الإسلام أدب وذوق

الشيخ حسن عبد الحميد

همسة  ...

لما نزلت الآية ( ياأيها الذين آمنوا لاترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكن لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون ) ٢ الحجرات

لذا كان أبو بكر رضي الله عنه لا يكلم النبي عليه السلام إلا همسا ، قائلا والله لا أكلمك يارسول الله إلا همسا ،

وكثيرا ما يقول العظيم محمد عليه السلام للعظيم الصديق رضي الله عنه  ارفع صوتك ؟؟

الإسلام ليس غلاظة وخشونة ؟؟؟

المؤمن آلف مألوف ، ولا خير فيمن لايألف ولا يؤلف 

إذا ذكرت بالخطأ وهو رفع الصوت ، فلا تأخذك العزة بالاثم فتقول :

 أنا حر ؟؟؟

جلس هندي في الترام مقابل الأديب الكبير الشيخ علي الطنطاوي ومد رجله طويلا تكاد توضع في حضن الرجل الأديب فانزلها ،  غضب الهندي ؟؟ فقال : 

أنا هر ، أي حر ؟؟

أجاب الطنطاوي أنت هر ..

 أنا هرين ؟؟

إن المخطى ليس هر ، 

ولكنه كر ؟؟

أتدرون ما الكر ؟؟ 

هو بلغة العامة ولد الجحشة 

وللفائدة نقول لانسان : أنت جحش ، لاتعني أن له ذنبا وحوافر ، بل إنه عنيد ؟؟؟

لذا يقول له الراكب (شو ) بالحلبية ، 

و ( حا) بالشامية 

علما أن الجحش ولد البقر الوحشي . 

إن الإسلام يرفض الغلاظة في التعامل ، والفحش في القول ، والبذاءة في اللسان ؟؟

لذا المؤدب العظيم ابن هاشم عليه السلام لما ذكر المنافق قال :

( إذا خاصم فجر ) 

المسلم عف اللسان ، 

رقيق الحاشية ،

 لا يتلفظ بكلمات شنيعة فظيعة 

ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشّا ولا متفحشا ،

بل كان يقول عليه السلام :

( إن خياركم أحاسنكم اخلاقا ) البخاري .

( مامن شي أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق ، والله يبغض الفاحش البذي ) الترمذي عن أبي الدرداء عن المصفى عليه السلام

( إن من أحبكم إلي ، وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا ، وإن من أبغضكم إلي ، وأبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون ، قالوا يارسول الله : قد علمنا الثرثارين والمتشدقين فما المتفيهقون ؟؟

قال : المتكبرون ) رواه الترمذي 

( ألا أنبئكم بخياركم ؟؟ قالوا بلى ، قال : أحاسنكم أخلاقا ، وأطولكم أعمارا ) مجمع الزوائد 

واعلم أيها المسلم أن :

( تبسمك في وجه أخيك صدقة ) رواه الترمذي 

أخو البشر محبوب على حسن بشره 

      ولن يعدم البغضاء من كان عابسا

 نبينا عليه السلام أكثر الناس تبسما ، قالت عائشة رضي الله عنها تصف رسول الله :

( كان ألين الناس ، وأكرم الناس ، وكان رجلا من رجالكم ، إلا أنه كان ضحاكا بساما ) 

وعن أبي ذر رضي الله عنه ، عن المصطفى عليه السلام :

( لا تحقرن من المعروف شيئا ، 

ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق ) 

رواه الترمذي وصححه الالباني 

فالقسوة اسم من قسا القلب ، يقسو قسوة وقساوة وقساء :

 وهو غلظ القلب

قال ابن منظور ( القسوة في القلب ، ذهاب اللين والرحمة )

قال الجاحظ ( القساوة : خلق مركب من البغض والشجاعة والقساوة ) 

والغلظة هي اسم من غلظ يغلظ غلظا ، صار غليظا 

قال الشوكاني ( غلظ القلب : قساوته ، وقلة اشفاقه ، وعدم انفعاله للخير ) 

الابتسامة سنة نبوية ، 

ووسيلة دعوية ، 

ومفتاح للقلوب مع كل من تقابله وتدعوه ، 

وهي صدقة لا تكلف درهما ولا دينارا ؟؟

الإسلام أدب وذوق يارعاك الله قبل أن يكون جبة ومسبحة ؟؟

( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ، وجادلهم بالتي هي أحسن ) ١٢٥ النحل

( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة ) يوسف ١٠٨

وقال الله سبحانه لنبيه المصطفى عليه السلام :

( ولو كنت فظا غليظ القلب لا نفضوا من حولك ) النخل ١٢٥

هدانا الله وإياكم لحسن القول 

وحسن العمل 

ولله الأمر من قبل ومن بعد 

والله أكبر والعاقبة للمتقين 

وفرجك ياقدير

وسوم: العدد 671