موعد مع الحبيب

أحلام الحنفي

معذرة يا حبيب القلب.. ثلاث سنوات مرت وأنت تنتظرني.. لن أقول على أحرَّ من الجمر، بل بصبرك ورحمتك وشفقتك عليّ.. كنت أدرك أنني طوال هذه السنوات لم أوفِّيك حقك.. لطالما ضربتَ لي موعدا فتخلَّفت عنه.. لطالما مددت إلي يدك لتنتشلني من ضعفي، فكنت أقوى بك حينا، وتخذلني نفسي حينا آخر..

تراني لم أقدِّر قيمتك! رفعتك وشموخك! بلى يا حبيبي.. كنت أعرف تماما من أنت. أنت النور الذي يضيء لي طريقي فيهديني إلى الصواب.. أنت الحضن الدافىء الذي يزيل عني نكد العيش ومنغصات الحياة.. أنت نبع العطاء الذي لم ولن ينضب.

فلمَ أجافيك؟ ولماذا طال الانتظار؟ وأنت حلمي الكبير! فمعك ستحلو الحياة، فأنت زينتها، ومن دونك لا قيمة لها.. وصاياك خبَّأتها في قلبي.. كلماتك تسري في كياني.. أسمعها تناديني.. توقظني من غفلتي.. يدك الحانية تمسح رأسي وتواسيني.. وإذا اشتد ألمي.. فلقاؤك يشفيني، كيف لا؟ وأنت الحبيب الطبيب!

لطالما رسمتُ معك أحلاماً وأحلاما.. لطالما ذرفتُ الدموع غوالٍ لألقاك.. لتكون معي إلى جانبي.. وعندما مددت إليَّ يدك قدّمت الأعذار تلو الأعذار.. لا تلمني يا حبيبي.. حبك ليس وهماً.. لكن أعذاري كانت تناديني.. والأيادي تتجاذبني. لكنك ظللت تواسيني.. تقيل عثرتي.. وتغفر زلتي..

لكني الآن معك.. أقسمت لا أفارقك.. سأحيا بك.. وسأرسم بصحبتك أجمل أيام حياتي، سأطبع على جبينك قبلة الرضا، وسأحفر كلماتك في سويداء قلبي. وأنَّى لقلب أن يحظى بحب أمثالك؛ إلا أن يكبُر فيك.. فمحبتك غاية المحبين، وصحبتك أمنية العاشقين.. فلله درُّك من حبيب..

ها أنا الآن أمد إليك يدي التي طالما ابتعدت..أصافحك لأتابع معك المسير، ولن أفارقك.. حتى عند الممات؛ ستظل الصاحب والحبيب..

أنظر إلى الأحباب: ينتظرون موعد الفرح*.. ذلك الموعد الذي طال لأجله الانتظار.. تراهم يفرحون لأجلي، أم لأجلك؟ أم لأنهم سيقتبسون ومضات من سناك الباهر؟ وحقٌّ أن يحبك كل من يسمع كلماتك ويراك..

وصدقني لن أغار..

ولكن بالله اعذر تقصيري.. فزادي لديك قليل.. آياتك خبأتُها وادَّعيتُ  حفظها.. وصاياك علِمتُها ولم أعمل بها.. لكني أعدك أن أوفِّيك حقك ما استطعت..

فهاك يدي فصافحني، ولنسير معا في درب الحياة، وما بعد الحياة.. لتنير دربي، وتؤنس قبري، وتشفع لي عند ربي، فأنت الحبيب.. كتاب ربي..

               

* فرح الاجتماع لختم كتاب الله حفظاً.