آداب إسلامية في بناء الأسرة

القرآن منهج حياة للمسلم , يتدبر آياته , ويدرك معانيها , وتكون الآيات نوراً , تنير قلب المؤمن , وتبعد الظلمة عن عمله , هناك عبادات , وهناك سلوك ومعاملة , نرى في قصة سيدنا يوسف عليه السلام بعدما تم التعارف بينه وبين إخوته وبحضور والديه , نعومة العتاب بين الإخوة  إذا اختلفوا , إخوة يوسف عليه السلام أرادوا قتله ورموه بالجب ليتخلصوا منه , لم يذكر يوسف عليه السلام في عتابه قصة الجب بل ذكر السبب الذي حال بينه وبين إخوته وكان ذلك بسبب الشيطان . ( وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزع الشيطان بيني وبين إخوتي إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم ) .

متى يهتدي المسلم بسلوك سيدنا يوسف عليه السلام ويبعد عن قلبه وساوس الشيطان ؟ حتى تكون قلوب الأخوة وقلوب المؤمنين مظللة بأستار الحب .

- سيدنا  موسى عليه السلام يشعر بالضعف في مواجهة فرعون فيقول لربه ( هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في امري , كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا ) الله الخالق المدبر أجاب نبيه موسى عليه السلام ( سنشد عضدك بأخيك ) من أسس قوة البناء الدعوي في مواجهة ظلم الأرض الترابط الأخوي . ترابط الأخوين موسى وهارون عليهما السلام منحهما القوة لمواجهة طغيان فرعون .

- - الرسول صلى عليه وسلم وجد في عمه أبي طالب السند القوي لمواجهة طغيان قريش , أمد أبو طالب ابن أخيه بالثقة الكاملة لمواجهة كفار قريش , ونجد حمزة عم النبي يعلن إسلامه حين سمع بأذى قريش لابن أخيه , وقف حمزة عليه السلام أسداً مع ابن أخيه في مواجهة قريش يدفع عنه أذى الأشرار , وحين هاجر رسول الله غلى المدينة , اعتمد على ابن عمه علي رضي الله عنه لتضليل قريش ونام ابن العم في فراش ابن عمه , التكاتف الأسري منهج قوة في انطلاق كل عمل ناجح , فالأيدي المتعانقة , تغذي عروق المحبة , لتتسامى نوراً في إخوة الإلام .

المنهج الإيماني والسلوك الدعوي يدعو إلى التسامح والمحبة , وتجميد الذات في بناء الجماعة . -

يدعو إلى الترابط والتعاون , بين الإخوة وأبناء العم والأعمام وكل قرابة حتى تجتمع دوائر المجتمع , وتكون صفاً واحداً حتى تتحقق العزة للإسلام وللمسلمين .

وسوم: العدد 659