البيعة ...

الشيخ حسن عبد الحميد

بايع الصحابة رضوان الله عليهم النبي الكريم صلوات ربي وسلامه عليه ..

بايعوه على السمع والطاعة في العسر واليسر ، بايعه الأنصار بيعة العقبة الأولى والثانية ، ثم بايع الصحب الكرام رضوان الله عليهم يوم الحديبية تحت شجرة فيها ، ولقد ذكر ربنا في كتابه ( لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة ) الفتح ١٨ 

وسميت البيعة بيعة الرضوان ، وتسمى هذه البيعة بيعة الرجال ، وهناك بيعة النساء ، وليس فيها ذكر الجهاد ، قال تعالى ( ياأيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن  ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله ان الله غفور رحيم ) الممتحنة ١٢

تعليقات حول الآية : 

- تسأل هند بنت عتبة  زوجة أبي سفيان ، يارسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح ، فهل أخذ منه دون علمه ، قال المصطفى عليه السلام : خذي مايكفيك وولدك بالمعروف ، وفرق كبير بين المعروف والمغروف

- ولا يزنين : تقول هند رضي الله عنها يارسول الله أوتزني الحرة ؟؟ 

مسكينة هند تعيش في عصر الشهامة والنخوة العربية ؟؟

- ولا يقتلن أولادهن : تقول هذه الجريئة ربيناهم صغارا ، وقتلتوهم كبارا ، وكان ابنها حنظلة بن أبي سفيان قد قتل يوم بدر ، فضحك عمر رضي الله عنه حتى استلقى على قفاه وتبسم رسول الله عليه الصلاة والسلام 

- ولا يأتين ببهتان : وهي أن تقذف ولدا على زوجها ليس منه ، قالت هند والله إن البهتان لقبيح ، وماتأمرنا إلا الرشد ومكارم الأخلاق 

- وأخيرا فبايعهن : فعل عليه السلام دون مصافحة واحدة منهن ، صلوا عليه وسلموا تسلميا 

المصافحة لم يفعلها عليه السلام ؟؟ فهل يرضى بالاختلاط ؟؟ كما هو في عصرنا ، الاختلاط باب الفساد ؟؟ وبين ذلك المصطفى عليه السلام باحكام حتى مع الأقارب فقال ( الحمو الموت ) ففي الصحيحين عن عقبة عن عامر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إياكم والدخول على النساء ، فقال رجل من الانصار يارسول الله : أفرايت الحمو ، قال : الحمو الموت 

الحمو : أولاد العم أو الخال ؟؟

في عصر النبي صلى الله عليه وسلم كانت المبايعة الشخصية للكريم بل وللعظيم عليه السلام تتلخص بكلمات السمع والطاعة ، وهو القائل عليه السلام ( اسمعوا وأطيعوا ، وان استعمل عليكم عبد حبشي كان راسه زبيبة ) رواه البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه 

في عصرنا الحاضر يبايع المسلمون شيوخا أفاضل جمعوا العلم والتقوى ، فقد بايع المسلمون بالماضي القريب الشيخ  عيسى البيانوني ، والشيخ الترمانيني ، والشيخ عبد الله سراج الدين ، بايعوهم وهم أئمة يقتدى بهم 

وفي عهد قريب بايع المسلمون الشيخ النبهاني رحمه الله ، وهو مرب فاضل وفقيه وورع ، وبايع بعض الاخوة الشيخ عبد القادر عيسى وهو رجل تقوى وورع له كتاب ( حقائق من التصوف ) قرأته واستفدت منه ، رحمهم الله . 

ومن المربين العظام الذين بويعوا الشيخ أبو النصر خلف الحمصي وهو في عصره كالشيخ عبد القادر الجيلاني في عصره ، وخلفه ولده عبد الباسط فكان نعم المربي 

وبايع الأخوة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله ، وبيعتنا اليوم للدكتور محمد حكمت وليد حفظه المولى ووفقه لكل خير .

قال أحدهم : أنا بايعت مرتي ؟؟ وتنازلت لها عن الدرجة التي منحني الله إياها ( وللرجال عليهن درجة ) البقرة ٢٢٨

أي في الفضيلة والخلق والمنزلة والطاعة والانفاق 

قلت له : ألم تسمع حديث تعس عبد الدينارو الدرهم ... 

قال ياأخي أنا ضعيف والله يقول ( وخلق الإنسان ضعيفا ) النساء ٢٨ ، وربنا غفور رحيم يرحم ضعفنا ؟؟

إن التي بايعتها اسلمتها المعاش أول الشهر ، ولا أخالف لها أمر ، حتى في حلق اللحية ؟؟ 

تقول هي شوك فاحلقها ؟؟ 

إن عبست في وجهي هرت دموعي ، وإن صرخت في وجهي اسطكت ركبي واختلجت اضلاعي ،

 إنها الحاجة عيشة ، وأنا لم أقطع رأس القط من أول يوم ، نسيت بل عميت ؟؟ 

ألم تسمع شاعرنا جرير يقول : 

يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به 

          وهن أضعف خلق الله انسانا 

ألم يقل الخليفة العباسي العظيم وكانت الشمس لا تغيب عن مملكته هارون الرشيد : 

ملكَ الثلاثُ الآنساتُ عناني 

         وحللنَ من قلبيِّ أعز مكان 

مالي تطاوعني البرية كلها 

             واطيعهن وهنَّ في سلطاني 

ما ذاك إلا أن سلطان الهوى 

               وبه ملكنَ أعزّٓ من سلطاني 

ياقوم هاهو الشعب الاميريكي يكاد يولي عليه هيلاري كيلنتون ، والشعب الالماني قيادته لميركل ، فلا تلوموني إذا بايعت الحاجة عيشة فشخصيتها أقوى من شخصية الملكة زنوبيا وماري انطوانيت ، قولوا استنوق الجمل ؟؟

قولوا صرت عبد ام العبد ؟؟ 

لاعبد الجاهلية ؟؟ بل عبد مودرن ، عصري ،، وقديما قال الشاعر : 

ولو كان النساء كمن فقدنا  

               لفضلت النساء على الرجال 

لذلك أصر دي مستورا على أن يكون في وفد المعارضة تمثيل للنساء ، لأجل صاحبنا هذا ؟؟؟؟؟؟؟

ترحموا على الخنساء ، واذكروا بخير الملكة زنوبيا ، وترضوا عن نسيبة بنت كعب الأنصارية ، يقول عنها سيد الأبطال محمد عليه السلام : ما التفت يمنيا ولا شمالا إلا وأنا أراها تقاتل دوني 

ورضي الله عن صفية عمة النبي عليه السلام قتلت يهوديا بعمود الخيمة 

اللهم ارحم ضعفنا ، واجبر كسرنا 

وللكلام بقية لنضع الحروف مع النقاط ؟؟ 

والله أكبر والعاقبة للمتقين 

وفرجك ياقدير

وسوم: العدد 671