خواطر فؤاد البنا 800

أتعرفون لماذا قلوب الصالحين من اليمنيين لَيِّنة أكثر من قلوب غيرهم كما مدحهم المصطفى صلى الله عليه وسلم حسبما ورد في الصحاح؟*

*...ربما لأنهم يَمسحون على رؤوس الأيتام والمساكين ويُطعمونهم من متوسِّط ما يأكلون، ولاسيما أن الأيتام في بلدهم المنكوب كثيرون مقارنة بعدد السكان؛ وذلك نتيجة لكثرة الاحتراب على السلطة ذات المُغْريَات الكثيرة وبسبب احتدام الاقتتال على الموارد الشحيحة، وكذلك لكثافة الأمراض التي تحصد الآباء وتقصف الأعمار قبل الأوان، ولكثرة الثارات القبلية والتشاحنات المناطقية التي ظلت تشتعل آناً بعد آن، بسبب غياب الدولة المركزية التي تجمع بين ميزات العدل وصوارم القوة!

***************************************

احذروا رياحُ السّموم البشرية، وهم أناسٌ يقومون بتزوير الحقائق وتزويغ الأباطيل، ويتولّون ترويج الأكاذيب وإشاعة الأراجيف، إنهم نارٌ تُحرق العلائق وسكاكين تُمزّق الأواصر، ولا تهنأ لهم عيشة إلا إذا نجحوا في تسميم المناخات وتوتير الأجواء، ولا يَهدأ لهم بال إلا إذا تَمكَّنوا من زعزعة الصفوف وإفساد ذات البَين!

***************************************

أتعرفون لماذا قلوب الصالحين من اليمنيين لَيِّنة أكثر من قلوب غيرهم كما مدحهم المصطفى صلى الله عليه وسلم حسبما ورد في الصحاح؟*

*...ربما لأنهم يَمسحون على رؤوس الأيتام والمساكين ويُطعمونهم من متوسِّط ما يأكلون، ولاسيما أن الأيتام في بلدهم المنكوب كثيرون مقارنة بعدد السكان؛ وذلك نتيجة لكثرة الاحتراب على السلطة ذات المُغْريَات الكثيرة وبسبب احتدام الاقتتال على الموارد الشحيحة، وكذلك لكثافة الأمراض التي تحصد الآباء وتقصف الأعمار قبل الأوان، ولكثرة الثارات القبلية والتشاحنات المناطقية التي ظلت تشتعل آناً بعد آن، بسبب غياب الدولة المركزية التي تجمع بين ميزات العدل وصوارم القوة!

***************************************

لقد هزّ مقتلُ خاشقجي جذع الاستبداد العربي، فهل يتساقط على الشعوب رُطَبٌ جَنِيٌ أم حِجارةٌ من سِجّيل؟

***************************************

كم يَجُرّ التشاؤم من ويلات وكم يَصنع من مصائب، وخذوا أحدث ما وقع لي من تشاؤم اليوم، فقد سافرت صباح اليوم من المدينة التي أقيم فيها والتي تعاني من أزمة كبيرة في المشتقات النفطية، إلى العاصمة وهي لا تعاني من هذه الأزمة، ولما كانت قد وقعت لي عدد من المشاكل في الأيام الماضية بصورة غير طبيعية فقد قلت: أخشى أن نصل العاصمة وقد انتقلت إليها أزمة النفط، وبالفعل عندما وصلنا وجدنا الأزمة قد وصلت فقد كان العدد الأكبر من المحطات خالية تماماً من النفط، وفي المحطات التي يوجد فيها بنزين توجد طوابير طويلة من السيارات، وطلبتُ من ابني أن ينخرط في صفوف إحداها، وقلت للأسرة: أخشى أن يكون حظنا سيئاً وأن ينتهي البنزين قبل تعبية سيارتنا وستكون المصيبة أكبر لو انتهى أمام سيارتنا بالضبط، كان ذلك في العصر وقبل المغرب اتصل ابني يقول: عندما وضع العامل أنبوب البنزين في فم سيارتنا انتهى البنزين!!!

