أحكام التجويد

تقدمه :

 الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين . سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين .. اللهم ألهمنا الخير ، ووفقنا لعمل الخير ، واجعل عاقبة أمورنا إلى خير يا رب العالمين .

وبعد ..

 فالقرآن الكريم هو كلام رب العالمين ، أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين ، وجعله للبشرية جمعاء هداية ورحمة ومنهاجاً للحياة الدنيا والآخرة ، هو ربيع القلوب ، وقرة العيون ، وشفاء لأمراض النفوس ، من عمل به فاز بخير الدنيا والآخرة ، ومن عاش في ظلاله كسب راحة النفس وطمأنينة القلب ، يقول ربنا جل شأنه : ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب)1 .

لقد تربى أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم في مدرسة القرآن ، وكانوا يحرصون على حفظه وتلاوته والعمل بأوامره واجتناب نواهيه ، حتى صقلت نفوسهم ، وسمت أرواحهم ، وشفيت قلوبهم ، وتحقق لهم بذلك العزة والكرامة والنصر والتمكين في الأرض ، ثم جاءت بعد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أجيال وأجيال ، تابعت الطريق وتمسكت بكتاب الله جل وعلا ، فكانت لهم سعادة الدارين في الدنيا والآخرة ، وكان لهم النصر والغلبة والتمكين في الأرض .

ولقد أدرك أعداء الإسلام منذ بزوغ هذا النور المبين ، أن الخطر الحقيقي على كيانهم ووجودهم ، يكمن في هذا الدين ، وفي أبناء هذا الدين ، ولكن شريطة أن يتمسكوا بدينهم وقرآنهم .. لقد أدركوا أن الخطر الحقيقي يكمن في تمسك المسلمين بهذا القرآن الكريم الذي هو كلام الله ، والذي هو حبل الله المتين وهو منهج للبشرية جمعاء على مدار العصور والأزمان .. لذلك شنوا حربهم لإبعاد المسلمين عن دينهم ، وإبعادهم عن قرآنهم ، وإغراقهم بالأمور التافهة من أغاني فاجرة ، ومسلسلات سخيفة ، ودعايات وأقوال هزيلة ، تحط من كرامة الأمة ومن قوتها ومنعتها ، حتى ابتعد كثير من الناس عن دينهم وعن قرآنهم وانغمسوا في شهواتهم وقتلوا أوقاتهم وأعمارهم في توافه الأعمال وسفاسف الأمور ، حتى تحقق فيهم قول الله سبحانه وتعالى : { وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ..}(1).

أجل لقد أدرك أعداء الإسلام منذ فجر التاريخ وحتى يومنا هذا الخطر الكامن في هذا القرآن على حضارتهم ووجودهم وأن السبيل الوحيد لمحاربته أن يبعدوا تأثيره عن قلوب المسلمين وأن يصدوا الناس عن تلاوته وحفظه وسماعه والإقبال عليه ن يقول ربنا جل شأنه ( وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن وألغوا فيه لعلكم تغلبون )1 .

 ومن ناحية أخرى فقد حاول أعداء الإسلام ، على مر العصور والأزمان ، تشويه وتحريف هذا القرآن ، ولكن باءت كل محاولاتهم بالفشل والفشل الذريع ، ونسوا أن هذا القرآن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وأن الله سبحانه وتعالى قد تكفل بحفظه حتى قيام الساعة قال جل وعلا : { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون [M1] } (2).

ولقد كان هدفي من هذا البحث ،خدمة كتاب الله وذلك بإعطاء فكرة مبسطة عن أحكام القراءات وأحكام التجويد ، لكي يقبل النشء المسلم على كتاب الله بسهولة ويسر .

 وفي الختام أرجو أن أكون قد وفقت إلى نقل صورة كاملة مبسطة في علم التجويد وبعض الأمور التي تهم طلاب تعلم القرآن كما أرجو أن يكون عملي هذا خالصاً لوجه الله .. وأريد هنا أن أنوه إلى أن هذه الأبحاث في تجويد القرآن ، قد جمعتها من هنا وهناك ، وحاولت تبسيطها قدر الإمكان ، لتكون في متناول الجميع ، والفضل يعود إلى أهل الفضل من أصحاب التصانيف الأساسية في علم التجويد رحمهم الله و أجزل لهم المثوبة لما بذلوه في خدمة كتاب الله جل وعلا .

اللهم علمنا ما ينفعنا ، وأنفعنا بما علمتنا ، والحمد لله رب العالمين.

فضل قراءة القرآن

لقد جاء أمر الله جل وعلا لنبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم ، بقراءة القرآن مع الترتيل ، في أول ما أنزل عليه من القرآن ،يقول ربنا جل شأنه : { ورتل القرآن ترتيلا} (1).. فالقراءة مع الترتيل واجب شرعي أمرنا الله به ، ولقد نزل القرآن الكريم نبراساً وهداية للبشرية جمعاء يهديهم إلى طريق الحق .. ويرشدهم إلى الصراط المستقيم ويفتح أمامهم طريق الإيمان والهداية ..

يقول ربنا جل شأنه : { قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين .. يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ، ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ، ويهديهم إلى صراط مستقيم }(2) .. ولقد وردت آيات كثيرة في الحض على تلاوة القرآن وترتيله وتدبر آياته ومعانيه وتطبيق أوامره واجتناب نواهيه ، يقول : ربنا جل شأنه :{ فاقرءوا ما تيسر منه وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة)(3). وقوله تعالى : {واتلوا ما أوحي إليك من كتاب ربك }(4) . {الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به )(5) . ( إن هذا القران يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيراً)1 ، ( إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانيةً يرجون تجارةً لن تبور .. ليوفيهم أجورهم ويزدهم من فضله إنه غفورٌ شكور)2 وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها)3، وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الماهر بالقرآن مع السفرة البرره ، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران )4 ، وقال تعالى : ( إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة التي حرمها الله وله كل شي وأمرت أن أكون من المسلمين .. وأن أتلو القرآن ) 5 ، ولقد امتدح الله تعالى عباده المؤمنين الذين يتلون القرآن حق تلاوته فقال تعالى : ( الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ) 6

ومن أعرض عن هذا القرآن وابتعد عنه وخالف أوامره فإنه قد وقع في الخسران المبين في الدنيا والآخرة ،يقول ربنا جل شأنه : { ومن أعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ، ونحشره يوم القيمة أعمى}1 هذا وقد وردت في فضل تلاوة القرآن الكريم أحاديث كثيرة نذكر بعضها ذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ، عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيمة شفيعاً لأصحابه}2 .. وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : {الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة}3 ، وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول ( ألم ) حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف }4 .

يقول الإمام الشافعي رضي الله عنه : ( من تعلم القرآن عظمت قيمته ) ، وقال الإمام النووي رحمه الله : ( اعلم أن قراءة القرآن آكد الأذكار فينبغي المداومة عليها فلا يخلي عنها يوماً وليلة ) 1.. وروي عن الصحابي الجليل أبي سعيد الخدري أنه قال ( عليك بتقوى الله فإنه رأس كل شي وعليك بالجهاد فإنه رهبانية الإسلام وعليك بذكر الله وتلاوة القرآن فإنه روحك في أهل السماء وذكرك في أهل الأرض ) 2 .

فمنهم من كان يختم القرآن في شهر ومنهم من كان يختم القرآن في أسبوعين ومنهم في عشرة أيام ومنهم في أسبوع واحد ولكن في هذا المجال يجب أن كثرة القراءة يجب أن لا تعطل مصالح الناس في العمل والكسب والرزق وكذلك يجب أن لا تخرج عن كمال القراءة وحسن التلاوة وأداء أحكام التجويد والتركيز على فهم المعاني .

وهناك أحاديث كثيرة في فضل القرآن الكريم وفضل تلاوته وتدبر معانيه ، يضيق بنا المجال هنا لو أردنا سردها كلها ، لذا فقد اكتفيت بهذه الأحاديث السابقة تبسيطاً اختصاراً ، ولمن أراد المزيد فليرجع إلى كتب الحديث ففيها كثير من الأحاديث النبوية الشريفة في هذا المجال .

ومن جهة أخرى فلقد حثنا الرسول صلى الله عليه وسلم ، على تعلم القرآن وتعليمه للآخرين عن عثمان بن عفان رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { خيركم من تعلم القرآن وعلمه }1.. وفي رواية أخرى { أفضلكم من علم القرآن ثم علمه }2 ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله ، يتلون كتاب الله ، ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة ، وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده }3.

هذا وقد وردت أحاديث كثيرة في فضائل بعض سورة وآيات القرآن بشكل مخصوص وفي أوقات مخصوصة لما فيها من معاني الدعاء والعبرة والعظة ، ولكن لا يعني هذا أن نركز جل اهتمامنا أو كله على هذه السورة والآيات فحسب ، وندع باقي القرآن مهملاً مهجوراً ، وإنما يجب علينا أن نتعهد كتاب الله كله وأن نحاول قراءته وهمته بشكل كامل بين فترة وأخرى ، حتى لا نهجر القرآن وآياته وسوره فكله كلام الله وكل آية فيها من الأحكام والعظات والعبر ما فيها ، وفيما يلي نذكر فضائل بعض الآيات والسور الخاصة التي وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم ..

ولقد اعتاد السلف في عهد الصحابة ومن جاء بعدهم ، أن يكون لكل فرد مسلم حصة يومية يداوم عليها في سفره وحضره .

كلمة أخيرة أوجهها للأخوة الناشئين في رحاب الإيمان أناشدهم أن يتمسكوا بهذا القرآن تلاوةً وحفظاً وفهماً وأن يرعوا هذه النبتة الطيبة في نفوسهم وقلوبهم وذلك في مجتمع يعج بالمفاسد والتوافه ، أوصيهم ونفسي الخاطئة بالتمسك بهذا القرآن الكريم وأن يجعلوه ربيع قلوبهم وراحة أنفسهم بعيداً عن البرامج الإذاعية الماجنة أو البرامج التلفزيونية الفاجرة أو القنوات الفضائية الفاسدة التي تبث الفحش والفجور ليل نهار وبعيداً عن اتصالات الإنترنت والألعاب الإلكترونية التي هي مضيعة للوقت وقتل لحياة الإنسان وأن يركزوا جهدهم على النافع المفيد في هذه الحياة ليكونوا كما وصفهم الله تعالى خير أمة أخرجت للناس قال تعالى ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) .

 كما أن القُرّاء والحفاظ كانوا يقدمون جل الخدمات في سبيل تعليم الناشئة قراءة كتاب الله جل وعلا وحفظه وضبطه ، فلقد كان أبو عبد الرحمن السلمي أحد أئمة القراءة قد أخذ قراءة القرآن من عثمان وعلي وابن مسعود رضي الله عنهم ، ثم حط رحاله في مسجد الكوفة أربعين سنه ، يقرئ الناس ويعلمهم قراءة القرآن وضبطها ، وفقاً لما تعلمه من الصحابة رضوان الله عليهم ، هذا الإمام { أبو منصور الخياط } قد أقرأ عدداً كبيراً من الناس و تخرج على يديه عدد كبير من الحفظة والقُرّاء ، وكان يلقن العميان ويحفظهم كتاب الله ، وهناك العيد من القراءات والحفاظ من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم وحتى يومنا هذا يبذلون الجهود المضنية في سبيل تعليم هذا القرآن ونقله إلى الآخرين .

 وقبل أن أختم هذه التقدمة البسيطة أحببت أن أقدم الحديث التالي تتويجاً لفضائل تلاوة القرآن الكريم وحفظه ، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ، ريحها طيب وطعمها طيب ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة ، لا ريح لها وطعمها حلو ، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة .. ريحها طيب وطعمها مر ، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ، ليس لها ريح وطعمها مر }1.. فأدعوك يا أخي المؤمن أن تتعلم القرآن وتعلمه وأن تكون كالأترجه تنشر ريحها الطيب و تنفع الناس بطعمها .

 اللهم علمنا ما ينفعنا في الدنيا والآخرة وأنفعنا بما علمتنا إنك نعم المولى ونعم النصير .

آداب تلاوة القرآن

أولاً – الاستعاذة والبسملة :

يتوجب على قارئ القرآن عند بداية القراءة أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وذلك لقوله تعالى : { فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم }1 لأن موضوع القراءة هنا هو العبادة وطلب المثوبة ، والشيطان حريص على صرف المسلم عن هذه العبادة ، كما يستحب إتباع الاستعاذة بالبسملة تيمناً وتبركاً باسم الله جل وعلا ، وتنفيذاً لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم { كل أمر ذي بال لم يبدأ باسم الله فهو أبتر ..}2 أي ناقص ، ولكن في حالة بداية القراءة من أول السورة فيتوجب قراءة البسملة – عدا سورة برآءة – لأنها آية على رأي أكثر العلماء .

هذا وسيتم شرح أحكام الاستعاذة والبسملة بالتفصيل في مكان آخر إن شاء الله .

ثانياً: ألفهم والتدبر :

إن الهدف الأساسي من تلاوة القرآن فهم معانيه وأوامره ونواهيه والتدبر في معجزاته والتفقه في أحكامه ، يقول ربنا جل شأنه : { كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب }1 ، وقال تعالى : { أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ..}2 .

ثالثاً: الخشوع :

ومن آداب تلاوة القرآن الشعور بالخشوع والخضوع وتأثر القلب .. وأن يشعر القارئ بأنه بين يدي كلام الله وأنه في صلة مع الله سبحانه وتعالى ، يقول ربنا جل شأنه : { إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً}3 وقال تعالى :{ وإذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجداً وبكياً}4 ولقد وصف الله سبحانه وتعالى قوة تأثير هذا القرآن على النفوس والقلوب فقال تعالى : { لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله ..}5.

رابعاً - القراءة على طهارة :

يشترط لقارئ القرآن أن يكون طاهراً من الحدث الأكبر .. فلا يجوز للجنب والحائض والنفساء قراءة القرآن أو مس المصحف .. ولكن يجوز لهم قراءة القرآن على سبيل الذكر و الدعاء كأن يقول أحدهم { ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار}1 أو أن يقول : { رب ارحمها كما ربياني صغيراً ..}2 ، هذا من حيث القراءة أما من حيث مس المصحف فيجب إضافة إلى الطهارة من الحدث الأكبر أن يكون على وضوء ، وذلك على رأي أكثر العلماء ، لقوله عليه الصلاة والسلام :{ لا يمس القرآن إلا طاهر }3 ، ولقوله تعالى : { إنـه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون }4 .

خامساً - تحسين الصوت بالقرآن :

إن قراءة القرآن بصوت حسن يترك في النفس أكبر الأثر ويزيد في الخشوع والتدبر خاصة إذا اقترن ذلك مع فصاحة اللسان وضبط القراءة واتباع أحكام التلاوة ، ولقد أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك .. فعن أبي لبابة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { من لم يتغن بالقرآن [M2] فليس منا..} 1 وعن البرآء بن عازب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { زينوا القرآن بأصواتكم } 2 .

 قال الإمام النووي رحمه الله : { لقد أجمع العلماء رضي الله عنهم من السلف والخلف من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من علماء المسلمين على استحباب تحسين الصوت بالقرآن ما لم يخرج عن حد القراءة ..)

وبذلك يجب لفت الانتباه إلى أن تحسين الصوت المطلوب هو تحسين الصوت وتحزينه وترقيقه بقصد التأثر والخشوع والتأثير على الآخرين ممن يستمع للتلاوة .. أما تلك الدعوات الباطلة التي تدعوا إلى تلحين القرآن وفق ألحان موسيقية معينة تشابه أغاني العشاق والماجنين أو تشابه ترانيم الكنائس والصوامع والأديرة والبِيع أو ترتبط بالمعازف وآلات الطرب فهذا محرم بإجماع علماء الأمة قديمهم وحديثهم ، فيرجى الانتباه إلى تلك الدعوات المغرضة الضالة المضلة .

سادساً - الإنصات وحسن الاستماع :

وإذا سمع المسلم قارئاً يقرأ القرآن بصوت واضح جلي سواء كان ذلك في مجموعة من الناس أو من المذياع أو آلة التسجيل فيجب عليه أن ينصت إلى هذه القراءة ، ويحاول التدبر في معاني آيات هذا القرآن العظيم يقول : ربنا جل وعلا { وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون} 1 وقال تعالى أيضاً في صفة المؤمنين الصالحين : { وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق } 2 .

الـقــراءات

هناك عشر قراءات صحت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، نجملها بما يلي :

1 – قراءة نافع المدني .. ويرويها عنه ورش وقالون ، ورواية ورش عن نافع المدني هي الدارجة أكثر …

2-              قراءة عاصم بن أبي النجود.. ويرويها عنه حفص وأبو بكر بن عياش وقراءة حفص عن عاصم هي الدارجة أكثر ..

3-               قراءة عبد الله ابن كثير .. ويرويها عنه البزي وقنبل ..

4-              قراءة عبد الله ابن عامر .. ويرويها عنه هشام وابن ذكوان ..

5-               قراءة أبي عمر بن العلاء .. ويرويها عنه الدوري والسوسي.

6-              قراءة علـي بن حمزة الكسائي .. ويرويها عنه أبو الحارث ودوري .

7-              قراءة حمزة بن حبيب الزيات .. ويرويها عنه خلاد وخلاف ..

8-              قراءة أبي جعفر .. ويرويها عنه وردان وابن جماز ..

9-              قراءة يعقوب الحضرمي .. ويرويها عنه رويس وروح ..

10-         قراءة خلف في اختياره .. ويرويها عنه إسحاق الوراق وإدريس الحداد .

والرواية التي يقرأ بها عامة أهل المشرق هي رواية حفص عن عاصم بن أبي النجود، والرواية التي يقرأ بها عامة أهل المغرب رواية ورش عن نافع أو رواية قالون عن نافع .

وفي بعض أقـطار أفريقيا يقرؤون بقراءة عبد الله بن عامـر أو بقراءة أبي عمرو ابن العلاء ..

ولسوف نخصص هذه الرسالة في علم تجويد القرآن على قراءة حفص عن عاصم بن أبي النجود فقط لانتشارها في العديد من الأقطار الإسلامية ومن أراد المزيد عن القراءات الأخرى فليرجع إلى أمهات كتب التجويد ..

**********************

ترجمة عاصم بن أبي النجود

 هو عاصم بن أبي النجود الأسدي ، أحد التابعين من الدرجة الثالثـة .. قرأ القرآن على أبي عبد الرحمن السلمـي وزر بن حبيش .. وأبي عمرو الشيباني رضي الله عنهم وأخذ عنه كثير من القراء والعلماء أمثال … عطاء بن أبي رباح وحماد بن سلمه وسهل بن شعيب وشيبان بن معاوية والضحاك بن ميمون وسليمان الأعمش وحماد بن شعيب وحفص بن سليمان والخليل ابن أحمد والثوري وشعبه وسفيان بن عيينه وغيرهم كثير…

أخذ عاصم القراءة من طريقين :-

الطريق الأول : عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن ربه .

الطريق الثاني : عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن ربه .

 انتهت إليه أمامة القراءة في الكوفة بعد شيخة أبي عبد الرحمن وتوارد إليه الناس يأخذون عنه القراءة وقد أثنى عليه أئمة الجرح والتعديل وشهد له علماء الأمة في ذلك الزمان ، يقول فيه الإمام أحمد بن حنبل : { رجل صالح خير ثقة }..

كان عاصم رجلاً ذا نسك وأدب وفصاحة وبلاغة وصوت حسن .. وكان فصيحاً إذا تكلم يدخله الخيلاء لشدة فصاحته .. توفي رحمه الله سنة عشرين ومائة للهجرة .

********************

ترجمة حفص بن سليمان

حفص بن سليمان .. أبو عمرو الدوري الأسدي .. الإمام المقرئ تلميذ عاصم وربيبه ولد حفص سنة تسعين للهجرة .. ومات سنة ثمانين ومائة للهجرة .. روى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ عنه القراءة كثير من القراء .

مكانته في القراءة :

هو أحد اثنين ممن رووا قراءة عاصم ونقلوها إلى الناس وقد اختار الذهبي الحروف التي قرأ بها حفص بن سليمان على عاصم .. كان رحمه الله قد نزل ببغداد بعد الكوفة وأقرأ فيها زمناً ثم جاور بمكة حرسها الله وأقرأ بها .. أما رأي العلماء في رواية حفص فقد أثنى عليه كثير من العلماء مثل الذهبي وغيره قال الذهبي في رواية حفص فقال الذهبي { كان الأولون يعدون حفص فوق أبي بكر بن عياش ويصفونه بالضبط }.

روي عنه إنه قال : قلت لعاصم ، أبو بكر يخالفني في القراءة .. فقال : أقرأتك كما أقرأني أبو عبد الرحمن السلمي عن على بن أبي طالب .. وأقرأته كما أقرأني زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود .

خلاصة قول العلماء فيه :

 إنه رحمه الله في القراءة ثقة ثبت ضابط بخلاف حاله في الحديث توفي رحمه الله سنة ثمانين ومائة للهجرة على خلاف بين المؤرخين في ذلك ..

ملاحظة : ذكر بعض العلماء أن عاصم ابن أبي النجود قد قرأ القرآن على أبي عبد الرحمن عبد الله ابن حبيب السلمي عن عثمان ابن عفان وعلي ابن طالب و زيد ابن ثابت وأبي بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه و سلم .

***********

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الــتــجــــويد

التجويد لغة : التحسين والتكميل .

التجويد اصطلاحاً : إعطاء الحروف حقها من الصفات وذلك في حالة الإفراد والتركيب .

ففي حالة الإفراد يختص علم التجويد بتحديد مخارج الحروف وصفات الحروف .. وفي حالة التركيب دراسة أحكام الإدغام والإظهار والترقيق والتفخيم والمدود وغير ذلك .

الغاية من علم التجويد :

 إتقان قراءة القرآن بالنطق بحروفه فصيحة صحيحة مكتملة الأحكام والصفات من غير زيادة ولا نقصان ولا تعسف ولا تكلف .

