خواطر فؤاد البنا 798

تُعلّمنا العزيزة غزّة أن ضريبة العزّة أهْوَن بكثير من ضريبة الهوان، وأن الرجولة إرادةٌ أصلبُ من الحديد وإخلاصٌ أصفى من الماء، وأنها حينما تتوفّر فإنها تُحيل اليَد المُنبسطة للعدوّ إلى يد مغْلولة إلى عنقه، إذ في صراع الإرادات لا يفوز إلا الرجال الأفذاذ!

***************************************

لقد تواطأ في غزّة الذكور  والإناث على أن يَصيروا رجالاً يرفعون رأس أمّتهم الذي نكّسه زعماؤه وكثير من علمائه، فالرجولة صفات وليست جنساً كما علّمنا القرآن، فما أعظمَ مصانع الرجولة فيك يا أكناف بيت المقدس!

***************************************

رجالُ فلسطين هم الرّجال، حيث ترتفع ببسالتهم الرؤوس، وتنجبر بتضحياتهم القلوب، وتَبْيَضّ ببطولاتهم الوجوه، لله دَرّ من استُشهد منهم ويا فخر من ينتظر نَحْبه في ثغور الرباط المُقَدَّس في أكناف بيت المَقْدس.

***************************************

وصل انقسام وتشرذم القوى المحسوبة على الشرعية إلى الأسماء  ولم يسلم من ذلك حتى الجيش، فهناك ألوية العمالقة، وكتائب أبي العباس، وقوات الحرس الجمهوري (المُنحَل بالطبع)، والقوات المشتركة، والجيش الوطني، وقوات الجيش والأمن وووو، وفي كل منطقة ألوية عسكرية تبدو بعضها كأنها تدور في فلك نفسها، فتعالوا يا كل أحرار اليمن لاستعادة الشرعية المستلبة، فهي الغاية التي خرج من أجلها الكل، وهي الراية التي ينبغي أن يستظل تحتها الجميع، ولأن النيات الطيّبة لا تَصلُح وحدها في هذا المضمار فبدون الشرعية سيصبح كل تجمع يستخدم القوة مجرّد مليشيا، مهما كانت أسماؤها وعناوينها!

***************************************

ما أغبى وأشقى من يتركون الاعتصام بحبال القرآن السماوية ويذهبون للتعلّق بخيوط الخَلْق العنكبوتيه، وليكتشفوا بعد دهر أن ما ظنوها (حبال تَقدُّم وهداية) إنما هي (حبائل تخلّف وغواية)، ذلك أنها مجلوبة من وراء زماننا الراهن، أو مستوردة من خلف فكرنا الإسلامي.

***************************************

الضمير في كيان الإنسان مثل الكُلى في جسمه، فعندما يصاب الضمير بالضّمور يحتاج الروح إلى غسيل دائم، بينما كانت تكفيه في الوضع الطبيعي غَسلات الصلوات الخمس، والجُمعة، وصيام رمضان، والحَجّ!

***************************************

تساهم طبيعة التحدّي في تحديد طبائع ردود الفعل، وعلى سبيل المثال وجدنا أن العلمانية في المجتمعات الكاثوليكية ذات أنياب حادة كما في النّمط الفرنسي؛ وذلك بسبب حدّة الكنيسة الكاثوليكية في محاربة العلم والعلماء وتكميم أفواه الأحرار، بينما وجدنا صورة ناعمة من العلمانية في المجتمعات البروتستانتية كما في بريطانيا مثلاً، حيث توجد مساحة واسعة يعمل من خلالها الدين في ما سوى الدولة، وفي البلدان العربية وجدنا أن أحد عوامل ظهور الحركات الإسلامية ما قامت به الأنظمة القمعية من جرائم في حق شعوبها، بمعنى أنها تتضمّن ردّ فعل على الاستبداد والفساد والتغريب، وكلما زادت حدّة هذه الثلاثية كان الإسلاميون أكثر محافظةً وصار بعضهم أقرب إلى التطرف والعنف كما في مصر وسوريا والعراق والجزائر، وفي المقابل فإن اعتدال الأنظمة ينعكس إيجاباً على اعتدال الحركات الإسلامية كما في اليمن والكويت والمغرب والأردن ولبنان، لدرجة أن السلفيين في الكويت صاروا نسخة متطورة جدا مقارنة بنظرائهم في البلدان المجاورة، وذلك بسبب الهامش المعقول من الحريات في الكويت!

***************************************

عندما أفَلَت شمسُ التوحيد في عقول عامة المسلمين؛ حُرموا من أشعّة الهداية والمعرفة والحرية والعدالة، وحينئذ غَزَتهم دياجير الضلال والعماية ودهمتهم دواهي الفقر والفُرْقة؛ إذ أن توحيد الله يتسبب في نَهْل الأمة كلها من مَنهل السماء الواحد، مما يضمن لها وحدة المنطلق والغاية، وهذا يؤدي بلا شكّ إلى قوة فاعليتها وعدم تجرّؤ أعدائها عليها.

***************************************

وصل انقسام وتشرذم القوى المحسوبة على الشرعية إلى الأسماء  ولم يسلم من ذلك حتى الجيش، فهناك ألوية العمالقة، وكتائب أبي العباس، وقوات الحرس الجمهوري (المُنحَل بالطبع)، والقوات المشتركة، والجيش الوطني، وقوات الجيش والأمن وووو، وفي كل منطقة ألوية عسكرية تبدو بعضها كأنها تدور في فلك نفسها، فتعالوا يا كل أحرار اليمن لاستعادة الشرعية المستلبة، فهي الغاية التي خرج من أجلها الكل، وهي الراية التي ينبغي أن يستظل تحتها الجميع، ولأن النيات الطيّبة لا تَصلُح وحدها في هذا المضمار فبدون الشرعية سيصبح كل تجمع يستخدم القوة مجرّد مليشيا، مهما كانت أسماؤها وعناوينها!

وسوم: العدد 798