***************************************

انقسمت غالبية المسلمين في التعامل مع آلاء الله الثاوية في هذا الكون إلى قسمين:*

*الأول: أصحاب التدين المغشوش، وقد شغلهم الاستمتاع بالطيبات عن شكر المُنعِم المُتفضّل، وصرفتهم الأسباب الجارية عن معرفة المُسبّ المُجري لها!*

*الثاني: أصحاب التدين المنقوص، وقد ذهب الفهم المنقوص بهؤلاء بعيداً عن ابتغاء فضل الله وعن الاستمتاع برزق الله وطيباته، وهؤلاء قد زهدوا في الدنيا وتركوا عمارة الأرض، ففرّطوا بعبادة الله في محراب الدنيا، بينما قام أصحاب التدين المغشوش بعبادة الدنيا وأقاموها على جماجم غيرهم من المستضعَفين!

***************************************

كلما التهمت المعارك المزيد من المناطق التي يسيطرعليها الحوثيون؛ ازداد سعارُهم ضدّ المدنيين الذين لا يمتلكون حيلة ولا يَهتدون سبيلاً، وسيتعاملون مع كل متدين إن لم يكن على طريقتهم، على أنه خلية نائمة وطابور خامس، فليحْذَر أولئك من جرائم هؤلاء !!

***************************************

إذا وقعت واقعةُ الحرب في بلد ما؛ فإنها تصبح خافضةً رافعةً كالقيامة، ولكن بالعكس في الغالب، حيث تَرفعُ الأنذالَ وتَخفض الكرام، تَقْتل الشّجعان وتَسْتبقي الجُبناء!

***************************************

كم نعاني من نوائب وأزمات، وكم نواجه من مصاعب ومتاعب؛ مما يقتضي منا أن نتسلّح بالأمل وأن نَلج دوماً حصن الإيمان، حيث لا تستطيع رياحُ التحديات ولا عواصف الفتن أن تأخذك نحو مهاوي اليأس ومنزلقات القنوط، وفي هذا يقول شاعرٌ قديم:*

*إذا ضاقَ عَليكَ الأمْــ*

              *ـــرُ فكِّرْ في ألَمْ نَشْرَحْ*

*فعُسرٌ بين يُسْرَين*

                *إذا ذكَرْتَه فــافْرَحْ*

***************************************

إن الفيصل بين نكران الذات وتواضع الذات، هو أن تؤمن يقيناً بأن كل موهبة عندك أو نعمة لديك إنما هي عطية الله لك ومنّته عليك، وهذا سينزع منك شجرة الغرور ويغرس فيك خميلة التواضع، دون أن تقع في خانة غمط الذات ونكرانها؛ مما سيرفعك في عين الله ويُحَبب الناس فيك.

***************************************

كم أتعجَّب ممّن يَستغربون موقفَ الأمم المتحدة من الانقلاب الحوثي؛ فمجلس الأمن الدولي إنما هو عصا أمريكا الغليظة التي تضرب بها من تشاء، وأمريكا تريد إقامة (توازن رُعب) بين السُّنّة والشيعة حتى تظل طاقات المسلمين تتكسّر في دائرة التآكل، ولأن الشيعة أقلية لا تتجاوز 10% من المسلمين فإنهم الطرف الأضعف الذي ينبغي دعمه بطريقة خفية، ولأنهم يمتلكون تأريخاً زاخرا بالخيانات فأمريكا تقف معهم ولكن بطريقة مُخادعة، هذا ما تفعله في سوريا واليمن وهو ما فعلته في لبنان والعراق، غير أن هذه اللعبة يتم التغطية عليها بشعارات (الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل)، ويتم تَعْمية أعين الجماهير بِذَرِّ رماد المقاومة والمُمانعة في أعينها؛ حتى لا ترى زواج المُتعة بين (رُوم أمريكا) وبين (فُرس إيران)!

***************************************

لقد هزّ مقتلُ خاشقجي جذع الاستبداد العربي، فهل يتساقط على الشعوب رُطَبٌ جَنِيٌ أم حِجارةٌ من سِجّيل؟

***************************************

كان بديع الزمان النورسي يخاطب نفسه فيقول: يا سعيد كُن صَعيداً (أي تُراباً)، وأنا أقول لك: كُنْ لا شيئ في عَين ذاتك وستكون كل شيئ في أعين الناس!

وسوم: العدد 800