أعدائهم بهم مبلغاً عظيماً، حتى خيّل لبعضهم أن الحق مع قوته وحقيقته لن ينتصر، ودب اليأس في صفوف الآخرين وقلوبهم إلا ما رحم ربي، وأصبح المسلم في هذا الزمن يردد ما كان يردده المسلم من قبل في زمن نزول الرسالة قائلاً: متى نصر الله؟

لا شك أن أعز مقاصدك وأشهى مطالبك في هذه الحياة، أن ترى دينك منتصراً، وكتابك ظاهراً، ورايتك خفاقة عالية، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل تتحق هذه الأهداف، وتلك المقاصد بالدعاوى والأمنيات؟

فما أسباب تحقيق النصر؟

1-      إقامة توحيد الله عز وجل وشرعه في الأرض والحكم به والتحاكم إليه وترك ما سوى ذلك من القوانين الوضعية والأحكام البشرية {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور:55[

2-      إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والمحافظة على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُور}ِ ] الحج:41[

3-      الصدق مع الله عز وجل والتوكل عليه والالتجاء إليه والاعتصام به والخوف منه وحده }الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ{ [آل عمران:173[

4-      التسلح بالإيمان والتوبة إلى الله والرجوع إليه ويقظة المسلمين مما هم فيه من الغفلة والضياع {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور:31[

5-      توحيد الصفوف وإصلاح الآخرين ورأب الصدع وتأليف القلوب وجمع الكلمة حتى لا ينخر في سفينة الأمة من يغرقها "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً" رواه البخاري : 481

6-      التربية الجادة للأمة بإحياء السلوك الإسلامي فيها والقضاء على السيئ منها {وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ} [الأنعام:15 [

7-      إحياء روح الجهاد في سبيل الله وإعداد النفوس لذلك {انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ} [التوبة:41[

8-      تقوية الصلة بالله تعالى والتوجه إليه في السراء والضراء والمحنة والمنحة {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ} [الذاريات:50[

9-      تحقيق مفهوم الولاء لله عز وجل ولمن يحبهم سبحانه وتعالى من الأنبياء والصالحين {وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} [المائدة:56[

10- البراءة من كل ما يُعبد من دون الله تعالى والكفر به ومعاداته }إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ (26 (إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي{ [الزخرف: 27،26[

11- التضحية بالغالي والنفيس، والإنفاق في سبيل الله مع تخليص النفس من الشح وحب الدنيا والركون إليها} وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{ [التغابن:16[

12- إرهاب العدو بإعداد العدة الجسمية والعقلية والعسكرية} وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ [الأنفال:60[

13- طلب الشهادة في سبيل الله، والتطلع إليها بشتى الوسائل مع الصدق في النية "من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه" .رواه مسلم:1909 .

14- الإلحاح على الله عز وجل بالدعاء بتثبيت قلوب المؤمنين على هذا الدين والانتصار على الكافرين }وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60[

الإعراب[1]

إن شرطية وتنصروا فعل الشرط واللّه مفعول به وينصركم جواب الشرط ويثبت أقدامكم عطف على الجواب ولا بدّ من حذف مضاف أي دين اللّه ورسوله

القراءات

{وَيُثَبِّتْ}: قرأه العامَّةُ مُشَدَّداً. ورُوي عن عاصم تخفيفُه مِنْ أَثْبَتَ.

في ظلال النداء

وكيف ينصر المؤمنون الله ، حتى يقوموا بالشرط وينالوا ما شرط لهم من النصر والتثبيت؟

إن لله في نفوسهم أن تتجرد له ، وألا تشرك به شيئاً ، شركاً ظاهراً أو خفياً ، وألا تستبقي فيها معه أحداً ولا شيئاً ، وأن يكون الله أحب إليها من ذاتها ومن كل ما تحب وتهوى ، وأن تحكمه في رغباتها ونزواتها وحركاتها وسكناتها ، وسرها وعلانيتها ، ونشاطها كله وخلجاتها . . فهذا نصر الله في ذوات النفوس .

وإن لله شريعة ومنهاجاً للحياة ، تقوم على قواعد وموازين وقيم وتصور خاص للوجود كله وللحياة . ونصر الله يتحقق بنصرة شريعته ومنهاجه ، ومحاولة تحكيمها في الحياة كلها بدون استثناء ، فهذا نصر الله في واقع الحياة .

ونقف لحظة أمام قوله تعالى : { والذين قتلوا في سبيل الله } . . وقوله : { إن تنصروا الله } . .

وفي كلتا الحالتين . حالة القتل . وحالة النصرة . يشترط أن يكون هذا لله وفي سبيل الله . وهي لفتة بديهية ، ولكن كثيراً من الغبش يغطي عليها عندما تنحرف العقيدة في بعض الأجيال . وعندما تمتهن كلمات الشهادة والشهداء والجهاد وترخص ، وتنحرف عن معناها الوحيد القويم . إنه لا جهاد ، ولا شهادة ، ولا جنة ، إلا حين يكون الجهاد في سبيل الله وحده ، والموت في سبيله وحده ، والنصرة له وحده ، في ذات النفس وفي منهج الحياة .

