أين صدق الأخوة يا مسلمين

أين صدق الأخوة يا مسلمين ؟!!

لبنى شرف / الأردن

[email protected]

و قلت أخ !! قالوا : أخ من قرابة ؟       فقلت لهم : إن الشكول أقارب

صديقي في حزمي وعزمي ومذهبي وإن باعدتنا في الأصول المناسب .

 ما أجمل أن تشعر بصدق الأخوة مع إخوانك المسلمين ، و ما أجمل أن تجد قلبا صافيا يحبك في الله و لله ، يفتقدك فيبحث عنك و يسأل عليك ، يشتاق لك فيدعو لك ، تشغله الدنيا فيذكرك . كان عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما – يقول لأخوانه : أنتم جلاء قلبي .

 و ما أجمل أن تستشعر أخوتك مع المسلمين في كل البلاد ، و تشدو :

 يا أخي المسلم في كل مكان و بلد          أنت مني و أنا منك كروح في جسد

 وحدة قد شادها الله أضاءت  للأبد          و تسامت بشعار "قل هو الله  أحد"

 و تحس بصابهم ، و تتألم لألمهم ، و تحس بأنهم قطعة منك و أنك قطعة منهم ، و تقول :

 إذا  اشتكى مسلم في الصين أرقني          و إن  بكى  مسلم في الهند أبكاني

 و مصر ريحانتي و الشام نرجستي          و في الجزيرة تاريخي و عنواني

 ذكر أن عبد الله بن أبجر ورث خمسين ألف درهم ، فبعث إلى إخوانه صررا ، و قال : كنت أسأل لأخواني الجنة ، فكيف أبخل عليهم بالدنيا !! . ما أجمل و ما أنقى و أرقى هذه الأخوة و هذه القلوب ، و لكن .. أين هؤلاء الأخوة الآن ؟ و أين صدق الأخوة ؟ و من هو الأخ الحقيقي ، الأخ الذي يسعى في حاجة أخيه و كأنها حاجته ، و يؤثره على نفسه ، و يحب له من الخير ما يحب لنفسه ، فلا يعرف الأخ إلا عند الحاجة ، و في الشدة ينكشف صدق الأخوة ، و لا خير في صحبة من لا يرى لك من الحق مثلما يرى لنفسه ، أو يسيئ الظن بك ، أو لا يقيل لك عثراتك إن زللت أو أخطأت .

و إني لمحتاج إلى ظل صاحب          يروق و يصفو إن كدرت عليه .

قال عمر – رضي الله عنه - : ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يجيئك منه ما يغلبك ، و لا تظنن بكلمة خرجت من مسلم شرا و أنت تجد لها في الخير محملا ، و عليك بإخوان الصدق ، تعش في أكنافهم ، فإنهم زينة في الرخاء ، عدة في البلاء ، و احذر صديقك إلا الأمين ، و لا أمين إلا من خشي الله تعالى .

الأخ الحقيقي ، هو الذي يؤاخيك لله و في الله ، و لو وجد عندك نقصا أو اطلع على عيوبك ، بذل جهدا لأصلاحك مع الستر عليك ، فالمؤمن مرآة أخيه ، و معناه كما قال العامري : كن لأخيك كالمرآة ، تريه محاسن أحواله ، و تبعثه على الشكر ، و تمنعه من الكبر ، و تريه قبائح أموره بلين في خفية ، تنصحه و لا تفضحه ، فأنت مرآة لأخبك ، يبصر حاله فيك ، و هو مرآة لك ، تبصر حالك فيه ، فإن شهدت في أخيك خيرا فهو لك لأنك ستقتدي به ، و إن شهدت غيره فهو لك ، فتجتنبه و تنهاه عن عيبه .

قيل لابن السماك : أي الإخوان أحق ببقاء المودة ؟ قال : الوافر دينه ، الوافي عقله ، الذي لا يملك على القرب ، و لا ينساك على البعد ، إن دنوت منه داناك ، و إن بعدت عنه راعاك ، و إن استعنت به عضدك ، و إن احتجت إليه رفدك ، و تكون مودة فعله أكثر من مودة قوله .

* إن أخاك الصدق من يسعى معك
و مـن إذا ريب الزمان صد iiعنك
*  و لـيس أخي من ودني iiبلسانه
و مـن مـاله مالي إذا كنت iiمعدما
*  أخ إن نأت دار به أو iiتنازحت
يبرك  إن يشهد و يرعاك إن iiيغب





و مـن يـضـر نـفـسه iiلينفعك
شـتـت فـيـك شمله ليجمعك ii.
و لكن أخي من ودني و هو iiغائب
و مـالي له إن أعوزته النوائب ii.
فـمـا الـود منه و الإخاء iiبنازح
و تـأمن منه مضمرات الجوانح ii.

* أخ   لي   عنده  أدب          مودة    مثله     نسب

رعى لي فوق ما يرعى          و أوجب فوق ما يجب .

 هؤلاء هم الإخوان حقا ...

أولئك إخواني الذين أحبهم          و  أوثرهم  بالود بين إخواني

و ما  منهم إلا كريم مهذب          حبيب إلى إخوانه غير خوان

من وجد منكم أخا بهذه الصفات ، فليحص على صحبته و مودته ، فهو كمن وقع على جوهرة ثمينة ، أو درة نادرة .

وأخ الزمان إذا ظفرت بمثله          فاشدد عليه يدا ولا تتردد

ما جادت الأزمان  مثل أخوة          لله تصفو دون أي مقصد

قال يونس بن عبيد : ما أعلم اليوم شيئا أقل من درهم طيب ينفق ، و أخ يسكن إليه في الإسلام ، و عامل يعمل على السنة ، و ما يزدادون إلا قلة ......... و الله المستعان .