حكم القراءة وفق أحكام التجويد :

 حكم القراءة وفق أحكام التجويد واجب شرعاً ذلك لأن القرآن نزل مجوداً وقرأه الرسول على جبريل كذلك وأقرأه الصحابة فهو سنة نبوية متواترة .. ومن أدلتهم على ذلك قوله تعالى :{ ورتل القرآن ترتيلا }[1] وقوله تعالى أيضاً :{ الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته }1 يقول الإمام ابن الجزري في أرجوزته في علم التجويد :

والأخذ بالتجويد حتم لازم من لم يجود القرآن آثم

لأنه به الإلــــه أنزلا  وهكذا منه إلينا وصـلا

وخلاصة قول العلماء في حكم التجويد :

1 – التجويد الواجب : وهو التجويد الطبيعي وهو ما يتوقف عليه صحة النطق بالحرف مثل معرفة مخارج الحروف و إتقان الصفات و معرفة المدود الواجبة و مواضع الوقوف اللازمة و الممنوعة و القبيحة .

2- التجويد غير الواجب على عامة الناس : وهو ما يتعلق ببلوغ غاية الإتقان في النطق بالحرف وذلك بمراعاة دقائق الصفات التي لا يتوقف عليها صحة النطق كضبط مقدار المدود بالحركات أو الغنة في النون والميم المشددتين وغير ذلك ..

أنواع القراءات

تتعلق أنواع القراءة بمقدار السرعة فيها وتنقسم إلى ثلاث أقسام : { التحقيق والحدر والتوسط …. }

1-    التحقيق :

 ويطلق عليه أحياناً الترتيل ، وأصله المبالغة في الإيتاء بالشيء حتى تبلغ اليقين في معناه وتؤديه على حقه من غير زيادة ولا نقصان ، والمراد به في التجويد التأني في القراءة وإشباع المدود ، وتوفية الغنات ، وتحقيق الهمزات ، وإتمام الحركات وتبيين الحروف وتحقيق مخارجها كل ذلك بتأنِ وتمهل ، والحقيقة أن سرعة القراءة هي التي تحدد نوع القراءة وفي التحقيق تكون القراءة بطيئة جداً ، والتحقيق هو قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وبه وصفت كما ورد عن أم سلمه رضي الله عنها أنها سئلت عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هـي تنعتها: { قراءة مفسرة حرفاً حرفاً } وكما روي عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ السورة حتى تكون أطول من أطول منها } ، وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : { لا تهذوه هذو الشعر ، ولا تنثروه نثر الدقل ، وقفوا عند عجائبه ، وحركوا به القلوب ، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة } .

2-    الحدر:

 وأصله الإسراع والهبوط ، والمراد به في التجويد إدراج القراءة والإسراع بها بتخفيف مقادير الأحكام واختصارها بالقصر والاختلاس ، والتسكين وتخفيف مقادير الهمز والمدود الجائزة وغير ذلك مما تصح معه القراءة وفق أحكام التجويد ، ويعتبر الحدر أسرع القراءات وأخفها .

3- التوسط :

 ويسمى أحياناً بالتدوير ، وهو وسط بين التحقيق والحدر وهو اختيار أكثر أهل القراءة .

أي الأنواع أفضل :- قال بعض العلماء : التحقيق أفضل القراءات لأنه يساعد على فهم المعاني والتدبر فيها و التفكير في أسرارها وذلك هو المقصد الأساسي من القراءة يقول ربنا جل شأنه : {وقرآناً فرقناه لتقرأه على الناس على مكث }1 وقال تعالى أيضاً : {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليذكر أولو الألباب }2 وهذا هو اختيار معظم الصحابة رضوان الله عليهم ، وقال بعض العلماء الآخرين : الحدر دون الإخلال بأحكام التجويد أفضل لأن القارئ يتمكن من الإكثار من الآيات المقروءة ، والمرور على معظم آيات القرآن بفترة أقل ، وقد صح الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بان كل حرف بحسنة والحسنة بعشر أمثالها. -         وقال الإمام ابن القيم {الصواب في المسألة أن يقال أن ثواب قراءة الترتيل والتدبر أجل وأرفع قدراً وثواب كثرة القراءة أكثر عدداً فالأول كمن تصدق بجوهرة عظيمة والثاني كمن تصدق بعدد كبير من الدراهم . -         وخلاصة القول ، بأن التوسط الذي يجمع بين محاسن الطرفين من حيث كثرة القراءة وفهم المعاني والتفكر في أسرارها هو الأفضل والله أعلم .   *******************                   الإستعاذة والبسملة

الإستعاذة :

 وتجب شرعاً عند الشروع بالقراءة بدليل قوله تعالى : { فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم }1 وصيغة الإستعاذة { أعوذ بالله من الشيطان الرجيم } كما نصت على ذلك الآية السابقة ، وهناك صيغة أخرى واردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم رواها أبو سعيد الخدري رضي الله عنه وهي { أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم }2 وفي بعض الروايات { أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفثه ونفخه }3 ولا خلاف أن الإستعاذة بصيغتها هذه ليست آية من القرآن.

البسملة :

وهي مشروعة عند البدء بكل أمر مهم ، ومن خير الأمور قراءة القرآن وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه قـال : { كل أمر ذي بال لم يبدأ باسم الله فهو أبتر}4 وفي رواية { كل أمر ذي بال لا يبدأ باسم الله الرحمن الرحيم فهو اقطع } .. ولا خلاف بأنها آية من القرآن الكريم وردت في سورة النحل بقوله تعالى : { إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم }1 ، واختلف العلماء هل هي آية ببداية كل سورة أو هي ببداية سورة الفاتحة أو هي فقط آية من سورة النحل ، ولا مجال هنا للخوض في الخلافات والتفصيلات ولكن المهم أن ننقل مذهب عاصم بن أبي النجود فيها ، يقول عاصم : { إنها آية من الفاتحة ومن كل سورة إلا برآءه ، ويفصل بها بين السور ، ولا تقرأ بين الأنفال و برآءة} وبهذا قال الصحابة أبو هريرة وابن عمر وابن عباس وكذلك ما روي عن الخلفاء الأربعة ، وبه قال أحمد والشافعي ، وقراءتها في بداية كل سورة مطلوبة شرعاً أما الابتداء بقراءتها في أوائل الأجزاء وأواسط السور فبالاختيار .

الربط بين الإستعاذة والبسملة والسورة :

 للاستعاذة والبسملة مع القراءة أربعة أوجه نوجزها فيما يلي :-

الوجه الأول :

 فصل الجميع أي فصل الإستعاذة عن البسملة وفصل البسملة عن بداية السورة ويكون الفصل بنفس تام سواء أكانت القراءة من أول السورة أم من غير أولها مثال : { أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. بسم الله الرحمن الرحيم .. آلم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين } .

 الوجه الثاني :

 وصل الجميع ، أي وصل الإستعاذة بالبسملة و وصل البسملة ببداية القراءة دون أي انقطاع في النفس مثال :

{ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم آلم ذلك الكتاب لا ريب فيه } .

الوجه الثالث :

 فصل الإستعاذة عن البسملة و وصل البسملة بالقراءة مثال : { أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. بسم الله الرحمن الرحيم يسألونك عن الأنفال ).

 الوجه الرابع :

 وصل الإستعاذة بالبسملة والوقف ثم البدء بالقراءة مثال :

{ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم .. كهيعص.. ذكر رحمة ربك عبده زكريا } .

 

حكم الإستعاذة والبسملة مجتمعين :

1-} إذا كان البدء بالقراءة من أول السورة فلا بد من الإستعاذة والبسملة معاً إلا في سورة برآءة فيكتفي بالاستعاذة .

2-} إذا كان البدء بالقراءة من موضع غير أول السورة فتجب الإستعاذة ولا تجب البسملة بل تجوز جوازاً .

3-} عند الانتقال من سورة إلى أول سورة أخرى سواء أتم القارئ السورة الأولى أم لم يتمها فتكفي البسملة هذا إذا كانت القراءة متصلة لم يعترضها عارض خارجي ، ولا يعتبر تصحيح المستمع ولا سؤال القارئ عن حكم من أحكام التلاوة أو معنى من معاني الآيات عارض خارجي .

4-} إذا أراد القارئ أن ينتقل من سورة إلى أخرى ليس من أولها فلا حاجة إلى الإستعاذة والبسملة بشرط أن لا يكون هناك عارض خارجي .

الربط بين نهاية السورة والبسملة وبداية السورة التالية :

1-} فصل الجميع أي الفصل بين نهاية السورة والبسملة وبين البسملة وبداية السورة التالية وهذا جائز مثال نهاية سورة البقرة ثم البسملة ثم بداية سورة آل عمران ( أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين .. بسم الله الرحمن الرحيم .. ألم الله لا إله إلا هو الحي القيوم ).

2-} وصل الجميع أي وصل نهاية السورة بالبسملة و وصل البسملة ببداية السورة التالية وهذا جائز مثال نهاية سورة آل عمران ثم وصلها بالبسملة ثم وصلها ببداية سورة النساء .. (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون .. بسم الله الرحمن الرحيم .. يا أيها الناس اتقوا ربكم .. )

3-} فصل آخر السورة عند البسملة و وصل البسملة مع بداية السورة التالية وهذا جائز مثال نهاية سورة النساء ثم التوقف ثم البسملة موصولة مع بداية سورة المائدة ..( يبين الله لكم أن تضلوا والله بكل شئٍ عليم .. بسم الله الرحمن الرحيم .. يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود .. ) .

4-} وصل نهاية السورة بالبسملة وفصل البسملة عن بداية السورة التالية وهذا غير جائز مثال وصل نهاية سورة هود بالبسملة ثم التوقف ثم البداية بسورة يوسف .. ( فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافلٍ عما تعملون .. بسم الله الرحمن الرحيم .. ألر تلك آيات الكتاب المبين ).

وفي هذه الحالة إذا وقف القارئ على البسملة لضرورة فيجب إعادتها ووصلها مع بداية السور .

ملا حظة :

 لا يصح البداية بالبسملة عند قراءة سورة برآءه من أولها ويكتفي بالاستعاذة ذلك لأن بداية سورة برآءة تشير إلى البرآءة و الغضب من الله عز وجل على المشتركين ولا يستوي الغضب في بداية السورة مع الرحمة التي في البسملة , أما إذا كان البدء من وسط سورة برآءة فلا حرج من الإستعاذة والبسملة كما فصل سابقاً .

مخارج الحروف

الحرف : هو الصوت المعتمد على مخرج محقق بصفة محققه ومخرج الحرف هو موضع خروجه داخل الفم .

والحروف في اللغة العربية ثمانية وعشرون حرفاً وقيل تسعة وعشرون حرفاً في اعتبار الألف حرفاً غير الهمزة و تنقسم مخارج الحروف إلى خمسة مخارج رئيسية تتفرع إلى سبعة عشر مخرجاً وذلك حسب اختيار الإمام ابن الجزري وحسب قول الخليل ابن أحمد الفراهيدي رحمهم الله وهذه المخارج هي :-

أولاً الجوف :

 ويراد به الفراغ الممتد مما وراء الحلق ، وتخرج منه أحرف المدود { أحرف العلة } وهي الألف الساكنة إذا سبقها حرف منصوب و الواو الساكنة إذا سبقها حرف مرفوع والياء الساكنة إذا سبقها حرف مجرور وتخرج هذا الأحرف ابتداءً بالنفس الصادر من وراء الحلق وانتهاءً عند انقطاع الصوت .

ثانياً الحلق :

وفيه ثلاث مخارج فرعيه :-

1-              أقصى الحلق : وتخرج منه { الهمزة والهاء }..

2-           وسط الحلق : وتخرج منه { العين والحاء } ..

3-          أدنى الحلق : وتخرج منه { الغين والخاء } ..

ثالثاً اللسان :

 وهو أهم مخرج للحروف على الإطلاق لذلك تطلق عادة كلمة اللسان على اللغة أو الكلام بشكل عام يقول تعالى : { لسان عربي مبين }وفيه عشرة مخارج فرعية والمخارج الفرعية هي :

1-         أقصى اللسان عند اللهاة وهو مخرج { القاف }..

2-      أقصى اللسان ولكن أدنى إلى جهة الفم من مخرج القاف وهو مخرج { الكاف }..

3-      وسط اللسان مع الفك العلوي وهو مخرج { الجيم والشين والياء }..

4-      حافة اللسان من أحد الجانبين مع ما يليه من الأضراس وهو مخرج { الضاد } ، ويجب إلصاق حافة اللسان مع طرف الأضراس المطبقة حتى يتم الانتهاء من النطق بالحرف كاملاً وذلك لئلا تحدث القلقلة لهذا الحرف ، لأن الضاد ليس من أحرف القلقلة والقلقلة فيه غير جائزة ..

5-      حافتا اللسان الأماميتان { مقدمة اللسان } مع إلصاقها بأصول الثنايا والرباعيتين والضاحكتين والأنياب العليا وهو أوسع المخارج ، وهو مخرج { اللام }..

6-      طرف اللسان الأمامي مع أصول الثنايا العليا ومنه تخرج { النون } ..

7-      طرف اللسان الأمامي مع أصول الثنايا العليا ولكن بغير إلتصاق تام ، ويكون أقرب إلى ظهر اللسان من مخرج النون ومنه تخرج { الراء }..

8-     ظهر اللسان مع إلتصاقـه بأصول الثنايا العليا وهو مخرج { الطاء والدال والتاء }..

9-              ظهر اللسان مع إلتصاقه برؤوس الثنايا العليا حيث يتم إخراج اللسان قليلاً خارج الأسنان وهو مخرج { الظاء والذال والثاء}.

10-          رأس اللسان مع الاقتراب من الثنايا من الخلف بغير إلتصاق وهنا يلاحظ بقاء الفم مفتوحاً قليلاً أثناء النطق بالحرف ومنه تخرج الأحرف الصفيرية { الصاد والزاي والسين }..

رابعاً الشفتان :-

 وفيها مخرجان فرعيان :

1-  بطن الشفة السفلي مع إلتصاقه برؤوس الثنايا العليا ومنه تخرج { الفاء }.

2-  ما بين الشفتين وتخرج منه { الواو } بغير انطباق وأيضاً يخرج منه { الباء والميم } مع الانطباق .

خامساً التجويف الأنفي :

 وهو أقصى الأنف من الداخل وهو مخرج الغنة .. واختلف العلماء بالغنة هل هي حرف أو صفة قال بعضهم هي حرف من الحروف الفرعية وسموها النون الخفية وقال البعض الآخر وهو الأصح بل هي من الصفات وإنما ذكرت في باب مخارج الحروف لأنها انفردت عن بقية الصفات بأن لها مخرجاً غير مخرج موصوفها ، وتلحق الغنة النون والميم في حالتي الإخفاء و الإدغام أو إذا كانتا مشددتين .

والشكل التالي يمثل مخططاً توضيحياً لمخارج الحروف كما هي في موجود داخل فم الإنسان .

صفات الحروف

نلاحظ أن الهواء الخارج من الرئة ، إن خرج بطبعه من غير أن يسمع سمي نفساً ، وإن خرج بالإرادة وعرض له تموج مسموع باحتكاكه بالأوتار الصوتية في الحلق سمي صوتاً وإن اعتمد هذا الصوت على حيز محدد تولد الحرف …

وصفات الحروف هي ما يعرض لهذا الحرف من كيفيات في اعتماده على هذا الحيز الذي يسمى مخرج الحرف .. فبالمخرج إذاً تعرف ماهية الحرف ويتحدد شكله وموضع خروجه ، وبالصفة يحصل التمييز بين الحروف التي يتحدد مخرجها أو يتقارب وصفات الحروف كثيرة اقتصر الإمام ابن الجزري رحمه الله على أشهرها وهي سبعة عشر صفه :-

أ. صفات لها أضداد وهي :

 

1-  صفة الجهر وضدها الهمس .

2-  صفة الشدة و ضدها الرخــاوة .

3-  صفة الإستعلاء وضدها الاستفال .

4-  صفة الإطباق وضدها الانفتاح .

5-  صفة الإصمات وضـدها الإذلاق .

ب . صفات ليس لها ضد وعددها سبعة وهي :

1- صفة الصفير . 2- صفة القلقلــة .

3- صفة اللين . 4- صفة الإنحراف.

5- صفة التكرير . 6- صفة الـتـفشي.

7- صفة الاستطالة .

 وسنناقش كل صفة من هذه الصفات على حده .

1-الهمس:

 لغة ً: الخفاء ، واصطلاحاً : جريان النفس عند النطق بالحرف وذلك لضعف اعتماده على مخرجه وحروفه عشرة جمعها ابن الجزري في قوله { فحثه شخص سكت }، وتظهر صفة الهمس واضحة جليه عند النطق بأحد حروف الهمس ساكناً مثل { ذلك .. يلهث.. رؤوف ..} .

2-الجهر:

 لغة : الإظهار والإعلان ، واصطلاحاً : انحباس النفس عند النطق بالحرف وذلك لقوته وقوة اعتماده على مخرجه .. وحروفه جميع الحروف ما عدا حروف الهمس مثال : { عليم .. بصير .. البارئ … }

3-الشده :

 لغةً : القوة ، واصطلاحاً : انحباس جريان الصوت عند النطق بالحرف وذلك لقوة اعتماده على مخرجه ، وحروفه ثمانية مجموعه في قوله : { أجد قط بكت } ، ويظهر ذلك بشكل أوضح عند النطق بأحد حروف الشدة ساكناً مثل : { تبت يدا أبي لهب وتب .. الحق }..

4- الرخاوة :

 لغةً : اللين ، واصطلاحاً : جريان الصوت مع الحرف لضعف اعتماده على مخرجه وحروفها جميع الحروف ما عدا حروف الشدة .. وهناك وصف بين الشدة والرخاوة تذكر معها يدعى التوسط ويسميه البعض البينية وحروفها خمسة مجموعة في قولك : { لن عمر } .

5-الإستعلاء :

 لغةً : الارتفاع ، و اصطلاحاً : ارتفاع المخرج عند النطق بالحرف ، وقال بعضهم ارتفاع اللسان إلى الفك العلوي ، وهذا التعريف الثاني لا يشمل الغين والخاء لأنهما تخرجان من الحلق وهما مستعليان ، وحروف الإستعلاء مجموع في قولك :{ خص ضغط قظ } ..

 وهذه الحروف يجب تفخيمها عند النطق بها إلا أن القاف تكون أكثر تفخيماً عند ما تكون مكسورة وأما إذا كسرت بقية الأحرف فيكون تفخيمها أقل مما إذا كانت مفتوحة أو مضمومة أو ساكنه.

ملاحظة :

1-  إن الصاد والضاد والطاء والظاء والقاف هي أحرف إخفاء وأحرف استعلاء بنفس الوقت لذلك فان الغنة الناتجة عن الإخفاء تكون مفخمة …

2-   بقية الأحرف كلها مرققه عدا اللام والراء وألف المد فلها أحكام خاصة كما سنرى فيما بعد ..

6-الاستفال :

لغةً : الانخفاض ، واصطلاحاً : انخفاض المخرج أو انخفاض اللسان إلى الفك السفلي عند النطق بالحرف وحروفه اثنان وعشرون حرفاً وهي ما عدا حروف الإستعلاء ، وحروف الاستفال كلها مرققة عدا ( اللام والراء وألف المد ) فلها أحكام خاصة كما سنرى ذلك بالتفصيل فيما بعد .

7-الإطباق :

لغة ً : الإلصاق ، واصطلاحاً : إلصاق اللسان على ما يحاذيه من الفك الأعلى وحروفه أربعة هي : ( الصاد والضاد والطاء والظاء ) ..

8- الإنفتاح :

 لغة ً : الافتراق ، واصطلاحاً : افتراق المخرج عما يحاذيه من الفك الأعلى حتى يخرج الهواء من بينهما وحروفه أربعة وعشرون وهي جميع الحروف ما عدا حروف الإطباق .

9- الإذلاق :

 في اللغة : الحدة والطلاقة ، وفي الاصطلاح : خروج الحرف من طرف اللسان بسهولة و يسر وحروفه ستة مجموعة في قوله : { فر من لب } .

10- الإصمات :

 لغةً : المنع ، واصطلاحاً : خروج الحرف بجهد لوجود الممانعة وحروف الإصمات اثنان وعشرون حرفاً وهي عدا أحرف الإذلاق … ولسهولة النطق في اللغة العربية يجب أن تحتوي كل كلمة أصلية مكونة من أربع أحرف أو أكثر على حرف واحد على الأقل من أحرف الإذلاق وإلا كانت أعجمية ..

الصفات التي ليس لها ضد

1-الصفير :

 لغة : صوت من الأصوات ، واصطلاحاً : صوت زائد يخرج بين النفس يصحب الصاد ، والزاي والسين عند النطق بها ، وهي أقوى في الصاد بسبب استعلائها وإطباقها ثم في الزاي بسبب الجهر الذي فيها وهو في السين أضعف لأنها أحد أحرف الهمس ..

2-القلقلة :

 لغةً : الحركة و الاضطراب ، واصطلاحاً : تحريك المخرج عند النطق بالحرف فيضطرب حتى تسمع له نبرة قوية وذلك عند النطق بأحد حروف القلقلة من شدة الصوت الصاعد بها، وتتصف أحرف القلقلة بالشدة والجهر - أنظر الجدول - فالشدة تحصر صوت الحرف لشدة ضغطه في المخرج ، والجهر يمنع جريان النفس عند انفتاح المخرج فيلتصق المخرج أولاً إلتصاقاً محكماً حتى يقوى الصوت الحادث عند انفتاحه ، وحروف القلقلة خمسة مجموعة بقوله : { قطب جد } .

 

ملاحظات :

1-                  إذا كان حرف القلقلة ساكناً في وسط القراءة سميت قلقلة صغرى وإذا كان حرف القلقلة ساكناً في آخر الكلام – أي عند الوقوف علي حرف القلقة – سميت قلقلة كبرى ..

2-                  يستحسن أن تكون القلقلة في { الباء و الجيم والدال }ممالة نحو الكسر ..

3-                  وفي { القاف والطاء } ممالة نحو الفتح أو الضم لأن الكسر يخفف من تفخيم الأحرف المفخمة ..

3-      اللين :

 لغةً : ضد الخشونة ، واصطلاحاً : إخراج الحرف بدون كلفة على المخرج ، وتكون في حرفين هما : { الواو والياء } إذا سكنا و فتح ما قبلهما ، فهما في هذه الحالة حرفاً لين من غير مد عند الوصل فان عرض السكون بعدها في الوقف وقع المد بمقدار حركتين كما سنرى ذلك مفصلاً في بحث المدود .

