حُبُّ عجيبٌ ملأ عليهم السمع والبصر والفؤاد !!!

 روى الترمذي عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة إضْحِيانٍ ـ أيْ: ليلة منيرة مضيئة صافية ـ وعليه حُلَّة حمراء، فجعلتُ أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى القمر، فإذا هو عندي أحسنُ من القمر ". 

 وروى الشيخان عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا يُؤمن أحدُكم حتى أكونَ أحبَّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين ". 

 وروى البخاري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: لأنت أحبُّ إليَّ من كل شيءٍ إلا نفسي التي بين جنبيَّ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لن يؤمنَ أحدُكم حتى أكونَ أحبَّ إليه من نفسه ". فقال عمر: والذي أنزل عليك الكتاب لأنتَ أحبُّ إليَّ من نفسي التي بين جنبيَّ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " الآن يا عمر ". 

 وقال علي رضي الله عنه في صفته صلى الله عليه وسلم" " من رآه بديهةً هابه، ومن خالطه معرفة أحبه ". 

 وذُكِر عن بعض الصحابة: أنه كان لا يَصْرف بصرَه عنه محبةً فيه.

 قال إسحاق التجيبي: كان أصحابُ النبي صلى الله عليه وسلم بعده لا يذكرونه إلا خشعوا واقشعرت جلودُهم، ومنهم من يبكي تهيُّباً وتوقيراً. 

 وكذلك كان حالُ بعض التابعين: منهم من كان يتأثر بذلك محبةً له وشوقاً إليه، ومنهم من يتأثر تهيُّباً وتوقيراً.

 وذكروا أن الزهري كان من أهنأ الناس وأفكَهِهم، فإذا ذُكر عنده النبي صلى الله عليه وسلم، فكأنه ما عرفك ولا عرفته؛ تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم.

 وكان جعفر بن محمد كثيرَ الدعابة والتبسُّم، فإذا ذُكِر عنده النبي صلى الله عليه وسلم اصْفرَّ وجْهُه.

 وكان الإمام مالك إذا ذُكر النبي صلى الله عليه وسلم يتغير لونه حتى يَصعُبَ ذلك على جلسائه.

 اللهم املأ قلوبنا بمحبتك ومحبة نبيك، واجعلنا لهديه متَّبعين، وعلى طريقه سائرين.

وسوم: العدد 714