أهمية التوكل على الله تعالى

د. عبدالسميع الأنيس

في عصر ضجيح اﻹعلام

لقد كثرث الثرثرة باسم التحليل حول كثير من اﻷحداث..

وسبب هذا الضجيج ذكره الله بقوله:

(إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)[سورة آل عمران 175]

وأفضل دواء لهذا الداء التوكل على الله تعالى، واستحضار قوله تعالى: 

(الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)[سورة آل عمران 173]

والنتيجة:

(فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ)[سورة آل عمران 174]

وهذا الدواء مهم في هذا العصر؛ ﻷن من مخاطر تضخيم اﻷمور:

إحداث شلل في التفكير

وغبش في الرؤية 

وزرع اليأس في القلوب

ونشر الخوف من مجهول

 وهذه هي مهمة اﻹعلام المعاصر

فهو  سجن بدون جدران، وتعذيب بدون آلات!

قلتُ لصديق لي: ماذا تعمل؟ فقال: أتناول جرعة كآبة!

وكان يستمع إلى نشرة اﻷخبار التي تحتوي على كلِّ خبر سيئ في العالم!

ولكن متى ستخرج من الشرنقة؟

اﻹعلام المعاصر مثل الشرنقة التي تنسجها الدودة حول نفسها..

فكن كالفراشة التي تخرج من الشرنقة وتحلق في جو السماء! 

إنه درس في العمل والتوكل..

وأكثر التحليل الذي نسمعه في اﻹعلام المعاصر هو أشبه بالكهانة..

ولا يستند في أغلبه على القواعد العلمية 

وأكثر المحللين يحللون وهم داخل الشرنقة التي نسجتها آلة الشيطان.

وأكثر اﻷخبار مضللة

ومثلها كمثل فرعون الذي حدثنا الله تعالى عنه بقوله:

( قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ)[سورة غافر 29]

وأما استشراف المستقبل فهو  علم مهم

وقد سبقنا فيه سبقا طويلا.

واﻷمة مطالبة بتعلمه، وإتقانه وقيام نفر منا بالتخصص فيه.

وسوم: العدد 646