4-الإنحراف:

 لغةً : الميل والعدول ، واصطلاحاً : ميل الحرف بعد خروجه من مخرجه إلى مخرج آخر وهو صفة لحرفين ( اللام والراء ) أما اللام ففيها انحراف إلى ناحية طرف اللسان وأما الراء ففيها انحراف إلى ناحية ظهر اللسان وميل أقل منه إلى مخرج اللام لذا ينطق بها اللثغ أو الصبي لاماً أو ياءً ..

5-التكرير :

 لغةً : إعادة الشيء ، واصطلاحاً : ارتعاد طرف اللسان عند النطق بالحرف وهو صفة لازمة لحرف ( الراء ) ، والمراد بذكر هذه الصفة اجتنابها والتحرز منها حيث ينبغي للقارئ أن يلصق لسانه لصقاً محكماً بالفك العلوي عند النطق بالراء حتى لا يحصل التكرير ، ولا يحصل ارتعاد اللسان إلا مرةً واحدة ارتعاداً لطيفاً ، ويجب التأكيد على عدم ارتعاد اللسان أكثر من مرة واحدة بصورة خاصة في الراء المشددة أو الراء الساكنة .

6-  التفشي :

 لغةً : الإنتشار والاتساع ، واصطلاحاً : انتشار الهواء بين اللسان والفك العلوي وانبساطه في الفم عند النطق بحرف {الشين} حتى يتصل بمخرج الظاء ، وهذه الصفة واضحة في حرف {الشين } وقيل موجودة بشكل قليل في حروف الفاء والثاء والصاد والزاي والسين ولكن بشكل أقل مما هي في حالة حرف {الشين} .

7-الاستطالة :

لغة ً: الامتداد أو البعد في المسافة ، واصطلاحاً : امتداد الصوت من أول حافة اللسان إلى آخرها وأول الحافة مما يلي الحلق ويحاذي الوسط بُعيد مخرج الياء وآخرها ما يحاذي آخر الطواحين ، وهذه الصفة لازمة لحرف { الضاد } فقط .

الصفات القوية :

وهي : { الجهر – الشدة – الإستعلاء – الإطباق –الإصمات – الصفير – القلقلة – الإنحراف – التكرير - التفشي – الاستطالة - الغنة ).

الصفات الضعيفة :

وهي : { الهمس – الرخاوة – التوسط – الاستفال – الإنفتاح – الإذلاق – اللين }. وكل حرف من أحرف الهجاء لابد أن يتصف بخمس صفات من الصفات المتضادة إضافة إلى الصفات الأخرى.

 ويحكم على الحرف بالقوة أو بالضعف حسب أغلبية الصفات المتوفرة فيه فإن كانت الصفات القوية فيه أكثر كان حرفاً قوياً وإن كانت الصفات الضعيفة فيه أكثر كان حرفاً ضعيفاً وإذا كانت الصفات القوية والصفات الضعيفة متساوية كان الحرف محايداً أو متوسطاً وعلى ذلك تكون الأحرف مرتبة حسب القوة كما يلي :-

1-  أشد قوة : أحرفه أربعة وهي : { الظاء – القاف – الضاد – الطاء }.

2-  قوي : وفيها خمسة أحرف وهي : { الجيم –الدال – الصاد – الغين- الهمزة }.

3-  متوسط : وفيها حرفان هما : { الزاي و الباء }.

4-  ضعيفة : وفيها أربعة عشر حرفاً وهي : { الألف – التاء- الخاء - الذال- الراء – السين – الشين- العين - الكاف – اللام – الميم – النون – الواو- الياء }.

5- أشد ضعفاً : وفيها أربعة حروف وهي {الحاء - التاء – الهاء - الفاء }.

 وأقوى الحروف على الإطلاق الطاء لاجتماع ست صفات قوية ولا يوجد فيها أي صفة ضعف على الإطلاق ثم يأتي بعدها حرف الضاد ، وهذه الأحرف القوية هي التي تميز اللغة العربية عن غيرها من اللغات حيث لا توجد هذه الأحرف في أغلب لغات العالم ..

 وأضعف الحروف على الإطلاق الفاء لاجتماع خمسة صفات ضعيفة ولا يوجد فيها أي صفة قوية على الإطلاق .

ملاحظة هامة :

حروف الإستعلاء كلها مفخمة في جميع الأحوال وخاصة حروف الإطباق . حروف الإستفال كلها مرققة في جميع الأحوال ما عدا الألف المدية واللام والراء. أما الألف فلأنها تابعة لما قبلها … وأما اللام والراء فلها أحوال مختلفة ، سنذكرها في مكان آخر إن شاء الله تعالى .

والجدول التالي يبين صفات الحروف حسب تسلسلها وترتيب مخارجها من أقصى الحلق وحتى الشفتين .

ملاحظات حول جدول صفات الحروف

1-   يلاحظ أن ترتيب الحروف في الخط الأفقي هو حسب ترتيب قوتها .

2-  يلاحظ أن ترتيب الصفات شاقولياً هي مرتبة حسب قوة الصفة .

3-  الصفات السبعة الأخيرة هي صفات ضعيفة والصفات التي قبلها هي صفات قوية .

4-  يكون الحرف قوياً إذا كانت الصفات القوية غالبة على الصفات الضعيفة .

5-  يجب أن يكون لكل حرف من الحروف على الأقل خمسة صفات ويجوز أن يكون له أكثر من ذلك .

***********

أحكام النون الساكنة والتنوين

النون الساكنة :

 وتثبت لفظاً وخطاً وصلاً ووقفاً وترد في الأسماء والأفعال والحروف وتقع في وسط الكلمة وآخرها ولا تقع في أولها ، لأن العرب لا تقف على متحرك ولا تبدأ بساكن .

التنوين :

 نون ساكنة زائدة تلحق آخر الاسم تثبت لفظاً ووصلاً وتسقط خطاً ووقفاً .

وللنون الساكنة والتنوين مع أحرف الهجاء أربع أحكام :

{ الإظهار- الإدغام - الإقلاب – الإخفاء )

أولاً - الإظهار :-

 لغةً : البيان ، واصطلاحاً : إخراج كل حرف من مخرجه دون غنة أو تغير ، وبتعبير آخر النطق بالنون من مخرجها كاملة وبحرف الإظهار من مخرجه كاملاً ، ويكون ذلك عند أحرف الحلق وهي سته ، { الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء }والتي تظهر في أوائل الكلمات في قولهم { أخي هاك علماً حازه غير خاسر }، ولا فرق في أن ترد النون الساكنة وحرف الإظهار في كلمة واحدة أو في كلمتين ، أمثلة عن الإظهار :-

الهمزة : ينأون ، من أعرض ، عذابٌ أليم ، كفارٍ أثيم ، عذاباً أليما ، من آمن ، وكلٌ آمن وفي المثالين الأخيرين من آمن ، وكلٌ آمن قد لا ترى شكل الهمزة في بعض الكلمات ولا سيما في المصحف العثماني ولكن يحقق لفظها إذ يكون بدل الهمزة علامة مد صغيرة عمودية فوق الألف فالمقصود النطق بالهمزة سواءً أثبتت خطاً أم لم تثبت. الهاء : إن هذا – ينهون – سلام ٌ هي – قومٍ هاد – إن هو – فريقاً هدى – امرؤ هلكً .. العين : أنعمت ، الأنعام ، من عمل ، حقيقٌ على ، سميعٌ عليم ، قوياً عزيزاً .. الحاء : من حكيم – غفورٌ حليم – عين ٍ حمئةٍ – وانحر – تنحتون .. الغين : فسينغضون – من غل – من غفور – حديثٍ غيره .. الخاء : من خير – المنخنقة – لطيفٌ خبير – يومئذٍ خاشعة - عليماً خبيراً – فإن خضتم ..

ثانياً - الإدغام :-

 لغةً : الإدخال ، واصطلاحاً : إدخال أحد الحرفين في الآخر بحيث يصيران حرفاً واحداً مشدداً ، وفائدة الإدغام تسهيل النطق ، وأحرف الإدغام مجموعة بكلمة { يرملون } وينقسم الإدغام إلى قسمين :

1- إدغام ناقص بغنة : وسمي ناقصاً لأن الإدغام في هذه الحالة لا يتم إلا بمساعدة غنةٍ صادرة من الأنف والمطلوب من الإدغام حذف حرف النون كاملاً بينما تبقى الغنة التي هي إحدى صفات النون والميم ، وأحرف الإدغام الناقص أربعة مجموعة بكلمة { ينمو }.

-       ملاحظة : مدة الإدغام الناقص حركتين لوجود الغنة .

2- إدغام كامل بلا غنة : وهو إدغام يتم فيه القضاء على حرف النون كاملاً دون مساعدة الغنة وحروفه اثنان { اللام ، والواو} .

-       ملاحظة : نظراً لعدم وجود غنة في الإدغام الكامل لذلك فيجب أن يتم بشكل خاطف دون إعطاء أي فترة زمنية بعكس ما هو حاصل في الإدغام الناقص .

أمثلة على الإدغامات :-

الياء : { إن يشأ – أن يروا – من يقول - آيةً يعرضوا – وجوهٌ يومئذٍ } .

الميم : { من مال – من ماء ٍ مهين – صراطٍ مستقيم – عذابٍ مـقيم } .

الواو : { من واحد – من وال – من ولي ولا نصير - يومئذٍ واهيـه } .

النون : { إن نعذب – من نذير – شيء نـكـر – يومئذٍ ناعـمة } .

اللام : { من لدنك – ومن لم – أنداداً ليضلوا – يومئذٍ لـخـبـير } .

الراء : { من ربك – من ربهـم – رؤوف رحيم- بشراً رسـولاً } .

-         ملاحظة : لا يجوز الإدغام في كلمة واحدة كما هو الحال في بقية أحكام النون الساكنة والتنوين ، أي يجب أن تكون النون الساكنة والتنوين في آخر الكلمة وحرف الإدغام في بداية الكلمة التي تليها ..

ثالثاً - الإقلا ب :-

 لغةً : التحويل ، واصطلاحاً : قلب النون الساكنة ميماً وذلك عند حرف ( الباء ) ثم إخفاء الميم مع الباء مع بقاء صفة الغنة ، وسبب الإقلاب هو صعوبة النطق بالنون ثم بالباء لتعاكس الصفات وذلك لأن النون فيها غنة وليس فيها إطباق والباء ليس فيها غنة وفيها إطباق .. ولا فرق في ذلك في أن تكون النون الساكنة مع حرف الإقلاب في كلمة واحدة أو في كلمتين أما التنوين فهو يكون في آخر الكلمة بشكل طبيعي .

ملاحظة : مدة الإقلاب حركتين لوجود الغنة .

أمثلة :

 { أن بورك – أنبئهم – الأنباء – الأنبياء – من بعد – عليمٌ بذات الصدور – مشاءٍ بنميم .. }.

رابعاً - الإخفاء :-

 لغةً : الستر ، واصطلاحاً : إخفاء النون الساكنة أو التنوين في الحرف الآخر بدون تشديد مع بقاء الغنة ، وهو وسط بين الإظهار والإدغام ، وأحرف الإخفاء تجمعها أوائل الكلمات التالية.

{ صف ذا ثنا جود شخص قد سما كرما **** دم طيباً زد في تقىً ضع ظالماً }

ويطبق حكم الإخفاء سواء كانت النون الساكنة وحرف الإخفاء بكلمة واحدة أو بكلمتين ، أما التنوين فهو يكون في آخر الكلمة بشكل طبيعي .

أمثلة :

الصاد: { لمن صبر– أن صدوكم – ينصركم - ريحاً صرصراً }.

الذال : { مـن ذا الذي – لـينذر – من ذكـر- ظـلٍ ذي }.

الثاء : { منثورا - من ثمره – فمن ثقلت - أزواجاً ثلاثـة ... } الكاف : { أنكالاً – من كان – من كل – عاداً كـفـروا ....... } الجيم : { وإن جنحـوا – وأنجـينـا – لكلٍ جعلـنـا ........ } الشين : { أنشأ – أنشأكم – فمن شهد – غـفورٌ شـكـور..... } القاف : { من قبل – ينقلب – وإن قيل لكم – سميعٌ قـريب ... } السين : { أن سيكون – منسأته – ما ننسخ – رجلاً سـلماً .... } الدال : { لـمـن دخـل – عــنــده – أنـــداداً ...... } الطاء : { فان طبن لكم – من طين – ينطقون – صعيداً طيباً .. } الزاي : { أنـزلـنـاه – فإن زللـتـم – نـفسـاً زكـيـه .. } الفاء : { فإن فاءوا – ليـنفـق- انـفـروا – خالداً فـيهـا .. } التاء : { وإن تبتم – كنتم – من تحتها- جـنـاتٍ تجـري .... } الضاد : { من ضعف – وإن ضللت – منضود - عذاباً ضعفاً ..} الظاء : { من ظـهـير- انـظـروا – ظـلاً ظـلـيـلاً .... }

ملاحظات حول الإخفاء :-

1- في حالة الإخفاء يبقى اللسان معلقاً بين الفكين وتكون الغنة التي تخرج من الأنف عوضاً عن النون الساكنة والتنوين .

2- نظراً لوجود الغنة أثناء الإخفاء فان مدة الإخفاء يجب أن تكون حركتين .

3- إذا اتصف حرف الإخفاء بصفة الإستعلاء فيجب أن تكون الغنة في النون الساكنة أو التنوين مفخمة باستثناء القاف المكسورة فتكون الغنة فيها مرققه وأحرف الإخفاء المستعلية هي : - { ص- ض - ط – ظ - ق } .

أمثلة :

 { قوماً صالحين – قوماً ضالين – فانطلقا – من ظهير- فتح قريب ..}

4- يلاحظ أن الغنة الحاصلة مع النون الساكنة أو التنوين في حالتي الإدغام الناقص بغنة و الإقلاب أقوى من الغنة الحاصلة في حالة الإخفاء .

**********

أحكام الميم الساكنة

 للميم الساكنة ثلاثة أحكام هي : { الإخفاء الشفوي – الإدغام الشفوي – الإظهار الشفوي } وتدعى جميع أحكام الميم الساكنة بالأحكام الشفوية نظراً لأن الميم حرف شفوي وكذلك للتفريق بين أحكام الميم الساكنة وأحكام النون الساكنة .

الإخفاء الشفوي :

ويدعى الإخفاء عند الميم الساكنة إخفاء شفوياً لتفريقه عن الإخفاء في حالة النون الساكنة ويكون الإخفاء عند حرف { الباء} أمثلة:-

{ هم بارزون – يعتصم بالله – كلبهم باسط – منامكم بالليل – تعرفهم بسيماهم }

ملاحظة : - يلاحظ وجود الغنة في الإخفاء الشفوي لذلك فمدة الإخفاء الشفوي يجب أن تكون حركتين .

-         في أحكام النون الساكنة ذكرنا في الإقلاب أن النون الساكنة تقلب ميماً ساكنة لذلك يطبق عليها أيضاً حكم الإخفاء الشفوي بعد قلب النون ميماً وهذا ما ذكرناه آنفاً .

الإدغام الشفوي : -

 ويدعى إدغاما شفوياً لتفريقه عن الإدغامات الحاصلة مع النون الساكنة والتنوين وحرفه { الميم } ويدخل الإدغام الشفوي تحت اسم إدغام المتماثلين و سيأتي شرح إدغام المتماثلين في بحث مستقل .

أمثلة :

{ كم من قرية – لكم ما في السموات – أم من أسس- ولهم ما يشتهون}

ملاحظات : -

يلاحظ أن الإدغام الشفوي يظهر و كأنه ميم مشددة ، كما يلاحظ وجود الغنة لذا فمدة الحكم حركتين .. الإدغام الشفوي يجوز في كلمة واحدة أو كلمتين متتاليتين ولكنه في حالة الكلمة الواحدة تصبح الميم الساكنة والميم التي تليها ميماً مشددة كما سيأتي معنا في فقرة تالية .

الإظهار الشفوي :

 ويسمى إظهاراً شفوياً لتفريقه عن الإظهار الحاصل مع النون الساكنة والتنوين وحروفه جميع الأحرف عدا { الباء والميم } ..

ملاحظة :- يجب الحذر عند حرفي الفاء والواو مع الميم الساكنة فيجب إظهارها بشدة نظراً لاتحاد مخرج الميم مع الواو واقتراب مخرج الميم من الفاء يقول صاحب التحفة :

{ واحذر لدى واو وفا أن تختفي لقربها والاتحاد فاعـــرف }

أمثلة :

{ تمسون – أنعمت – لعلكم تتقون – مثلهم كمثل .. }

وعند الفاء والواو { لهم فيها – إنكم وما تعبدون .. }

**********         النون والميم المشددتين

 وحكمهما الغنة حيثما وقعتا مشددتين – سواءً في اسم أو فعل أو حرف وسواءً كان ذلك في وسط الكلمة أو في آخرها ، ومقدار الغنة حركتان ..

أمثلة :

{ محمًّد – فآمنًّا به – أمًّا من اتقى – إنًّا لمَّا طغى الماء – وتظنًٌون – ومن نعمِّره }.

أحكام اللام

حرف ( اللام ) وله أربع أحكام { التفخيم- الترقيق- الإظهار – الإدغام } .

أولاً - التفخيم :-

 تفخم اللام في لفظ الجلالة إذا كان :

-        قبله فتح مثل : { قالَ الله – شهدَ الله – قالَ اللهم – آألله- ما شاءَ الله}

-        قبله ضم مثل : { يقولُ الله – رسلُ الله – عبدُ الله ..}

-        إذا كان قبله ألف مدية مثل : { وما الله …. }

-         إذا كان قبله واو مدية مثل : { قالوا اللهم .. فاسألوا الله ..)

ثانياً - الترقيق :-

 ترقق اللام في لفظ الجلالة في الحالات التالية :

-        إذا كان قبلها كسر مثل { بسمِ الله – اتقِ الله – بِالله – دينِ الله –ِلله – قلِ اللهم .. )

-        ساكن قبله كسر مثل : { فِي الله – وينجِي الله . }

-        أو قبلها تنوين مثل { قوماً الله مهلكهم- أحدٌ الله الصمد }، إذ أن لفظهما سيكون في حالة الوصل على الشكل التالي :{ قوَمنِ الله مهلكهم – أحدُنِ الله الصمد }

ثالثاً - الإظهار : -

 وتدعى اللام في هذه الحالة باللام القمرية ويكون الحرف القمري الذي يأتي بعد اللام الظاهرة غير مشدد . والأحرف القمرية مجموعة بالكلمات { أبغ حجك وخف عقيمه }

أمثلة :

 { الأرض – القمر – الكواكب – البروج – الغاشية – الواحد – الحكيم - الخبير – الجنة - الفردوس المأوى – اليسر .. }

ملاحظة : يلاحظ إظهار اللام عند الجيم بشكل خاص نظراً لاعتياد كثير من الناس على إدغامها ولفظها كالأحرف الشمسية .

رابعاً - الإدغام :-

وتدعى اللام في هذه الحالة باللام الشمسية ويكون الحرف الشمسي مشدداً بعد اللام الشمسية المدغمة . والأحرف الشمسية مجموعة بأوائل الكلمات التالية :

{ طب ثم صل رحماً تفز ضف ذا نعم *** دع سوء ظن زر شريفاً للكرم }

أمثلة :

 { السماء – الشمس – النجم – الثاقب – الضحى – الليل – الطيبات – الرزق – الزبانية الظالمين – الدنيا – التائبين – الذاكرين – الصالحين .. }.

ملاحظة :

-         اللام الشمسية أو القمرية تدخل على الأسماء فقط .

-         اللام التي ترد في الأفعال فتظهر دائماً إلا عند إدغام المتماثلين أو إدغام المتجانسين كما سيأتي في بحث مستقل ..

التقاء الساكنين

 لا يجوز التقاء حرفين ساكنين مع بعض في اللغة العربية وعند حصول مثل هذه الحالة يتم التخلص منها ويكون ذلك على نوعين ..

1-   يكون بحذف الحرف الساكن الأول ومثال ذلك : { ذاقا الشجرة }، وهنا حرف المد في كلمة ذاقا ساكن ولام التعريف في الكلمة الثانية ساكنة وبذلك يحذف حرف المد السكن ويلغى المد ويترك م كأنه الفتحة الظاهرة على الحرف السابق لتدل على حرف المد المحذوف ومثال ذلك :

{ ذاقا الشجرة – إلى الله – في الأرض – وينجي الله – قالوا اللهم – ربنا اكشف عنا العذاب - وقيل ادخلا النار – غير معجزي الله – فان كانتا اثنتين – وقالا الحمد لله – واتقوا الله - غير حاضري المسجد }.

2-ويكون بتحريك الحرف الساكن الأول حيث يقال لها حركة عارضة ومثال ذلك { لقد استكبروا }فالدال في كلمة { لقد } أصلها ساكن التقت بحرف ساكن آخر وهو السين في استكبروا وحركت الدال بالكسر للتخلص من التقاء الساكنين ، وأمثلة على ذلك : { أم ارتابوا – إذ انبعث - من ارتضى – وقل اعملوا – قل اللهم – جنات عدنٍ التي - جزاءًِ الحسنى- ونادى نوحٌ ابنه }وذلك لأن التنوين هو عبارة عن نون ساكنة أثبتت لفظاً وحذفت خطاً ، حيث تلفظ الأمثلة الثلاث الأخيرة على الشكل التالي : - { جنات عدننِ التي – جزاءَنِ الحسنى – نوحُنِ ابنه }.

 

****************

همزة القطع وهمزة الوصل

 

همزة القطع :

 وهي التي تلفظ في الابتداء والوصل نحو : ألهاكم – إستبرق – أجيبت ..

همزة الوصل:

 وهي التي تلفظ في الابتداء وتسقط في الوصل مثل : هو الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم – القدوس السلام – المؤمن – المهيمن – العزيز – الجبار – المتكبر }.

متى تكون الهمزة همزة قطع ومتى تكون همزة وصل :

1-   كل همزات الأسماء همزات قطع إلا عشرة أسماء وهي: {اسم – است – ابن ابنة – ابنمٌ .. وأصلها ابن أم – ايمن .. وأصلها وايم الله - اثنان – اثنتان – امرؤ - امرأة ..} ..

