قرأ قارئ

الشيخ حسن عبد الحميد

بسم الله الرحمن الرحيم 

إليكم بعد السلام عليكم مايلي :

١/ قرأ قارئ قوله تعالى ( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم  ) 

قرأها القارئ وأبدل ختامها بقوله : والله غفور رحيم ! فقال الأعرابي تلميذ سيبويه : هذا ليس قرآنا 

فتنبه القارئ وأعاد قراءة الآية مختومة والله عزيز حكيم  .

 أعجب الأصمعي بنباهة الأعرابي الذي فطن إلى الخطأ فسأله : يا أعرابي كيف عرفت ؟ 

قال الأعرابي : يا أصمعي عزّ فحكم فقطع ، ولو غفر ورحم لما قطع ؟ 

أجل عزّ فحكم ، ولا يحكم إلا القوي العزيز  .

٢/ قبل شهرين من رمضان كان الحبيب عليه الصلاة والسلام يدعو ؟ بماذا ؟ 

اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا اللهم رمضان  .

ونحن أحبابه نقول : أمين ، أمين 

قبل شهرين يسأل المصطفى عليه السلام ربه أن يبلغه هذا الشهر الفضيل ، هذا الضيف الكريم ، 

شهر التقوى والمغفرة والرحمة ، أبواب النار فيه مغلقة وأبواب الجنة مفتحة والشياطين مصفدة. 

أنا أحق الناس أن اقول اللهم بلغني رمضان فقد رأيت الموت عيانا قبل أسبوعين حين توقف القلب لساعة لكن الله سبحانه وتعالى أعطانا مهلة لنبلغ رمضان ، اللهم لك الحمد  . 

٣/ قال خال رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عن الخال : يارسول الله ادع الله لي أن أكون مستجاب الدعوة ، قال المصطفى عليه السلام : ياسعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة ، والذي نفس محمد بيده إن العبد ليقذف اللقمة الحرام في جوفه ما يُقبل منه عمل أربعين يوما ، وأيما عبد نبت لحمه من السُّحت والربا فالنار أولى به  ، رواه الطبراني في المعجم الاوسط  .

رأى أحد الناس رجلا صالحا فقال له شيخي ادع لي ، قال الرجل الصالح هل أنا بوسطجي عندك ! كُلْ حلالا وادع لنفسك . 

٤/ أراد مقبور تونس الذي نرجو الله أن يقال له يوم الدين ( خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه ، ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه ، إنه كان لا يؤمن بالله العظيم ) 

قرر أبو رغال تونس أن يصدر قرارا يمنع العمال فيه من الصيام لأن الصيام يضر بالاقتصاد التونسي ، وجيء بالعالم الشجاع الطاهر بن عاشور ليؤيد رغبة المجرم بورقيبة وأن يفتي بالإذاعة وعلى المنبر  ذلك  ، حضر الشيخ وقرأ آية الصيام ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام ... )  وقال بعدها : صدق الله وكذب بورقيبة ، وذهب المفتي العظيم والعالم الشجاع إلى السجن ، وذهب المقبور أبو رغال إلى لعنة الله  .

٥/ ماذا أعددت لرمضان ، شهر الرحمة والغفران ! 

هاهو بوق الخطر أي زمور الطوارئ يدوي أن استعدوا ! 

لما جاء الفيضان إلى مدينة الباب منذ أعوام ليست بعيدة وجرف نصف البلدة أو ربعها نادينا من مكبر جامع أبي بكر الصديق يا أهل الباب الفيضان قادم فاستعدوا ، وبعد نصف ساعة كانت المنشية بحرا يموج ، وحملت المياه دار فقير صالح ومعها ابنته ، قال المؤمن المحتسب وهو يرى ابنته خطفها السيل : بنيتي لا أملك لك من السيل شيئا سلمي لي على رسول الله صلى الله عليه وسلم .

 ولا تنسوا أن في حلب منطقة اسمها الفيض ، وفي مكة المكرمة شارع اسمه المسيال صار علو الماء يوما ما في المسجد الحرام مترين ، وطاف الصحابي الجليل رضي الله عنه ابن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما ، طاف رضي الله عنه حول الكعبة سابحا ، إنه عبد الله بن الزبير قتله الحجاج ظلما وعدوانا ثم صلبه شهرا عند المعلاة  . 

٦/  هيئ لرمضان همة عالية ونفسا تضع خوف يوم الدين بين عينيها ، ارجع الحقوق لأصحابها ، تب توبة نصوحة !!

يجب أن يكون في كل بيت مصحف مفسر ، أو شريط قرآن مسجل لمقرئ كالحذيفي إمام الحرم النبوي على ساكنها أفضل أعطر تحية وأرق سلام  .

على رب الأسرة ان يصطلح مع الله ويفكر في ظلمة القبر ، لا أن يملأ خزائن المطبخ بأطايب الطعام ، فرمضان شهر عبادة لا شهر موائد ، ان الذين فتحوا الدنيا كان طعامهم التمر والتمر فقط ، ماتوا ولم يعرفوا الخبز الأبيض رضي الله عنهم وأرضاهم  .

٧/ أخيرا إليكم بشرى يقدمها لكم شهر الغفران  :

جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : يارسول الله أرايت رجلا عمل الذنوب كلها أله توبة ! 

قال الحبيب صلوات الله عليه أأسلمت ؟ يعني تركت الذنوب فعلا ! قال : بلى  .

قال عليه السلام ودله على الطريق ، طريق التوبة : 

افعل الحسنات واترك السيئات يجعلها الله لك حسنات كلها ، قال الرجل : وغدراتي وفجراتي ، قال الحبيب نعم  .

فكبر الرجل ، ومازال يكبر حتى توارى .

يارمضان مرحبا بك ضيفا كريما عزيزا ، حللت أهلا ونزلت سهلا 

قولوا بصدق اللهم بلغنا رمضان ، وأكثروا فيه من تلاوة القرآن والصلاة على سيد الأنام عليه الصلاة والسلام  .

اقول هذا القول واستغفر الله

فرجك ياقدير  .

وسوم: العدد 720