إشراقات باهرة من سورة الأنعام 28

إشراقات باهرة من سورة الأنعام

( وجوب مقاطعة أهل البدع )

د. فوّاز القاسم / سوريا

((وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ))

وقد جاء في قول القرطبي في كتابه:الجامع لأحكام القرآن بصدد هذه الآية:

إن المخالطة بقصد الموعظة والتذكير وتصحيح الفاسد والمنحرف من آراء الفاسقين تبيحها الآية في الحدود التي بينتها .

أما مخالطة الفاسقين والسكوت عما يبدونه من فاسد القول والفعل من باب التقية فهو المحظور . لأنه - في ظاهرة - إقرار للباطل , وشهادة ضد الحق . وفيه تلبيس على الناس , ومهانة لدين الله وللقائمين على دين الله . وفي هذه الحالة يكون النهي والمفارقة .

كذلك روى القرطبي في كتابه هذه الأقوال:

"قال ابن خويز منداد : من خاض في آيات الله تركت مجالسته وهجر - مؤمنا كان أو كافرا - قال: وكذلك منع أصحابنا الدخول إلى أرض العدو , ودخول كنائسهم والبيع , ومجالسة الكفار وأهل البدع ; وألا تعتقد مودتهم , ولا يسمع كلامهم ولا مناظرتهم .

وقد قال بعض أهل البدع لأبي عمران النخعي : اسمع مني كلمة , فأعرض عنه , وقال : ولا نصف كلمة ! . ومثله عن أيوب السختياني .

وقال الفضيل بن عياض : من أحب صاحب بدعة أحبط الله عمله , وأخرج الإسلام من قلبه , ومن زوج كريمته من مبتدع فقد قطع رحمها ; ومن جلس مع صاحب بدعة لم يُعط الحكمة , وإذا علم الله من رجل أنه مبغض لصاحب بدعة رجوتُ أن يغفر الله له .

وروى أبو عبد الله الحاكم عن عائشة - رضي الله عنها – قالت : قال رسول الله [ ص ] " من وقّر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام " . .

فهذا كله في صاحب البدعة وهو على دين الله . .

فما بالك بمن يدعي خصائص الألوهية بمزاولته للحاكمية ; ومن يقره على هذا الادعاء . . فليس هذا بدعة مبتدع ; ولكنه كفر كافر , أو شرك مشرك.