2-  كل همزات الحروف همزات قطع إلا همزة { أل } .. التعريف ومثال لذلك :

{ إن – أن – أني – إلا – ألا – إلي – إذ – إذا – إذن – أما – أم – أو – أي – أية ..}

3-  همزة أمر الفعل الثلاثي همزة وصل مثل :- { ادع – امش – ابق ..} .

4-  همزة ماضي الرباعي وأمره ومصدره همزة قطع مثل : { أقبل- أكرم –أجار..} .

5-  همزة ماضي الخماسي وأمره ومصدره همزة وصل ومثل : { اتخذ-اعتبر-إجتذب } .

6-  همزة ماضي السداسي وأمره ومصدره همزة وصل مثل :- { استقبل-استنجد- استقال .. }.

7-   همزة المضارعة في كل أفعال المضارع ثلاثي – رباعي – خماسي – سداسي همزة قطع مثل { أشرب – أعيد – أقترب – أستقبل ..}

كيفية الابتداء بهمزة الوصل :

عند الابتداء بهمزة الوصل يجب أن تحرك بحركة مناسبة وفق البيان التالي :-

1-  ابتداء الهمزة بالفتح : ويكون في الاسم المعرف { بأل …} التعريف مثل :

{ الله – الذي - الملك – القدوس- السلام – المؤمن – المهيمن- العزيز – الجبار – المتكبر ..}

2- ابتداء الهمزة بالكسر:

 ويكون في الاسم النكرة { أي قبل وصله بما بعده } وذلك في سبع فئات من الألفاظ :-

1- إبن 2- إبنة إبنتي 3- امرئ - امرؤ 4 - اثنين 5 – امرأة – امرأتين 6- اسم اسمه 7 - اثنتين – اثنتا- اثنتي.

3- ابتداء الهمزة بالكسر :

ويكون إذا كان الحرف الثالث في كلمة الفعل مكسوراً أو مفتوحاً مثال : { اقرأ – اذهب – ارجع – ارجعوا – اهبط – اضرب - إلعب . }

4- ابتداء الهمزة بالضم :

ويكون إذا كان ثالث الفعل مضموماً ضماً لازماً مثل :- { ادع – ادعوني – اسجد – ادخلوا – استهزئ – اضطر .. } أما إذا كان ثالث الفعل مضموماً ضماً عارضاً فيبدأ بكسرها نظراً لأصله ، مثل : { امشو } أصلها { امشيوا }- { إبنوا } أصلها { ابنيوا }–{ إقضوا } أصلها{ اقضيوا } – ولمعرفة هل الضمة أصلية أم عارضة يؤخذ المفرد والمثنى فمثلاً { امش – امشيا }- { ابن – ابنيا }-{ اقض – اقضيا } فنلاحظ أن الضم هنا عارضاً والأصل للكسرة و الياء ..

أحكـــــــام الـــــراء

حرف { الراء } وله خمسة أحكام { تفخيم ، ترقيق ، جواز التفخيم والترقيق ، الروم ، الإشمام }.

أولاً - التفخيم :

 تفخم الراء في الحالات التالية :

1-              إذا كانت مضمومة : مثل :{ رزقنا- ربما – رحماء – محضرون – صابرون – عشرون– يبشرهم - غير يسير – غفور رحيم .. } .

2-               إذا كانت مفتوحة : مثل : { بربكم – رحمة ً- رأى – عشرة – بشرر- الطير- يسيرا – مسرورا .. }

3-              إذا كانت ساكنة بعد الضم : سواء في وسط الكلمة أو آخرها مثال : { اركض – قرآن – الغرفة - الفرقان – فاهجر – لا تكفر ..}

4-              إذا كانت ساكنة بعد فتح : وتكون في وسط الكلمة أو آخرها مثل : { وارزقنا – وارحمنا – خردل - قرية – الأرض – العرش – بشرر – على قدر .. }.

5-               إذا كانت ساكنة بعد حرف ساكن غير الياء وليس قبله حرف مكسور ويحدث ذلك عند الوقف على حرف الراء مثل { الأمور – القدر – الأمر – بالصبر – لفي خسر.. }

6-              إذا كانت ساكنة بعد كسر عارض مفصول : والكسر العارض هو نتيجة التقاء الساكنين وهمزة الوصل مثل { لمن ارتضى – أم ارتابوا – إن ارتبتم – أن ارجعوني .. } .

7-              إذا كانت ساكنة وقبلها كسر عارض موصول بها أي في كلمة واحدة وذلك يحدث عند الهمزة مثل { إرجعي – إركعي – إرجعوا .. } ، حيث نلاحظ أن الهمزة هنا أصلها همزة وصل لا تلفظ في الوصل لذا سمي كسراً عارضاً ..

8-              إذا كانت ساكنة وقبلها كسر أصلي مفصول عنها : مثل { رب ارحمهما – دينهم الذي ارتضى لهم .. }

9-               إذا كانت ساكنة وقبلها كسر أصلي موصول بها وبعدها حرف استعلاء مفتوح في نفس الكلمة مثل { فرقه – قرطاس – لبالمرصاد .. } .

ثانياً - الترقيق :-

 ترقق الراء في الحالات التالية :

1-    إذا كانت مكسورة : مثل { رِزقاً – فرِيقاً – برِيح ٍ – لنرِيه – خيرٍ }

2-    إذا كانت ساكنة قبلها كسر: مثل { قُدِْر – مِْرفقاً – فِْردوس – واغفِرْلنا } .

3-    إذا سكنت في حالة الوقف وكان ما قبلها ياء ساكنة مدية أو غير مديه ولكن عند الوقوف تدعى بمد لين ومدته حركتين كما سنرى في بحث المدود مثل { خيرْ – الطيرْ – خبيرْ – بصيرْ} .

4-    إذا سكنت في حالة الوقف وكان ما قبلها حرف ساكن غير الياء وليس حرف استعلاء وقبل هذا الحرف كسر مثل { الذكرْ – السحرْ- حجرْ }

5-    إذا كانت ساكنة في آخر الكلمة وقبلها كسر أصلي وبعدها حرف استعلاء مفتوح في أول كلمة أخرى مثل { أنذِرْ َقومك – ولا تصعِّرْ خَدك – فاصبِرْ َصبراً جميلاً }

 سواء كان ذلك في حالة الوصل أو في حالة الوقف .

ثالثاً -جواز الوجهين : -

 

1-              إذا كانت ساكنة وقبلها كسر أصلي وبعدها حرف استعلاء مكسور مثل { فِرْقٍ } ولا يوجد في القرآن غير هذه الكلمة .

2-              إذا سكنت في حالة الوقف وكان قبلها حرف استعلاء ساكن وقبل حرف الإستعلاء حرف مكسور مثل { مصر – القطر}.

3-              إذا سكنت في حالة الوقف وكان ما قبلها فتح أو ضم أو سكون – غير الياء – ولم يكن قبل هذا السكون كسر وشرط أن تكون في الأصل مكسورة { أي في حالة الوصل } مثل : { للبشر – بالنذر – عشر – بالكفر }

رابعاً - الروم :-

وهو الإتيان ببعض الحركة ضمة كانت أو كسرة – ولا تدخل الفتحة في الروم – وذلك عند الوقف ويجوز – جوازاً – في الراء عند الوقف وذلك فيما يلي :

1-  إذا كانت الراء مكسورة كسرة إعراب مثل { بالبر – إلى البر – لصوت الحمير } .

2-  إذا كانت مكسورة للإضافة إلى ياء المتكلم مثل { فكيف كان نذير } .

3-  إذا كانت الكسرة من عين الكلمة مثل { إذا يسر – والجوار - جرفٍ هار } .

4-  وفي الضم من مثل قوله تعالى : { قضي الأمر – الأمور – النذر } .

 

خامساً -الإشمام :-

وحكمه الجواز ، وهو ضم الشفتين بعد الوقف بالسكون على الحرف المضموم والإشمام لا يكون إلا في الضم مثل { قضي الأمر – الأمور – النذر .. } .

ويمكن تلخيص أحكام الراء بما يلي :-

أولاً مفخمة :-

1-              مضمومة .

2-              مفتوحة .

3-              ساكنة بعد ضم .

4-              ساكنة بعد فتح .

5-              ساكنة بعد كسر أصلي موصول بها وبعدها حرف استعلاء مفتوح { مرصاد } .

6-              ساكنة بعد كسر أصلي مفصول عنها { رب ارحمهما } .

7-              ساكنة بعد كسر عارض موصول بها { ارجعي } .

8-              ساكنة بعد كسر عارض مفصول عنها { لمن ارتضى } .

ثانياً مفخمة حالة الوصل :-

1-              ساكنة بعد فتح .

2-              ساكنة بعد ضم .

3-              ساكنة بعد ساكن غير الياء قبله فتح { الأنها ر – الدهر } .

4-              ساكنة بعد ساكن غير الياء قبله ضم { الأمور – اليسر } .

 ثالثاً مرققه حالة الوقف :-

1-              مكسورة .

2-              ساكنة بعد كسر أصلي موصول بها ولم يكن بعد حرف استعلاء مفتوح { فردوس } .

3-              ساكنة بعد كسر أصلي وبعدها حرف استعلاء مفتوح في كلمة ثانية { أنذر قومك } .

رابعاً مرققة حالة الوصل :-

1-              ساكنة بعد ساكن غير حرف الإستعلاء قبله كسر { الذكر }.

2-              ساكنة بعد ياء ساكنة { مدية أو لين } { خبير – خير } .

3-              ساكنة بعد كسر أصلي { ويقدر } .

4-              ساكنة بعد كسر أصلي موصول بها وبعدها حرف استعلاء مكسور { فرق } .

خامساً جواز الوجهين حالة الوصل :

1-          ساكنة بعد حرف استعلاء ساكن قبله كسر { مصر – قطر }.

2-          ساكنة بعد فتح شريطة أن تكون مكسورة في الأصل{ للبشر}.

3-          ساكنة بعد ضم شريطة أن تكون مكسورة أصـلاً { النذر }.

4-          ساكنة بعد ساكن قبله فتح شريطة أن تكون مكسورة أصلاً {عشر}.

5-          ساكنة بعد ساكن قبله ضم شريطة أن تكون مكسورة أصلاً{ بالكفر}.

 

سادساً جواز الوجهين حالة الوقف :

الإدغامات المختلفة

إضافة إلى ما مر معنا في بحث النون الساكنة والميم الساكنة هناك ثلاث أنواع للإدغامات هي :

1-  إدغام المتماثلين .

2-  إدغام المتجانس .

3-   إدغام المتقاربين

والأصل في الإدغام إنه إذا اجتمع حرفان أولهما ساكن والثاني متحرك فيدغم الحرفان ببعضهما ولكن ليس كل حرفين يمكن إدغامهما كما سنبين ذلك ويجوز الإدغام في هذه الحالات سواء كان في كلمة واحدة أو في كلمتين :

أولاً - إدغام المتماثلين :

 ويكون إذا اتفق حرفا الإدغام مخرجاً وصفة مثل : قد دخلوا – اضرب بعصاك - يكرههن – يدرككم تسطع عليه – وإذا غربت تقرضهم – قل لا – هل لكم – يوجهه – كم من - إذهب بكتابي }.

ملاحظة :

1-  لا خلاف في أن إدغام المتماثلين لجميع الأحرف .

2-  إذا كان حرف الإدغام حرف قلقله الغيث القلقلة وأُدغم الحرفان مثل : إذهب بكتابي - اضرب بعصاك ..

3-  إذا كان حرف الإدغام حرف همس فيلغى الهمس للحرف الساكن ويدغم مع الحرف التالي مثل { يدرككم – ربحت تجارتهم } .

4-  في حالة هاء السكت فيجب إظهارها بالسكوت عليها سكته لطيفة ولا تدغم مثل : { ماليه - هلك عني } .

5-  إذا كان الحرف الأول واو مضموم ما قبلها { واو مديه } أو ياء مكسورة مكسور ما قبلها { ياء مديه } فينبغي الإظهار وذلك بمد الحرف الأول حركتين مثل { آمنوا وعملوا } - { الذي يوسوس } ولا تدغم ، أما إذا كان ما قبل الحرف الأول مفتوح وجب الإدغام مثل { آوو ونصروا } حيث تدغم في هذه الحالة .

ثانياً- إدغام المتجانسين :

وهو أن يتفق الحرفان مخرجاً ويختلفان في بعض الصفات ولا خلاف في إدغامهما ما داما من مخرج واحد ، باستثناء أحرف الحلق فلا تدغم مثل { فاصفح عنهم – وابلغه – فسبحه - أفرغ علينا } فلا تدغم في هذه الحالات أما الأمثلة عن الإدغام فمن مثل قوله تعالى :{ إذ ظلموا – فآمنت طائفة – قد تبين – عبدتم – عبدتهم – اركب معنا – هل رأيت – يلهث ذلك - أجيبت دعوتكما ..}

ملاحظة 1 :

لا بد من بيان صفة الإطباق في الطاء المدغمة في التاء مثل { احطت – بسطت – فرطت } حيث يظهر جزء من الطاء وذلك لئلا تشتبه الطاء القوية المستعلية بالتاء المهموسة المستفلة ويعتبر الإدغام فيها ناقصاً ذلك لأن الطاء قوية والتاء ضعيفة والقوي لا يدغم بالضعيف بخلاف الضعيف الذي يدغم بالقوي فيدغم كاملاً مثل { فآمنت طائفة – قالت طائفة .. }

ملاحظة 2 :

في بيان صفة الإستعلاء في القاف المدغمة بالكاف فالأرجح إدغامهما كاملاً مثل نخلقكم وهذا اختيار ابن الجزري خلافاً لبعض العلماء .

ملاحظة 3 :

في إدغام المتجانسين إذا وقعت اللام قبل النون مثل { قل نعم – قلنا – فهل نجعل – اجعلني } فيجب إظهار اللام ولا تدغم.

ملاحظة 4 :

يجب إظهار الضاد الساكنة إذا ورد بعدها طاء أو تاء في المتجانسين ولا يجوز إدغامهما مثل { خضتم – اضطر .. }

ويمكن تلخيص الحالات التي يأتي بها إدغام المتجانسين فيما يلي :

1- الدال مع التاء مثل قـد تـبـيـن .. إن كدت لتردين 2- التاء مع الدال مثل أجيبت دعوتكما .. أثـقلت دعـوا 3- التاء مع الطاء مثل فآمنت طائفـة .. ودت طائـفة 4- الطاء مع التاء مثل لـئن بسطـت .. خرطـتـــم 5- الذال مع الظاء مثل إذ ظـلـمـتـم

وهذه الحالات السابقة واجبة الإدغام وهناك حالة يكون فيها جواز الإظهار والإدغام مع أن الإدغام في هذه الحالة أولى وهذه الحالة هي الثاء مع الذال مثل : { يلهث ذلك } أما باقي الأحرف فتظهر.

ثالثاً - إدغام المتقاربين :-

وهو أن يتقارب الحرفان مخرجاً ويختلفا في بعض الصفات : 1- يكون وجوباً :

عند القاف مع الكاف مثل { نخلقكم } . عند اللام مع الراء مثل { بل رفعه الله – وقل رب – هل رأيت } .

2- ويكون جوازاً والإظهار أولى :

عند الدال مع السين مثل { لقد سمع } . الدال مع الجيم مثل : { لقد جاءكم } . التاء مع الطاء مثل : { دخلت طائفة } .

وفي الحالتين الأوليين يمكن تطبيق القلقلة للتخلص من الإدغام .

*********

المــــــــــــــدود

المد لغة ً : الزيادة ، واصطلاحاً : إطالة الصوت بالحرف لمدة محدودة ، و ينقسم المد إلى قسمين مد أصلي و مد فرعي :

أولاً - المد الأصلي :

ويسمى مداً طبيعياً ، وهو الذي لا تقوم ذات الحرف إلا به ولا يتوقف على سبب خاص معين ويكون في أحرف المد الثلاث { ألف ساكنة قبلها فتح – واو ساكنة قبلها ضم – ياء ساكنة قبلها كسر } ومدة المد الطبيعي أو الأصلي حركتان بلا خلاف في ذلك مثال : { قال – يقول – قيل – ينال – يعود .. }

ثانياً : المد الفرعي :

وهو المد الزائد عن الأصلي لسبب من الأسباب العارضة لحرف المد وهناك عدة حالات للمد الفرعي نذكرها بشيء من التفصيل :

1-  الواجب المتصل :

 إذا جاءت الهمزة بعد حرف المد وفي كلمة واحدة وجب عندها مده أربع حركات أو خمس حركات أو ست حركات على خلاف بين علماء القراءة وسمي واجباً لأن القراء أجمعوا على مده ولم يرو خلافاً فيه مثل : { جاء – شاء – جئ – سيئ – السوء – النسيء – الملائكة – أولئك } .

2-    الجائز المنفصل :

وهو إذا جاءت همزة بعد حرف المد ولكن في كلمتين منفصلتين ومدة المد أربع حركات أو خمس حركات أو ست حركات ، ويجوز مده حركتين كالمد الطبيعي عند بعض القراء ، أمثلة : { ما أنزل – في أنفسكم – اتبعوني أهدكم – توبوا إلى الله – إنا أوحينا }.

3-    المد البدل :

وسمي بذلك لأن أصل الحرف همزة وسهلت الهمزة إلى مد مثل : آدم – آزر – أوتوا – إيماناً } حيث كان الأصل { أأدم – أأزر – أؤتوا – إأماناً } .

4-    المد اللازم :

ويكون إذا ورد حرف ساكن بعد المد سمي المد لازماً وهناك أربع حالات للمد اللازم :

أ- المد اللازم المثقل الكلمي : ويكون إذا جاء بعد حرف المد حرف مشدد مثل :

الطامّة – الصاخّة – أتحاجُّونِّي ، ويكون المد ست حركات وجوباً وسمي مثقلاً لوجود الحرف المشدد بعد حرف المد .

ب - المد اللازم المخفي الكلمي : ويكون إذا جاء بعد حرف المد حرف ساكن غير مشدد مثل { آلآن } ولم يقع في القرآن إلا هذه الكلمة وردت في موضعين في سورة يونس ، ويكون المد ست حركات وجوباً وسمي مخففاً لأن الحرف الذي بعد المد ساكن غير مشدد .

ج – المد اللازم المثقل الحرفي : ويكون إذا جاء بعد حرف المد الوارد في الحروف حرف مشدد مثل : { أآم – طَسَم } ومدة المد ست حركات وجوباً ، وهذا المد يظهر عادة في الحروف الواردة في أوائل السور .

ح- المد اللازم المخفف الحرفي : ويكون إذا جاء بعد حرف المد الوارد في الحروف حرف ساكن غير مشدد مثل : { ق – ص – ن – يس } ومدة المد ست حركات وجوباً وهذا المد يظهر في الحرف الواردة في أوائل السور .

5-           مد اللين :

ويكون في الواو والياء إذا سكنت و فتح ما قبلها ويكون المد بحركتين وذلك عند الوقف أما في حالة الوصل فلا يوجد مد مثل { خوف – البيت – الموت } وبذلك فيشترط ثلاث شروط لمد اللين :

أ‌-            أن تكون الواو والياء الساكنتين قبل آخر حرف في الكلمة

ب‌-                أن يكون ما قبل حرف اللين فتح .

ج – الوقف على الحرف الذي يلي حرف اللين .

ملاحظة : يجب الملاحظة أن حرفا اللين { الواو أو الياء } هنا ليسا بحرفي مد ذلك لأنهما مسبوقا بالفتحة ..

6-    المد العارض للسكون :

وهو أن يكون حرف المد قبل آخر حرف من الكلمة .. وعند الوقف يعترض السكون آخر حرف من الكلمة وبذلك أصبح لدينا حرف مد وبعده سكون عارض مثل : { غفور – رحيم – خبير- العقاب ..} وسمي عارضاً لأن الحرف من كل كلمة سابقة عرض لها السكون بالوقف عليها إذ أنها بالوصل متحركة .. وحكمه جواز مده حركتين أو أربع حركات أو ست حركات على خلاف بين علماء القراءات أما في حالة الوصل فيعود إلى أصله فيمد حركتان فقط ..

7-    مد البدل :

وهو أن تكون الهمزة قبل حرف المد في أول الكلمة مثل { آمنوا – إيماناً - أوتي } وقد سمي مد بدل لأن أصل الكلمة { أأمنوا – إأمان أؤتي } فأبدلت الهمزة الثانية بحرف مد ويلاحظ في بعض المصاحف وضع علامة مد صغيرة فوق الألف مثل { آدم – آية }

وحكم مد البدل كالمد الطبيعي أي وجوباً حركتين ..

8-    مد الصلة أو هاء الضمير :

وهي هاء الضمير التي يكنى بها الفرد الغائب ولها أربع حالات:

1-  إذا كانت هاء الضمير واقعة بين حرفين متحركين يتولد منها في اللفظ واو مدية عندما تكون مضمومة أو ياء مدية عندما تكون مكسورة وذلك في حالة الوصل ، مثال : { إنه كان بعباده خبيراً بصيراً } حيث تمد الهاء مداً طبيعياً مدته حركتين ، أمثلة: { وله من في السموات والأرض كلٌ له قانتون- لا مبِّدل لِكلماته - ولن تجد من دونه ملتحدا - ومن آياته خلق السموات والأرض } .

وحكم مد الصلة وجوب مده مقدار حركتين أي مداً طبيعياً أما إذا وقعت هاء الضمير بين حرفين متحركين وكان الحرف الثاني همزة فيكون المد كمد الجائز المنفصل أي تمد من أربع إلى خمسة حركات أثناء الوصل وتقصر في الوقف ..

أمثلة : { وله أجر كريم – ولا يوثق وثاقه أحد – ومن آياته أن خلقكم من تراب - ولا يشرك في حكمه أحداً .. } .

 

 

 

و يستثنى من ذلك ما يلي

1- ثلاث كلمات في القرآن :-

-         أرجه : في الأعراف والشعراء فتقرأ بالسكون .

-          فألقه : في النمل تقرأ بالسكون كذلك .

-         يرضه : في الزمر تنطق بالقصر دون مد .

2-  أن تقع بين ساكتين وفي هذه الحالة تقصر بلا خلاف مثل : { وتذروه الرياح –آتاه الله - إليه المصير .. } .

3-  أن تقع بعد متحرك وقبل ساكن ..وفي هذه الحالة تقصر بلا خلاف ومثال ذلك { اسمه المسيح – له الملك } .

