ما أجمل الصلاة والسلام

د. عبدالسميع الأنيس

على سيد اﻷنام في سيد اﻷيام:

الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم لها فضائل كثيرة، ومن ذلك: 

1- صلاتنا وسلامنا تعرض عليه:

قال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «إنَّ من أفضل أيَّامكم يوم الجمعة فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النَّفخة، وفيه الصَّعقة، فأكثروا عليَّ من الصَّلاة فيه فإنَّ صلاتكم معروضةٌ عليَّ» رواه أبو داود (1047) وإسناده صحيح.

والحكمة من عرض صلاتنا وأعمالنا عليه كونه صلى الله عليه وسلم شاهدا على أمته، والشاهد لا يسمى شاهدا إلا إذا كان مطلعا على ما يشهد به.

2- من صلى عليه صلى الله عليه، ومن سلم عليه سلم الله عليه:

 عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَوَجَّهَ نَحْوَ صَدَقَتِهِ فَدَخَلَ، فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، فَخَرَّ سَاجِدًا، فَأَطَالَ السُّجُودَ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ قَبَضَ نَفْسَهُ فِيهَا، فَدَنَوْتُ مِنْهُ، ثُمَ جَلَسْتُ فَرَفَعَ رَأْسَهُ، 

فَقَالَ: "مَنْ هَذَا"، 

قُلْتُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ.

 قَالَ: مَا شَأْنُكَ؟ 

قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، سَجَدْتَ سَجْدَةً خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ قَبَضَ نَفْسَكَ فِيهَا!

 فَقَالَ: "إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَام، أَتَانِي فَبَشَّرَنِي، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، يَقُولُ: مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ صَلَّيْتُ عَلَيْهِ، وَمَنْ سَلَّمَ عَلَيْكَ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَسَجَدْتُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ شُكْرًا".رواه أحمد في مسنده( 1667)

وفي رواية: من صلى عليه صلى الله عليه عشرا، ومن سلم عليه سلم الله عليه عشرا:

عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أخبرنا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، أَنَّهُ تَلا قَوْلَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا سورة الأحزاب آية 56، 

فَقَالَ ثَابِتٌ: قَدِمَ عَلَيْنَا سُلَيْمَانُ مَوْلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ فَحَدَّثَنَا، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ وَالْبِشْرُ يُرَى فِي وَجْهِهِ،

 فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا لَنَرَى الْبِشْرَ فِي وَجْهِكَ، فَقَالَ: "إِنَّهُ أَتَانِي الْمَلَكُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ رَبِّكَ يَقُولُ: أَمَا تَرْضَى، مَا أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِكَ صَلَّى عَلَيْكَ، إِلا صَلَّيْتُ عَلَيْكَ عَشْرَ صَلَوَاتٍ، وَلا سَلَّمَ عَلَيْكَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِكَ، إِلا رَدَدْتُ عَلَيْهِ عَشْرَ مَرَّاتٍ، قَالَ: بَلَى" .

رواه ابن حبان في صحيحه، برقم (915)

‏قال السخاوي:

"غايةُ مطلوبِ الأولين والآخرين صلاةٌ واحدة من الله تعالى".فكيف إذا صلى الله عليك عشرا ؟!

3_ ما أجمل الصلاة والسلام على سيد اﻷنام في سيد اﻷيام:

قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الأنام، والجمعة سيد الأيام، فبالصلاة عليه في هذا اليوم مزية ليست لغيرة، وكل خيرٍ نالته أمته في الدنيا والآخرة فإنها نالته على يده، فجمع الله لأمته به من خيري الدنيا والآخرة، فأعظم كرامة تحصل له إنما تحصل يوم الجمعة، إذ فيه بعثهم إلى قصورهم ومنازلهم في الجنة، ويوم الجمعة هو يوم المزيد إذا دخلوا الجنة، وهو عيدٌ لهم في الدنيا، قال رحمه الله: وهذا كله إنما عرفوه وحصلوه بسببه وعلى يده عليه الصلاة والسلام، فمن شكره وأداء القليل في حقه أن يكثروا من الصلاة عليه في هذا اليوم والليلة".

     

وسوم: العدد 646