عدل الله

نحن في حاجة في هذا الزمان، وفي كل زمان، إلى أن نرجع إلى الله سبحانه وتعالى ونتذكر ما أوصانا به من خير، فنستزيد منه، وما نهانا عنه فنتجنّبه.

قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ. فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ. ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا). {سورة النساء: 59}.

فطاعة الله تعالى واجبة، وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم واجبة، وطاعة أولي الأمر واجبة ما التزموا كتاب الله وسنّة رسوله. فإن اختلفنا وجب أن نرد أمورنا إلى الله ورسوله. ولا شك أننا نجد فيهما الحكم المراد: (ما فرّطنا في الكتاب من شيء). (ومَن لَم يحكم بما أنزلَ الله فأولئك هُمُ الكافرون – الظالمون – الفاسقون).

فهذا هو القانون الذي يُرجع إليه. ولن يقبل الله من أحد أن يرجع إلى غيره وغير رسوله عند التنازع.

(وما آتاكم الرسولُ فخُذوه، وما نهاكم عنه فانتهوا).

وقد يحكم الإنسان بحكم الله، ولكن الهوى يدخل على قلبه، فيُؤْثر قريباً أو يحابي صديقاً، ويظلم بعيداً أو عدوّاً أو ذمّياً؛ فلا يكون متبعاً لأمر الله إلا في ظاهر الأمر دون حقيقته، ويكون عمله من التدليس الذي إن خفي على الناس فلا يخفى على الله الذي يعلم السر والنجوى.

قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ). {سورة النساء: 58}.

فهذا خطاب للولاة والأمراء والحكام، ويدخل فيه جميع الخلق؛ ففي الحديث: "كلّكم راعٍ، وكلّكم مسؤول عن رعيّته". متفق عليه.

وفي النهي عن محاباة الأقارب يقول الله عز من قائل: (وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ. وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا). {سورة الأنعام: 152}.

ويقول في النهي عن ظلم الأعداء: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ. وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا. اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ. وَاتَّقُوا اللَّهَ. إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ). {سورة المائدة: 8}.

وسوم: العدد 746