4-  أن تقع بعد ساكن وقبل متحرك وفي هذه الحالة تقصر مثل : { فيه هدى – خذوه فغلوه} .

يستثنى من هذه الحالة قوله تعالى : { ويخلد فيه مهانا ..} حيث تمد حركتين على رأي أكثر علماء القراءة .

بعض الحالات الخاصة في قراءة حفص :

في قراءة حفص وردت بعض القراءات الخاصة وذلك كما هو الحال في الفقرات التالية :-

1-  وردت القراءة بالسين والصاد في الآيات التالية :

-         { والله يقبض ويبسط } سورة البقرة .

-         { وزادكم في الخلق بسطةً } سورة الأعراف .

-         { أم هم المصيطرون } سورة الطور .

-         { لست عليهم بمصيطر } سورة الغاشية .

2-  القراءة بإدغام الباء في الميم في قوله تعالى:{ يا بني اركب معنا } { سورة هود } .

3-  القراءة مع إمالة الألف ولم يرد عن حفص إمالة غيرها وذلك في قوله تعالى : { بسم الله مجريها ومرساها } سورة هود.

4-  القراءة مع إشباع الهاء مع أن الأصل القصر في قوله تعالى: { ويخلد فيه مهانا } الفرقان .

5-  الإشمام في النون في قوله تعالى : { لا تأمنّا على يوسف } سورة يوسف .

6-  إظهار النون أو إدغامهما وذلك في قوله تعالى : { يس والقرآن الحكيم }

وقوله تعالى : { نون والقلم وما يسطرون } ولكن الإظهار هو الأرجح في هاتين الحالتين .

7-  تسهيل الهمزة الثانية في قوله تعالى : { أعجمي } حيث الأصل { أأعجمي } في سورة فصلت .

8-  القراءة بضم الضاد وفتحها في { ضعف } وذلك في قوله تعالى : { الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفاً }

9-  القراءة بإسقاط الهمزة في كلمة { الإسم } من قوله تعالى في سورة الحجرات { بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان }

10-         يجوز إثبات الياء وحذفها في كلمة آتاني من قوله تعالى في سورة النمل { فما آتاني الله خير مما آتاكم } وفي حالة وصل الياء فتكون بالياء المفتوحة فتقرأ { آتاني } .

11-         الوقف على كلمة سلاسل في سورة الإنسان بالسكون أي تقرأ {سلاسل } عند الوقف وهو الأرجح .. ويجوز الوقف بالألف على أساس التنوين ..

باب المقطوع والموصول

ورد في القرآن الكريم وفي الرسم العثماني بعض الأحرف مقطوعة عن بعض الأحرف الأخرى وأحياناً موصولة مع بعض الأحرف الأخرى وأحياناً موصولة بها ويفيدنا هذا في حالة الوقف على الحرف فيختلف الوقف تبعاً للرسم .. وهناك ثماني عشرة حالة نذكرها فيما يأتي :

أولاً : { أن } بالفتح والتخفيف مع { لا } النافية .. فقد اتفقت المصاحف على قطعها في عشر مواضع :

-         { أن لا ملجأ من الله إلا الله } ..... { التوبة }

-         { أن لا اله إلا الله } ..... { هود }

-         { أن لا تعبدون الشيطان } ..... { هود يس }

-         { حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق }... { الأعراف }

-         { أن لا يقولوا على الله إلا الحق } ..... { الأعراف }

-         { أن لا تشرك بي شيئاً } ..... { الحج }

-         { أن لا يشركن بالله شيئاً } ..... { الممتحنة }

-         { أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين } ..... { نون }

-         { وأن لا تعلوا على الله } ..... { الدخان }

واختلفوا في قوله تعالى : { أن لا إله إلا أنت } في سورة الأنبياء بين القطع والوصل ، أما ما سوى ذلك فموصول .

ثانياً : { أن } بالفتح والتخفيف مع { لن } الناصبة :

وصلت في موضعين وقطعت فيما عد ذلك أما الآيات التي وردت فيها { أن لن } بالوصل فهي قوله تعالى :

-         { ألن نجعل لكم موعداً }..... { الكهف } .

-         { ألن نجمع عظامه } ..... { القيامة } .

ثالثاً : { إن } بالكسر و التخفيف تقطع عن { ما } المخففة في موضع واحد وهو قوله تعالى : { وإن ما نرينك بعض الذي نعدهم} سورة الرعد ، وتوصل فيما عدا ذلك .

رابعاً : { إن } بالكسر والتخفيف توصل { بلم } في موضع واحد هو قوله تعالى : { فإلم يستجيبوا لكم } في سورة هود وتقطع فيما سواه .

خامساً : { إنَّ } بالكسر والتشديد تقطع عن { ما } في موضع واحد هو قوله تعالى في سورة الأنعام { إنَّ ما توعدون لآت } واختلف في قوله تعالى في سورة النحل { إنَّ ما عند الله هو خير لكم } وتوصل فيما عدا ذلك .

سادساً : { أنَّ } بالفتح والتشديد تقطع عن { ما } الموصولة في موضعين وذلك في قوله تعالى في سورة الحج وسورة لقمان (..........) وكذلك ف قوله تعالى في سورة الأنفال { واعلموا أن ما غنمتم من شيء } ..

سابعاً : { أم } تقطع عن { من } الاستفهامية في أربع مواضع وذلك في قوله تعالى :

-         { أم من أسس بنيانه } …..... التوبة

-         { أم من يأتي آمنا }…........ فصلت

-         { أم من يكون عليهم وكيلاً }… النساء

-         { أم من خلقنا }................ الصافات

وتوصل فيما عدا ذلك .

ثامناً : { مِن } تقطع عن { ما } الموصولة في موضعين وذلك في قوله تعالى :

-         { من ما ملكت أيمانكم من فتياتكم } … النساء

-         { من ما ملكت أيمانكم من شركاء } … الروم

واختلف في قوله تعالى : { وانفقوا من ما رزقناكم } في سورة المنافقين وتوصل فيما عدا ذلك .

تاسعاً : { أين } توصل بما في موضعين :

-         { فأينما تولوا فثم وجه الله } … البقرة

-         { أينما يوجهه لا يأت بخير } … النحل

ويجوز الوجهان في ثلاث مواضع وذلك في قوله تعالى :

-         { أينما تكونوا يدرككم الموت }… النساء

-         { أينما كنتم تعبدون }… الشعراء

-         { أينما ثـقـفوا } ...… الأحزاب

وتقطع فيما عدا ذلك

عاشراً : { عن } تقطع عن { ما } الموصولة في موضع واحد هو قوله تعالى في سورة الأعراف { عن ما نهوا عنه } وتوصل فيما عدا ذلك .

إحدى عشر : { كل } تقطع عن { ما } الموصولة في موضع واحد وذلك في قوله تعالى في سورة إبراهيم { وآتاكم من كل ما سألتموه } .. ويجوز الوجهان في قوله تعالى : { كلما ردوا إلى الفتنة أُركسوا فيها } وتوصل فيما عدا ذلك .

أثناء عشر : { بئس } توصل ب { ما } الموصولة في موضعين :

-         { بئسما شروا به أنفسهم } … البقرة

-         { بئسما خلفتموني من بعدي }… الأعراف

واختلف في قوله تعالى : { بئس ما يأمركم به إيمانكم } في سورة البقرة .

ثلاثة عشر : { كي } توصل ب { لا } النافية في أربع مواضع وذلك في قوله تعالى :

-         { لكيلا تحزنوا على ما فاتكم } … آل عمران

-         { لكيلا تأسوا على مـا فاتكم } … الحديد

-         { لكيلا يكون عليك حــرج } … الأحزاب

وتقطع في ما عدا ذلك .

أربعة عشر : { في } تقطع عن { ما } الموصولة في عشر مواضع وذلك في قوله تعالى :

-         { قل لا أجد في ما أوحي إلي } .........… الأنعام

-         { لمسكم في ما أفضتم فيــه } ...........… النور

-         { في ما اشتهت أنفسكـــم } ............ الأنبياء

-         { ولكن ليبلوكم في ما آتاكـم } ….......... المائدة

-         { ليبلوكم في ما آتاكــــم } ............. الأنعام

-         { في ما فعلن في أنفسهــن } .............. البقرة

-         { و ننشئكم في ما لا تعلمـون } ............. الواقعة

-         { من شركاء في ما رزقناكـم } ............... الروم

-         { إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون } … الزمر

-         { تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون } … الزمر

واختلف في قوله تعالى في سورة الشعراء { في ما هاهنا آمنين } وتوصل فيما عدا ذلك .

خمسة عشر : لام الجر : تقطع عن مجرورها في أربع مواضع وذلك في قوله تعالى :

-         { فمال هؤلاء القوم } ….............. النساء

-         { مال هذا الكـتاب } …............... الكهف

-         { مال هذا الرسول } ….............. الفرقان

-         { فمال الذين كفروا قبلك مهطعين } … المعارج

ستة عشر : { يوم } تقطع عن هم في موضعين :

-         { يوم هم بــــارزون } ........ غافر

-         { يوم هم على النار يفتنون } ..... الذاريات

سبعة عشر : { ولآت حين } في سورة { ص } تكتب بقطع التاء عن الحاء وقراءة عاصم فيها كذلك فإذا وقف فعلى التاء باعتبار أنها جزء من لا النافية .

 ثمانية عشر : { كالوهم } أو { وزنوهم } تكتب موصولة دون ألف بعد واو الجمع .

تاء التأنيث

تاء التأنيث تكتب بالتاء المفتوحة { ت }ويوقف عليها وتسمى تاء التأنيث وتكتب أحياناً بالتاء المربوطة { ة }ويوقف عليها بالهاء وتسمى هاء التأنيث ، وقد ورد في القرآن عدة كلمات نذكرها فيما يلي :

1- الرحمة : تكتب بالتاء المربوطة إلا في سبع مواضع فتكتب بالتاء المفتوحة وهي :

-         { أولئك يرجون رحمــــت الله } … البقرة

-         { إن رحمت الله قريب من المحسنين } … الأعراف

-         { رحمت الله وبركاته } … هود

-         { ذكر رحمت ربـك } … مريم

-          { إلى آثار رحمت الله } …الروم

-         { أهم يقسمون رحمت ربـــك } … الزخرف

-         { ورحمت ربك خير مما يجمعون } … الزخرف

2- النعمة تكتب بالتاء المفتوحة في أحد عشر موضعاً وفيما عدا ذلك فتكتب بالتاء المربوطة :

-         { واذكروا نعمت الله عليكــــم } … البقرة

-         { واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم }… آل عمران

-         { واذكروا نعمت الله عليكم إذ هم قوم } …. المائدة

-         { ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا } …. إبراهيم

-         { و إن تعدوا نعمت الله لا تحصوهــا } …. إبراهيم

-         { و بنعمت الله هم يكـفـــــرون } ..... النحل

-         { يعرفــــون نعـمــــت الله } ..... النحل

-         { واشكـــروا نعـمــــت الله } ..... النحل

-         { في البحــر بـنعـمــــت الله } ..... لقمان

-         { واذكروا نعـمــــت الله عليكـم } ..... فاطر

-         { بـنعـمــــت ربـــــــك } .... الطور

3- السنة : تكتب بالتاء في خمس مواضع وفيما عدا ذلك فتكتب بالتاء المربوطة :

-         { فقد مضت سنت الأولـيــــــن } ..... الأنفال

-         { إلا سـنــــت الأولـيـــــن } ....... فاطر

-         { ولن تجد لسنت الله تحويــــــلا } ....... فاطر

-         { ولن تجد لسنت الله تبديــــــلا } ........ فاطر

-         { سنـت الله التي قــد خـلــــت } ..... المؤمن

4- امرأة : تكتب بالتاء المفتوحة في سبع مواضع وفيما عدا ذلك فتكتب بالتاء المربوطة :

-         { إذ قالت امرأت عـمران } ........ آل عمران

-         { امرأت العزيز تراود فتاها } ............ يوسف

-         { قالت امرأت العزيـــز } ............ يوسف

-         { وقالت امرأت فرعــون } .......... القصص

-         { امرأت نوح وامرأت لوط } ........... التحريم

-         { امرأت فرعــــــون } ........... التحريم

5- الكلمة : تكتب بالتاء إلا في موضع واحد بالاتفاق واختُلف فيها في عدة مواضع وفيما عدا ذلك فكتب بالتاء المربوطة :

-         { وتمت كلمت ربـك الحسنـــى } .... الأعراف

 واختلف العلماء في :

-         { تمت كلمت ربك صدقاً وعــدلاً } ....... الأنعام

-         { وتمت كلمت ربك على الذين فسقوا } ........ يونس

-         { كلمت ربك لا يؤمـنـــــون } ......... يونس

-         { حقت كلـمـت ربـــــــك } .......... غافر

6- اللعنة : تكتب بالتاء المفتوحة في موضعين في القرآن وفيما عدا ذلك فتكتب بالتاء المربوطة :

-         { أن لعنت الله عليهــــا } .... آل عمران

-         { ونجعل لعنت الله علـــى } ......... النور

7- المعصية تكتب بالتاء في موضعين في القرآن وفيما عدا ذلك فتكتب بالتاء المربوطة :

-         { ومعصيت الرســـــول }.. موضعين في المجادلة

وهناك بعض الكلمات المتفرقة تكتب أيضاً بالتاء المفتوحة وذلك في المواضع التالية من القرآن :

-         { إن شجرت الزقـــــوم } ........ الدخان

-         { قرت عينٍ لــــي و لك } ...... القصص

-         { من ثمرت أكمامـهــــا } ........ فصلت

-         { بقيت الله خـــــــير } .......... هود

-         { جــنّت نعـيــــــم } ....... الواقعة

-         { لو لا أنزل عليه آيتٌ من ربه } ..... العنكبوت

-         { آيتٌ للسائلـيـــــــن } ....... يوسف

-         { غيابت الجــــــــب } ...... يوسف

-         { في الغرفات آمـنــــون ............ سبأ

-         { على بينت من ربه } ............. فاطر

-         { كأنه جمالت صفر} ........ المرسلات

-         { فـطـــرت الله } ............ الروم

-         { وآلـــــلات } ........... التحريم

-         { مريم ابنت عمران } ........... التحريم

-         { هيهات هيهــات } حيثما وقعت في القرآن .

-         { ذات } حيثمـــــــا وقعت في القرآن .

-         { مرضـــــات } حيثما وقعت في القرآن .

الســـــكـــــــت

السكت وهو قطع الكلمة من غير تنفس بنية الاستمرار في القراءة وذلك في ستة مواضع منها أربعة وجوباً واثنان جوازاً وقد جعل السكت للمحافظة على صيانة المعنى من الالتباس والغموض في الكلمتين أو الجملتين اللتين يتخلل بينهما السكت هذا في السكت الواجب أما الجائز فلا غموض ولا التباس إذا لم يحقق أما مقدار السكت فهو حركتين بمقدار المد الطبيعي .

1-    في سورة الكهف عند قوله تعالى : { عوجاً ، قيماً لينذر بأساً } وتكون السكته بعد كلمة عوجاً حيث يسكت القارئ بعدها سكته لطيفة بمقدار حركتين .

2-    في سورة { يس } عند قوله تعالى : { من مرقدنا .. هذا ما وعد الرحمن } وتكون السكته بعد كلمة مرقدنا .

3-    في سورة القيامة عند قوله تعالى: { وقيل من .. راق } حيث تكون السكته بعد كلمة { من } .

4-    في سورة القيامة أيضاً عند قوله تعالى : { كلا بل .. ران } حيث تكون السكته بعد كلمة { بل } .

-                       وهذه الحالات الأربعة السابقة واجبة السكوت .. وهناك حالتين يجوز فيها السكت جوازاً وهما .

5-  في سورة الحاقة عند قوله تعالى : { ما ليه .. هلك } حيث ينم الوقف بعد كلمة { ماليه } ويجوز الإدغام وأن كان الأرجح السكت والإظهار .

6-   بين آخر سورة الأنفال وأول سورة التوبة إذا أحب القارئ أن يصل بين السورتين فيقرأ :{ إن الله بكل شيء عليم .. برآءة من الله ورسوله } ويجوز الوصل ولكن الأرجح السكت سكته لطيفه ومن ثم متابعة التلاوة .. والأفضل من هذا وذاك الوقوف الكامل عند نهاية سورة الأنفال ومن ثم البدء بسورة برآءة بشكل منفصل ومستقل تماماً .

***********

الوقـــــــــــــف

لغةً : الكف عن الشيء ، واصطلاحاً : قطع الصوت عند الكلمة زمناً يتنفس فيه عادة بنية استئناف القراءة . . وقد وردت أحاديث في موضوع الوقف .. فعن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها أنها سألت عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت كان يقطع قراءته يقول : { الحمد لله رب العالمين } ويقف { الرحمـن الرحيم} ثم يقف .. وقد سئل علي ابن أبي طالب رضي الله عنه عن الترتيل فقال { هو تجويد الحروف ومعرفة الوقوف} وعن ابن عمر رضي الله عنه قال : لقد عشنا برهة من دهرنا وإن أحدنا ليؤتى الإيمان قبل القرآن وتنزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم فنتعلم حلالها وحرامها وما ينبغي أن يوقف عنده .. وقد اختلف العلماء في الوقف فمنهم من اختار الوقف على رؤوس الآيات استدلالاً بحديث أم سلمة رضي الله عنها وفي رواية لأبي داود عن أم سلمة قالت { كان يقطع قراءته آية آية } . وكان بعض العلماء يفضلون الوقف على رؤوس الآيات و أن تعلق بعضهن ببعض .. وفي قراءة عاصم التي نحن بصددها تم اختيار الوقف على أساس المعاني .. فلا يجوز الوقف في المواضع التي لها علاقة فيما بعدها أو عندما لا يتم المعنى أو يفيد معنىً آخر غير المقصود بالآيات .

وخلاصة القول أن الوقف على أساس المعاني هو المعتمد في قراءة حفص عن عاصم مع جواز الوقف على رؤوس الآيات كما ورد في حديث أم سلمة .

أقسام الوقف :

يمكن تقسيم أنواع الوقوف حسب قراءة حفص عن عاصم إلى الأقسام التالية :

1-                الوقف التام : وهو ما لا يتعلق ما بعده بما قبله لا في اللفظ ولا في المعنى فيفضل الوقف عليه والابتداء بما بعده مثل : { إياك نعبد وإياك نستعين .. اهدنا الصراط المستقيم }.

2-                الوقف الكافي : وهو الذي يتعلق بما بعده معنىً ولا يتعلق لفظاً .. مثل { في قلوبهم مرض ... وقف كافي .. فزادهم الله مرضاً } .

3-                الوقف الحسن : وهو ما اتصل بما بعده لفظاً وانقطع بالمعنى وهنا يحسن الوقف عليه ولكن لا يحسن الابتداء بما بعده بل يعيد ثم يتابع القراءة مثل : { الحمد لله .. وقف حسن } ولكن عند الابتداء يعود فيقول: { الحمد لله رب العالمين } .

4-                الوقف القبيح : وهو ما اشتد تعلقه بما بعده لفظاً ومعنىً فعند الوقف أو الابتداء بما بعده يحدث خللاً أو فساداً في المعنى مثل :

الخلل في الوقف :

-                       { إن الله لا يـستحـــــــيـي .. وقف قبيح } .

-                       { فويـــلٌ للمصلـيـــــــن .. وقف قبيح } .

-                       { لا تقربوا الصــــــــــلاة .. وقف قبيح } .

-                       { إن ما يستجيب الذين يسمعون والموتى .. وقف قبيح } .

-                       { من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل .. وقف قبيح } .

-                       { وتركنا يوسف عند متاعنا فأكلـــه .. وقف قبيح } .

الخلل في الابتداء :

-              { ابتداء قبيح .. يد الله مغلولــة } .

-              { ابتداء قبيح .. المسيـح ابن الله } .

-              { ابتداء قبيح .. عـزيز ابن الله } .

-              { ابتداء قبيح .. إن الله ثالث ثلاثة } .

فنلاحظ هنا كيف يتغير المعنى بشكل مخالف للمراد من الآية الكريمة أحياناً عند الوقف وأحياناً أخرى عند الابتداء .

رموز الوقف :

نلاحظ أثناء قراءة القرآن الكريم بعض العلامات التي تدل على الوقوف نجملها بالتالي :

{ م } : علامة الوقف اللازم .. وهو واجب الوقوف لأن في وصله إيهام لمعنى غير المعنى المراد .

مثال : { وما هم بمؤمنين } وقف لازم { يخادعون الله } فبالوصل إيهام أن المنفي صفة الإيمان المقترنة بالخداع والمعنى المراد غير ذلك .

{ ط } : علامة الوقف المطلق .. وهنا يحسن الوقف ويحسن الابتداء بعده .

{ ج } : علامة الوقف الجائز .. وهنا يتساوى الوصل والوقف فيجوز الوقف ويجوز الابتداء بما بعده .

{ ز } : علامة الوقف المجوز لوجه من أوجه المعاني والمراد أن يكون للآية وجهان للمعنى .. والوقف جائز على أحدهما .

{ ص } : علامة الوقف المرخص لضرورة .. و إذا انقطع النفس وطال الكلام فيقف عليه مع تعلقه بما بعده دون الحاجة للعودة إلى الآية السابقة مثل { الذي جعل لكم الأرض فراشاً }.. ص { والسماء بناءً } .

{ لا } : علامة الوقف غير ملائم أي لا تقف لأن الكلام متعلق بما بعده لفظاً ومعنى ، أما إذا كانت هذه العلامة على آخر الآية فلا حرج في الوقوف إذا تم المعنى على رأي بعض علماء القراءة وذلك لحديث أم سلمة المذكور آنفاً ..

{ ق } : علامة الوقف الذي لم يقل به أكثر العلماء .

{ قف } : علامة الوقف المستحب فلا حرج من الوصل .

{ صلى } : علامة جواز الوقف ولكن الوصل أولى .

{ قلى } : علامة جواز الوصل ولكن الوقف أولى .

.  

{ .. } : علامة تعانق الوقف ويسمى أحياناً الوقف المدور بحيث إذا وقفت على أحد الموضعين لا يصح لك الوقف على الآخر .

