فوز أبو الدحداح

أشرف إبراهيم حجاج

وصفات المؤمنين

أشرف إبراهيم حجاج - إعلامي – القاهرة

[email protected]

[email protected]

يحضرني في هذه الأيام قصص جهادية فيها كثير من صفات للمؤمنين حقا تتمثل في الجهاد بالمال ، والنفس ، والولد .

 ونحن نمر بحرب على ديننا وتداع علينا وعليه بكل ما أوتي الطغاة من قوة ، وفي سبيل ما يريدون يقومون بفعل أي شيء لأجل النجاح بالدنيا .

 أسرد لكم من القصص التي تخص المؤمنين هذه القصة والتي تحمل لنا من المعان والقيم والمبادئ الاخلاقية عند أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كما يلي : -

 كان رسول محمد صلي الله عليه وآله وسلم يجلس وسط أصحابه فدخل عليهم شاب يتيم يشكو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم :

قال الشاب ; يا رسول الله ، كنت أقوم بعمل سور حول بستاني فقطع طريق البناء نخله هي لجاري طلبت منه ان يتركها لي لكي يستقيم السور ، فرفض ، طلبت منه أن يبيعني إياها فرفض .

 فطلب الرسول ان يأتوه بالجار ، فأتى الجار وقص عليه الرسول شكوى الشاب اليتيم فصدق الرجل على كلام الرسول لا .

 فسأله الرسول ان يترك له النخله او يبيعها له ، فرفض الرجل .

 فأعاد الرسول قوله ، بع له النخله ولك نخله في الجنه يسير الراكب في ظلها مائه عام .... فذهل اصحاب رسول الله من العرض المغري جدا جدا فمن يدخل النار وله نخله كهذه في الجنه وما الذي تساويه نخله في الدنيا مقابل نخله في الجنه

لكن الرجل رفض مرة اخرى طمعا في متاع الدنيا فتدخل أحد أصحاب الرسول ويدعي ابا الدحداح ، فقال للرسول الكريم

 إن اشتريتُ تلك النخله وتركتها للشاب ألي نخله في الجنه يارسول الله ؟

 فأجاب الرسول : نعم .

 فقال ابا الدحداح للرجل أتعرف بستاني يا هذا ؟

 فقال الرجل ، نعم ، فمن في المدينه لا يعرف بستان ابا الدحداح ذو الستمائه نخله والقصر المنيف والبئر العذب والسور الشاهق حوله فكل تجار المدينه يطمعون في تمر ابا الدحداح من شده جودته .

 فقال آبا الدحداح ، بعني نخلتك مقابل بستاني وقصري وبئري وحائطي

فنظر الرجل الي الرسول غير مصدق ما يسمعه أيعقل ان يقايض ستمائة نخله من نخيل ابا الدحداح مقابل نخله واحده فيا لها من صفقه ناجحه بكل المقاييس

فوافق الرجل وأشهد الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم والصحابه على البيع

وتمت البيعه

 فنظر ابا الدحداح الي رسول الله سعيدا سائلاً; ألي نخله في الجنه يارسول الله ؟ فقال الرسول ، لا .

 فبهت أبا الدحداح من رد رسول الله

فأستكمل الرسول قائلا ما معناه ، الله عرض نخله مقابل نخله في الجنه وأنت زايدت على كرم الله ببستانك كله ، ورد الله على كرمك وهو الكريم ذو الجود بأن جعل لك في الجنه بساتين من نخيل اعجز على عدها من كثرتها

وقال الرسول الكريم ; كم من مداح الى ابا الدحداح ، والمداح هنا – هي النخيل المثقله من كثرة التمر عليها .

وظل الرسول يكرر جملته اكثر من مرة لدرجه ان الصحابه تعجبوا من كثرة النخيل التي يصفها الرسول لابا الدحداح

وتمنى كل منهم لو كان ابا الدحداح

 وعندما عاد ابا الدحداح الى امرأته ، دعاها الي خارج المنزل وقال لها

لقد بعت البستان والقصر والبئر والحائط;

فتهللت الزوجه من الخبر فهي تعرف خبرة زوجها في التجاره وشطارته وسألت عن الثمن

 فقال لها ; لقد بعتها بنخله في الجنه يسير الراكب في ظلها مائه عام

فردت عليه متهلله ;ربح البيع ابا الدحداح – ربح البيع ;

فمن منا يقايض دنياه بالاخره ومن منا مستعد للتفريط في ثروته او منزله او سيارته مقابل الجنه .

 فالعبرة هنا أيها الأحباب فيما كان لرد فعل الصحابي الجليل فكل همه كان أن يتاجر مع الله تعالى فهنا يكون قد ربح البيع .

 وعلى النهج نفسه يُرينا الحبيب المصطفى كيف يكون لك ان تجود بما عندك لله فيجود الله عليك بضعف ما أعطيت .

 والحكمة الأخرى ايها الاحباب هو رد الزوجة التي تعيش في بيت جميل وبستان وكثير من فضل الله عليها فتتنازل وتشيد بنجاح البيع فما كان لله زاد عن الحد والفكر لدرجة ان النبي صلى الله عليه وسلم يمدح ابا الدحداح كثيرا ، فما جزاء الإحسان إلا الإحسان .

فسبحان الله تعالى .

 ونتمنى ان نكون لله قائمين راكعين ساجدين راضين بالله حق الرضى ليرضى الله عنا جميعا ،

فالدنيا لا تساوي ان تحزن او تقنط من مشاكلها او يرتفع ضغط دمك من همومها فما عندك زائل وما عند الله باق .

 هذه القيم والمبادئ قد ربى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه فكان لنا ان نتعلم كما تعلموا ونعيش البيع مع الله تعالى لكي يربح بيعكم ، ومن هنا أدعوكم جميعا أن تتجهوا إلى التجارة مع الله.