(قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)

عبد الله بن عبد العزيز السبيعي

نفعنا الله بعلم مشايخنا  وعلمائنا و رحمهم الله , وجعل علمهم حجة لهم يوم القيمة , فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم:- ( اذامات ابن آدم انقطع عمله الا من ثلاث : صدقة جارية أو علم يُنتفع به أوولد صالح يدعوله ...) , وقد قال الله تعالى (( ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين ولا تستوي الحسنة و لا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم )) سورة فصلت , وقال تعالى ايضاً (( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة )) سورة النمل . ان هذا هو الترابط الاخوي بين المسلمين , وأصل الدعوة إلى الله تبارك وتعالى على بصيرة والنصيحة الحكيمة التي يجب أن تصدر من قبل من يعتلون المنابر الصحفية ويجب ان يستقوا ذلك من هذا المنبع الصافي ألا وهو الكتاب الكريم والسنة الشريفة المطهرة  , رحم الله مشايخنا وعلمائنا ممن اختارهم سبحانه  الى جواره رحمة واسعة وجمعنا ووالدينا واقاربنا  واخواننا المسلمين في جنته  ومستقررحمته , وجعل ماقدموا  في ميزان حسناتهم .. قال الله تعالى في محكم التنزيل  : ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) . برحيل أي عالم أوامام  فان الأمة تفقد علما من أعلامها , وفقيها من ابرز فقهاءها , وداعية وصل علمه إلى الأفاق , وتتلمذ على يديه وتخرج من دروسه علماء وفقهاء وطلاب علم من شتى الأنحاء , ان العالم الرباني معروف بعلمه الغزير وزهده وورعه , روى أبو داود والترمذى من حديث أبى الدرداء رضى الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من سلك طريقا يلتمس فيه علمًا سهل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع ,وإن العالم ليستغفرُ له مَنْ فى السموات ومن فى الأرض حتى الحيتانُ فى الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب , وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يُوَرِّثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنما وَرَّثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر...) . ان الأنبياء خيرُ خلق الله ، فورثتُهم خيرُ الخلق بعدهم ، يقول أحد العلماء رحمه الله : ( .. ولمَّا كان كل موروث ينتقل ميراثه إلى ورثته ـ لم يكن بعد الرسل عليهم أفضل الصلاة وأتم السلام من يقوم مقامهم فى تبليغ ما أُرسلوا به إلا العلماء ، كانوا أحق الناس بميراثهم .) ,  أما اذا اختار الله عبده الفقير والعالم الجليل فان يوم  تشييع جنازته رحمه الله يكون يوما مختلفا حيث يكون قد رزئت الأمة الإسلامية عامة وطلبة العلم خاصة بأفول شمس طالما أشرقت وسار على ضوئها الناس , فلقد قضى الله قضاءه يكون المشهد مهيبا والحضور عجيبا صغار وكبار شيبا وشبابا اختلفوا في المشارب ويتفق الجميع  على حب الفقيد , يقول أحدهم في وصف مثل هذا الموقف المؤثر : ( لما استتم الأذان اصطكت جنبات الجامع وقدمت الصلاة وتدفق الناس من كل صوب وحدب ولا تجد إلا متأثرا أو باكيا أو ذاكرا أو داعيا , ولو نطق المشهد لقال بقول الإمام أحمد رحمه الله : بيننا وبين أهل البدع يوم الجنائز ) ...

وسوم: العدد 646