همسات القمر 202

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

*وبعض لحظاتنا الجميلة، كزوبعة مرّت على عجل مثيرة غيمة كبيرة من غبار الفرح ..

ما لبثت أن هدأت وتلاشت مخلّفة ذكرى لصيقة بالنفس، وإحساسا بالحزن لا يزول!

*تحاصرني زحوف التفكير الهوجاء التي تقتات عقلي وقلبي وروحي بهمجية وشراسة..

تفشل محاولات صدّها وأغدو أمامها تلميذة تتخبط ما بين حروفها وأرقامها..

وحين يعجز الحال.. تهمي عبرات صامتة ترسم على الخد الذاهل حيرة ورعشة سؤال!

*لك ما ترى من القشور

أما الخبايا وما تستر في جب القلوب.. يبقى عصيا على دلاء العابرين مشهد الحياة، الغافلين عن أسرار قابعة بصمتها تغلي وتمور!

*يظنون الصمت ضعفا، وأظنه قوة تمسك تلابيب الحرف وتتركه يعاني انهزامه في زاوية الانكسار!

*وأصعب من الانتظار، فقدان الأمل  وأصعب من الأنين، دمعة تفضح صمت قلب ناء بالعلل  وأصعب من الوحدة، غربة في عالم فوضوي يعلّق أوجاعه على مشجب الروح وأصعب من الصعب، سؤال يتردد في غرفة جرداء، لا نافذة ولا باب، ولا فكرة تسعف بشافي الجواب

*للمشاعر المسترخية على كف النسيان، شعاع من شمس يتسلل لأوردتها المتجمدة يعيد لها رعشة الحياة.

*بعض الكلام يتعثّر بحنجرة البوح فيرتد كسيرا يضمّد بقاياه المتكئة على عصا الوجع!

والبعض يتصارع ويد الصمت القابضة على الشفاه المنتظرة

والبعض، أرهقته المعاني المكلومة، فغدا رهين تأتة ولعثمة لا تبين ..

والبعض آثر السلامة وأخفى رأس جبنه تحت لحاف الأنين

في النفس اضطراب وصوت زلزلة

وفي الأفق البعيد انعكاس صورة المقصلة!

وسوم: العدد 767