زلزال آخر

لم يكن زلزالا للصخر والبحر والجبل فقط ولم يكن زلزالا لطبقات الأرض حيث نراها تتموج وترتعش أمام نواظرنا وتشعرنا بالرعب والتأهب فحسب

كان زلزالا لأعيننا وقد شخصت في محاجرها وتجمدت حدقاتها حين رأت وأحست وهلعت

كان زلزالا لقلوبنا حين هاجمها الفزع فجأة وخيم عليها الخوف برهة في عشوائية وفوضى دقاتها وخفقاتها 

كان زلزالا لطموحاتنا وآمالنا وهي تهدد بالانهيار فجأة مع انهيار جدراننا وسقوفنا

كان زلزالا لذكرياتنا وهي تهيج بسرعة في لحظة حساب للماضي المنسي وحسرة على ما فات

كان زلزالا للنفس وقد أهملت معصية بين جنباتها لم تتب منها وحقا لم تقضه لآخرين تماطل فيه

كان زلزالا لجوارحنا التي نتيه فيها ونفاخر لتذل وتهان وتكسر وهي تسارع وتتوسل راكضة نحو الملاذ الآمن فلا قوة لها أن تصمد وتكابر

كان زلزالا لعقولنا يرجعها لأصالتها وفطرتها تذكرها ان الدنيا قد تنقضي في  لحظات

كان زلزالا للحياة كل الحياة برئيسها ومرؤوسها بفقرها وغناها بقوتها وضعفها بماضيها ومستقبلها يجعلنا نفهم أصل الحياة وسرها ومآلها

وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ

وسوم: العدد 746