اعتقال ولدي عبد الحميد

الشيخ حسن عبد الحميد

جاءني نبأ هز كياني .. ابنك الكبير عبد الحميد اعتقل مع ولده في حلب .. اتصلت بالكرام اطلب النجدة .. وممن اتصلت بهم مفتي الباب المقيم في حلب فاعتذر لأنه لقي من أهل الباب مالقي ؟؟ واتصلت بمفتي حلب فكان شهما يغيث الملهوف ويسعف المظلوم واتصل بمن يعرف من مخابرات جوية فلم يلق إلا الوعود وتخفيف الضغوط .

فلم أجد أمامي سوى باب الله فلجأت إليه بالدعاء الذي هو خير من كل واسطة ، ظللت شهورا أسهر الليل وأنادي من بيده الكاف والنون ، فما أخجل شيبة دعت إليه ولا رجلا عملت من أجله سبحانه لانحصي ثناء عليه ، وبعد شهور من العذاب جاءني نبأ الإفراج فسجدت لله شكرا . وأفرج عنه من المزة بدمشق وبقي كيف يصل المفرج عنهم إلى حلب وأمامهم مئات الحواجز ولا يتجاوزها إلا من رضي النظام عنهم ؟ لكن الدعاء كسر الحواجز وأعمى الأبصار وأوصل الولد إلى أهله وأولاده .

اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك . 

إن أصبع رجل جلس على التلة في اليرموك ودعا لخالد بالنصر .. قال عنها خالد : هذه الأصبع عندي أفضل من مائة ألف سيف ، ولاتنسوا أن خالد سيف الله رضي الله عنه كان يلبس طاقية فيها شعرات من شعر النبي المبارك صلى الله عليه وسلم .. صلى الله عليك يأبا الزهراء .. يستسقى بوجهه الغمام وتقضى به الحوائج ، وتنحل به العقد وتنفرج به الكرب صلى الله عليه وعلى آله ماهبت النسائم وناحت على اﻷيك الغمائم . 

آيها المعتقلون : 

اصبروا وصابروا فأنتم أصحاب قضية ، تدفعون الثمن من أجلها .. إن السياط لن تنال من إيمانكم .. إن كل سوط على جسدكم الطاهر سيكون لكم وسام فخر يوم القيامة ولسانكم يقول للسجان : 

ضع في يدي القيد .. ألهب أضلعي بالسوط .. ضع عنقي على السكين .. لن تستطيع حصار فكري ساعة .. أو نزع إيماني ونور يقيني .. فالنور في قلبي .. وقلبي في يدي ربي .. وربي حافظي ومعيني . وقد قالها سيد رحمه الله قبلكم : 

أخي أنت حر وراء السدود .. أخي أنت حر بتلك القيود.. إذا كنت بالله مستعصما .. فماذا يضيرك كيد العبيد ..أخي ستبيد جيوش الظلام .. ويشرق في الكون فجر جديد ..أخي قد سرت من يديك الدماء ..أبت أن تشل بقيد اﻹماء ..سترفع قربانها للسماء .. مخضبة بوسام الخلود .. أخي إن نمت نلق أحبابنا .. فروضات ربي أعدت لنا ..وأطيارها رفرفت حولنا .. فطوبى لنا في ديار الخلود .

آيها اﻵباء : 

فقد الأولاد صعب ، وأصعب منه اليأس من رحمة الله ، احتسبوهم عند الله ، نعمتم بقربهم واﻵن تمتحنون بفقدهم وبعدهم ، فمنكم من يجزع ولايجزع مؤمن .

اذكروا المرأة وزوجها التي أسر ولدها فصبرت ولجأت إلى الله تدعوه وتبتهل إليه ، وبعد شهر طرق ولدها الباب وقد هرب من الأسر وساق معه الغنائم .

آيها الآباء الجأوا إلى من خلق لكم الولد ومنحكم نعمه ، ادعوه سبحانه بالفرج وكرر الدعاء وألح فيه.. فلا بد بعد الظلام من فجر ، ولن يخيب الله سبحانه رجاء أبوين صالحين نادوه باﻷسحار .

قولوا : ياسامع الأصوات .. يامجيب الدعوات ..يامبدل السيئات حسنات .. أجب دعانا وفك أسر أولادنا .. ارحم ضعفهم ، وأجبر كسرهم ، وتول أمرهم .. يارب يارب .. قولوا آمين . والحمد لله رب العالمين .

وسوم: العدد 652