ملاحظة :

1-     يلاحظ وجود بعض علامات الوقف المتشابهة في المعنى .

2-     قد نلاحظ في بعض نسخ القرآن الكريم عدم وجود جميع هذه العلامات وذلك للتشابه الحاصل بين بعض علامات الوقف وقد آثرت ذكر أكثر علامات الوقف الواردة للاطلاع .

هذا وقد درجت بعض المصاحف الشريفة ، خاصة الطبعات الحديثة فيها على إشارات وعلامات تسهيل عملية النطق بالحروف وتسهيل أحكام التجويد بشكل عام ، وفيما يلي بعض هذه العلامات والمصطلحات :

{ ° } وضع دائرة مجوفة فوق أحد أحرف العلة الثلاثة ( الألف المدية – والواو المدية – والياء المدية ) يدل على زيادة ذلك الحرف بشكل كامل فلا ينطق به وقفاً أو وصلاً ( يا أيها الذين آمنواْ ) ( يتلواْ صحفاً ) ( لأ اْذبحنه ) ( أوْلئك ) ( أولواْ الأرحام ) ( من نبأيْ المرسلين ) .

{ ° } وتستخدم هذه الحلقة المستديرة أيضاً كعلامة سكون الحرف عند المغاربة وذلك بشرط أن لا يكون الحرف الذي يلي الحرف الساكن مشدداً نحو :

 ( مِنْ خيْرٍ ) ( أوعظْتَ ) ( نضجتْ جُلودهم ) ( وإذْ صَرَفْنا ).

{ ° } أما وضع هذه الحلقة المستديرة فوق أحد الأحرف بحيث يليه حرف مشدد فهذا يدل على إدغام الأول في الثاني إدغاماً ناقصاً بحيث يذهب معه ذات الحرف المدغم مع بقاء صفته ، فالتشديد يدل على الإدغام ، وضع السكون يدل على النقصان نحو :

 ( منْ يَّشاء ) ( منْ وَّليٍّ ) ( بسطْتَّ ) ( أحطْتُ ) .

{ } وتعرية الحرف من علامة السكون مع تشديد الحرف التالي يدل على إدغام الأول بالثاني إدغاماً كاملاً بحيث يذهب معه ذات الحرف المدغم وصفته فالتشديد يدل على الإدغام ، و تعرية الحرف تدل على كما الإدغام نحو :

( مِن لِّينه ) ( ومِن رَّبك ) ( مِن نُّور ) ( مِن مَّاء ) ( قد أجيبت دَّعوتكما ) ( عَصواْ وَّكانوا ) ( بَل رَّفعَهُ الله إليه ) ( وقالت طَّائفة) ( ألم نخلقكُّم ) .

{ } وتعرية الحرف من علامة السكون مع عدم تشديد الحرف التالي تدل على إخفاء الأول عند الثاني ، والإخفاء وسط ، بين الإظهار والإدغام سواء كان هذا الخفاء إخفاء حقيقياً أم إخفاء شفوياً ، نحو :

( مِن تَحتها ) ( بل جاءهم بِالحق ) ( مِن ثَّمرة ) .

{ 0 } ووضع دائرة مجوفة مستطيلة فوق ألف بعدها متحرك يدل على زيادتها وصلاً لا وقفاً نحو :

( أناْ خير منه ) ( لكناْ هو الله ربي ) (قواريراْ .. قواريراْ من فضة ) ( وتظنون بالله الظنوناْ ).

{ } ووضع رأس خاء صغيرة بدون نقطة يدل على سكون هذا الحرف عند أهل المشرق نحو :

 ﺤ       ﺤ   ﺤ  

( من خير ) ( وينئون عنه ) ( بعبده ليلاً ) ( وإذ زاغت ) .

 م  

{ م } ووضع ميم صغيرة يدل الحركة الثانية من النون أو فوق النون الساكنة ، يدل على السكون ، يدل مع تشديد الباء التالية ، يدل على قلب النون الساكنة أو التنوين ميماً نحو :

 م    م    م    م  

( عليمُ بذات الصدور ) ( جزاءَ بما ) كرامِ برره ) ( من بَعد ) (منـبَثا ) .

{ ” - ٍ} وتركيب حركتين ( ضمتين أو فتحتين أو كسرتيـن ) مع عدم تشديد الحرف التالي يدل على إظهار التنوين نحو :

( سميعٌ عَليم ) ( ولا شراباً إِلا ) ( لكل قومٍ هَاد ) .

{ ” - ٍ} وتتابع الحركتين مع التشديد التالي يدل على الإدغام الكامل نحو :

( خشبٌ مسندة ) ( رسولٌ مِّن الله ) ( يومئذٍ نَّاعمه ) ( مبصرةً لِّتبتغوا ) ( لرؤوفٌ رِّحيم ) .

{ ” - ٍ} وتتابع الحركتين مع التشديد التالي يدل على الإخفاء أو الإدغام الكامل نحو :

 ( وجوهٌ يومئذٍ ) ( رحيمٌ وَدود ) ( شهابٌ ثَاقب ) ( سراعاً ذَلك ).

ا   ا  

{ ا – و - } الحروف تدل على أعيان الحروف المتروكة في المصاحف العثمانية مع وجوب النطق بها نحو :

( ذالك الكتب ) ( داوود ) ( يلوون ) ولي الله ) ( إ لفهم ) .

س

 

س

 

{ س } وضع السين فوق حرف الصاد يدل على ترقيقها ولفظها سيناً نحو : ( يبصط ) ( بصطة ) .

س

 

{ س } وضع سين تحت حرف الصاد يعني أن ترقيق الصاد لتصبح سيناً جائز، ولكن لفظها صاداً أقوى نحو :

س  

( المصيطرون ) .

{ ~ } وضع إشارة المد فوق حرف مدي يدل على وجوب مد الحر أكثر من المد الطبيعي ، نحو :

( الـم ) ( الطامة ) ( سيئ بهم ) ( بما أنزل ) .

{ ● } والنقطة المستديرة المطموسة تدل على كيفية الابتداء بألف الوصول ، فإن وضعت فوق الألف ابتدئ بها مفتوحة ، وإن وضعت تحت الألف ابتدئ بها مكسورة ، وإن وضعت في وسط الألف ابتدئ بها مضمومة نحو :

( هو اَلله ) ( إني اِصطفيتك ) (أن اشكر لي ولوالديك ) .

{ ● } ووضع نقطة كبيرة مطموسة تحت الحرف بدلاً عن الفتحة يدل على الإمالة الصغرى نحو :

( موسى ) ( فأحْيا ) ( والنَّهارِ ) ( بسم الله مجريها ) وعند ورش وردت الإطالة الكبرى في كلمة ( طَه ) .

{ } وقد يرد في بعض المصاحف علامة الإمالة على شكل معين مفرغ في الوسط .

{ ● } ووضع نقطة كبيرة مطموسة من غير حركة يدل على تسهيل بعض الهمزة وهو النطق بالهمزة بين الهمزة والألف المدية وذلك إذا كانت مفتوحة نحو : ( ءامنتم ) ( ءاعجمي )..

وبين الهمزة والياء المدية نحو : ( شهداء إذ ) ..

وبين الهمزة والواو المدية نحو : ( جاءَ امَّةً ) .

{ ● } ووضع نقطة كبيرة مطموسة فوق حرف السين يدل على الإشمام وهو النطق بالكسرة بشكل متوسط بين الضمة والكسرة نحو ( سيئ بهم ) ( سيئت وجوه ) ( تأمنا ) .

{ } وقد تستخدم علامة المعين المفرغ من الداخل للدلالة على الإشمام ..

{ & } الدائرة المحلاة التي في وسطها رقم يدل على نهاية الآية والرقم يدل على ترتيب هذه الآية في السورة .

{ @ } والنجمة أو الزهرة في بعض المصاحف تدل على نهاية الثمن و الربع والحزب ونصف الجزء والجزء .

{ q } قد توضع علامة لموضع السجدة بعد علاقة الآية على الشكل السابق في بعض نسخ المصاحف .

-   يلاحظ أن الياء المتطرفة عند المشارقة لا تنقَّط لعد الالتباس .

-   يلاحظ أن الأحرف ( ي – ن – ف – ق ) عندما تكون متطرفة لا تنقَّط عند المغاربة لعد الالتباس .

-  يلاحظ أن التفريق بين ( ف – ق ) في وسط الكلمة بوضع نقطة واحدة للفاء ، ونقطتين للقاف وذلك عند أهل المشرق ، أما عند أهل المغرب فتوضع نقطة فوق القاف ونقطة تحت الفاء .

-  للدلالة على ثمن الحزب أو ربع الحزب أو نصف الحزب أو الحزب أو الجزء فإنها تضوع هذه الكلمات ضمن زخارف تختلف من مصحف إلى آخر .

أحذر الخطأ :

أثناء تلاوة القرآن الكريم قد يحدث بعض الالتباس بين كلمة وأخرى خاصة في موضع ضبط الكلمة بالشكل مما يغير المعنى المراد من الآية الكريمة بشكل كبير ، وذلك بعدة أسباب مثل :

-  عدم معرفة الطالب لقواعد اللغة العربية بشكل عام .

-  عدم معرفة الطالب لقواعد علم التجويد .

-  عدم معرفة الطالب لقواعد الرسم العثماني الذي تكتب بموجبه المصاحف .

-   دخول الثقافات الغربية واللهجات المحلية التي أثرت على معرفة اللغة العربية .

-   عزوف الشباب عن التقوِّى باللغة العربية أمام الغزو الفكري والحضاري الحديث المتمثل بالكمبيوتر والانترنيت والفضائيات وغيرها ..

لذلك كان من واجبي أن أنبه إلى وجوب الانتباه والتركيز والاهتمام على ضبط الكلمة القرآنية بالشكل الصحيح حتى لا تقع في الخطأ الذي يغير المعنى المقصود من الآية مما يؤدي إلى تغيير المعنى بشكل كبير يصل إلى حد النطق بكلمة الكفر أحياناً عن غير قصد .

وفي هذا المجال أسوق بعض الأمثلة التي تلتبس على بعض الطلاب لكي ينتبهوا إلى ذلك الأمر ، وإن كان الأساس في ذلك محاولة بذل الحيطة والحذر في ضبط الكلمات كلها وفق ما ورد في المصحف الشريف كلما أراد الفرد المسلم قراءة كتاب الله ..

وأريد أنوه هنا ، إلى أن تلاوة القرآن الكريم والتثبت من أحكامها ومراعاة شروطها لا يمكن أن تكون إلا بطريقة التلقي ، ذلك لأن من يريد تعلم القرآن بمفرده لابد أن يقع في العديد من الأخطاء التي لا يشعر بها ، وإذا ما حفظ هذه الأخطاء فمن الصعب التخلي عنها فيما بعد ، لذلك أنصح أخوتي الطلاب الذين فتح الله قلوبهم إلى حب كتاب الله والى العيش في ظلال القرآن الوارفة والتخلق بأخلاق القرآن العظيمة ، أنصحهم أن يتعلموا القرآن ضمن حلقة من حلقات تعلم القرآن في المسجد حيث يشرف على هذه الحلقة معلم يتقن تلاوة كتاب الله جل وعلا ، وأن يقرءوا القرآن بصوت مرتفع مسموع حتى يتعلم الجميع من أخطائهم ومن أخطاء إخوانهم في هذه الحلقة ، وبذلك تستقيم تلاوتهم وتقل أخطاؤهم ويتعلموا كتب الله تبارك وتعالى كما نزل على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فينالوا بذلك خيري الدنيا والآخرة .

وفيما يلي أنب على بعض الكلمات التي قد تلتبس على من يريد تعلم كتاب الله جلا وعلا :

أولاً : تشابه الكلمات :

1-         كلمة ( سخرياً ) وردت في القرآن بضم السين وبكسر السين

 ( سُخريا ) : بضم السين تعني التسخير في العمل والخدمة يقول ربنا جل شأنه ( ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضاً سُخريا )[2] ...

 ( سِخرياً ) : بكسر السين وتعني الاستهزاء والسخرية ، يقول ربنا جل شأنه ( واتخذتموهم سِخرياً حتى أنسوكم ذكرى )[3] .

2-         كلمة (ذنوب ) وردف في القرآن بضم الذال وفتح الذال (ذُنوب) : بضم الذال وهي جمع ذنب وهي المعاصي والآثام وقد وردت كثيراً في القرآن الكريم يقول ربنا جل شأنه ( ومن يغفر الذُنوب إلا الله )[4] .

( ذَنوب ) : بفتح الذال وتعني قسطاً أو نصيباً من العذاب ، يقول ربنا جل شأنـه ( فـإن للذيـن ظلمـوا ذّنوبـاً مثـل ذَنـوب أصحابهـم )[5].

3-          كلمة ( بعد ) وردت في القرآن بضم العين وكسر العين وسكون العين ..

( بَعُدَ ) : بضم العين وتعني بعد المسافة أي ضد القرب ، يقول ربنا جل شأنه ( ولكن بَعُدَت عليهم الشقة )[6] ..

( بَعِدَ ) : بكسر العين تقل في معاني العذاب والهلاك والزلازل والمحن يقول ربنا جل شأنه ( ألا بُعْداً لمدين كما بَعِدت ثمود)[7].

( بَعْدِ ) : أي التالي لما سبقه ( وما تفرقوا إلا من بَعْدِ ما جاءتهم البينة )[8] .

4-         كلمة ( الكبر ) وردت في القرآن الكريم بكسر الكاف وفتح الباء ، ووردت بضم الكاف وفتح الباء ، ووردت بكسر الكاف وسكون الباء ، ولكل واحدة معنى مختلف عن الأخرى :

( الكِبَر ) : بكسر الكاف وفتح الباء ، وتعني ازدياد السن أو ضد الصغر ، يقول ربنا جل شأنه ( قال رب أنى يكون لي ولد وقد بلغني الكِبَر )[9] .

( الكُبَر ) بضم الكاف وفتح الباء وهي جمع كبرى وهي الأمور العظيمة وقيل هي اسم النار ، يقول ربنا جل شأنه ( إنها لإحدى الكُبَر .. نذيراً للبشر )[10] ..

( الكِبْر ) : بكسر الكاف وسكون الباء ، وهي بمعنى التكبر والاستعلاء على الناس ، يقول ربنا جل شأنه ( إن في صدورهم إلا كِبْر ما هم ببالغيه )[11] .

5-         كلمة ( الجنة ) : وقد وردت في القرآن الكريم بفتح الجيم وبكسر الجيم وبضم الجيم ..

( الجَنَّةَ ) : بفتح الجيم وهي ما وعدنا الله سبحانه وتعالى به من النعيم المقيم يوم القيامة وجمعها جنات ، وقد وردت هذه ا لكلمة كثيراً في القرآن الكريم ، قال الله تعالى ( فمن زحزح عن النار وأدخل الجَنَّةَ فقد فاز )[12] ..

( الجِنَّة ) : بكسر الجيم والمراد بها الجن الذين هم من خلق الله تبارك وتعالى ، يقول ربنا جل شأنه ( وجعلوا بينه وبين الجِنَّة نسبا ولقد علمت الجِنَّة إنهم لمحضرون )[13] ..

( الجُنَّة ) : بضم الجيم وتعني الوقاية والحماية ، قال تعالى (تخذوا أيمانهم جُنَّةً فصدوا عن سبيل الله )[14] .

( جِنَّة ) : بكسر الجيـم أيضاً ومعناها الجنون ، قـال تعالـى (أفترى على الله كذباً أم به جِنَّة )[15] .

6-         كلمة ( تنكحوا ) وردت في القرآن الكريم بضم التاء وبفتح التاء ..

( تُنكحوا ) : بضم التاء ومعناها تزوجوا بناتكم ، قـال تعالـى (ولا تُنكحوا المشركين حتى يؤمنوا )[16] .

( تَنكحوا ) بفتح التاء ومعناها تزوجوا أنتم ، قال تعالى ( ولا تَنكحوا المشركات حتى يُؤْمِنَّ ، ولأمةٌ مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم )[17] .

ثانياً : الفرق بين تاء المتكلم وتاء المخاطبة :

الفارق كبير بين تاء المتكلم وتاء المخاطبة مما يجعل الالتباس والخطأ في قراءة هاذين الحرفين فيه تغيير كبير في المعنى المراد من الآية الكريمة ، وتأتي تاء المتكلم وتاء المخاطبة ملتصقة بآخر الفعل الماضي ( كنتَ – كنتُ ) (علمتَ – علمتُ ) ( عبدتَ – عبدتُ ) (عذبتَ – عذبتُ ) ... إلى ما هنالك من كلمات ، ونلاحظ أن استبدال الفتحة بالضمة هنا يغير المعنى تماماً ...

( كنتَ ) بفتح التاء والتي هي تاء المخاطبة قال تعالى على لسان عيسى ابن مريم ( وكنتُ عليهم شهيداً ما دمتُ فيهم فلما توفيتني كنتَ أنت الرقيب عليهم )[18] .

( كنتُ ) بضم التاء والتي هي تاء المتكلم والمثال السابق فيه تاء المتكلم وتاء المخاطبة ومثال آخر قوله تعالى على لسان عيسى بن مريم عليه السلام ( إن كنتُ قلته فقد علمتَه )[19] ..

ثالثاً : التفريق بين ياء الاثنين وياء الجمع :

( اللذَيْن ) : بفتح الذال تفيد الاثنين ، يقول تعالى ( وقـال الذين كفروا ربنا أرنا اللذَيْن أضلانا من الجن والأنس )[20] ، وكذلك قوله تعالى ( فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدَيْن فيها )[21] فكلمة اللذَيْن والتي تكتب في الرسم العثماني بلام واحدة وهي للمثنى وكذلك كلمة خالدَيْن ..

( الذِيْن ) : بكسر الذال وسكون الياء وتفيد الجمع وهذه الكلمة وردت كثيراً في القرآن الكريم قال تعالى ( إن الذِيْن آمنوا كانت لهم جنات الفردوس نزلا )[22] .

رابعاً : التفريق بين الفاعل والمفعول :

كثيراً ما يتقدم المفعول على الفاعل في بعض آيات القرآن الكريم وذلك لحكمه بلاغية أرادها الله سبحانه وتعالى فيحدث الالتباس مما يغير المعنى العام للآية الكريمة بشكل كبير لذلك يجب الانتباه لذلك وقد ورد العديد من الآيات القرآنية في هذا الصدد نذكر منها على سبيل المثال قوله تعالى ( وإذ ابتلى إبراهيمَ ربُّه )[23] حيث (ابراهيمَ ) مفعول به مقدم منصوب بالفتحة و ( ربُّه ) لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة ، قوله تعالى ( أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوبَ الموتُ )[24] كلمة يعقوبَ مفعول به مقدم منصوب بالفتحة ، والموتُ فاعل مرفوع بالضمة ، ولو استبدلنا الفتحة بالضمة بين الكلمتين لتغير المعنى بشكل كبير لا تستقيم معه الآية الكريمة .. وقوله تعالى : ( لن ينال اللهَ لحومُها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم )[25] وهنا لفظ الجلالة ( اللهَ ) مفعول به مقدم منصوب بالفتحة و (لحومُها) فاعل مؤخر مرفوع بالضمة .. وقوله تعالى ( إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ )[26] وهنا أيضاً لـفـظ الجلالـة ( اللهَ ) مفعول بـه مقدم منصوب الفتحـة ، وكلمـة (العلماءُ ) فاعل مؤخر مرفوع بالضمة .

خامساً : التفريق بين اسم الفاعل واسم المفعول :

كثيراً ما يكون الفرق بين اسم الفاعل واسم المفعول به عباره عن حركة الفتحة أو الكسرة مما يؤدي إلى الالتباس والخطأ حيث يؤدي هذا الخطأ إلى تغيير كبير في المعنى المراد لهذه الآية الكريمة نذكر على سبيل المثال كملة (المنذرين) التي وردت في القرآن الكريم بفتح الذال وبكسرها .

( المنذِرين ) : بكسر الذال اسم فاعل يفيد معنى الذي قام بفعل الإنذار ، قال تعالى ( إنما أنا من المنذِرين )[27] .

( المنذَرين ) : بفتح الذال اسم مفعول يفيد معنى الذي وقع عليه فعل الإنذار ، قال تعالى ( فساء صباح المنذَرين )[28] وكذلك في قوله تعالى ( فانظر كيف كان عاقبة المنذَرين )[29] أما قوله تعالى في سورة الصافات ( ولقد أرسلنا فيهم منذِرين فانظر كيف كانت عاقبة المنذَرين ) فقد جمعت هذه الآية اسم الفاعل واسم المفعول في آن واحد ..

سادساً : التفريق بين صيغة الاستفهام وصيغة الإقرار :

( أَفترى ) وهنا همزة قطع فوقها فتحة تقرأ في الوصل والابتداء وتفيد هنا الاستفهام ، قال تعالى ( أَفترى على الله كذباً أم به جنة)[30].

( افترى ) همزة وصل تسقط في الوصل وتكون مكسورة في الابتداء وهي تفيد التقرير ، قال تعالى ( أم يقولون افترى على الله كذاباً )[31] .

سابعاً : التفريق بين الفعل الماضي وفعل الأمر :

( آمَنوا ) : بفتح الميم تفيد الماضي وهي موجودة بكثرة في القرآن الكريم ، قال تعالى ( إن الذين آمَنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا )[32] ..

( آمِنوا ) : بكسر الميم تفيد الأمر ، قال تعالى ( يا أيها الذين آمَنوا آمِنوا بالله ورسوله )[33]، وكذلك الأمر بالنسبة لفعل ( آتَوا – آتُوا ) .

( آتَوا ) : بفتح التاء فعل ماضٍ ، قال تعالى ( الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتَوا الزكاة )[34] ..

( آتُوا ) : بضم التاء فعل أمر ، قال تعالى ( وأقيموا الصلاة وآتُوا الزكاة )[35] .

