خواطر فؤاد البنا

في مجلس الخليفة المنصور تلا أحد المنافقين قوله تعالى: {يَخرُج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس}، وزعم أن المراد بالنحل هنا هو أهل البيت وأن الشراب هو القرآن، فقال له أحدهم: جعل الله طعامك وشرابك ما يخرج من بطون آل هاشم. وفي بلادنا يوجد منافقون يقولون بهذه الفرية بطريقة مختلفة قليلا، حيث يزعمون بأن الحوثي قرين القرآن وأنه القرآن الناطق، ولهؤلاء نقول: جعل الله شرابكم ما يخرج من بطون آل الحوثي!

********************************

قيل بأن السياسة كالفلاحة، مما يوجب على الساسة قطف الثمار في الوقت المناسب، ولأن الأمر قد وُسِّد إلى غير أهله في اليمن فإن ما يحدث فيها لا يدل على وجود ساسة محترفين، والوطن هو الخاسر الأكبر مما يجري والشعب هو الذي يدفع الثمن، فالحوثيون يتعجلون قطف الثمار ولا يحصلون إلا على الوجع، والشرعية تتأخر عن القطاف في الوقت المناسب فلا تجني سوى الندامة؛ وبذلك فإن الثمرة تذهب لصالح من يتربص بجميع اليمنيين الدوائر، فمتى نفيق من هذا الكابوس الرهيب؟!

********************************

حينما عجز المسلمون في عصور التراجع عن العيش كما يريد منهم إسلامُهم، قاموا بقولبة الإسلام وفق ما يعيشون من أوضاع؛ وبذلك أحالوا الإسلام من قيم ومبادئ راقية إلى قوالب وعوائد راكدة. ثم جاء المتأخرون ليرثوا هذه العوائد الراكدة على أنها الإسلام الذي يتعبّدون ربهم بالعَض عليه بالنواجذ!

وسوم: العدد 851