لا جهاد ولا شهادة ولا جنة إلا حين يكون الهدف هو أن تكون كلمة الله هي العليا . وأن تهيمن شريعته ومنهاجه في ضمائر الناس وأخلاقهم وسلوكهم ، وفي أوضاعهم وتشريعهم ونظامهم على السواء .

عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال : « سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة ، ويقاتل حمية ، ويقاتل رياء . أي ذلك في سبيل الله؟ فقال : من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو

في سبيل الله » .

وليس هنالك من راية أخرى ، أو هدف آخر ، يجاهد في سبيله من يجاهد ، ويستشهد دونه من يستشهد ، فيحق له وعد الله بالجنة . إلا تلك الراية وإلا هذا الهدف . من كل ما يروج في الأجيال المنحرفة التصور من رايات وأسماء وغايات!

ويحسن أن يدرك أصحاب الدعوة هذه اللفتة البديهية ، وأن يخلصوها في نفوسهم من الشوائب التي تعلق بها من منطق البيئة وتصور الأجيال المنحرفة ، وألا يلبسوا برايتهم راية ، ولا يخلطوا بتصورهم تصوراً غريباً على طبيعة العقيدة .

لا جهاد إلا لتكون كلمة الله هي العليا . العليا في النفس والضمير . والعليا في الخلق والسلوك . والعليا في الأوضاع والنظم . والعليا في العلاقات والارتباطات في كل أنحاء الحياة . وما عدا هذا فليس لله . ولكن للشيطان . وفيما عدا هذا ليست هناك شهادة ولا استشهاد . وفيما عدا هذا ليس هنالك جنة ولا نصر من عند الله ولا تثبيت للأقدام . وإنما هو الغبش وسوء التصور والانحراف.

وإذا عز على غير أصحاب الدعوة لله أن يتخلصوا من هذا الغبش وسوء التصور والانحراف ، فلا أقل من أن يخلص الدعاة إلى الله أنفسهم ومشاعرهم وتصورهم من منطق البيئة الذي لا يتفق مع البديهية الأولى في شرط الله . .

وبعد فهذا شرط الله على الذين آمنوا . فأما شرطه لهم فهو النصر وتثبيت الأقدام . وعد الله لا يخلفه . فإذا تخلف فترة؛ فهو أجل مقدر لحكمة أخرى تتحقق مع تحقق النصر والتثبيت . وذلك حين يصح أن المؤمنين وفوا بالشرط ثم تخلف عنهم - فترة - نصر الله .

ثم نقف لحظة أمام لفتة خاصة في التعبير : { ينصركم . ويثبت أقدامكم } . .

إن الظن يذهب لأول وهلة أن تثبيت الأقدام يسبق النصر ، ويكون سبباً فيه . وهذا صحيح . ولكن تأخير ذكره في العبارة يوحي بأن المقصود معنى آخر من معاني التثبيت . معنى التثبيت على النصر وتكاليفه . فالنصر ليس نهاية المعركة بين الكفر صلى الله عليه وسلم والإيمان ، وبين الحق والضلال . فللنصر تكاليفه في ذات النفس وفي واقع الحياة . للنصر تكاليفه في عدم الزهو به والبطر . وفي عدم التراخي بعده والتهاون . وكثير من النفوس يثبت على المحنة والبلاء . ولكن القليل هو الذي يثبت على النصر والنعماء . وصلاح القلوب وثباتها على الحق بعد النصر منزلة أخرى وراء النصر . ولعل هذا هو ما تشير إليه عبارة القرآن . والعلم لله .

هداية وتدبر[2]

* يا أيها الذين صدّقوا الله ورسوله، إن تنصروا الله ينصركم بنصركم رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم على أعدائه من أهل الكفر به وجهادكم إياهم معه لتكون كلمته العُليا ينصركم عليهم، ويظفركم بهم، فإنه ناصر دينه وأولياءه. ( وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ): ويقوّكم عليهم، ويجرّئكم، ويوطد أمركم حتى لا تولوا عنهم، وإن كثر عددهم، وقلّ عددكم. فتثبيت الأقدام عبارة عن النصر والمعونة في موطن الحرب.

* قال قتادة : حق على الله أن يعطي من سأله وينصر من نصره .

* إن نصرة الله تعالى من العبد بنصرة دينه جل شأنه بإيضاح الدليل وتبيينه وشرح فرائضه وسننه وإظهار معانيه وأسراره وحقائقه بالجهاد عليه وإعلاء كلمته وقمع أعدائه. أما نصرته تعالى للعبد فبإرسال الرسل وإنزال الكتب وإظاهر المعجزات والآيات وتبيين السبل إلى النعيم والجحيم ثم بالأمر بالجهاد الأصغر والأكبر وتوفيق السعي فيهما طلبا لرضاه عز وجل ، ويقوى روحكم المعنوية تقوية بها تخوضون غمار الحرب فائزين منتصرين ، وقد حصل ذلك مع النبي وصحبه.

