خواطر فؤاد البنا 807

النظم السياسية هي القنوات التي تدفع سيل الحرية للجريان في مسارب المسؤولية، وهي السدود التي تمنع طوفان الفوضى من الفيضان في طرق الناس، وتمنعها من إغراق منازلهم وإفساد حياتهم.

*****************************

ما زال العقل المسلم في غالب أنشطته يقوم باجترار التراث الإسلامي بدون تمحيص، وما زال مجرد صدى للحداثة الغربية بدون وعي، فمتى سينتقل من مضائق الاجترار والتقليد إلى ساحات الاجتهاد والتجديد ؟

*****************************

لقد خلق الله الإنسان من عنصري التراب والروح، فإنْ تسلل الكبر إلى قلبه فينبغي له أن يتذكر أصله الترابي التافه، وإذا شعر بالمهانة والهوان يجتاحان جوانحه فينبغي له أن يتذكر النفخة الروحية التي تثوي في ذاته، والتي بسببها أسجد الله له الملائكة وكرّمه على شتى الخلائق وفضله على سائر الكائنات.

*****************************

عندما انفجر (سدّ مأرب) قبل الإسلام حدث سَيلُ العَرِم الذي شَرَّد اليمنيين وجعل البلدة الطيبة يباباً، وحينما انفجر (سدّ صعدة) في القرن الواحد والعشرين خرج يأجوجُ ومأجوجُ من كهوفهم، وعاثوا في البلدة الطيبة فساداً، حيث التهموا الأخضر واليابس، ومزّقوا اليمنيين كل مُمزَّق، وجعلوهم أحاديث للناس، ووصل الجوع والخوف والذل بكثير من اليمنيين إلى حدّ أنهم صاروا لا يفقهون قولاً، فأين ذو القرنين الذي يعيد يأجوج ومأجوج إلى كهوفهم، ويبني حولهم سداً منيعاً يحمي الضعفاء من شرورهم؟

*****************************

وسوم: العدد 807