جسد وقلب

إذا ما صادفت يومًا من يُهوّن عليك هموم الدنيا ومصائبها، ويجعل أمرها في نظرك هين يسير، فهو حتمًا إنسان مُؤمن مُتيقن بقدرة الله العظيم على تفريج الكروب، أو هو مُبتلى صابر، كتم عن الخلائِق ما ألمّ به من عظيم المحن والبلايا، فبات يُبصر كل ما دونها ضئيل.

أو ربما هو إنسان محّصه الله سبحانه من شوائِب الدنيا وعوالقها بكثرة ما أنجاه من كروبٍ وبلايا، فتصاغرت الدنيا بنظره وتضائل حجمها حتى باتت كورقة في مهب الريح، فزهد بزخارفها، وهجر لذاتها، وأمسى يسير بجسده على الأرض وقلبه مُعلق مع خالق هذا الكون. 

وسوم: العدد 877