* إن نصر اللّه مرهون بأمرين: الإعداد المادي والمعنوي للجهاد كما قال تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} ونصرة دين اللّه وتطبيق شرعه وتنفيذ أحكامه. وبالقيام بما أمر به ومنه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. أما الاتّكال على مجرد الاتّصاف بالإسلام قولاً لا عملاً، وطلب النّصر بخوارق العادات، والأدعية فقط، دون إعداد ولا تحقيق الصفة الإسلامية الحقّة التي اتّصف بها السّلف الصالح، فلا يحقق شيئاً من النّصر المرتجى على العدو في فلسطين وغيرها من بلاد الإسلام المعتدى عليها، أو المحتلّة.

* وإنما نصر الله أن يقصد بالحرب حماية الحق وتأييده وإعلاء كلمته ابتغاء مرضاة الله ومثوبته، وآيته مراعاة سنن الله في أخذ أهبته، وإعداد عدته، التي أرشد إليها كتابه العزيز في مثل قوله: وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل (8 : 60)، وقوله: إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون (8 : 45) ، والإيمان سبب حقيقي من أسباب النصر المعنوية ، يكون مرجحاً بين من تساوت أسبابهم الأخرى ، فليس النصر به من خوارق العادات . ولكنه يقتضي الاستعداد وأخذ الحذر، وإنما غُلب المسلمون في هذه القرون الأخيرة وفتح الكفار بلادهم التي فتحوها هم من قبل بقوة الإيمان، وما يقتضيه من الأعمال; لأنهم ما عادوا يقاتلون لإعلاء كلمة الله وتأييد الحق ونشر الإسلام، ولا عادوا يعدون ما استطاعوا من قوة كما أمرهم القرآن، فهم يستطيعون أن ينشئوا البوارج المدرعة، والمدافع المدمرة ويتعلموا ما يلزم لها وللحرب من العلوم الرياضية والطبيعية والميكانيكية، وهي فرض عليهم بمقتضى قواعد دينهم; لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وقد تركوا كل ذلك بل صار أدعياء العلم فيهم يحرمون ذلك عليهم.

* وتثبيت الأقدام: تمثيل لليقين وعدم الوهن بحالة من ثبتت قدمه في الأرض فلم يَزِل، فإن الزلل وهَن يسقط صاحبه، ولذلك يمثَّل الانهزام والخيبة والخطأ بزلل القدم قال تعالى: { فتزل قدَم بعد ثبوتها } [ النحل : 94 ].

* يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ على أعدائكم مهما كانوا فاللّه يدافع عن الذين آمنوا واللّه يثبت أقدامكم في الحرب

* وفى إسناد نصر اللّه إلى المؤمنين تكريم لهم ، ورفع لقدرهم ، وإنزالهم منزلة المعين للّه ، المؤيّد له ، واللّه سبحانه غنى عن كل معين ومؤيد .. إذ كل شى ء فى هذا الوجود هو منه ، وله .. لا يملك أحد شيئا .. فكيف يطلب النصر من خلقه الذين لا يقوم وجودهم لحظة واحدة إلا بحفظه ، ورعايته؟ إن ذلك ـ كما قلنا ـ هو تكريم للمؤمنين ، وإحسان من اللّه إليهم. كما فى قوله تعالى : « مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً » .. فاللّه سبحانه هو المعطى لكل ما فى أيدى الناس .. ثم هو سبحانه ـ فضلاً وإحساناً منه ـ يدعوهم إلى أن يقرضوه مما أعطاهم!!.

وفى قوله تعالى : « يَنْصُرْكُمْ وَ يُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ » ـ إشارة إلى أن نصر المؤمنين للّه ، ليس نصراً على حقيقته ، وإنما هو مظهر من مظاهر الطاعة والولاء للّه . . وإلا فإن النصر الحقيقي هو الذي يمنحه اللّه سبحانه وتعالى المؤمنين ، ويمدهم بالأسباب الممكنة لهم منه .. فهو سبحانه الذي ينصرهم على عدوهم ، وثبت أقدامهم فى مواقع القتال على حين يملأ قلوب الذين كفروا رعبا وفزعا .. « وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ » (10 : الأنفال) .. ومع أن هذا النصر من عند اللّه، فإنه محسوب للمؤمنين، يلقون عليه أحسن الجزاء فى جنات النعيم.

               

[1] . إعراب القرآن وبيانه/ محي الدين درويش.

[2] . (جامع البيان في تأويل القرآن/ محمد بن جرير الطبري). (الجامع لأحكام القرآن/ القرطبي). (توفيق الرحمن/ فيصل بن عبد العزيز آل مبارك). (روح المعاني/ الألوسي). (التفسير المنير/ الزحيلي). (مفاتيح الغيب/ الإمام الرازي). (تفسير المنار). (ابن عاشور). (التفسير الواضح/ الدكتور محمد محمود حجازى). (التفسير القرآني/ الدكتور/ عبد الكريم الخطيب).