ثامناً : التفريق بين المضارع المرفوع وبين المنصوب أو المجزوم :

إن الفعل المضارع في الحالة العادية مرفوع بالضمة الظاهرة أو المقدرة على آخره أو بثبوت النون إذا كان من الافتعال الخمسة ، ولكن إذا جاءت قبله إحدى أدوات النصب أو الجزم أو وقع جواباً لشرط أو جواباً لطلب فإن آخر الفعل المضارع يتحول إلى النصب أو الجزم حسب الحالة التي تعتريه ، لذلك يجب الانتباه إلى مثل هذه الحالات وإثبات الحركة المناسبة لآخر الفعل المضارع حتى يستقيم المعنى العام للآية بشكل صحيح ، والأمثلة على هذا الموضوع كثيرةٌ جداً مثل قوله تعالى ( فادع لنا ربك يخرجْ لنا مما تنبت الأرض )[36] فهنا الفعل المضارع ( يخرجْ ) مجزوم الآخر بالسكون لوقوعه جواباً للطلب ، وكذلك قوله تعالى ( قالوا ادع لنا ربك يبينْ لنا ما هي )[37] ، وكثيراً ما يطرأ ساكن آخر بعد جزم الفعل فيحرك آخر الفعل بالكسر لالتقاء الساكنين ، قال تعالى ( ثم ارجع البصر كرتين ينقلبْ إليك البصر خاسئاً وهو حسير )[38] .

تاسعاً : معرفة الرسم القرآني :

إن كتابة القرآن الكريم توقيفي متواتر لا مجال لتغييره أو تبديله أو الاجتهاد فيه والذي يسمى عادة بالرسم القرآني وأحياناً بالرسم العثماني نسبة إلى الخليفة الراشد عثمان بن عفان الذي جمع القرآن في عهده ونُسخ وضُبط وعُمم على الأقطار الإسلامية ، وقد تقلى علماء القراءات هذا الرسم بالتواتر وصولاً إلى الرسول المصطفى – صلى الله عليه وسلم - .

إن هذا الرسم القرآني يختلف نوعاً ما عن قواعد الإملاء والكتابة المتعارف عليها لدى الطلاب في عصرنا الحديث لذلك كثيراً ما يحدث الالتباس أو الأخطاء أو على الأقل الصعوبة في القراءة نتيجة هذا الاختلاف ، لذلك يستحسن في هذه الحالة تلقي قراءة القرآن عن معلم يتقن قراءة القرآن حتى لا يحصل أي خطأ أو التباس في معرفة الرسم القرآني ، ونورد هنا بعض الأمثلة التي قد تلتبس على الطلاب المبتدئين ، للتحذير والتنبيه :

1-                 الصلاة : تكتب الألف في الرسم القرآني واواً فوقها مد ، قال تعالى ( فإذا قضيت الصلـاوة فانتشروا في الأرض )[39] .

2-                 الزكاة : تكتب الألف في الرسم القرآني واواً فوقها مد كما هو الحال في كلمة الصلاة ، قال تعالى ( الذين يقيمون الصلـاوة ويؤتون الزكـاوة )[40] .

3-                 صلواتهم : وتكتب الألف هنا على شكل مد صغير ولكن بعد الواو وليس فوقها للتفريق بينها وبين الصلاة ، قال تعالى (الذين هم على صلـاوتهم يحافظون )[41] .

4-                 الربا : وتكتب الألف أيضاً واواً فوقها مد صغير وذلك من مثل قوله تعالى ( ولا تأكلوا الربوا أضعافاً مضاعفة )[42] .

5-                 الهمزة : إذا جاءت فوق الألف تقرأ همزه عادية ، قال تعالى ( كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحرٌ مجنون )[43]

6-                 الهمزة : إذا جاءت على السطر وبعدها ألف تقرأ همزة ممدودة ، قال تعالى ( ءاخذين ما ءاتهم ربهم ، إنهم كانوا قبل ذلك محسنين )[44] .

7-                 الألف المدية : تحذف ويستعاض عنها بمد صغير فوق الحرف الذي قبلها قال تعالى ( والذين هم لأمـانـاتهم وعهدهم راعون )[45] .. وقوله تعالى ( وقـاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم)[46] .

وهناك العديد من الاختلافات بين الرسم القرآني وبين قواعد الإملاء المتعبة في عصرنا الحاضر ، يمكن معرفتها والتدرب على قراءتها بواسطة التلقي من معلم متقن لقراءة القرآن الكريم .

عاشراً : بعض الأخطاء الشائعة :

1-                 يهْدِي : بسكون الهاء وكسر الدال بمعنى يدل ويرشد إلى الطريق المستقيم .

 يهِدِّي : بكسر الهاء وتشديد الدال بمعنى يهتدي هو ، قال تعالى ( أفمن لا يهْدِي إلى الحق أحق أن يبتع أمن لا يهِدِّي إلا أن يُهدى )[47] .

2-                 ( نهر ) يجوز في اللغة أن نقول ( نَهْرُ ) و ( نَهَرُ ) أي بسكون الهاء أو فتحها ، ولكن وردت في القرآن الكريم فتح النون والهاء على غير لدى الناس لذلك وجب التنبيه قـال تعالـى ( إن الله مبتليكم بنَهَرٍ )[48] وكذلك قوله تعالى ( إن المتقين في جناتٍ ونَهَرٍ)[49].

 وبعد فهذه بعض الملاحظات والتنبيهات أردت الإشارة إليها وأنا على يقين أنها غير كافية إذ لابد من التحري في ضبط وتدقيق قراءة القرآن ، وعدم الخطأ واللحن فيه ، وهذا لا يتأتى إلا بطريقة التلقي أي القراءة والدراسة في حلقات التلاوة والحفظ في المسجد وأمام معلم ثبت ضابط لقراءة القرآن وذلك لكي يتم حفظ القرآن الكريم صحيحاً سليماً كما نزل على رسول الله – صلاة الله عليه وسلم – وأهيب بالآباء والمعلمين والمربيين والدعاة أن يدفعوا أبناءهم وأقاربهم ومعارفهم من الأولاد الصغار إلى حلق قراءة القرآن وحفظه ذلك لأنه أسرع في الحفظ وأصغى للتلقي ، وأرغب في تعلم وحفظ كل جديد خاصة كتاب الله تبارك وتعالى ، وبذلك يحصل الطفل ومنذ نعومة أظفاره على سعادة الدارين الدنيا والآخرة ، وينشأ ويترعرع في ظل كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، فيدخل تحت الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله .

خصوصية فضل الآيات والسور :

القرآن الكريم كله كلام الله نزل به الروح الأمين جبريل عليه السلام من عند الله تعالى على سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ، وفي كل حرف أو كلمة أو آية فضل ورحمة وبركات ، ولئن وردت بعض الأحاديث الشريفة في تخصيص بعض الآيات والسور بزيادة الفضل فهذا لا يعني أن بقية القرآن لا فضل فيه ، ولقد كان تخصيص بعد الآيات والسور بالفضل على سائر آيات القرآن الكريم إنما كان بسبب المعاني العقيدية والتربوية الهامة التي يحتاجها الإنسان في كل لحظة من لحظات حياته ، وهذا التخصيص يجب أن لا يدفعنا إلى اقتصار تلاوتنا وحفظنا على هذه الآيات والسور بشكل خاص وإهمال باقي سور وآيات القرآن الكريم حتى لا يقع تحت قوله تعالى ( وقال الرسول رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا )[50] إنما يجب المداومة على تلاوة كتاب الله كاملاً بين فترة وأخرى وأن تخص هذه السور والآيات بشيء من التركيز والحفظ والدراسة .

ويجب التنبيه هنا إلى أنه وردت في بعض الكتب التي تتحدث عن الترغيب والترهيب العديد من الأحاديث الضعيفة أو الموضوعة في فضل بعض السور والآيات ، لذا وجب التثبت من صحة الأحاديث الواردة في مثل هذه المواضيع ، لأن وراءها دوافع فاسدة لا مجال هنا للتحدث عنها فيجب الانتباه إلى ذلك .

وفيما يلي نعرض لبعض الأحاديث التي وردت في فضل بعض الآيات والسور مع إعطاء فكره موجزه عن المعاني التي تضمنتها هذه الآيات التي أدت إلى هذه الخصوصية :

أولاً : سورة الفاتحة :

عن أبي سعيد بن المعلى – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد ، قلت يا رسول الله : إنك قلت ألا أعلمك أعظم سورة من القرآن .. قال : الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته )[51].

ولكي تعم الفائدة نذكر هنا بعض المعاني التي تضمنتها سورة الفاتحة والتي أعطتها هذه الخصوصية العظيمة وذلك بشيء من الاختصار ولمن أراد الاستزادة فيرجع إلى ( ظلال القرآن ) للشهيد سيد قطب ، يردد المسلم سورة الفاتحة في كل يوم وليلة سبع عشرة مرة على الحد الأدنى ، ولا تصح الصلاة بغير قراءة الفاتحة .. فعن عبادة بن الصامت ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : ( لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب )[52] .. وسبب اختيار هذه السورة بالذات ليقرأها المسلم في صلاته سبع عشرة مرة على أقل تقدير ذلك لأنها تتضمن العديد من المعاني الإيمانية والتربوية والعقيدية ..

بسم الله : هو الأدب الرباني الذي أوحاه لنبيه في أول ما نزل من القرآن والاستفتاح باسم الله فيه الخير والفضل والبركة .

الرحمن الرحيم : كلمات تستغرق كل معاني الرحمة وحالاتها ومجالاتها من الله سبحانه وتعالى لجميع المخلوقات .

الحمد لله : وهو الشعور الذي يفيض به قلب المؤمن بمجرد ذكره لله ، لما أسبغه الله على البشرية من نعم لا تعد ولا تحصى.

رب العالمين : الربوبية الشاملة ، أصل العقيدة الصحيحة ، و الرب هو المالك المتصرف في جميع الخلائق ، والربوبية المطلقة هي مفرق الطريق بين وضوح التوحيد الشامل والغبش الذي ران على أفكر وتصورات العديد من الناس العقيدة الإسلامية .

الرحمن الرحيم : تأكيد مرة ثانية على استغراق كل معاني الرحمة من الخالق جل وعلا تجاه عباده من جميع المخلوقات ، وإعادة ذكرها مرة ثانية تأكيد على أهميتها وتذكرة بفضل الله سبحانه وتعالى علينا جميعاً .

مالك يوم الدين : وهذه الآية تمثل أحد الأصول الضخمة العميقة في العقيدة الإسلامية ، وهي الإيمان باليوم الآخر .

إياك نعبد وإياك نستعين : أصل آخر من أصول العقيدة الإسلامية ، توحيد الألوهية وإفراد الله بالتوجه إليه بالعبادة والتحرر المطلق من كل عبودية غير عبودية الله .

وبعد تقرير تلك المبادئ الأساسية في التصور والعقيدة ، وتقرير التوجه إلى الله وحده بالعبودية والاستعانة ، يبدأ الالتجاء إلى الله والدعاء إليه ..

اهدنا الصراط المستقيم : وفقنا يا الله لمعرفة الطريق المستقيم الذي يوصلنا إلى رضاك والجنة ، ووفقنا للاستقامة عليه بعد معرفته .

صراط الذين أنعمت عليهم : وهنا تكشف هذه الآية الكريمة طبيعة الصراط المستقيم فهو طريق الذين قسم لهم نعمته وهداهم إلى هداه.

غير المغضوب عليهم ولا الضالين : وليس طريق المغضوب عليهم الذين عرفوا الحق وانحرفوا عنه أمثال اليهود ، وليس طريق الذين ضلوا عن الحق فلم يهتدوا إلى هذا الطريق أمثال النصارى والمشركين ، إنه إذن طريق السعداء المهتدين الواصلين إلى الله رب العالمين .

نلاحظ كيف اشتلمت هذه السورة القصيرة على العديد من المعاني والتوجيهات الهامة ، اشتملت على أصول العقيدة والهداية لذلك اختصها الله ورسوله بالفضيلة على سائر الآيات والسور فكانت سورة تقرأ سبع عشرة مرة لمن أراد الفرائض فقط ومرات عديدة كثيرة لمن أراد السنن والنوافل ..

ثانياً – سورة البقرة :

عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تجعلوا بيوتكم مقابر .. إن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة )[53] ..

تعتبر سورة البقرة من أوائل ما نزل من القرآن بعد الهجرة وهي أطول سورة في القرآن على الإطلاق ، وتضم بين آياتها عدة موضوعات هامة :

1.        مـوقـف بين إسرائيل مـن الدعـوة الإسلامية في المدينـة ومواجهتهــم لرسول الله صلــى الله عليـه وسلـم ، وللجماعـة المسلمة الناشئة ، وكل مـا يـتعلـق بهـذا الموقـف.. .

2.       الترابط العضوي بين اليهود والمنافقين .

3.       الترابط العضوي بين اليهود والمشركين كحالهم في كل زمان ومكان .

4.       موقف الجماعة المسلمة من الناشئة من اليهود والنصارى والمشركين .

5.       إعداد الجماعة المسلمة لحمل أمانة الدعوة والخلافة في الأرض وذلك بعد فشل بني إسرائيل في حمل هذه الأمانة.

6.       القصص الهادفة لتدعيم وتوجيه الدعاة .

7.       الأمثال الهادفة لتدعيم وتوجيه الدعاة .

8.       العديد من الإرشادات والتوجيهات الإيمانية والأوامر الإلهية التي تصلح الدعاة إلى الله وتأهلهم لحمل الرسالة الإلهية إلى الناس كافة.

إن هذه السورة العظيمة بما تضمنته من قصص وحكايا ومواعظ وعبر وأمثال وإرشادات إيمانية وتوجيهات تربوية وربانية وأوامر إلهية ، تعتبر مدرسة تربوية كاملة من مدارس الدعاة إلى الله ، تبين حاجة الدعاة إلى الله ، وتبين العقبات والصعاب والمحن التي لابد وأن تعترض الدعاة إلى الله في كل زمان ومكان لكي تصقلهم وتنفي الخبث عنهم ، وتعدهم لحمل الأمانة الثقيلة التي أبت السماوات والأرض والجبال حملها ، إنها أمانة الدعوة ، إنها أمانة حمل الرسالة ، رسالة التوحيد إلى الناس أجمعين ، لهذه المعاني والقيم وغيرها كثير خص رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه السورة بهذه الخصوصية .

ثالثاً : آية الكرسي من سورة البقرة :

عن أبي كعب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم ؟ قلت الله ورسوله أعلم ، قال : يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم ؟ قلت الله ورسوله أعلم ، قال : الله لا إله إلا هو الحي القيوم .. قال : فضرب في صدري وقال ليهنك العلم أبا المنذر )[54] .

تضمنت هذه الآية الكريمة قواعد التصور الإيماني ، وتذكر من صفات الله سبحانه وتعلى ما يقرر معنى الوحدانية المطلقة في أدق مجالاتها وأوضح سماتها ، وذلك بعد فترة من الإنحراف والضلال والشرك والبعد عن عقيدة التوحيد الخالصة حتى يومنا هذا .

الله لا إله إلا هو : الوحدانية الحاسمة التي لا مجال فيها لأي انحراف أو لبس أو تشويه أو غموض ، وحدانيه مطلقة لله سبحانه وتعالى .

الحي القيوم : الحياة التي يوصف بها سبحانه وتعالى وتليق بكماله وجلاله ، فهي حياة ذاتية لم تأت من مصدر آخر كحياة الخلائق كلها فالله سبحانه ينفرد بهذه الصفة على هذا المعنى على جميع المخلوقات والموجودات ، فهي الحياة الأزلية ، وهي الحياة الأبدية متجردة عن معنى الزمان والمكان المصاحب لحياة الخلائق ، وهي الحياة المطلقة من الخصائص والصفات التي يتعارف الناس عليها والتي هي من خصائص وصفات المخلوقات.

أما صفة القيوم .. فتعني قيامه جل وعلا على كل موجود وقيام كل موجود به سبحانه وتعالى فلا قيام لشيء بغير وجوده وتدبيره وإرادته جلا وعلا .

 لا تأخذه سنة ولا نوم : وهذا توكيد لقيامه سبحانه على كل شيء وقيام كل شيء به ، وقد جاء هذا التأكيد بصورة تعبيرية تقرب للإدراك البشري صورة القيام الدائم ، وهي تقرر المبدأ الأساسي لمعنى ليس كمثله شيء ، فهو يتفرد في هذه الصفة فلا تأخذه حتى الغفوة الخفيفة من النوم .

له ما في السموات وما في الأرض : فهي الملكية الشاملة ، الملكية المطلقة بدون قيد أو شرط ، وهذا أيضاً أحد المفاهيم الخاصة بالألوهية الحقة ، التي تفرد الله سبحانه بها .

من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه : وهذه أيضاً صفة أخرى من صفات الألوهية توضح مقام الألوهية ومقام العبودية ، فالعبيد جميعاً يقفون في حضرة الألوهية موقف العبودية لا يتعدونه ولا يتجاوزونه ، يقفون مقام العبد الخاشع الخاضع الذي لا يشفع ولا يجرؤ على الشفاعة عند الله إلا بإذنه ، وضمن حدود هذا الإذن الإلهي ، والعبيد يتفاضلون فيما بينهم ، ويتفاضلون في ميزان الله ولكنهم يقفون جميعاً أمام الله عند حد لا يمكن أن يتجاوزه عبد من عبيد الله .

يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم : وهذه الحقيقة تساهم في تعريف المسلم بالله سبحانه وتعالى ، وفي تحديد مقامه من الله سبحانه ، فالله يعلم كل شيء عن خلقه وعبيده ، وعلمه شامل كامل لكل الخلائق .

ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء : فالله سبحانه هو الذي يعلم كل شيء ، وهو الذي يأذن فيكشف للعباد عن شيء من علمه وبدون هذا الإذن الرباني ، وبدون هذا الكشف من الله سبحانه عن شيء من علم الله لا يمكن لمخلوق أن يعلم شيئاً أو يفقه شيئاً أو يكتب شيئاً أو يقرأ شيئاً أو يتكلم أو يتلمس بحواسه فهذا وغيره كثير مما تعرفه المخلوقات أو تدركه جزء من علم الله الذي أذن بكشفه لمخلوقاته ، وهذه أيضاً إحدى حقائق الألوهية .

وسع كرسيه السموات والأرض : صورة حسية لموضع التجريد المطلق ، الكرسي هنا في معنى الملك ، وإذا وسع كرسيه السماوات والأرض فهذا يعني ملك الله وسلطانه قد امتد وشمل السموات والأرض .

ولا يؤوده حفظهما : كناية عن القدرة الكاملة الشاملة التي تحفظ السموات والأرض وتسير أمور الكون كله دون جهد ولا كلل .

وهو العلي العظيم : خاتمة الصفات في هذه الآية الكريمة التي تفرد الله سبحانه بالعلو ، وتفرد بالعظمة ، فهو وحده العلي ، وهو وحده العظيم ، لا ينازعه في علوه وعظمته شيء في السموات والأرض .

نلاحظ كيف تضمنت هذه الآية الكريمة معاني متعددة في العقيدة والتوحيد وصفات الله سبحانه وتعالى التي اختص بها دون جميع المخلوقات ، وهذه المعاني يحتاجها الفرد المسلم في كل لحظة ، يجب أن تستقر في القلب وتتردد دائماً في النفس ، ويعيها العقل ، لذلك فقد اختصها سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الخصوصية .

رابعاً : أواخر سورة البقرة :

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم ، سمع نقيضاً من فوقه فرفع رأسه فقال : هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم ، فنزل منه ملك .. فقال : أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي من قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته )[55] .

آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون : إيمان الرسول صلى الله عليه وسلم هو إيمان التلقي المباشر ، تلقى من قلبه للوحي من الله ، واتصاله المباشر بالحقيقة المطلقة بلا أداة ولا واسطة ، وهي درجة من الإيمان لا يمكن أن يصل إليها إلا نبي أو رسول ، وإضافة إيمان المؤمنين في هذه الآية إلى إيمان الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم هو تكريمهم ورفعهم إلى هذه الدرجة الإيمانية العالية ولكن ما هي طبيعة هذا الإيمان ؟ .

كلٌ آمن بالله : الإيمان بالله هو قاعدة الاعتقاد الإسلامي والتصور الإسلامي ، قاعدة المنهج الذي يحكم الحياة بكل جوانبها واتجاهاتها ، الإيمان بالله معناه إفراده سبحانه وتعالى بالألوهية والربوبية والعبادة ، ومن ثم إفراده بالسيادة على ضمير الإنسان وسلوكه في كل أمر من أمور الحياة .

وملائكته : الإيمان بملائكة الله طرف من الإيمان بالغيب فهو يخرج الإنسان من نطاق الحواس يطلقه ليتلقى المعرفة خارج نطاق الحواس ، وبذلك يعلن الإسلام إنسانية الإنسان وتفرده وتفرده على بقية الخلائق بارتقائه عن مستوى الغرائز والحواس والتي يشاركه فيها الحيوانات وغيرها من المخلوقات ، ومن ثم يتفرد الإنسان بادراك ما وراء الحواس ، ومن هذه الأمور الإيمان بالملائكة .

وكتبه ورسله لا نفرق بين أحدٍ من رسله : الإيمان بكتب الله ورسله بدون تفرقة بين أحد من رسله هو المقتضى الطبيعي الذي ينبثق من الإيمان بالله في الصورة التي يرسمها الإسلام ، وبهذا المفهوم العام الشامل لدين الله وهو الإيمان بكل الكتب السماوية الصحيحة غير المحرفة والإيمان بكل الرسل والشرائع التي نزلت على أولئك الرسل ، تكون الأمة المسلمة قد ورثت هذا الرصيد الضخم ، رصيد الهدى والنور رصيد الثقة والطمأنينة ، رصيد الرضى والسعادة ، رصيد الدعوة إلى الله ، رصيد قيادة البشرية حتى يرث الله الأرض ون عليها .

وقالوا سمعنا وأطعنا : ونتجلى هنا في هذه الآية السمة الأصيلة للمؤمنين وهي السمع والطاعة ، السمع لكل ما جاءهم من عند الله والطاعة لكل أمر من أوامر الله ، ولكن هل يكفي السمع والطاعة فمع السمع والطاعة الشعور بالتقصير والعجز أمام قدرة الله سبحانه والالتجاء إلى طلب المغفرة والرحمة من الله سبحانه .

غفرانك ربنا : وبعد تقديم السمع والطاعة والاستسلام لأوامر الله سبحانه نتوجه إلى الله بطلب العفو والمغفرة .

وإليك المصير : لأننا نؤمن إيمان اليقين بأن المصير إلى الله في الدنيا والآخرة .

لا يكلف الله نفساً إلا وسعها : وهنا تتجلى رحمة الله وعدله في التكاليف التي يفرضها على عباده في خلافته للأرض .

لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت : التبعة الشخصية الفردية فلا تنال نفس إلا ما كسبت ولا تحمل نفس إلا ما اكتسبت ، كل فرد يُحاسب ويُسأل عن عمله فقط إن خيراً فيكون جزاءه بالخير ، وإن شراً يكون جزاءه بالشر .

ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا : دائرة الخطأ والنسيان هي التي تحكم تصرف المسلم حين ينتابه الضعف البشري ، لذلك يتوجه إلى الله بطلب العفو والمغفرة .

ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا : الآصار والتكاليف الصعبة والأنفال التي جعلها لله على بعض الأمم السابقة عقوبةً لهم على ما بدر منهم من ذنوب وآثام .

ربنا ولا تُحَمِّـلنا ما لا طاقة لنا به : وهو دعاء الاستسلام المطلق من المؤمنين إلى ربهم فالمؤمنون لا ينوون نكولاً عن تكاليف الله لهم أياً كان ولكنهم فقط يتوجهون إلى ربهم راجين متطلعين أن يرحم ضعفهم فلا يكلفهم ما لا يطيقون كي لا يعجزوا أو يقصروا في تنفيذ أوامر الله .

واعف عنا واغفر لنا وارحمنا : وهنا يتجلى الاعتراف بالضعف والخوف من التقصير لذلك يلجأ المسلم إلى ربه يطلب العفو والمغفرة والرحمة من عند العفو الغفور الرحيم .

أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين : وفي الختام الاعتراف بربوبية الله سبحانه ولكله على كل الخلائق ، لذلك يتوجه المسلم بطلب العون ، بطلب النصر على العداء الكافرين .

هذه بعض الأمثلة نقلناها مع شيء من الشرح والتفصيل لإعطاء فكرة عن بعض الآيات والسور التي خصها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفضيلة على باقي سور القرآن ، وفيما يلي استعراضاً سريعاً لبعض السور والآيات الأخرى التي وردت فيها أحاديث شريفة تؤكد فضليها دون الدخول في شرح هذه الآيات ومن أراد الاستزادة فيرجع إلى كتب التفسير فلسوف يجد ضالته هناك .

خامساً : سورة آل عمران :

عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه ، اقرءوا الزهراوين البقرة وآل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما )[56] ..

وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران )[57] ..

سادساً : سورة الكهف :

عن أبي الدرداء رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال )[58] .. وفي رواية أخرى ( من آواخر سورة الكهف ) ..

وعن أبي سعيد رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة سطع له نور من تحت قدمه إلى عنان السماء يضيء به يوم القيامة ، وغفر له ما بين الجمعتين ) .. ولهذه السورة فضل عظيم لما تضمنته من حكم وأمثال وقصص الأمم الغابرة التي تثبت معاني العقيدة وتهذب السلوك ، وتعرض لنا دروساً وعبر من حياة الأمم السابقة بأسلوب شيق جذاب .

سابعاً : سورة السجدة :

عن خالد بن معدان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اقرءوا المنجية وهي : " ألم .. تنزل " فإنه بلغني أن رجلاً يقرأها ما يقرأ شيئاً غيرها ، وكان كثير الخطايا فنشرت جناحها عليه ، وقالت : رب اغفر له فإنه كان يكثر من قراءتي ، فشفّعها الرب فيه ) أخرجه الدارمي في مسنده .

ثامناً : سورة يسن :

عن مقعل بن يسار عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( يسن قلب القرآن لا يقرأها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفر له ، أقرءوها على موتاكم ) رواه أبو داوود والنسائي وابن حبان .

وعن انس بن مالك رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن لكل شيء قلباً ، وقلب القرآن يسن ، ومن قرأ يسن كتب الله له بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات ) رواه الترمزي والدارمي .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( من قرأ يسن في ليلة ابتغاء وجه الله غفر له ) .

تاسعاً : سورة فصلت :

وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لكل شيء ثمرة ، وإن ثمرة القرآن حَمَ ، هي روضات حسان مخصبات متجاورات ، فمن أحب أن يرتع في رياض الجنة فيقرأ الحواميم ) التذكار في أفضل الأذكار للقرطبي .

عاشراً : سورة الدخان :

عني أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قرأ حَمَ الدخان في ليله ، أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك ) أخرجه الترمزي .

حادي عشر : سورة الواقعة :

عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قرأ كل ليلة – إذا وقعت الواقعة – لم يصبه فقر أبداً ) كنز العمال .

اثنى عشر : سورة الملك :

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أن سورة في القرآن ثلاثون أية شفعت لرجل حتى غفر له ، وهي تبارك الذي بيده الملك ).

ثلاثة عشر : سورة الإخلاص :

عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أيعجز أحدكم أن يقرأ في كل ليلة ثلث القرآن ؟ قالوا : وكيف يقرأ ثلث القرآن ؟ قال : قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن )[59] ..

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( أقرأ عليكم ثلث القرآن ، فقرأ قل هو الله أحد الله الصمد حتى ختمها )[60] .

أربعة عشر : المعوذتين :

عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ألم تر آيات أنزلت الليلة لم ير مثلهن قط ، قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس )1 .

وهناك العديد من الأحاديث في فضائل بعض السور أو الآيات من القرآن لم نتطرق إلى عرضها هنا نظراً لأنها لا ترتقي إلى درجة الحديث الصحيح أو الحسن فلم نذكرها هنا لهذا السبب.

الدعاء في الآيات القرآنية :

القرآن الكريم هو صلة بين العبد وخالقه ، وهو الحبل المتين الذي يربط الإنسان بربه جلا وعلا ، والدعاء هو إظهار للتوبة والخضوع ، والزلة والحاجة إلى الله جلا وعلاء ، والدعاء هو في الوقت نفسه إقرار بالألوهية والربوبية والعظمة والقدرة لله الخالق عز وجل ، الدعاء هو طلب الرجاء من عبد ضعيف مقر بضعفه وقصوره إلى رب قوي قادر على كل شيء ، والدعاء أيضاً هو استجابة لأمر الله جل وعلا ، يقول ربنا جل شأنه : ( وقال ربكم ادعوني استجب لكم )1 .

ولقد وردت في القرآن الكريم آيات كثيرة في معنى الدعاء في أسمى معانيه ، يمكن أن نورد هنا أهم هذه الآيات التي تفيد هذا المعنى .. وردت صيغة الدعاء في سورة الفاتحة في قوله تعالى ( اهدنا الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوبِ عليهم ولا الضالين )2 .

وفي قوله تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام :

( وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلداً آمناً وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر )3 .

وفي قوله تعالى على لسان إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام :

( وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ، ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ، ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك ، وأرنا مناسكنا ، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم )1.

وفي قوله تعالى تعليماً وإرشاداً :

( ومنهم من يقول : ربنا آتنا في الدنيا حسنة .. وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار )2 .

وفي قوله تعالى على لسان المؤمنين الصادقين من بني إسرائيل :

( ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا : ربنا أفرغ علينا صبراً وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين )3 .

وفي قوله تعالى إرشاداً وتعليماً لعباده المؤمنين :

( آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كلٌ آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحدٍ من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير ، لا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسب ، ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ، ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا ، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به ، واعف عنا ، واغفر لنا وارحمنا ، أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين )1.

وفي قوله تعالى إرشاداً وتعليماً :

( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمةً إنك أنت الوهاب )2 .

وفي قوله تعالى على لسان امرأة عمران أم مريم :

( فلما وضعتها قالت ربي إني وضعتها أنثى ، والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى ، وإني سميتها مريم ، وإني أُعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم )3 .

وفي قوله تعالى على لسان حواريي عيسى عليه السلام :

( قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنّا مسلمون ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين )4 .

وفي قوله تعالى في المؤمنين الصادقين :

( وما كان قولهم إلا أن قالوا : ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين )1 .

وفي قوله تعالى إرشاداً وتعليماً لعباده المؤمنين :

( إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآياتٍ لأولي الألباب ، الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جِنُوبِهِم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ، ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار ، ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار ، ربنا إننا سمعنا منادياً ينادي للإيمان أن آمنوا بالله فآمنا ، ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئآتنا وتوفنا مع الأبرار ، ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد )2 .

وفي قوله تعالى على لسان المؤمنين الصابرين المضطهدين:

( الذين يقولن : ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك ولياً ، واجعل لنا من لدنك نصيرا )3 .

وفي قوله تعالى على لسان نبي الله موسى عليه السلام :

( قال : رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي ، فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين )4 .

وفي قوله تعالى عن صفة المؤمنين الخاشعين الصادقين :

( وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون : ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين )1 .

وفي قوله تعالى عن أخبار يوم القيامة :

( وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا : ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين )2 .

وفي قوله تعالى عن عباده المؤمنين :

( ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين )3 .

وفي قوله تعالى عن عباده المؤمنين :

( ربنا أفرغ علينا صبراً وتوفنا مسلمين )4 .

وفي قوله تعالى عن نبي الله موسى عليه السلام وأخيه هارون عليه السلام :

( قال رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين )5 .

وفي قوله تعالى عن نبي الله موسى مع بين إسرائيل :

( أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين )[61] .

وفي قوله تعالى عن عباده المؤمنين :

( ربنا لا تجعلنا فتنةً للقوم الظالمين ونجنا برحمتك من القوم الكافرين )[62] .

وفي قوله تعالى :

( قال : رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين )[63] .

وفي قوله سبحانه وتعالى عن نبي الله يوسف عليه السلام :

( رب قد آتيتني من الملك ، وعلمتني من تأويل الأحاديث ، فاطر السموات والأرض ، أنت ولي في الدنيا والآخرة توفني مسلماً وألحقني بالصالحين )[64] .

وفي قوله وتعالى عن نبي الله إبراهيم عليه السلام :

( وإذ قال إبراهيم : رب اجعل هذا البلد آمناً واجنبني وبني أن نعبد الأصنام )[65] .

( رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء )[66] .

وفي قوله تعالى :

( ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب )[67].

وقال تعالى عن أصحاب الكهف :

( إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا : ربنا آتنا من لدنك رحمةً وهيئ لنا أمرنا رشدا )[68].

وفي قوله تعالى عن نبي الله موسى عليه السلام :

( قال ربي اشرح لي صدري ، ويسر لي أمري ، واحلل عقدةً من لساني يفقهوا قولي )[69] .

وفي قوله تعالى إرشاداً وتوجيهاً لنبيه المصطفى – محمد صلى الله عليه وسلم – ولعباده المؤمنين :

( وقل رب زدني علما )[70] .

وفي قوله تعالى عن نبي الله زكريا عليه السلام :

( وزكريا إذ نادى ربه ، رب لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين فاستجاب له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه أنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين)[71].

وفي قوله تعالى تعليماً وتوجيهاً لبعاده المؤمنين :

( وقل رب أنزلني منزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين )[72] .

( وقل رب إني أعوذ بك من همزات الشياطين ، وأعوذ بك ربي أن يحضرون )[73] .

( ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين )[74] .

( وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين )[75] .

وفي قوله تعالى عن نبي الله إبراهيم عليه السلام :

( رب هب لي حكماً وألحقني بالصالحين ، واجعل لي لسان صدقٍ في الآخرين ، واجعلني من ورثة جنة النعيم ، واغفر لأبي أنه كان من الضالين ، ولا تخزني يوم يبعثون ، يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون ، إلا من أتى الله بقلبٍ سليم )[76] .

وفي قوله تعالى عن عباده المؤمنين الصالحين :

( والذين يقولون ، ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما ، إنها ساءت مستقراً ومقاما )[77] .

( والذين يقولون : ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعينٍ واجعلنا للمتقين إماما )[78] .

وفي قوله تعالى عن نبي الله سليمان عليه السلام :

( فتبسم ضاحكاً من قولها ، وقال : رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين )[79] .

وفي قوله تعالى :

( قل رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم ) .

وفي قوله تعالى عن نبي الله موسى عليه السلام :

( فخرج منها خائفاً يترقب ، قال رب نجني من القوم الظالمين ).

وفي قوله تعالى :( قال رب انصرني على القوم المفسدين ) .

وفي قوله تعالى عن نبي الله سليمان بن داؤود عليهما السلام:

( قال : رب اغفر لي وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب )[80] .

وفي قوله تعالى :

( ربنا وسعت كل شيء رحمةً وعلماً فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم )[81] .

وفي قوله تعالى :

( ربنا وأدخلهم جنات عدنٍ التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم ، وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذٍ فقد رحمته ، وذلك هو الفوز العظيم )[82] .

وفي قوله تعالى في مؤمن آل فرعون :

( فستذكرون ما أقول لكم ، وأفوض أمري إلى الله ، إن الله بصيرٌ بالعباد )[83] .

وفي قوله تعالى :

( ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون )[84] .

وفي قلوه تعالى :

( قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليَّ وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه وأصلي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين )[85] .

وفي قوله تعالى عن المؤمنين الصالحين :

( والذين جاءوا من بعدهم يقولون ، ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا إنك رؤوفٌ رحيم )[86] .

وفي قوله تعالى عن المؤمنين الصالحين :

( ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير ، ربنا لا تجعلنا فتنةً للذين كفروا واغفر لنا ، ربنا إنك أنت العزيز الحكيم )[87] .

وفي قوله تعالى :

( يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه ، نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون : ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيءٍ قدير )[88] .

وفي قوله تعالى عن امرأة فرعون المؤمنة :

( وضرب الله مثلاً للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين )[89] .

وفي قوله تعالى عن نبي الله نوح عليه السلام :

( رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمناً وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين إلا تبارا )[90] .

وفي قوله تعالى :

( قل أعوذ برب الفلق ، من شر ما خلق ، ومن شر النفاثات في العقد ، ومن شر غاسقٍ إذا وقب ، ومن شر النفاثات في العقد ، ومن شر حاسدٍ إذا حسد )[91] .

وقوله تعالى :

( قل أعوذ برب الناس ، ملك الناس ، إله الناس ، من شر الوسواس الخناس ، الذي يوسوس في صدور الناس ، من الجِنةِ والناس )[92] .

وهكذا نكون قد استعرضنا أهم الآيات القرآنية التي تضمنت الأدعية المأثورة التي وردت في كتاب اله جل وعلا والتي غطت مساحة واسعة من الأدعية التي سعى إليها المؤمنون الصالحين على مر العصور والأزمان ، والتي تضمنت أهم الأدعية بأسلوب قرآني فيه من السحر والجمال قدر ما فيه من الإعجاز .

وفي الختام :

فهذه دراسة مختصرة فيما يخص قارئ القرآن جمعتها أثناء دراستي لتجويد القرآن على يد أحد مشايخ القراءة في مدينة حلب الشهباء ، وقمت خلال فترة طويلة بوضع بعض الملاحظات والإضافات التي جمعتها من هنا وهناك لعم الفائدة لمن أراد قراءة القرآن الكريم .

وأنا إذا أختتم كتابي هذا ( البيان في قراءة القرآن ) لأقرر أن جهدي في هذا الكتاب إنما هو في الجمع والصياغة والترتيب أما الفضل فيرجع لأصحاب الفضل من العلماء المسلمين الأفذاذ الذين حفظوا لنا تراثنا ، وحفظوا لنا قرآننا ، وحفظوا لنا سنة نبينا وقدموا حياتهم وجهدهم في سبيل العلم والمعرفة فجزاهم الله عنا خير الجزاء .

وأنا إذا أقدم هذا الجهد المتواضع إلى الناشئة من الطلاب المسلمين ، والذي حاولت قدر جهدي أن يكون واضحاً مبسطاً سهل العبارة ، يشمل كل ما يحتاجه الطالب الذي يريد تعلم قراءة القرآن وذلك كله باختصار كبير يبعد الطالب عن متاهات المطولات من أمهات الكتب .

أرجو من الله جلا وعلا ، أن يجعل عملي هذا خالصاً لوجهه الكريم وأن ينفع به أبناء المسلمين .. إنه خير مسئول .. والحمد لله رب العالمين .

1 الآية 28 سورة الرعد .

1 الآية 30 سورة الفرقان

1 الآية 26 سورة فصلت .

2 الآية 9 سورة الحجر .

1 الآية 4 سورة المزمل .3 الآية 20 سورة المزمل

2 الآية 15 سورة المائدة 5 الآية 121 سورة البقرة

4 الآية 27 سورة الكهف

1 الآية 9-10 سورة الإسراء .

2 الآية 29-30 سورة فاطر .

3 رواه الترمزي وقال حسن صحيح .

4 رواه مسلم .

5 الآية 92-93 سورة النمل .

6 الآية 121 سورة البقرة .

1 الآية 124 سورة طه .

2 رواه مسلم .

3 رواه أحمد في مسنده

4 رواه الترمزي وقال حسن صحيح .

1 الأذكار للإمام النووي .

2 تهذيب سير أعلام النبلاء .

1رواه البخاري

2 رواه النسائي

3 رواه مسلم

1 رواه البخاري

1 الآية 98 سورة النحل .

2 رواه ........

1 الآية 29 سورة ص .4 الآية 58 سورة مريم .

2 الآية 24 سورة محمد . 5 الآية 21 سورة الحشر .

3 الآية 2 سورة الأنفال .

1 الآية 201 سورة البقرة . 4 الآية 78 سورة لواقعة

2 الآية 24 سورة الإسراء .

3رواه الحاكم

1 رواه أبو داود وأحمد

2 رواه أبو داود والنسائي

1 الآية 204 سورة الأعراف

2 الآية 83 سورة المائدة .

[1] الآية ....... سورة المزمل

1 الآية ...... من سورة ......

1 الآية ...... من سورة .....

2 الآية ..... من سورة ......

1 الآية ...... من سورة .....4 رواه ............

2 رواه ...........

3 رواه ...........

1 الآية ..... من سورة النحل .

1 الآية 32 سورة الزخرف 3 الآية 125 آل عمران

2 الآية 110 سورة المؤمنون 4 الآية 59 سورة الذاريات

1 الآية 42 سورة التوبة3 الآية 4 سورة البينة

2 الآية 95 سورة هود4 الآية 40 آل عمران

2 الآية 35 سورة المدثر3الآية 185 الصافات

2 الآية 56 سورة غافر 4 الآية 158 سورة الصافات

2 الآية 16 سورة المجادلة3 الآية 221 سورة البقرة

[15]

[16]

2 الآية 8 سورة سبأ 4 الآية 221 سورة البقرة

1 الآية 117 سورة المائدة

2 الآية 116 سورة المائدة

1 الآية 29 سورة فصلت3 الآية سورة الكهف

2 الآية 17 سورة الحشر 4 الآية 124 سورة البقرة

[22]

[23]

1 الآية 133 سورة البقرة 3 الآية 28 سورة فاطر

2 الآية 37 سورة الحج4 الآية 92 سورة النمل

[26]

2 الآية 171 سورة الصافات3 الآية 8 سورة سبأ

[29]

[30]

2 الآية 73 سورة يونس4 الآية 24 سورة الشورى

1 الآية 101 سورة الكهف3 الآية 41 سورة الحج

2 الآية 136 سورة النساء 4 الآية 78 سورة الحج

[34]

[35]

1 الآية 6 سورة البقرة 3 الآية 4 سورة الملك

2 الآية 68 سورة البقرة

[38]

1 الآية 10 سورة الجمعة  3 الآية 9 سورة المؤمنون

2 الآية 55 سورة المائدة4 الآية 130 سورة آل عمران

 المائدة[41]

2 الآية 52 سورة الذاريات3 الآية 8 سورة المؤمنون

[44]

[45]

2 الآية 16 سورة الذاريات 4 الآية 195 سورة آل عمران

1 الآية 35 سورة يونس  5 الآية 54 سورة القمر

2 الآية 249 سورة البقرة

[49]

1 الآية 30 سورة الإسراء الفرقان

1 صحيح البخاري

1 البخاري ومسلم

1 رواه مسلم ..

1 رواه مسلم .

1 رواه مسلم

1 رواه مسلم

2 رواه مسلم

1 رواه مسلم

1 رواه مسلم

2 رواه مسلم

1 رواه مسلم

1 الآية 60 سورة غافر

2 الآية 7 سورة الفاتحة

3 الآية 126 سورة البقرة

1 الآية 127 – 128 سورة البقرة

2 الآية 201 سورة البقرة

3 الآية 250 سورة البقرة

1 الآية 285 – 286 سورة البقرة

2 الآية 8 سورة آل عمران

3 الآية 36 سورة آل عمران

4 الآية 52 سورة آل عمران

1 الآية 147 سورة آل عمران

2 الآية 190 إلى 194 سورة آل عمران

3   الآية 75 سورة النساء

4   الآية 25 سورة المائدة

1 الآية 83 سورة المائدة

2 الآية 47 سورة الأعراف

3 الآية 89 سورة الأعراف

4 الآية 126 سورة الأعراف

5 الآية 151 سورة الأعراف

[61] الآية 155 سورة الأعراف

[62] الآية 86 سورة يونس

[63] الآية 47 سورة هود

[64] الآية 101 سورة يوسف

[65] الآية 35 سورة إبراهيم

[66] الآية 40 سورة إبراهيم

[67] الآية 41 سورة إبراهيم

[68] الآية 10 سورة الكهف

[69] الآية 28 سورة طه

[70] الآية 114 سورة طه

[71] الآية 89 – 90 سورة الأنبياء

[72] الآية 29 سورة المؤمنون

[73] الآية 97 سورة المؤمنون

[74] الآية 109 سورة المؤمنون

[75] الآية 118 سورة المؤمنين

[76] الآية 83 سورة الشعراء

[77] الآية 65 سورة الفرقان

[78] الآية 74 سورة الفرقان

[79] الآية 19 سورة النمل

[80] الآية 35 سورة ص

[81] الآية 7 سورة غافر

[82] الآية 8 سورة غافر

[83] الآية 44 غافر

[84] الآية 12 الدخان

[85] الآية 15 الأحقاف

[86] الآية 10 سورة الحشر

[87] الآية 4 الممتحنة

[88] الآية 8 سورة التحريم

[89] الآية 11 سورة التحريم

[90] الآية 28 سورة نوح

[91] سورة الفلق

[92] سورة الناس

وسوم: العدد 732